"الخط الأحمر".. أسباب تردد روسيا في شراء صواريخ إيرانية
الحرة / ترجمات - دبي
07 مارس 2023
أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، بأن روسيا "تتردد" في شراء صواريخ باليستية من إيران خشية توجه حلفاء أوكرانيا نحو تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى ردا على الخطوة، حسبما نقلته عن مسؤولين غربيين.
وقدمت إيران مئات المسيّرات لموسكو التي استخدمتها في مهاجمة البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى أن مسؤولي العواصم الغربية يعتقدون أن طهران منفتحة على تعزيز تعاونها العسكري مع موسكو.
وعلى الرغم من الضغوط على مخزوناتها، يبقى تهديد الولايات المتحدة بتزويد كييف بنظام الصواريخ ATACMS، والذي يمكن أن يصل مداها 300 كيلومتر إلى عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، أحد أهم العوامل التي تدفع روسيا للامتناع عن شراء الصواريخ الباليستية بعيدة المدى من إيران، وفقا لتقديرات مسؤولين بالناتو.
علاقة "مقلقة"
وكثفت الولايات المتحدة مؤخرا تحذيراتها بشأن تعميق التعاون العسكري بين روسيا وإيران، فيما يواصل دبلوماسيون أوروبيون إثارة مخاوف تعزيز طهران لتنسيقها مع الكرملين في حربه بأوكرانيا، مع نظرائهم الإيرانيين.سفيرة الولايات المتحدة لدى الناتو، جوليان سميث، قالت إن الحلفاء الغربيين يجدون العلاقة بين موسكو وطهران "مقلقة للغاية".
وأضافت المسؤولة الأميركية: "من الواضح أن هذا الوضع يزعجنا جميعًا كثيرًا"، مضيفة أن الموضوع مطروح للنقاش داخل التحالف، وسنواصل إرسال إشارات إلى إيران حول مخاطر دعم روسيا ماديا في هجماتها وحربها داخل أوكرانيا".
ومنذ بداية الغزو الروسي على أوكرانيا قبل عام، كشف حلفاء كييف الغربيون عن كميات غير مسبوقة من المعلومات الاستخباراتية السرية، في محاولة لتقويض واستباق وردع روسيا وحلفائها المحتملين.
"حالة يرثى لها"
وتشير الصحيفة، إلى أن المسؤولين الغربيين يعترفون بأن موسكو قد تغير موقفها من الصواريخ الباليستية الإيرانية مع النقص الكبير المسجل في ذخائرها الموجهة، وتعثر إنتاجها المحلي من هذه الأسلحة.وأضاف أحد المسؤولين أن الجيش الروسي "قلق بالفعل" بشأن قدرته على استمرار الحرب، حيث انخفضت إمدادات الصواريخ والمدفعية إلى نصف مستوياتها في أواخر العام الماضي.
"إنهم بحاجة إلى صواريخ" يقول أحد المسؤولين الأوروبيين، مضيفا: "الروس في حالة يرثى لها".
وبمساعدة التكنولوجيا الروسية التي تم توفيرها في التسعينيات، قامت إيران ببناء أكبر أسطول من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، في إطار برنامج وصفته وزارة الدفاع الأميركية في عام 2019، بأنه "دقيق بشكل متزايد" و"متطور".
وتنفي إيران باستمرار تقديمها أي أسلحة لروسيا منذ أن شنت قوات هذه الأخيرة الحرب على أوكرانيا في فبراير من العام الماضي.
وقال وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا غراعي أشتياني، الاثنين، إن "للجمهورية الإسلامية الحق في التعاون مع الدول الأخرى لتعزيز قوتها".
وكشف للصحفيين، أن مزاعم بيع طهران طائرات مسيرة مسلحة لروسيا لاستخدامها في حربها بأوكرانيا لم "تثبت".
ولدى سؤاله عن احتمال شراء إيران طائرات روسية، قال الجنرال الإيراني إن هذا ليس تطورا جديدا.
تداعيات الصفقة المحتملة
وحذر جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي ، الشهر الماضي من أن موسكو قد تزود إيران بطائرات مقاتلة حديثة ومعدات متطورة أخرى مقابل ذخيرة مدفعية ودبابات، بحسب ما نقلته الصحيفة.في غضون ذلك، كشف البنتاغون أن روسيا مهتمة بـ "قدرة الصواريخ الباليستية" الإيرانية.
ومنذ بداية العام الجاري، قدمت الولايات المتحدة 10 مليارات دولار من الأسلحة إلى أوكرانيا، لكن واشنطن رفضت طلبات كييف للحصول على نظام الصواريخ ATACMS، الذي يصل إلى ما يقرب من أربعة أضعاف مدى من أنظمة صواريخ هيمارس التي حصلت عليها من واشنطن والتي استخدمتها لإحداث تأثير مدمر في صفوف القوات الروسية.
وقال مسؤولون غربيون ومحللون إن طهران وموسكو بحثا إمكانية تبادل الأسلحة الروسية الحديثة مقابل صواريخ باليستية، لكن تلك المحادثات توقفت، لأسباب منها التداعيات المحتملة لمثل هذه الصفقة على الجانبين.
ويبلغ مدى صواريخ فاتح 313 الإيرانية وصواريخ ذو الفقار الباليستية 500 كيلومتر و700 كيلومتر تواليا، ومن شأن حصول موسكو عليها، أن يعزز قدراتها الحربية ويساعد على تقوية مخزونها المستنفد من الصواريخ.
مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الفكرية، علي واعظ، أبرز أن "مناقشات أجريت بين طهران وموسكو حول الصواريخ الباليستية، لكن لم يتم التوقيع على أي اتفاق بشأنها"، بعد أن "أخبرهم الأوروبيون أن العواقب ستكون وخيمة للغاية. كما رسمت الولايات المتحدة خطا أحمر حول الموضوع".
وتبرز الصحيفة، أن محللين عسكريين، تحدثوا عن أن تحذيرات الحلفاء الغربيين العلنية لطهران "سيكون لها تأثيرمحدود بالنظر إلى أن إيران تخضع لعقوبات واسعة النطاق".
وقال مسؤول دفاعي أميركي، إن "إيران واحدة من الدول القليلة التي ترغب في بيع هذه الأسلحة لروسيا".
تعاون متصاعد
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، محادثات عبر الهاتف يوم الاثنين، لم يتم الكشف عن تفاصيلها.وتشير سلسلة الزيارات التي قام بها بعض كبار المسؤولين الاقتصاديين المقربين من بوتين إلى طهران، إلى أن صداقة روسيا المتنامية مع إيران، ستتوسع لتتجاوز التعاون العسكري إلى التجاري والاقتصادي.
وأعلن دبلوماسيون إيرانيون، أن محافظ البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، يستعد لزيارة طهران قريبا.
وتأتي زيارة المسؤول المالي الرفيع، بعد أن كان أليكسي ميللر، الرئيس التنفيذي لشركة "غازبروم" التي تحتكر الغاز والتي تديرها الدولة الروسية، في طهران الأسبوع الماضي.
ومن المرجح أن تركز زيارة نابيولينا، على دمج أنظمة المدفوعات البنكية الروسية والإيرانية، والتي تم استبعادها من الاقتصاد العالمي بسبب العقوبات الغربية، وفقا لمسؤول سابق بالبنك المركزي الروسي.
"الخط الأحمر".. أسباب تردد روسيا في شراء صواريخ إيرانية
أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، بأن روسيا "تتردد" في شراء صواريخ باليستية من إيران خشية توجه حلفاء أوكرانيا نحو تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى ردا على الخطوة، حسبما نقلته عن مسؤولين غربيين. وقدمت إيران مئات المسيّرات لموسكو التي استخدمتها في مهاجمة البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، وفقا...
www.alhurra.com