معركة مطار توزلا 1994

[هيرون]

بداية عام 1994. الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك معقدة بالنسبة لصرب البوسنة. وعلى الرغم من الحظر الدولي فإن الجيوش الكرواتية والمسلمة تعيد تسليحها بأسلحة أجنبية وذخيرة مهربة إلى داخل البلاد.

ولتعقيد الصورة منحت الأمم المتحدة العديد من المدن الإستراتيجية التي يسيطر عليها المسلمون وضع المناطق الآمنة. وتنشر قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة لحمايتهم. واحدة من تلك الجيوب المحمية هي توزلا.

في توزلا تقع نوردبات -2 ، كتيبة معززة مكونة من ثلاث سرايا مشاة ميكانيكية سويدية ، مفرزة طبية نرويجية مجهزة بطائرات هليكوبتر ، وفرقة دبابات قتالية دنماركية رئيسية. لكن الدبابات لم تصل بعد.

 

[هيرون]

تتمثل المهمة الرئيسية لـكتيبة Nordbat وجنودها البالغ عددهم 1246 جنديًا في فتح مطار توزلا وإبقائه مفتوحًا.
تستقر الكتيبة في ضواحي المطار وتنشر سلسلة من نقاط المراقبة الدائمة. تسمى هذه البؤر الاستيطانية Tango و Romeo.

يرى الصرب أن العديد من الأسلحة الجديدة التي يتلقاها المسلمون تظهر أولاً على جبهة توزلا ، ويعتقدون أن المعدات العسكرية يتم تهريبها عبر المطار الذي تحميه قوة الأمم المتحدة . ردا على ذلك ، أمر القائد الصربي بالي بمضايقة الخوذات الزرقاء.

تقع مسؤولية منطقة توزلا من جانب الصرب على لواءين من المشاة تابعين لجيش جمهورية صربسكا. إلى الشرق يوجد لواء زفورنيك بقيادة الرائد فينكو باندوريفيتش. إلى الجنوب ، لواء بيرشان أو "شيكوفيتشي" بقيادة العقيد سفيتوزار أندريتش.

بالإضافة إلى الأسلحة الصغيرة والمدافع الرشاشة الثقيلة وقاذفات القنابل اليدوية ، تمتلك وحدات صرب البوسنة دبابات T-55 ومدافع مضادة للطائرات 40 ملم ومدافع T-12 100 ملم مضادة للدبابات ومدفعية 85 ملم و 122 ملم. لكن لمحاربة كتيبة Nordbat الأممية، سيرسل Pale وحدة خاصة.

 

[هيرون]

الوحدة الصربية خاصة مجهزة بـ 9M14 Malyutka وهو صاروخ موجه بالأسلاك مضاد للدبابات. بمدى أقصى يتراوح بين 2500 و 3000 متر ، تحمل Malyutka رأسًا حربيًا شديد الانفجار يبلغ وزنه 2.6 كيلوغرامًا وقادرًا على اختراق الدروع حتى 200 ملم.
ولكن تم بناؤه بموجب ترخيص في يوغوسلافيا ، يتوفر Malyutka بأعداد كبيرة. المشكلة هي العثور على مشغلين مؤهلين ، حيث يتطلب تدريبًا مستمرًا ، وهو أمر غير ممكن دائمًا في فوضى الحرب الأهلية.

ظهرت Malyutka لأول مرة في أواخر حرب فيتنام واكتسبت شهرة عالمية من خلال تدمير حوالي 800 دبابة ومركبة إسرائيلية في حرب يوم الغفران عام 1973. على الرغم من أن صاروخ Sagger قد عفا عليه الزمن وفقًا لمعايير أواخر القرن العشرين ، إلا أنه سلاح مثالي لنصب كمين لـ Nordbat.

 

[هيرون]

22 فبراير 1994
ثماني ناقلات PBV-302 من فوج Kompagni الثامن السويدي تعبر طريقًا في توزلا. مزودة بمدفع عيار 20 ملم ودرع يتحمل حتى عيار 23 ملم تسمح تلك المركبات لقوات الأمم المتحدة بالتحرك بأمان من نيران الأسلحة الصغيرة.

تتمركز فصيلة صربية على تل بالقرب من الطريق. تم إطلاق صاروخين ماليوتكا من مسافة ثلاثة كيلومترات على مركبتين للقافلة السويدية. كلاهما يضرب ويخترق الدرع. لم يسقط قتلى لكن هناك خمسة جرحى.

 

[هيرون]

بعد ثلاثة أيام ، وصلت الفرقة الدنماركية أخيرًا إلى Camp Gønge ، وهو مصنع سابق للحافلات يعمل كقاعدة لـ Nordbat. تصل الدبابات متأخرة شهورًا بعد أن احتجزها الصرب والكروات والبوسنيون ، حيث لا أحد يريد أن تمتلك الأمم المتحدة مركبات مدرعة.

القادمون الجدد هم Leopard 1A5 ، وهو تحديث لـ 1A3s التي اشترتها الدنمارك. يتضمن التحديث برجًا جديدًا مزودًا بأنظمة الرؤية الليلية الحرارية ونظام التحكم في النيران الموجه بالليزر والكمبيوتر ، مما يسمح بإطلاق نار أكثر دقة من مسافة بعيدة.

 

[هيرون]

تنتمي ليوبارد إلى فوج Jydske Dragonregiment يتكون الفوج من عشر دبابات ، مقسمة إلى ثلاث فصائل من ثلاث دبابات
بالإضافة إلى دبابة قيادة مخصصة لقائد السرب. هذا القائد هو الرائد كارستن راسموسن.

يتألف طاقم الدبابة من أربعة رجال ، وهي سريعة ومسلحة بمدفع L7 105 البريطاني الشهير. لكنها مدرعة بشكل خفيف لدرجة أنه حتى الواجهة الأمامية والبرج يمكن اختراقها من مسافة بعيدة بواسطة T-55 و T-12 و Malyutkas.

 

[هيرون]

4 أبريل 1994
الدبابات الثلاثة من الفصيلة الثالثة بقيادة قائد الفصيلة HL Christensen تجري استطلاعًا بالقرب من بلدة Gradačac. الهدف هو إيجاد مواقع إطلاق نار في حالة حدوث مواجهة افتراضية ضد صرب البوسنة.

بينما تفحص أحدى الدبابات موقع إطلاق نار محتمل ، تسقط قذيفة مدفعية على بعد عشرة أمتار فقط منها. أمر الرائد كارستن راسموسن الفصيلة الثالثة بمواصلة عملياتها والرد على النيران إذا كان هناك المزيد من الهجمات الصربية.

بعد فترة وجيزة أطلق مدفع مضاد للطائرات عيار 40 ملم النار على الدبابات من تل على بعد 2340 مترًا .
بعد أوامر رئيسه يرد كريستنسن بإطلاق النار. تكفي قذيفتان شديدتا الانفجار لإسكات الصرب.

 

[هيرون]

14 أبريل
تقع الفصيلة الأولى على الطريق المار بقرية ساراتي وقرية كاليسيجا. تبدأ الدبابات الصعود نحو مركز المراقبة Tango-2 ، عندما يستهدف الصرب دبابة قائد الفصيل كلاوس روز أندرسن

ثلاث قذائف مدفعية تحيط بالدبابة. تقع آخر واحدة بالقرب من Leopard لدرجة أن السائق يفقد السيطرة وينتهي الأمر بالدبابة في حفرة. يمكن رؤية أضرار الشظايا في الجزء الخلفي أثناء عودة الدنماركيين إلى معسكر جونجي.

وعلى الرغم من هذه الحوادث فإن الهدف الرئيسي هو الدفاع عن مطار توزلا ، الذي افتتح في بداية شهر مارس دون اتفاق مع الصرب. وابتداء من منتصف أبريل ، تعرض المطار لقصف مدفعي متواصل من التلال المجاورة

 

[هيرون]

رداً على ذلك وضعت قوة Nordbat خطة عمل تسمى Bøllebank. وهي تقوم على نشر ليوبارد كقوة ردع. إذا لم يوقف الصرب قصفهم عندما يرون الدبابات ، فإن الدبابات ستذهب إلى مواقع إطلاق النار المحددة مسبقًا وتفتح النار.

في وقت متأخر من ليلة 29 أبريل. قام الصرب بقصف مركز المراقبة Tango-2 مرتين على الرغم من أن الهجوم لا يُقارن بالهجوم السابق ، فإن الكولونيل كريستر سفينسون ، "رئيس" Nordbat ، ينشط خطة Bøllebank.

في معسكر Gønge ، تنطلق أصوات الإنذارات. سبعة دبابات (الفصيلة الأولى والثانية بأكملها ، بالإضافة إلى دبابة القيادة) تطلق محركاتها.
الدبابات الثلاثة من الفصيلة الثالثة لا تزال في الاحتياط. اللفتنانت كولونيل لارس رينهاردت مولر ، الضابط الثاني في نوربات ، على متن مدرعة PBV-302.

 

[هيرون]

ولكن قبل أن تبدأ الدبابات مسيرها توقف قصف Tango-2. على الرغم من أن السويديين لم يعودوا بحاجة إلى الإنقاذ ، فإن Bøllebank يمضي قدمًا. المدرعات تغادر قاعدتها وتتجه نحو بلدة سراي التي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن نقطة المراقبة.

وفقًا لقواعد الاشتباك يجب أن تسير المركبات وأضوائها مضاءة. لم يفعلوا ذلك. فقط عند الوصول إلى سراي ، تضيء أضواءها.
بمجرد وصولهم إلى القرية يتوقف الدنماركيون لانتظار الإذن من الشرطة العسكرية التابعة لقوات المسلمين لمواصلة طريقهم نحو كاليسيا.

من جبل فيس القريب ، يرى مراقبو المدفعية الصربية الأضواء ، وبعيدًا عن تخويف الدبابات ، يبثون الإحداثيات. في الساعة 11:15 مساءً ، أطلق مدفع عيار 152 ملم النار. تسقط المقذوفة على بعد حوالي 50 متراً من قوات الأمم المتحدة
بعد عشر دقائق ، انفجرت قذيفتان أخريان. لم تقع إصابات بين الدنماركيين الذين يقسمون قواتهم. الفهود الثلاثة من الفصيلة الثانية ، تحت قيادة إريك كيرك ، لا تزال في سراي لتغطية تقدم الباقي نحو كاليسيا ، وهي قرية تقع على بعد أربعة كيلومترات من Tango-2.

 

[هيرون]

تصل أربع دبابات و مدرعات PBV إلى Kalesija. يواصل اثنان من Leopard نحو Tango-2. الاثنان الآخران يغطيانهم. تظهر الفجوات بين المنازل الطريق الذي يجب أن يتقدم فيه الدنماركيون. وعلى تلة قريبة هناك مجموعتان من صواريخ Malyutka جاهزة لإطلاق النار.

من خلال معدات الرؤية الليلية الخاصة بهم ترى الناقلات العديد من المسارات الساخنة والمضيئة والخطوط المستقيمة التي تلوح في الأفق نحو الدبابات . إنها صواريخ Malyutka التي تطير على مسافة قريبة بسرعة 115 مترًا في الثانية ، مما يمنح أعدائهم القليل من الوقت للرد.



طاقم ليوبارد يراهن على أفضل سلاح للدبابة الألمانية الصنع ، السرعة. تسرع المحركات وتهتز السلاسل وتصرخ بصوت عالٍ. يعتمد الدنماركيون على التنقل وعباءة الليل لحمايتهم من الصواريخ الصربية

يسقط صاروخ Malyutka على بعد 10-15 مترًا من دبابة القائد بريبين بوندجارد. انفجار آخر أمام دبابة أندرسن. أدى التوقف المفاجئ للسائق أولي كريستنسن إلى منع وقوع المأساة. صاروخ ثالث يضرب المبنى الذي تحتمي خلفة أحدى مدرعات PVB. الطوب والحطام يتساقطان على مركبة القيادة

 

[هيرون]

يكفي الدنماركيين وفقًا للرواية الرسمية أمر راسموسن ومولر بفتح النار. وبحسب عدد من الناقلات ، لم يصدر الضباط أي أوامر تأكيد أخرى
والضابط إريك كيرك حوالي الساعة 11:45 مساءً يأخذ زمام المبادرة لإطلاق النار
لقد فتحت 3 دبابات ليوبارد نيرانها بشراسه من بلدة سراي وحان وقت الحساب

على منحدرات جبل نيس ، على بعد 2500-3000 متر ، رد الصرب بقذائف الهاون ومدافع 40 و 85 و 100 ملم. ولكن بفضل ميزتهم التكنولوجية والتدريب المتفوق ، فإن الدنماركيين يطلقون النار بدقة أكبر. تم الوصول إلى العديد من الاهداف الصربية وتدميرها .

 

[هيرون]

يطالب الصرب بتعزيزات. تأتي ثلاث دبابات T-55 ، لكن لن يتدخل أي منها في القتال. ستبقى بنادقهم عيار 100 ملم باردة في المشاهد الحرارية للنمور الدنماركية ، مما دفع الدنماركيين إلى تجاهلهم كأهداف وفقًا لقواعد الأمم المتحدة هذه المرة.



مدافع دبابات Leopard تسيطر على الوضع في بلدة Kalesija وتسمح لدبابتين بالوصول إلى مركز Tango-2.
تم إجلاء الصرب عن مواقع إطلاق النار وتم تأمين الجنود السويديين في موقع المراقبة و ستبقى دباباتين بضعة أيام مع مركز Tango-2 كرادع.

 

[هيرون]

لكن المعركة لم تنته بعد. في الساعة 0035 ، قررت قوة نوردبات الأممية الانسحاب من سراي وكاليسيا.
في مسيرتهم تعرض الدنماركيون لإطلاق النار والرد. طلقة من ليوبارد للملازم مولر تصطدم بموقع ذخائر صربي.
يغطي الانفجار السماء وينهي القتال.

حوالي الساعة 01:00 ، عادت الدبابات الدنماركية. لقد أطلقوا 72 طلقة عيار 105 ملم: 44 HEAT و 9 WP و 19 APFSDS. وفقًا للأمم المتحدة ، قُتل 16 عدوًا. الصرب يعترفون بـ 9 قتلى و 5 جرحى. تعرضت دبابة لأضرار طفيفة ، ربما بسبب نيران مدمرة دبابات T-12.

 

[هيرون]

ولم تقع إصابات في صفوف الدنماركيين فقط راسموسن، المتحدث باسم الصحافة الدنماركية ، ومولر ، المحاور في الصحافة الدولية ، لهما الإذن بالتحدث. كلاهما يقدم صورة عن Bøllebank كعملية ضرورية ومثالية وناجحة للغاية .



وتبجح مولر قليلاً وقال ("لقد كان كمينًا جيدًا. كان Tango-2 هو الجبن وكنا الفأر ، ولكن هذه المرة أكل الفأر القطة"

https://twitter.com/hastaloseggsdet/status/1627779986366029825/photo/1

 

[هيرون]

وينتقد المسؤولون قوة نوردبات لاستخدامها المفرط للقوة. ومع ذلك ، عندما يحين وقت التناوب ، يتم استبدال فرقة Leopard بوحدة دبابة دنماركية أخرى ، وتستمر الدبابات التي شاركت في عملية Bøllebank في الخدمة في الجيش الدنماركي.

 

[فيـصل]

بداية عام 1994. الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك معقدة بالنسبة لصرب البوسنة. وعلى الرغم من الحظر الدولي فإن الجيوش الكرواتية والمسلمة تعيد تسليحها بأسلحة أجنبية وذخيرة مهربة إلى داخل البلاد.

ولتعقيد الصورة منحت الأمم المتحدة العديد من المدن الإستراتيجية التي يسيطر عليها المسلمون وضع المناطق الآمنة. وتنشر قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة لحمايتهم. واحدة من تلك الجيوب المحمية هي توزلا.

في توزلا تقع نوردبات -2 ، كتيبة معززة مكونة من ثلاث سرايا مشاة ميكانيكية سويدية ، مفرزة طبية نرويجية مجهزة بطائرات هليكوبتر ، وفرقة دبابات قتالية دنماركية رئيسية. لكن الدبابات لم تصل بعد.
مشاهدة المرفق 555103

لا يوجد لدي رد الا اني اقول انك ابدعت

 

[هيرون]

لاحقاً

الميجور كارستن راسموسن ، قائد كتيبة ليوبارد ، سيرتقي في الرتب حتى يتقاعد من منصب العميد. اليوم هو محاضر بارز ومجادل حاسم. وداعمًا قويًا لشحن ليوبارد 1 إلى أوكرانيا التي قاتل بها في البوسنة.

لارس مولر ، الثاني في قيادة قوة نوردبات ، يتقاعد كعقيد ويصبح كاتبًا غزير الإنتاج. في عام 2001 أطلق كتاب "عملية بوليبانك ، جنود في المعركة" ، وهو الكتاب الذي يؤسس النسخة الرسمية والمنتصرة للمعركة بين ليوبارد وقوات صرب البوسنة.

 

[هيرون]

بعد خمس سنوات أعطى قائد الفصيل إريك كيرك الرجل الذي أمر بفتح النار من تلقاء نفسه ، تصريحًا حصريًا لـ Kasper Søegaard بشرط ألا يتم نشره إلا بعد مغادرته للجيش أو وفاته - توفي كيرك في عام 2014.
أدت هذه المقابلة وشهادات أخرى إلى ظهور الفيلم الوثائقي "الكذبة حول عملية بوليبانك" ، الذي يشكك في الرواية الرسمية وقيادة مولر وراسموسن. وشكوى من كلا الضابطين ستؤدي إلى تصحيح جزئي للفيلم الوثائقي

 

[هيرون]

في عام 2020 ، نشر الرقيب الرائد جوني جنسن والصحفي كاسبر سويغارد الذي أجرى له إريك كيرك تلك المقابلة كتاب`` الأسطورة حول عملية بنك بوليبانك '' ، وهو عمل يدعو مرة أخرى إلى التشكيك في الرواية الرسمية. يستمر الجدل حتى يومنا هذا.