أمريكا وتشكيل قيادة عسكرية في الفضاء الالكتروني .

emy salah

عضو
إنضم
14 يوليو 2009
المشاركات
1,143
التفاعل
53 0 0
أمريكا وتشكيل قيادة عسكرية في الفضاء الالكتروني ..


هل بدأ الاستعداد لحروب المستقبل ؟



استحداث قيادة عسكرية مهمتها الرد على هجمات قراصنة المعلوماتية وتنفيذ عمليات في الفضاء الإلكتروني كان اعلان لوزارة الدفاع الامريكية في 22 من شهر يونيو الماضي ، واردف الاعلان ان تلك القيادة ستدخل حيز العمل في شهر اكتوبر القادم ، ويعكس ذلك تأكيدا على الاهمية القصوى التى تلعبها شبكة الانترنت فى حياة الشعوب سلما أو حربا ويقدم انذار بامكانية عسكرة الفضاء الالكتروني والذي اصبح يتعلق بالبنية التحتية الكونية للمعلومات . وكان البنتاجون قد أكد أن الأخطار المرتبطة بأمن الفضاء الالكتروني هي من أخطر التحديات التي يواجهها الاقتصاد والأمن القومي في القرن الحادي والعشرين. وكانت شبكات رقمية عسكرية أمريكية تعرضت لعدد كبير من الهجمات من قبل خبراء معلوماتية موهوبين، صينيين أو روس في الغالب، بحسب تقارير امريكية عديدة.

انشاء قيادة عسكرية امريكية


وجاء قرار البنتاجون بانشاء تلك القيادة ليمثل طورا جديدا في مجال الحرب الالكترونية عن طريق الفضاء الالكتروني ، وتم استحداث تلك القيادة للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة لتعمل تحت لواء القيادة الاستراتيجية الأمريكية ومن المقرر أن تباشر عملها في الأول من أكتوبر القادم. ، وسيكون مقر القيادة الجديدة في فورت ميد بولاية ميريلاند وستكون جاهزة للانطلاق العملي في اوائل العام القادم. وتستهدف وزارة الدفاع الامريكية من تلك القيادة الجديدة ان تشرف على مختلف الجهود المتعلقة بالانترنت في كل أجهزة القوات المسلحة، مع التاكيد انها لن تصل الى مستوى عسكرة فضاء الانترنت. بل انها تعمل على حماية شبكات الجيش الأمريكي التي تتكون من على 15 ألف شبكة ونحو سبعة ملايين جهاز كومبيوتر حيث تحاول أكثر من 100 ألف وكالة استخبارات أجنبية دخول الشبكات الأمريكية بشكل غير مشروع حيث تتعرض لهجمات مستمرة و يتم محاولة دخولها عدة مرات يوميا ويتم مسحها ملايين المرات يوميا، مع تكرار وتعقيد هذه الهجمات . ويتراوح هذا التهديد من قراصنة الانترنت من الهواة المراهقين إلى العصابات الاجرامية التي تعمل كمرتزقة انترنت لحكومات أجنبية ، وترصد تقارير امريكية ان الصين بنت برنامجا متطورا لحرب الانترنت . وكان الرئيس باراك أوباما قد أعلن اعتزامه تعيين منسق لشبكات الانترنت للبيت الأبيض لكي يقوم بتنسيق الجهود الأمريكية من أجل حماية شبكات الكومبيوتر والتعاون الوثيق مع الشركات التي تملك أو تتحكم في الأنظمة المالية والكهربائية وغيرها.

ماهية حرب الفضاء الالكتروني


تعد هجمات شبكات الكمبيوتر والتي يطلق عليها حرب الفضاء الإلكتروني جزءاً من عمليات المعلومات والتي يمكن أن يتم استخدامها في مستويات ومراحل الصراع المختلفة سواء كان ذلك على الجانب التكتيكي أو الاستراتيجي أو العملياتي، ويتم استخدام تلك الهجمات في أي وقت سواء أكان وقت سلم أم حرب أم أزمة. وتعرف كليات الحرب الأمريكية الإرهاب الإلكتروني، وتدعوه بهجمات الشبكات الكمبيوترية، وتصنفه تحت بند العمليات الإلكترونية. ويتضمن التعريف أن الحرب الرقمية هي الإجراءات التي يتم اتخاذها للتأثير بشكل سلبي على المعلومات ونظم المعلومات، وفي الوقت نفسه الدفاع عن هذه المعلومات والنظم التي تحتويها. وتوجد طرق عديدة يمكن من خلالها تنفيذ الهجمات عبر الفضاء الالكتروني، منها الهجمات المباشرة من خلال التدمير الفيزيائي لأجهزة الخصم، أو نقاط الاتصالات الهامة ضمن شبكاته، وذلك باستخدام القوة العسكرية المباشرة. وهناك أيضا سرقة المعلومات من أجهزة الخصم، ومن ثم اتخاذ قرارات أفضل في المعركة، إضافة إلى تخريب قواعد بيانات الخصم والتلاعب بها، لجعل الخصم يخطئ في اتخاذ القرارات. وبالطبع هناك استخدام الفيروسات وألاساليب الالكترونية مثل هجمات الحرمان من الخدمات للتأثير على مواقع الخصم، مما يؤدي إلى التقليل من مقدرة الخصم على الاتصال وإبطاء قدرته لاتخاذ القرار. وتتضمن هجمات الكمبيوتر حدوث هجوم على خطوط الاتصالات وتأتي تلك الهجمات من مسافة بعيدة عن مصدر الهجوم وذلك عبر الشبكات الدولية للمعلومات العابرة للحدود ومن خلال موجات الراديو أو الشبكات الدولية للاتصالات بدون تدخل مادي أو طبيعي في الأراضي الخاصة بدولة أخرى أو القيام بغزوة تقليدية وعلى الرغم من الاستخدامات الحديثة لهجمات الفضاء الإلكتروني في الصراعات الحديثة في عصر المعلومات إلا انه لم يتم إدماجها بشكل كامل في العقيدة العسكرية للجيوش الحديثة. غير ان هناك جهودا أولية تبذلها بعض القوى الكبرى لتطوير أسلحة الفضاء الإلكتروني لكي يتم استخدامها في حروب المستقبل، وهو امر سينطوى حتما على تغيير المبادئ الخاصة بشن الحروب وتغيير طبيعة ميادينها الفعلية او الافتراضية.

أسلحة الفضاء الإلكتروني كعنصر في القوة العسكرية

وعلى مدار التاريخ البشرى فقد لعبت المعلومات والمعرفة دورا هاما وحيويا في تشكيل القوة، وأحدث التطور السريع لتكنولوجيا الكمبيوتر وخاصة في الشبكات تحولا كبيرا في مفهوم القوة ترتب عليه دخول المجتمع الدولي في مرحلة جديدة تلعب فيها هجمات الفضاء الالكتروني دورا أساسيا سواء في تعظيم القوة أو الاستحواذ على عناصرها الاساسية. وأصبح التفوق في مجال الفضاء الإلكتروني عنصرا حيويا فى تنفيذ عمليات ذات فاعلية في الأرض وفي البحر والجو والفضاء. وتعتمد القدرة القتالية في الفضاء الإلكتروني على نظم التحكم والسيطرة. وقد أوجدت ملايين أجهزة الكمبيوتر المنتشرة فى كل مكان عالما افتراضيا نشأ نتيجة عملية الاتصال، ومثل وسيطا جديدا للقوة حيث يمكن للقراصنة دخول الفضاء الإلكتروني بهدف محاوله السيطرة على الاجهزة وسرقة المعلومات وإفسادها أو تعطيلها. ومع زيادة اعتماد المجتمعات والجيوش الحديثة على أجهزة الكمبيوتر، اصبح الإنترنت مرادفا لاستخدام الذكاء الاصطناعي. وهكذا ظهرت مخاطر جديدة، كما ظهرت اسلحة الكترونية جديدة ومتعدده كالفيروسات وهجمات انكار الخدمة والاختراق وسرقة المعلومات والتشويش. وهناك ما يعرف بالقنابل الإلكترونية والتى تستهدف تعطيل الاتصالات والتشويش عليها والتنصت على المكالمات، وبث معلومات مضللة عبر شبكات الحاسب والهاتف، ومنها تقليد بصمات الأصوات وخاصة أصوات القادة العسكريين وعن طريق ذلك يمكن إصدار أوامر ضارة بالقوات، واستهداف شبكات الحاسب بالتخريب عن طريق نشر الفيروسات ومسح الذاكرة الخاصة بالأجهزة المعادية، ومنع تدفق الأموال وتغيير مسار الودائع، وإيقاف محطات الكهرباء عن العمل. ونظرا لدور مراكز الاتصال والشبكات فى الحروب، فقد صممت لذلك أسلحة خاصة تعتمد على الطاقة الموجهة ومنها أسلحة الميكروويف عالية القدرة. والمعـروفة اختصــارا بـ (hpm) ويمكن استخدامها لاختراق الأهداف عالية التحصين لتدمير و شل أسلحة الدفاع الجوي والرادارات وأجهزة الاتصال والحاسبات التي تعمل ضمن منظومة القيادة والسيطرة. وتنتج هذه الأسلحة شحنات عالية من الطاقة تؤدي للإضرار بالأدوات الإلكترونية وتقوض ذاكرة الحواسب، وتتميز بالدقة الشديدة في إصابة الهدف. وهناك نحو 120 دولة تقوم بتطوير طرق لاستخدام الإنترنت كسلاح لاستهداف أسواق المال ونظم الكمبيوتر الخاصة بالخدمات الحكومية. وتقوم أجهزة الاستخبارات الدولية بالفعل باختبار شبكات الدول الأخرى بصورة روتينية بحثاً عن ثغرات لتوظيفها عند الضرورة. كما أن هناك ما يشبة تشكيل قوات الكترونية.


الفضاء الالكتروني كوسيط للأعمال العدائية



يعد الإنترنت وسيطاً مفيداً بسبب التنوع والاتساع للأنشطة التي تجري من خلاله والتي تعد جزءا لا يتجزأ من طبيعة العصر الحديث، والتي يتزايد دورها فيما يعرف بالاقتصاد الرقمي والحكومات الالكترونية والتجارة الالكترونية، فضلا عن دوره في وسائل الإعلام والاتصالات الدولية والمصارف والمنشآت الحيوية. ومن ثم فان أي عملية هجوم قد تستهدف الإنترنت كوسيط وحامل للخدمات وناقل لها من شأنه فشل الإنترنت في القيام بوظيفته ومن ثم فان التحكم في تنفيذ هذا الهجوم يعد أداة سيطرة ونفوذ إستراتيجية بالغة الاهمية سواء فى زمن السلم أو الحرب. وتعتمد القوات المسلحة على الإنترنت في الاتصالات العسكرية بين وحدات الجيش والأجهزة الحكومية المعنية وأجهزة الاستخبارات، ويستخدم الجيش الإنترنت كمصدر للمعلومات والصور الفضائية. وفى الجيوش المعاصرة يوجد اتصال بين الإنترنت الداخلي للجيش وبين الشبكة الدولية، ومن ثم يمكن أن يتعرض الجيش للهجوم عن طريق الإنترنت بعدة طرق كاختراق شبكات الجيش الداخلية وشن هجمات إنكار الخدمة للتأثير على عملية المعلومات واتخاذ القرار. ويؤدي التعرض لهجوم مباشر إلى إتلاف كم هائل من أوامر السيطرة على أجهزة الكمبيوتر ونظم ربط الشبكات، ومن ثم يحدث شلل تام او جزئى فى قدرة النظام على الردّ على طلبات المستخدمين المدنيين أو العسكريين. ويمكن لشخص واحد أن يحدث مثل هذا الشلل فى شبكة أو مجموعة شبكات مترابطة. وفي خلال السنوات الماضية تمكنت فيروسات سارس ولف من الانتشار في نصف مليون جهاز كمبيوتر في أقل من أربع ساعات، وأصبحت هذه الهجمات تستخدم فى سياق صراعات دولية، فقد استخدم الناتو تقنيات الحرب الاليكترونية على صربيا وفي الحرب في كوسوفا، وغالبا ما يحدث محاولات للتأثير على شبكات مدنية او عسكرية فيما بين الصين وروسيا والولايات المتحدة واستراليا. كما استخدمت حروب شبكة الانترنت فى حرب العراق وفي الصراع العربي الإسرائيلي. وقد تستخدم الدول هجمات الإرهاب الالكتروني ضد دول أخرى، أو قد تستخدمها الجماعات الإرهابية، وفي السيناريو الأول قد تقوم إحدى الدول باستخدام هجمات الفضاء الالكتروني ضد دولة أخرى دون أن تتورط بشكل رسمي ومباشر في حرب معلنة. وقد تقوم دولة باستخدام هجمات الفضاء الالكتروني كجزء من الاستعداد لنشوب صراع وحرب وهجوم تقليدي ضد دولة معادية. وتعد هجمات الفضاء الالكتروني اقرب إلى مفهوم الحرب غير المتماثلة، وهو مفهوم عسكري يشير إلى الاستخدام غير المباشر للقوة وذلك بدلا من استخدام القوة بصورة مباشرة في مواجهه قوة مقابل قوة أخرى. وتتضمن عمليات استغلال الفضاء الالكتروني القدرة على توظيفة لخدمة وحماية نظم المعلومات ومنع تعرضة لعمليات هجومية معادية، وتعزيز الامن الاليكتروني بأبعاده المتعلقة بالبرمجيات والبنية التحتية. ومنع استغلالة في الحرب النفسية. أما الدفاع عن الفضاء الاليكتروني فيعني القدرة على الحماية ضد هجوم أو استغلاله من قبل الخصم، وتأتي أهمية ذلك فى ضوء احتمال استخدام الفضاء الاليكترونى من قبل الجريمة المنظمة أو القراصنة أو جماعات إرهابية وبما يؤثر على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للدول التي تعتمد على الفضاء الالكتروني فى تسيير بنيتها التحتية. ومن ثم يصبح من مصلحة كل الدول أن تتعاون من أجل ضمان امن وسلامة الفضاء الاليكتروني.

حرب المستقبل وعسكرة الفضاء الالكتروني


لاشك انه كما كان للفضاء الالكتروني استخدامات سلمية كان لة استخدامات عسكرية ايضا لانه ارتبط باستخدام متعدد من قبل الدول والافراد والجماعات الارهابية بهدف تحقيق اهداف سياسية وبما عزز في الوقت نفسه من فرص ذلك الاستخدام عدم وجود اتفاقية دولية تنظم الفضاء الالكتروني واستخداماته وتحدد الواجبات والمسؤليات في العمل على حفظ امنه ، ودخل ذلك في موضوع تنافسي بين العديد من الدول من اجل الاستحواذ على مصادر القوة داخل الفضاء الالكتروني والتي اصبح يتعلق بعمل البنية التحتية الكونية للمعلومات والمرافق الحيوية كمحطات الطاقة والمحطات النووية وسدود المياه وخدمات الحكومة الالكترونية والمصارف والبنوك والبورصات العالمية واصبح كل ذلك يشكل عنصر هام من عناصر الامن القومي الجديد . وكما هو الحال في أية حرب، فإن الجيوش المتصارعة تستهدف دوما ثلاثة عناصر أساسية من أجل كسب المعركة؛ وهي العناصر العسكرية، والاقتصادية، والسياسية أو بكلمات أخرى إرادة الخصم، وفي عالم حروب المعلومات نجد العناصر الثلاثه ذاتها وعلى رأسها مراكز القيادة والتحكم العسكرية، والبنوك والمؤسسات المالية، ومؤسسات المنافع كمؤسسات المياه والكهرباء وذلك لإخضاع إرادة الشعوب. وكل ذلك دفع العديد من الدول الى الاهتمام بامن الفضاء الالكتروني سواء اكان متمثلا في انشاء هيئات لمواجهه الطورائ او استحداث قوانين لمكافحة الجريمة الالكترونية وصورة ثالثة ظهرت في الاهتمام به عسكريا والذي ظهر في مبادرة الولايات المتحدة في انشاء قيادة عسكرية لحماية الفضاء الاليكترونى وهذه المبادرة من المتوقع ان تسري ايضا في العديد من الدول
 
رد: أمريكا وتشكيل قيادة عسكرية في الفضاء الالكتروني .

الف شكر على الموضوع ..
الانترنت سلاح ذو حدين ...
 
رد: أمريكا وتشكيل قيادة عسكرية في الفضاء الالكتروني .

الف شكر على الموضوع ..
الانترنت سلاح ذو حدين ...

فعلا الحرب الالكترونية هي المستقبل حاليا
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى