{ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ }
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
هل تعلم كم مرّة ذُكر اسم الجلالة في القرآن العظيم؟! عبر قرون من الزمان ظل علماء المسلمين يتناقلون إحصاءً غير دقيق حول تكرار اسم الجلالة في القرآن! هل تصدّق ذلك؟!! اسم { اللَّه }.. أهم لفظ في القرآن كلّه! لقد ظلّت اجتهادات العلماء والباحثين عبر القرون تُسقط رسمًا مهمًّا لاسم الجلالة وهو.. { اللَّهُمَّ }! لم يكونوا يحسبونه، أو يلتفتون إليه! ولا خلاف أن لفظة { اللَّهُمَّ } معناها (يا الله). ولأهميّة هذا الرسم من أسماء الجلالة تجد أن العديد من الأدعية المأثورة تبدأ به! وأن العبد يتوجّه إلى ربه في دعائه بهذا الاسم الجليل.. { اللَّهُمَّ }!
أجمع المفسرون وعلماء اللّغة على أن { اللَّهُمَّ } أصلها ومعناها (يا الله)، فحذفت منها ياء النداء وعوّض عن ياء النداء الميم، بل لم يرد { اللَّهُمَّ } في القرآن إلا بهذا المعني فقط (يا الله). وقال سيبويه إن الميم المشددة من آخر اسم الجلالة { اللَّهُمَّ } زيدت عوضًا عن حرف النداء. أما سبب تأخير الميم فيقول العلامة محمد صالح العثيمين (رحمه الله) في ذلك قولًا جميلًا، وهو أن الميم أُخرت في لفظ الجلالة { اللَّهُمَّ } تيمنًا بالبداءة باسم الله. لماذا يقول ذلك؟ يقول ذلك حتى لا تجعل بينك وبين اسم { الله } أي لفظ إذا دعوته حتى ولو كان ذلك اللفظ (يا النداء)! ولذلك لم يرد النداء بصيغة (يا الله) في القرآن مطلقًا.. وهذا مصداقًا لقوله تعالى في سورة البقرة:
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ... (186)}، فحُذفت ياء النداء حتى يتحقّق هذا القرب الذي تتحدّث عنه هذه الآية الكريمة شكلًا ومضمونًا، فتبدأ الدعاء باسم { الله } مباشرة { اللَّهُمَّ }!
وبذلك كان من الأدب مع الله عزّ وجلّ إسقاط حرف النداء "يا" في الدعاء بما يشعر بقرب المنادَى سبحانه، بخلاف دعاء الله سبحانه لعباده فإنه غالبًا ما يأتي بحرف النداء "يا" المشيرة إلى أنه سبحانه موصوف بالتعالي والاستغناء عن خلقه. وجاء في "الموافقات" للشاطبي (4/ 202):
"فَأَنْتَ تَرَى أَنَّ نِدَاءَ اللَّهِ لِلْعِبَادِ لَمْ يَأْتِ فِي الْقُرْآنِ فِي الْغَالِبِ إِلَّا بِـ"يَا" الْمُشِيرَةِ إِلَى بُعْدِ الْمُنَادِي لِأَنَّ صَاحِبَ النِّدَاءِ مُنَزَّهٌ عَنْ مُدَانَاةِ الْعِبَادِ، مَوْصُوفٌ بِالتَّعَالِي عَنْهُمْ وَالِاسْتِغْنَاءِ، فَإِذَا قَرَّرَ نِدَاءَ الْعِبَادِ لِلرَّبِّ أَتَى بِأُمُورٍ تَسْتَدْعِي قُرْبَ الْإِجَابَةِ: مِنْهَا: إِسْقَاطُ حَرْفِ النِّدَاءِ الْمُشِيرِ إِلَى قُرْبِ الْمُنَادَى، وَأَنَّهُ حَاضِرٌ مَعَ الْمُنَادِيِ غَيْرُ غَافِلٍ عَنْهُ" انتهى.
يستخدم العبد اسم الجلالة { اللَّهُمَّ } لمناجاة ربه، وقد أمر اللَّه عزّ وجلّ نبيه مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم بذلك في قوله تعالى: { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ... (26)} [آل عمران]، وفي قوله تعالى: { قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ... (46)} [الزمر]. ومفتاح المطالب في الجنة بهذا الاسم، فتجد المؤمنين في الجنة يعترفون بنعم ربهم عليهم وينزّهونه ويطلبون ما يشتهونه بهذا الاسم، وذلك تصديقًا لقوله تعالى: { دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ ... (10)} [يونس].
تأمّل سيد الاستغفار..
عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلّم قالَ:
( سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلَّا أَنْتَ. منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ) رواه البخاري.
دعاء عيسى عليه السلام .. { اللَّهُمَّ }:
وإذا تدبَّرت القرآن العظيم تجد أن عيسى ابن مريم -عليهما السلام- هو أوّل من توجّه إلى ربه ومولاه بهذا الاسم، وفي ذلك حكمة بليغة. بل إنك إذا تتبّعت كلمات عيسى عليه السلام في القرآن الكريم تجده لم يدعُ اللَّه عزّ وجلّ إلا دعوة واحدة، ولكنها دعوة لتحقيق مطلب عظيم ومعجزة كبرى، وذلك بإنزال مائدة من السماء إلى الأرض، وكأن الْحَوَارِيّينَ، وهم صفوة بني إسرائيل، وهم المؤمنون من أتباع عيسى عليه السلام لم تقنعهم معجزاته في إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن اللَّه، بل لم تقنعهم ولادة عيسى في ذاته وحديثه في المهد، وهي من كبرى المعجزات، فطالبوا بمعجزة من اختيارهم. ولذلك تجد أن عيسى عليه السلام لجأ إلى ربه وتوجّه إليه بهذا الاسم العظيم { اللَّهُمَّ } لتحقيق مطلب عظيم لم يتحقق لأحد من قبله، وذلك في قول اللَّه تعالى:
{ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيْدًا لِأوّلنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِيْنَ (114)} [المائدة].
تأمّل رقم آية المائدة (114)!
في هذا العدد إشارات لطيفة وإيماءات دقيقة.. إنه عدد سور القرآن!
إنزال مائدة من السماء إلى الأرض معجزة مادية ملموسة، تحققت لبني إسرائيل.
وإنزال القرآن العظيم من السماء إلى الأرض، هو كبرى معجزات الرسل وآخرها!
وإن كانت قد زالت المائدة ولم يبق إلا ذكرها، فإن القرآن العظيم ومن بين معجزات الرسل جميعها هو المعجزة الوحيدة الباقية والخالدة. فتأمّل كيف أشارت الآية إلى معجزة المائدة باسمها، بينما أشارت إلى معجزة القرآن بعدد سوره! فهناك إشارة لفظية صريحة وهنا إشارة رقمية لطيفة، ولذلك جاء رقم الآية التي تحمل معجزة المائدة 114 تحديدًا وبعدد سور القرآن الكريم ولم يأت أي رقم آخر غيره!
سبحان اللَّه.. تأمّل كيف تتحدّث الأرقام!
سيد الأعداد..
اسم الجلالة { الله } هو أوّل اسم ورد في القرآن..
وهو بذلك أكثر اسم، بل هو أكثر كلمة تكرّرت في القرآن..
وقد ورد اسم الجلالة بلفظ { اللَّهُمَّ } في القرآن 5 مرّات.
ورد اسم الجلالة بلفظ { اللَّه } في القرآن 2550 مرّات.
ورد اسم الجلالة بلفظ { لله } في القرآن 149 مرّة.
وبذلك يكون مجموع تكرار اسم الجلالة في القرآن 2704 مرّات تحديدًا لا يزيد ولا ينقص.
العدد 2704 يساوي 13 × 13 × 4 × 4
والآن تأمّل أحرف اسم { الله } الأربعة..
الحرف الأوّل (الألف) تكرّر ضمن الحروف المقطَّعة 13 مرّة.
الحرف الثاني (اللَّام) تكرّر ضمن الحروف المقطَّعة 13 مرّة.
الحرف الثالث (اللَّام) تكرّر ضمن الحروف المقطَّعة 13 مرّة.
الحرف الرابع (الهاء) ترتيبه ضمن الحروف المقطَّعة رقم 13
الحرف الرابع (الهاء) ترتيبه ضمن الحروف الهجائية رقم 26، أي 13 + 13
مجموع تكرار أحرف اسم { الله } ضمن الحروف المقطّعة يساوي 41
والعجيب أن 41 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 13
ولتكرار لفظ الجلالة بهذا العدد 2704 دون غيره في القرآن حكم بليغة وعجائب عديدة سوف نستعرضها في مواقع متفرّقة من موقع "طريق القرآن".
تأمّل..
ورد اسم الجلالة { اللَّهُمَّ } في القرآن 5 مرّات في 5 سور و 5 آيات بعدد أحرف الاسم نفسه:
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)} [آل عمران]
{ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)} [المائدة]
{ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32)} [الأنفال]
{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)} [يونس]
{ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)} [الزمر]
الآيات مجموع أرقامها 228، أي (114 + 114) ومجموع كلماتها 97 كلمة!
الآية الثانية التي رقمها 114 عدد حروفها 97 حرفًا.
مجموع النقاط على حروف الآيتين الأولى والأخيرة = 97 نقطة!
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف { اللَّهُمَّ } الخمس = 97
97 عدد أوّلي ترتيبه في قائمة الأعداد الأولّية رقم 25
الآية الأولى من هذه الآيات الخمس عدد كلماتها 25 كلمة!
الآية الأولى جاءت في سورة آل عمران التي عدد آياتها 200 آية، ويساوي 25 × 8
الآية الوسطى جاءت في سورة الأنفال التي عدد آياتها 75 آية، ويساوي 25 × 3
الآية الأخيرة جاءت في سورة الزمر التي عدد آياتها 75 آية، ويساوي 25 × 3
النبي الوحيد الذي دعا بهذا الاسم { اللَّهُمَّ } هو عيسى –عليه السلام-، وقد تكرّر اسمه في القرآن 25 مرّة!
وفي جميع الأحوال فإن 25 هو مجموع حروف { اللَّهُمَّ } في القرآن كله، أي 5 × 5
اسم الجلالة { اللَّهُمَّ } من 5 أحرف وورد في القرآن 5 مرّات في 5 سور و5 آيات!
{ قُلِ اللَّهُمَّ } ..
تأمّل المواقع الخمسة التي ورد فيها اسم الجلالة { اللَّهُمَّ }:
{ اللَّهُمَّ }.. جاءت للمرّة الأولى في القرآن في ترتيب الكلمة رقم 2 في الآية.
{ اللَّه } .. وبهذا الرسم ورد للمرّة الأولى في القرآن في ترتيب الكلمة رقم 2 في الآية الأولى في المصحف!
{ للَّه } .. وبهذا الرسم -من دون ألف- ورد للمرّة الأولى في القرآن في ترتيب الكلمة رقم 2 في الآية الثانية في المصحف!
تأمّل..
الترتيب رقم 2 هو الترتيب الوحيد الذي ينبغي لأوّل ذكر لأي رسم لاسم الجلالة { اللَّه – للَّه – اللَّهُمَّ }، والترتيب رقم 2 هو الترتيب الوحيد الذي ينبغي لأوّل ذكر لكتابه عزّ وجلّ، وقد جاء للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 2 وفي الآية رقم 2 وفي السورة رقم 2، في قوله تعالى:
{ ذلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيْهِ هُدًى لِلْمُتَّقِيْنَ (2)} [البقرة]!
لماذا؟
لأن النسيج الرقمي القرآني بأكمله يقوم على نظام محكم من الأعداد الأوّليّة الصمّاء، والرقم 2 هو أوّل عدد أوّليّ! وهذه الأعداد الأوّليّة هي أعداد صحيحة أكبر من واحد ولكنها لا تقبل القسمة إلا على نفسها وعلى الرقم 1 فقط، وفيما عدا ذلك فإن جميع الأعداد الصحيحة الأخرى تسمى أعدادًا مركَّبة. ولذلك يمكننا أن نفهم لماذا بدأ كتاب اللَّه بحرف الباء! لأنه الحرف رقم 2 في قائمة الحروف الهجائية والأبجدية وحروف معظم اللُّغات التي يتحدّثها البشر!
تأمّل..
ورد اسم الجلالة { اللَّه } لأول مرّة في القرآن في هذه الآية:
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ (1)} [الفاتحة]
اسم الجلالة { للَّه } ورد لأول مرّة في القرآن في هذه الآية:
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ (2) [الفاتحة]
وورد اسم الجلالة { اللَّهُمَّ } لأول مرّة في القرآن في هذه الآية:
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ (26)} [آل عمران]
مجموع أرقام الآيات الثلاث = 29
تخيَّل أن 29 هو عدد السور التي لم يرد في أي منها اسم الجلالة في القرآن!
تأمّل ..
أحرف اسم { الله } تكرّرت في هذه الآيات الثلاث 43 مرّة.. لماذا؟
لأن مجموع حروف هذه الآيات الثلاث 129 حرفًا، وهذا العدد = 43 + 43 + 43
هل تعجّبت من ذلك؟
سوف أعرض عليك ما هو أعجب منه.. فتأمّل هذه الآية من سورة المائدة:
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)} [المائدة]
عدد حروف هذه الآية 129 حرفًا..
تكرّرت أحرف اسم { الله } في هذه الآية 43 مرّة.
تذكّر أن عدد حروف هذه الآية 129 حرفًا، وهذا العدد = 43 + 43 + 43
أحرف اسم { الله } ليس عليها نقاط.. أليس كذلك؟
والعجيب أن الحروف المنقوطة في هذه الآية عددها 43 حرفًا!
والحروف غير المنقوطة في الآية عددها 86 حرفًا، وهذا العدد = 43 + 43
تأمّل هذه الآية من سورة فصلت:
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)} [فصّلت]
عدد حروف هذه الآية 129 حرفًا..
تكرّرت أحرف اسم { الله } في هذه الآية 43 مرّة.
تذكّر أن عدد حروف هذه الآية 129 حرفًا، وهذا العدد = 43 + 43 + 43
تأمّل رقم الآية جيِّدًا فهي تأتي بعد 43 آية من بداية السورة!
تأمّل هذه الآية من سورة الحشر:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)} [الحشر]
عدد حروف هذه الآية 129 حرفًا..
تكرّرت أحرف اسم { الله } في هذه الآية 43 مرّة.
تذكّر أن عدد حروف هذه الآية 129 حرفًا، وهذا العدد = 43 + 43 + 43
تأمّل كيف تبدأ سورة الحشر نفسها:
{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)} [الحشر]
هذه هي أولى آيات سورة الحشر وعدد حروفها 43 حرفًا.
والآن.. هذه هي الآيات الثلاث:
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)} [المائدة]
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)} [فصّلت]
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)} [الحشر]
كل آية من هذه الآيات الثلاث عدد حروفها 129 حرفًا.
تكرّرت أحرف اسم { الله } في هذه الآيات الثلاث 129 مرّة.
مجموع الحروف المنقوطة في هذه الآيات الثلاث 129 حرفًا.
مجموع الحروف غير المنقوطة في هذه الآيات الثلاث 258 حرفًا، ويساوي 129 + 129
تذكّر أن العدد 129 يساوي 43 + 43 + 43
مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث 89 كلمة! لماذا؟
العجيب أن 89 هو عدد آيات السورة رقم 43 في المصحف، سورة الزخرف!
والأعجب منه أن التكرار رقم 43 لاسم { الله } من بداية المصحف جاء في الآية رقم 89 وهي:
{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)} [البقرة]
اسم { الله } في الموضع الثاني في هذه الآية هو التكرار رقم 43 لاسم { الله } من بداية المصحف!
عدد حروف هذه الآية 108 حرفًا.. ماذا يشير هذا العدد؟
تأمّل الآية رقم 89 من سورة آل عمران:
{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)}
عدد حروف هذه الآية 43 حرفًا.
وتأمّل الآية رقم 89 من سورة الأنبياء:
{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89)} [الأنبياء]
عدد حروف هذه الآية 43 حرفًا.
عجيب! لماذا جاءت الآيتان في سورتي آل عمران والأنبياء؟
لأن اسم { الله } تكرّر في سورتي آل عمران والأنبياء 216 مرّة، وهذا العدد = 108 + 108
وهكذا عدنا إلى العدد 108 من طريق آخر!
أتدري إلى ماذا يشير العدد 108؟
إنه ترتيب سورة الكوثر في المصحف.. السورة التي عدد حروفها 43 حرفًا..
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
سبحان الله.. هندسة رقمية قرآنية مذهلة!
الكوثر هي أقصر سور القرآن الكريم وعدد حروفها 43 حرفًا..
وآية الدَيْن هي أطول آية في القرآن وعدد كلماتها 129 كلمة، ويساوي 43 + 43 + 43
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ منْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)} [البقرة]
والسورة الوحيدة التي لا تفتتح قراءتها بالبسملة وهي سورة التوبة عدد آياتها 129 آية!
تأمّل عظمة هذا القرآن.. بل تأمّل عظمة الذاكرة الرقمية القرآنية التي تربط بين حروف القرآن وكلماته وآياته وسوره مهما تباعدت المسافة بينها!
سبحانك اللهم مبدع هذا النظام الرقمي المذهل؟
تأمّل آية { اللَّهُمَّ } في سورة الزمر..
{ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)}
انتبه جيّدًا إلى رقم الآية الأخيرة التي ورد فيها اسم الجلالة { اللَّهُمَّ }، وترتيب السورة التي وردت فيها! الآية رقمها 46 وسورة الزمر ترتيبها في المصحف رقم 39، ومجموع العددين 85، وهذا هو عدد السور التي ورد فيها اسم الجلالة في القرآن الكريم!
ماذا يعني هذا؟
هذا يعني أن مواضع الآيات والسور محسوب بدقة في القرآن الكريم، وأن أي تقديم أو تأخير لآية أو سورة من موضعها يخلّ بالمنظومة الرقمية القرآنية كلّها! والآن يمكننا إلقاء نظرة عامة على الآيات الخمس التي ورد فيها اسم الجلالة { اللَّهُمَّ } من خلال الجدول الآتي، مع استعراض السور الخمس التي ورد فيها هذا الاسم لتكون الصورة أكثر وضوحًا:
السورة | ترتيبها | رقم الآية | كلماتها | حروفها |
آل عمران | 3 | 26 | 25 | 92 |
المائدة | 5 | 114 | 22 | 97 |
الأنفال | 8 | 32 | 19 | 72 |
يونس | 10 | 10 | 14 | 66 |
الزمر | 39 | 46 | 17 | 76 |
المجموع | 65 | 228 | 97 | 403 |
تأمّل..
الآيات الخمس تتخذ مواقع متميزة، فمثلًا لاحظ موضع الآية في سورة المائدة، رقمها 114 (عدد سور القرآن) وسورة المائدة نفسها ترتيبها في المصحف رقم 5، وهذا هو مجموع تكرار اسم الجلالة { اللَّهُمَّ } في القرآن!
عدد كلمات هذه الآيات الخمس = 97 كلمة، وعدد حروف آية سورة المائدة = 97 حرفًا!
العدد 97 أوّليّ، وإذا تأمّلت ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة تجده رقم 25، أي 5 × 5
مجموع كلمات هذه الآيات الخمس وحروفها 97 + 403 = 500، أي 5 × 5 × 5 × 4
الحروف الهجائية التي تضمّنتها هذه الآيات الخمس = 25 حرفًا، أي 5 × 5
آخر الحروف الهجائية وهو حرف الياء ورد 5 مرّات في الآية الأولى و5 مرّات في الآية الأخيرة!
مجموع تراتيب السور الخمس التي ورد فيها اسم { اللَّهُمَّ } يساوي 65
لماذا؟ لأن السورة رقم 65 وهي سورة الطلاق هي السورة الوحيدة التي ورد فيها اسم الجلالة 25 مرّة!
يتبع القسم الثاني والأخير
التعديل الأخير: