يارب يكمل
د. محمد ثروت حسن «عالم الأتوثانية» لـ«المصري اليوم»: مشروع المعامل الوطنية حلم الجمهورية الجديدة
مسيرة حافلة خاضها الدكتور محمد ثروت حسن «عالم الأتوثانية» ابن الفيوم بالأوساط الأكاديمية والبحث العلمى فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حتى أصبح نموذجًا لعلماء مصر بالخارج الذين يرغبون فى رد الجميل وتطوير منظومة البحث العلمى فى مصر، والـ«أتوثانية» هى وحدة زمنية تخضع لنظام الوحدات الدولى وتعادل 10-١٨ من الثانية.
أستاذ الفيزياء والضوء بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، زار، خلال الشهر الماضى، عددًا من المؤسسات العلمية المصرية، حيث بحث مع الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى، مشروعا مقترحا لإنشاء «معامل وطنية»، للمساهمة فى حل المشكلات الاستراتيجية وتطوير البحث العلمى.
وقال «ثروت» فى حوار خاص لـ«المصرى اليوم»: أتمنى أن يكون لمصر معامل وطنية تعمل مثل معامل الأبحاث والتطوير «R&D»، الموجودة بأكبر شركات العالم، وهى أبحاث محددة تتماشى مع رؤية الجمهورية الجديدة، وهدفها الأساسى استخدام البحث العلمى فى خدمة أهداف الدولة وخططها الاستراتيجية.
وأضاف أن مصر تمتلك فرصة كبيرة لمواصلة التقدم من خلال التركيز على البحث العلمى فى مجالات بعينها والتى تتوافق مع رؤية الدولة وأهدافها المستقبلية.. وإلى نص الحوار:
■ حدثنا عن فكرة مشروع المعامل الوطنية؟
المعامل الوطنية مؤسسات رائدة فى الابتكار العلمى فى الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من 70 عامًا، حيث تتعامل 17 مختبرًا وطنيًا فى وزارة الطاقة مع التحديات العلمية، وتعد هذه المختبرات الوطنية التابعة لوزارة الطاقة مراكز قوة للعلوم والتكنولوجيا، والتى يعالج باحثوها بعضًا من أصعب التحديات، من مكافحة تغير المناخ إلى اكتشاف أصول الكون، وأتمنى أن تكون لمصر معامل وطنية تعمل مثل معامل الأبحاث والتطوير «R&D»، الموجودة بكبرى شركات العالم، فهى حلم الجمهورية الجديدة، وهدفها الأساسى استخدام البحث العلمى فى خدمة أهداف الدولة وخططها الاستراتيجية.
■ ما وجه الاختلاف بين المعامل الوطنية والمراكز البحثية الموجودة حاليا بمصر؟
- المعامل الوطنية نوع مختلف تمامًا عن البحث العلمى المتعارف عليه فى الجامعات أو المراكز البحثية، فالدولة هى التى تضع النقاط الأساسية للأبحاث داخلها بحيث تكون متفقة مع أهدافها الاستراتيجية، مثل أبحاث المياه والطاقة المتجددة، والتصوير الزراعى والصناعى، والتكوين الأساسى لها قائم على علماء ومهندسين بخلاف الجامعات والمراكز
البحثية العادية، هدفها تحقيق بحث علمى يخدم الدولة وأهدافها المستقبلية، فكرتها قائمة على معمل أبحاث متخصصة.
■ ما تقييمك للبحث العلمى فى مصر.. وكيف يتم تطوير المراكز البحثية لتخدم عملية التنمية؟
- أتابع جيدًا نشاط البحث العلمى فى مصر، فحن لدينا ناتج بحثى كبير جدًّا، لكن ليس موجهًا لخدمة أهداف الوطن، وحان الوقت لدفع عجلة البحث العلمى للأمام ليكون له مردود على الشعب والدولة والتنمية المستدامة.
■ ما الحل الذى يضمن النهوض بالبحث العلمى فى مصر بشكل جاد؟
- مصر تمتلك فرصة كبيرة لمواصلة التقدم من خلال التركيز على البحث العلمى فى مجالات بعينها، والتى تتوافق مع رؤية الدولة وأهدافها المستقبلية، واهتمام القيادة السياسية بقضايا تغير المناخ وأبحاث المياه، وأيضًا الغزل والنسيج، والتطوير الزراعى، والصناعات البتروكيماوية.
■ برأيك، هل استفادت مصر من علمائها المهاجرين فى السنوات الأخيرة؟
لم نستفد بشكل كاف، وأؤكد ضرورة دعم العلماء والخبراء المصريين بالخارج، وفتح مسارات جادة للتواصل المستمر معهم، وهو ما يمثل فرصة حقيقية لمشاركة العلماء والخبراء المصريين بالخارج فى بناء الدولة الحديثة، والاستفادة من خبراتهم فى المشروعات والخطط التى تعمل عليها الدولة فى المرحلة الراهنة.
■ قمت بزيارة كلية العلوم بجامعة طنطا، وتحدثت عن تطوير «الأتوميكروسكوب».. ما هو انطباعك عن الزيارة؟
- كنت سعيدًا بما رأيته فى كلية العلوم، ولفت نظرى اعتماد الكلية على تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 50%، وتوفير الـ50% الأخرى باستخدام الطاقة الشمسية، بما يوفر على ميزانية الدولة العامة.. وأتمنى أن تخطو جميع الكليات نفس نهج هذه الكلية، لتعليم الطلاب أهمية الطاقة وحثهم على ترشيد الاستهلاك.
■ بعد الأوتوثانية.. ما الهدف المقبل للدكتور ثروت؟
على المستوى الشخصى، أتمنى أن تكون أبحاثى الخاصة فى تصوير حركة الإلكترونات والتحكم بها هو الأساس لعلم جديد فى الفيزياء، يكون هدفه إيجاد التطبيقات الطبية والتكنولوجية المناسبة لمساعدة البشرية، وجعل العالم مكانًا أفضل، والذى لم يتوصل إليه أحد فى العالم، وأعمل فى الوقت الحالى على تطوير (الترانزستور الضوئى)، ونقل المعلومات باستخدام الليزر، والذى سيكون البداية لتطوير الإلكترونات فائقة السرعة المعتمدة على الليزر.. أما عن نقل المعلومات باستخدام الليزر فسيساعد فى تطوير تكنولوجيا الاتصالات، وهدفى فى المقام الأول هو خدمة وطنى الذى كبرت ونشأت فيه.. وأهم حلم حاليا هو تحقيق مشروع المعامل الوطنية، لأنها ستكون الأعمدة التى ستساعد فى بناء دولة حديثة قوية قائمة على البحث العلمى.