درء تعارض العقل والنقل]ـ
المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: ٧٢٨هـ)
تحقيق: الدكتور محمد رشاد سالم
للقراءة
@deter
ومثل هذا القانون الذي وضعه هؤلاء يضع كل فريق لأنفسهم قانوناً فيما جاءت به الأنبياء عن الله، فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته، ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعاً له، فما وافق قانونهم قبلوه، وما خالفه لم يتبعوه.
--------
ص6 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - القانون الكلي للتوفيق عند المبتدعة - المكتبة الشاملة
وهذا يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم، وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها، لكن تلك الأمانة اعتمدوا فيها على ما فهموه من نصوص الأنبياء أو ما بلغهم عنهم، وغلطوا في الفهم أو في تصديق الناقل،
--------
ص6 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - القانون الكلي للتوفيق عند المبتدعة - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/5#p3
كسائر الغالطين ممن يحتج بالسمعيات، فإن غلطه إما في الإسناد وإما في المتن، وأما هؤلاء فوضعوا قوانينهم على ما رأوه بعقولهم، وقد غلطوا في الرأي والعقل.
--------
ص7 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - القانون الكلي للتوفيق عند المبتدعة - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/6#p1
فالنصارى أقرب إلى تعظيم الأنبياء والرسل من هؤلاء، ولكن النصارى يشبههم من ابتدع بدعة بفهمه الفاسد من النصوص أو بتصديقه النقل الكاذب عن الرسول، كالخوارج والوعيدية والمرجئة والإمامية وغيرهم، بخلاف بدعة
--------
ص7 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - القانون الكلي للتوفيق عند المبتدعة - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/6#p2
الجهمية والفلاسفة فإنها مبنية على ما يقرون هم بأنه مخالف للمعروف من كلام الأنبياء وأولئك يظنون أن ما ابتدعوه هو المعروف من كلام الأنبياء، وأنه صحيح عندهم.
--------
ص8 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - طريقتا المبتدعة في نصوص الأنبياء أولا طريقة التبديل أهل التبديل نوعان أهل الوهم والتخييل - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/7#p1
وهؤلاء أهل التضليل والتجهيل الذين حقيقة قولهم: إن الأنبياء جاهلون ضالون، لا يعرفون ما أراد الله نما وصف به نفسه من الآيات وأقوال الأنبياء.
--------
ص15 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - ثانيا طريقة التجهيل - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/14#p3
ثم هؤلاء منهم من يقول: المراد بها خلاف مدلولها الظاهر والمفهوم، ولا يعرف أحد من الأنبياء والملائكة والصحابة والعلماء ما أراد الله بها، كما لا يعلمون وقت الساعة.
--------
ص16 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - ثانيا طريقة التجهيل - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/15#p1
وأما أولئك فيقولون: بل قصد أن يعلمهم الجهل المركب، والاعتقادات الفاسد، وهؤلاء مشهورون عند الأمة بالإلحاد والزندقة، بخلاف أولئك فإنهم يقولون: الرسول لم يقصد أن يجعل أحداً جاهلاً معتقداً للباطل، ولكن أقوالهم تتضمن أن الرسول لم يبين الحق فيما خاطب به الأمة من الآيات والأحاديث إما مع كونه لم يعلمه، أو مع كونه علمه ولم يبينه.
--------
ص17 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - ثانيا طريقة التجهيل - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/16#p6
فالمدعون لمعرفة الإلهيات بعقولهم، من المنتسبين إلى الحكمة والكلام والعقليات، يقول من يخالف نصوص الأنبياء منهم: إن الأنبياء لم يعرفوا الحق الذي عرفناه، أو يقولون: عرفوه ولم يبينوه للخلق كما بيناه، بل تكلموا بما يخالفه من غير بيان منهم.
--------
ص19 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - خلاصة ما سبق - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/18#p5
والمدعون للسنة والشريعة واتباع السلف من الجهال بمعاني نصوص الأنبياء يقولون: إن الأنبياء ـ والسلف الذين اتبعوا الأنبياء ـ لم يعرفوا معنى هذه النصوص التي قالوها والتي بلغوها عن الله، أو إن الأنبياء عرفوا معانيها ولم يبينوا مرادهم للناس، فهؤلاء الطوائف قد يقولون: نحن عرفنا الحق بعقولنا، ثم اجتهدنا في حمل كلام الأنبياء علي ما يوافق مدلول العقل، وفائدة إنزال هذه المتشابهات المشكلات اجتهاد
--------
ص19 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - خلاصة ما سبق - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/18#p6
[فصل هدف الكتاب بيان فساد قانونهم الفاسد]
--------
ص20 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - فصل هدف الكتاب بيان فساد قانونهم الفاسد - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/19#p3
ولما كان بيان مراد الرسول صلي الله عليه وسلم في هذه الأبواب لا يتم إلا بدفع المعارض العقلي، وامتناع تقديم ذلك علي نصوص الأنبياء، بينا في هذا الكتاب فساد القانون الفاسد الذي صدوا به الناس عن سبيل الله، وعن فهم مراد الرسول وتصديقه فيما أخبر، إذ كان أي دليل أقيم علي بيان مراد الرسول لا ينفع إذا قدر أن المعارض العقلي القاطع ناقضه، بل يصير ذلك قدحاً في الرسول، وقدحاً فيمن استدل بكلامه، وصار هذا بمنزلة المريض الذي به أخلاط فاسدة تمنع انتفاعه بالغذاء، فإن الغذاء لا ينفعه مع وجود الأخلاط الفاسدة التي تفسد الغذاء، فكذلك القلب الذي اعتقد قيام الدليل العقلي القاطع علي نفي الصفات أو بعضها، أو نفي عموم خلقه لكل شيء، أو نفي أمره ونهيه، أو امتناع المعاد،
--------
ص20 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - فصل هدف الكتاب بيان فساد قانونهم الفاسد - المكتبة الشاملة
المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: ٧٢٨هـ)
تحقيق: الدكتور محمد رشاد سالم
للقراءة
- كتاب درء تعارض العقل والنقل - - المكتبة الشاملة
- كتاب درء تعارض العقل والنقل - - المكتبة الشاملة
shamela.ws
@deter
ومثل هذا القانون الذي وضعه هؤلاء يضع كل فريق لأنفسهم قانوناً فيما جاءت به الأنبياء عن الله، فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته، ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعاً له، فما وافق قانونهم قبلوه، وما خالفه لم يتبعوه.
--------
ص6 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - القانون الكلي للتوفيق عند المبتدعة - المكتبة الشاملة
وهذا يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم، وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها، لكن تلك الأمانة اعتمدوا فيها على ما فهموه من نصوص الأنبياء أو ما بلغهم عنهم، وغلطوا في الفهم أو في تصديق الناقل،
--------
ص6 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - القانون الكلي للتوفيق عند المبتدعة - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/5#p3
كسائر الغالطين ممن يحتج بالسمعيات، فإن غلطه إما في الإسناد وإما في المتن، وأما هؤلاء فوضعوا قوانينهم على ما رأوه بعقولهم، وقد غلطوا في الرأي والعقل.
--------
ص7 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - القانون الكلي للتوفيق عند المبتدعة - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/6#p1
فالنصارى أقرب إلى تعظيم الأنبياء والرسل من هؤلاء، ولكن النصارى يشبههم من ابتدع بدعة بفهمه الفاسد من النصوص أو بتصديقه النقل الكاذب عن الرسول، كالخوارج والوعيدية والمرجئة والإمامية وغيرهم، بخلاف بدعة
--------
ص7 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - القانون الكلي للتوفيق عند المبتدعة - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/6#p2
الجهمية والفلاسفة فإنها مبنية على ما يقرون هم بأنه مخالف للمعروف من كلام الأنبياء وأولئك يظنون أن ما ابتدعوه هو المعروف من كلام الأنبياء، وأنه صحيح عندهم.
--------
ص8 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - طريقتا المبتدعة في نصوص الأنبياء أولا طريقة التبديل أهل التبديل نوعان أهل الوهم والتخييل - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/7#p1
وهؤلاء أهل التضليل والتجهيل الذين حقيقة قولهم: إن الأنبياء جاهلون ضالون، لا يعرفون ما أراد الله نما وصف به نفسه من الآيات وأقوال الأنبياء.
--------
ص15 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - ثانيا طريقة التجهيل - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/14#p3
ثم هؤلاء منهم من يقول: المراد بها خلاف مدلولها الظاهر والمفهوم، ولا يعرف أحد من الأنبياء والملائكة والصحابة والعلماء ما أراد الله بها، كما لا يعلمون وقت الساعة.
--------
ص16 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - ثانيا طريقة التجهيل - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/15#p1
وأما أولئك فيقولون: بل قصد أن يعلمهم الجهل المركب، والاعتقادات الفاسد، وهؤلاء مشهورون عند الأمة بالإلحاد والزندقة، بخلاف أولئك فإنهم يقولون: الرسول لم يقصد أن يجعل أحداً جاهلاً معتقداً للباطل، ولكن أقوالهم تتضمن أن الرسول لم يبين الحق فيما خاطب به الأمة من الآيات والأحاديث إما مع كونه لم يعلمه، أو مع كونه علمه ولم يبينه.
--------
ص17 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - ثانيا طريقة التجهيل - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/16#p6
فالمدعون لمعرفة الإلهيات بعقولهم، من المنتسبين إلى الحكمة والكلام والعقليات، يقول من يخالف نصوص الأنبياء منهم: إن الأنبياء لم يعرفوا الحق الذي عرفناه، أو يقولون: عرفوه ولم يبينوه للخلق كما بيناه، بل تكلموا بما يخالفه من غير بيان منهم.
--------
ص19 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - خلاصة ما سبق - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/18#p5
والمدعون للسنة والشريعة واتباع السلف من الجهال بمعاني نصوص الأنبياء يقولون: إن الأنبياء ـ والسلف الذين اتبعوا الأنبياء ـ لم يعرفوا معنى هذه النصوص التي قالوها والتي بلغوها عن الله، أو إن الأنبياء عرفوا معانيها ولم يبينوا مرادهم للناس، فهؤلاء الطوائف قد يقولون: نحن عرفنا الحق بعقولنا، ثم اجتهدنا في حمل كلام الأنبياء علي ما يوافق مدلول العقل، وفائدة إنزال هذه المتشابهات المشكلات اجتهاد
--------
ص19 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - خلاصة ما سبق - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/18#p6
[فصل هدف الكتاب بيان فساد قانونهم الفاسد]
--------
ص20 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - فصل هدف الكتاب بيان فساد قانونهم الفاسد - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21506/19#p3
ولما كان بيان مراد الرسول صلي الله عليه وسلم في هذه الأبواب لا يتم إلا بدفع المعارض العقلي، وامتناع تقديم ذلك علي نصوص الأنبياء، بينا في هذا الكتاب فساد القانون الفاسد الذي صدوا به الناس عن سبيل الله، وعن فهم مراد الرسول وتصديقه فيما أخبر، إذ كان أي دليل أقيم علي بيان مراد الرسول لا ينفع إذا قدر أن المعارض العقلي القاطع ناقضه، بل يصير ذلك قدحاً في الرسول، وقدحاً فيمن استدل بكلامه، وصار هذا بمنزلة المريض الذي به أخلاط فاسدة تمنع انتفاعه بالغذاء، فإن الغذاء لا ينفعه مع وجود الأخلاط الفاسدة التي تفسد الغذاء، فكذلك القلب الذي اعتقد قيام الدليل العقلي القاطع علي نفي الصفات أو بعضها، أو نفي عموم خلقه لكل شيء، أو نفي أمره ونهيه، أو امتناع المعاد،
--------
ص20 - كتاب درء تعارض العقل والنقل - فصل هدف الكتاب بيان فساد قانونهم الفاسد - المكتبة الشاملة