كيمياء الحروف القرآنية
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
من خلال دراسة شاملة لبنية القرآن، ابتداءً من الحرف وخصائصه وتشكيله وموقعه، والكلمة ورسمها وموقعها، والآية وبنيتها وموقعها، والموضوع ونظم حروفه وكلماته وآياته ومعناه، إلى السورة وبنائها العام وعلاقتها بالسور الأخرى، يتبيَّن بالأدلة القاطعة والبراهين الثابتة والحقائق الاستقرائية الواضحة أن كل آية، بل كل كلمة وكل حرف، وكل تنوين ورسم في القرآن، من أوله إلى آخره، موضوع وفق نظام رقمي محكم، يتناسب مع المعنى والمضمون في أدق تفاصيلهما ويتفاعل معهما، ويتشعّب إلى مستويات عميقة جدًّا تصل إلى خصائص الحرف نفسه وعلامات تشكيله وتنقيطه، وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية، وكل ذلك بميزان وحساب دقيقين، بحيث يشكّل في مجمله منظومة واحدة متكاملة البناء، يعجز العقل البشري عن الإحاطة بكل أبعادها، فضلًا عن تقليدها أو محاكاتها.
تفاعل لا يدانيه تفاعل!! إن كان التفاعل في الكيمياء يعني تأثير عنصر في آخر، فإنَّ التفاعل بين الحروف والأرقام في القرآن الكريم يعني أكثر من ذلك.. كيف لا وإن الفرق بين المادَّة والروح عصيّ على الفهم والقياس! وفي المشاهد القرآنية الآتية سوف نتوقَّف قليلًا لنستعرض معًا إحدى عجائب البناء الرقمي للقرآن، وكيف تتفاعل الأرقام لتجسّد المعنى المطلوب، وكيف ينطق الرقم قبل أن ينطق الحرف أحيانًا، وكيف تتفاعل الأرقام والحروف والكلمات لتقدّم لوحة رائعة حول المشهد القرآني؛ بل إن هناك ما يشبه الكيمياء بين الأرقام والحروف والأعداد والكلمات، حيث تتفاعل الأرقام مع الحروف بطريقة معجزة لم يأتِ مثلها أيّ شيء آخر غير كلام اللَّه عزّ وجلّ وهو القرآن العظيم.
المشهد الأوّل:
{ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُوْلَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوْمًا مَّحْسُوْرًا (29)} [الإسراء]
في المقطع الأوّل: { مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ } (3 كلمات و13 حرفًا) لم يتكرّر منها سوى حرف واحد تكرّر 3 مرّات!
في المقطع الثاني: { تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ } (3 كلمات و13 حرفًا) تكرّر منها 5 أحرف، وتكرّرت 10 مرّات!
في المقطع الثالث: { مَلُومًا مَّحْسُورًا } (كلمتان و11 حرفًا) تكرّر منها 3 أحرف 7 مرّات!
تأمّل التدرّج في الإحصاءات الواردة خلال هذه المقاطع الثلاثة، ستجدها متطابقة تمامًا مع المعنى الذي تحمله الآية! عندما تحدّثت الآية عن البخل والتقتير في المقطع الأوّل { مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ }، تفاعلت الحروف مع المعنى، ولم يتكرّر سوى حرف واحد فقط، وعندما انتقلت الآية للحديث عن الإسراف والتبذير في المقطع الثاني { تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ }، تكرّرت 5 من حروف الآية، بل كلمة "بسط" نفسها تكرّرت في المقطع، وجاءت العاقبة في المقطع الثالث { مَلُومًا مَّحْسُورًا } لترسم لوحة تصويرية في قمة الروعة والجمال، حيث انخفضت الكلمات من 3 إلى كلمتين فقط، والحروف من 13 إلى 11 حرفًا، وتكرارات الأحرف من 5 إلى 3
سبحان من هذا كلامه!!
المشهد الثاني:
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُوْلَهُ بِالْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُوْنَ (33)} [التوبة]
تأمّل هذه الآية من سورة التوبة، فهي تشكِّل منظومة إحصائية رائعة في موقعها، وفي عدد كلماتها وحروفها وحركاتها ومواقعها، ولكننا سوف نغضّ النظر عن ذلك كلّه، ونركِّز في المشهد التالي على ظاهرة مهمّة جدًّا من ظواهر النسيج الرقمي القرآني المذهل.
تأمّل تكرار الحروف الهجائية في هذه الآية فقد اتخذ ثلاثة أنماط فقط:
8 أحرف تكرّرت مرّة واحدة.
7 أحرف تكرّرت بأعداد أوّليّة صماء، لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم واحد.
3 أحرف تكرّرت بأعداد مركَّبة.
نتوقف هنا لنرى طبيعة هذه الأحرف الثلاثة، تكرّرت بأعداد مركَّبة فنجدها (أ و ي)!
إذا أنعمت النظر فيها تجدها أحرف المدّ الثلاثة، وقد تكرّرت بأعداد مركَّبة 8 و6 و4 على الترتيب!
انتبه جيِّدًا!!
لماذا تكرّرت أحرف المدّ الثلاثة (أ و ي) دون سواها بأعداد مركَّبة، بينما تكرّرت جميع الحروف الأخرى إما مرّة واحدة فقط، أو بأعداد أوّليّة صمّاء لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو الواحد؟ من هنا يتبدّى المعنى الإعجازي الحقيقي للنسيج الرقمي القرآني، فهو نسيج كالعصب الحي يتفاعل مع خصائص الأرقام والأعداد وترتيبها الهجائي، وفي الوقت نفسه يرتبط ارتباطًا عضويًّا وثيقًا بمعاني الحروف والكلمات، وليس ذلك في موضع واحد، وإنما على امتداد القرآن كلّه، وإلى أعماق سحيقة لا يمكن الوصول إلى قاعها بأي حال!!
إن الفرق بين الأعداد الأوّليّة الصماء والأعداد المركَّبة هو أن الأخيرة تمتاز بمرونة كبيرة، إذ إنها تقبل القسمة على نفسها وعلى الرقم واحد وعلى أرقام وأعداد أخرى متعدّدة، بحسب قيمة العدد نفسه، ولذلك فإن صفات الأعداد المركَّبة تتوافق تمامًا مع صفة المدّ في حروف القرآن الكريم!
تأمّل فيما يأتي الحروف الهجائية التي تضمّنتها الآية:
انتبه إلى مجموع تراتيب الأحرف الهجائية العشرة التي لم ترد في الآية:
3 + 4 + 5 + 7 + 11 + 14 + 15 + 16 + 19 + 20 = 114 وهذا هو عدد سور القرآن!!
عشرة أحرف لم ترد مطلقًا في الآية، مجموع ترتيبها في قائمة الحروف الهجائية يعادل عدد سور القرآن!
لاحظ الأحرف العشرة التي لم ترد في الآية، 5 منها ترتيبها عدد أوّليّ، و5 ترتيبها عدد مركَّب!!
قبل أن نطوي صفحة هذه الآية توقّف لتتأمّل معناها:
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُوْلَهُ بِالْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُوْنَ (33)} [التوبة]
حروف { الْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ } تكرّرت في هذه الآية 44 مرّة!
الحروف المتبقّية من الآية عددها 16 حرفًا، وهذا العدد = 4 × 4
لفظ { الْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ } يأتي بعد 16 حرفًا من بداية الآية، وهذا العدد = 4 × 4
إذا تأمّلت الآية نفسها تجدها تأتي بعد 32 آية من بداية سورة التوبة، وهذا العدد = 4 × 4 + 4 × 4
هذه الآية نفسها تأتي قبل 96 آية من نهاية سورة التوبة، وهذا العدد = 4 × 4 × 6
كلمة { بِالْهُدَى } هي الكلمة رقم 608 من بداية سورة التوبة، وهذا العدد = 4 × 4 × 38
4 هو تكرار اسم { مُحمَّد } في القرآن!
38 هو عدد آيات سورة مُحمَّد!!
المشهد الثالث: تأمّل الآيات الثلاث الأولى من سورة المطففين:
{ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِيْنَ (1) الَّذِيْنَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُوْنَ (2) وَإِذَا كَالُوْهُمْ أَوْ وَزَنُوْهُمْ يُخْسِرُوْنَ (3)}
تبدأ سورة المطففين بالحديث عن التجّار الذين يطفِّفون الكيل والوزن، أي ينقصونه بشيء طفيف لا يلاحظه المشتري، فتصفهم الآية الثانية بأنهم إذا { اكْتَالُوا }، أي اشتروا من غيرهم، استوفوا كيلهم كاملًا غير منقوص، وعبَّر عن حالهم وهم يشترون بكلمة { يَسْتَوْفُوْنَ }، وتصفهم الآية الثالثة بأنَّهم إذا باعوا للناس فإنَّهم يُخسرون الوزن ، وعبّر عن حالهم وهم يبيعون بكلمة { يُخْسِرُوْنَ }.
تأمّل كيف تتفاعل الكلمات والحروف مع الحالتين!
الآية الثانية تعكس حال المطفِّفين عندما يشترون من غيرهم.. عدد كلماتها 6 كلمات، وعدد حروفها 30 حرفًا.
الآية الثالثة تعكس حال المطفِّفين عندما يبيعون غيرهم.. عدد كلماتها 5 كلمات، وعدد حروفها 24 حرفًا.
كلمة { يَسْتَوْفُوْنَ } عدد أحرفها 7، وكلمة { يُخْسِرُوْنَ } عدد أحرفها 6
كلمة { اكْتَالُوا } عدد أحرفها 7، وكلمة { كَالُوهُمْ } عدد أحرفها 6
عدد النقاط على حروف الآية الثانية 14 نقطة، وعدد النقاط على حروف الآية الثالثة 7 نقاط!
الآية الثانية بدأت بكلمة مكوّنة من 5 أحرف، والآية الثالثة بدأت بكلمة مكوّنة من 4 أحرف!
وفي ذلك كلّه إشارات إلى وقوع التطفيف على مستوى عدد الكلمات وعدد الحروف وعدد النقاط على الحروف!!
بل إذا تأمّلت الترتيب الهجائي لحروف الكلمتين، تجد أن النقص قد حصل أيضًا!
الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { يَسْتَوْفُوْنَ } يساوي 142
والترتيب الهجائي لأحرف كلمة { يُخْسِرُوْنَ } يساوي 109.
فتأمّل عظمة النسيج الرقمي القرآني!
وتأمّل كيف هذا التفاعل الحيّ بين الحروف والأرقام بما يشبه الكيمياء!
وتأمّل كيف تتفاعل الأرقام مع الحروف في تصوير المشهد القرآني بطريقة مذهلة!
---------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
عن موقع طريق القرآن
تفاعل لا يدانيه تفاعل!! إن كان التفاعل في الكيمياء يعني تأثير عنصر في آخر، فإنَّ التفاعل بين الحروف والأرقام في القرآن الكريم يعني أكثر من ذلك.. كيف لا وإن الفرق بين المادَّة والروح عصيّ على الفهم والقياس! وفي المشاهد القرآنية الآتية سوف نتوقَّف قليلًا لنستعرض معًا إحدى عجائب البناء الرقمي للقرآن، وكيف تتفاعل الأرقام لتجسّد المعنى المطلوب، وكيف ينطق الرقم قبل أن ينطق الحرف أحيانًا، وكيف تتفاعل الأرقام والحروف والكلمات لتقدّم لوحة رائعة حول المشهد القرآني؛ بل إن هناك ما يشبه الكيمياء بين الأرقام والحروف والأعداد والكلمات، حيث تتفاعل الأرقام مع الحروف بطريقة معجزة لم يأتِ مثلها أيّ شيء آخر غير كلام اللَّه عزّ وجلّ وهو القرآن العظيم.
المشهد الأوّل:
{ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُوْلَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوْمًا مَّحْسُوْرًا (29)} [الإسراء]
في المقطع الأوّل: { مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ } (3 كلمات و13 حرفًا) لم يتكرّر منها سوى حرف واحد تكرّر 3 مرّات!
في المقطع الثاني: { تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ } (3 كلمات و13 حرفًا) تكرّر منها 5 أحرف، وتكرّرت 10 مرّات!
في المقطع الثالث: { مَلُومًا مَّحْسُورًا } (كلمتان و11 حرفًا) تكرّر منها 3 أحرف 7 مرّات!
تأمّل التدرّج في الإحصاءات الواردة خلال هذه المقاطع الثلاثة، ستجدها متطابقة تمامًا مع المعنى الذي تحمله الآية! عندما تحدّثت الآية عن البخل والتقتير في المقطع الأوّل { مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ }، تفاعلت الحروف مع المعنى، ولم يتكرّر سوى حرف واحد فقط، وعندما انتقلت الآية للحديث عن الإسراف والتبذير في المقطع الثاني { تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ }، تكرّرت 5 من حروف الآية، بل كلمة "بسط" نفسها تكرّرت في المقطع، وجاءت العاقبة في المقطع الثالث { مَلُومًا مَّحْسُورًا } لترسم لوحة تصويرية في قمة الروعة والجمال، حيث انخفضت الكلمات من 3 إلى كلمتين فقط، والحروف من 13 إلى 11 حرفًا، وتكرارات الأحرف من 5 إلى 3
سبحان من هذا كلامه!!
المشهد الثاني:
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُوْلَهُ بِالْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُوْنَ (33)} [التوبة]
تأمّل هذه الآية من سورة التوبة، فهي تشكِّل منظومة إحصائية رائعة في موقعها، وفي عدد كلماتها وحروفها وحركاتها ومواقعها، ولكننا سوف نغضّ النظر عن ذلك كلّه، ونركِّز في المشهد التالي على ظاهرة مهمّة جدًّا من ظواهر النسيج الرقمي القرآني المذهل.
تأمّل تكرار الحروف الهجائية في هذه الآية فقد اتخذ ثلاثة أنماط فقط:
8 أحرف تكرّرت مرّة واحدة.
7 أحرف تكرّرت بأعداد أوّليّة صماء، لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم واحد.
3 أحرف تكرّرت بأعداد مركَّبة.
نتوقف هنا لنرى طبيعة هذه الأحرف الثلاثة، تكرّرت بأعداد مركَّبة فنجدها (أ و ي)!
إذا أنعمت النظر فيها تجدها أحرف المدّ الثلاثة، وقد تكرّرت بأعداد مركَّبة 8 و6 و4 على الترتيب!
انتبه جيِّدًا!!
لماذا تكرّرت أحرف المدّ الثلاثة (أ و ي) دون سواها بأعداد مركَّبة، بينما تكرّرت جميع الحروف الأخرى إما مرّة واحدة فقط، أو بأعداد أوّليّة صمّاء لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو الواحد؟ من هنا يتبدّى المعنى الإعجازي الحقيقي للنسيج الرقمي القرآني، فهو نسيج كالعصب الحي يتفاعل مع خصائص الأرقام والأعداد وترتيبها الهجائي، وفي الوقت نفسه يرتبط ارتباطًا عضويًّا وثيقًا بمعاني الحروف والكلمات، وليس ذلك في موضع واحد، وإنما على امتداد القرآن كلّه، وإلى أعماق سحيقة لا يمكن الوصول إلى قاعها بأي حال!!
إن الفرق بين الأعداد الأوّليّة الصماء والأعداد المركَّبة هو أن الأخيرة تمتاز بمرونة كبيرة، إذ إنها تقبل القسمة على نفسها وعلى الرقم واحد وعلى أرقام وأعداد أخرى متعدّدة، بحسب قيمة العدد نفسه، ولذلك فإن صفات الأعداد المركَّبة تتوافق تمامًا مع صفة المدّ في حروف القرآن الكريم!
تأمّل فيما يأتي الحروف الهجائية التي تضمّنتها الآية:
الحرف | ترتيبه الهجائي | تكراره في الآية |
أ | 1 | 8 |
ب | 2 | 1 |
ت | 3 | 0 |
ث | 4 | 0 |
ج | 5 | 0 |
ح | 6 | 1 |
خ | 7 | 0 |
د | 8 | 3 |
ذ | 9 | 1 |
ر | 10 | 5 |
ز | 11 | 0 |
س | 12 | 2 |
ش | 13 | 1 |
ص | 14 | 0 |
ض | 15 | 0 |
ط | 16 | 0 |
ظ | 17 | 1 |
ع | 18 | 1 |
غ | 19 | 0 |
ف | 20 | 0 |
ق | 21 | 1 |
ك | 22 | 3 |
ل | 23 | 11 |
م | 24 | 1 |
ن | 25 | 3 |
هـ | 26 | 7 |
و | 27 | 6 |
ي | 28 | 4 |
انتبه إلى مجموع تراتيب الأحرف الهجائية العشرة التي لم ترد في الآية:
3 + 4 + 5 + 7 + 11 + 14 + 15 + 16 + 19 + 20 = 114 وهذا هو عدد سور القرآن!!
عشرة أحرف لم ترد مطلقًا في الآية، مجموع ترتيبها في قائمة الحروف الهجائية يعادل عدد سور القرآن!
لاحظ الأحرف العشرة التي لم ترد في الآية، 5 منها ترتيبها عدد أوّليّ، و5 ترتيبها عدد مركَّب!!
قبل أن نطوي صفحة هذه الآية توقّف لتتأمّل معناها:
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُوْلَهُ بِالْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُوْنَ (33)} [التوبة]
حروف { الْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ } تكرّرت في هذه الآية 44 مرّة!
الحروف المتبقّية من الآية عددها 16 حرفًا، وهذا العدد = 4 × 4
لفظ { الْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ } يأتي بعد 16 حرفًا من بداية الآية، وهذا العدد = 4 × 4
إذا تأمّلت الآية نفسها تجدها تأتي بعد 32 آية من بداية سورة التوبة، وهذا العدد = 4 × 4 + 4 × 4
هذه الآية نفسها تأتي قبل 96 آية من نهاية سورة التوبة، وهذا العدد = 4 × 4 × 6
كلمة { بِالْهُدَى } هي الكلمة رقم 608 من بداية سورة التوبة، وهذا العدد = 4 × 4 × 38
4 هو تكرار اسم { مُحمَّد } في القرآن!
38 هو عدد آيات سورة مُحمَّد!!
المشهد الثالث: تأمّل الآيات الثلاث الأولى من سورة المطففين:
{ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِيْنَ (1) الَّذِيْنَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُوْنَ (2) وَإِذَا كَالُوْهُمْ أَوْ وَزَنُوْهُمْ يُخْسِرُوْنَ (3)}
تبدأ سورة المطففين بالحديث عن التجّار الذين يطفِّفون الكيل والوزن، أي ينقصونه بشيء طفيف لا يلاحظه المشتري، فتصفهم الآية الثانية بأنهم إذا { اكْتَالُوا }، أي اشتروا من غيرهم، استوفوا كيلهم كاملًا غير منقوص، وعبَّر عن حالهم وهم يشترون بكلمة { يَسْتَوْفُوْنَ }، وتصفهم الآية الثالثة بأنَّهم إذا باعوا للناس فإنَّهم يُخسرون الوزن ، وعبّر عن حالهم وهم يبيعون بكلمة { يُخْسِرُوْنَ }.
تأمّل كيف تتفاعل الكلمات والحروف مع الحالتين!
الآية الثانية تعكس حال المطفِّفين عندما يشترون من غيرهم.. عدد كلماتها 6 كلمات، وعدد حروفها 30 حرفًا.
الآية الثالثة تعكس حال المطفِّفين عندما يبيعون غيرهم.. عدد كلماتها 5 كلمات، وعدد حروفها 24 حرفًا.
كلمة { يَسْتَوْفُوْنَ } عدد أحرفها 7، وكلمة { يُخْسِرُوْنَ } عدد أحرفها 6
كلمة { اكْتَالُوا } عدد أحرفها 7، وكلمة { كَالُوهُمْ } عدد أحرفها 6
عدد النقاط على حروف الآية الثانية 14 نقطة، وعدد النقاط على حروف الآية الثالثة 7 نقاط!
الآية الثانية بدأت بكلمة مكوّنة من 5 أحرف، والآية الثالثة بدأت بكلمة مكوّنة من 4 أحرف!
وفي ذلك كلّه إشارات إلى وقوع التطفيف على مستوى عدد الكلمات وعدد الحروف وعدد النقاط على الحروف!!
بل إذا تأمّلت الترتيب الهجائي لحروف الكلمتين، تجد أن النقص قد حصل أيضًا!
الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { يَسْتَوْفُوْنَ } يساوي 142
والترتيب الهجائي لأحرف كلمة { يُخْسِرُوْنَ } يساوي 109.
فتأمّل عظمة النسيج الرقمي القرآني!
وتأمّل كيف هذا التفاعل الحيّ بين الحروف والأرقام بما يشبه الكيمياء!
وتأمّل كيف تتفاعل الأرقام مع الحروف في تصوير المشهد القرآني بطريقة مذهلة!
---------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
عن موقع طريق القرآن