إبليس الدنيا والآخرة
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
لنتأمّل معًا في هذا المشهد هذه الآيات التي تعكس الحالة النفسية لإبليس عليه لعنة اللَّه في موضعين: الموضع الأوّل عندما خلق اللَّه عزّ وجلّ آدم وأمر إبليس أن يسجد له فأبى واستكبر، والموضع الثاني وهو في مقرّه الدائم ومثواه الأخير يوم القيامة يلقي على مسامع أنصاره من الإنس والجن خطبته الجهنّميّة المشهورة. لنتأمّل معًا هذه اللوحات التصويريّة الرائعة التي تحملها لنا حركات الحروف، وعلامات التشكيل في هذه الآيات:
{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِيْ مِنْ نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيْنٍ (12)} [الأعراف]
في هذه الآية قال إبليس { أَنَا } تعبيرًا عن الاستكبار والاستعلاء..
ولذلك جاءت حركات الحروف التي بعدها مصوِّرة لهذه الحالة!
جاء بعدها: { خَيْرٌ مِّنْهُ }! الكلمتان مضمومتان!
نعم.. استكبر وعصى وتمرَّد على أمر ربه وخالقه!
وانطوت الحقب والأزمان سريعًا، جيلًا بعد جيل..
من لدن آدم -عليه السلام- حتى آخر نفس من ذريته تموت بنفخة الصور الأولى..
يَفنى الجميع، ويبقى اللَّه الواحد الحي الذي لا يموت.. سبحانه.
ثم تأتي النفخة الأخرى ويكون البعث والنشور، ويقوم الخلق إلى ربهم فمنهم شقي وسعيد.
يأتي من ضمنهم إبليس وهو يجرُّ أذيال الخيبة والذل والهوان.
وكما انقضت الدنيا ينقضي يوم الحساب.. يوم مقداره خمسون ألف سنة.
والناس فريقان: فريق في الجنة، وفريق في السعير.
ومن مقرِّه ومستقرِّه الأخير والدائم في جهنم يلقي إبليس على مسامع أنصاره وأعوانه من الإنس والجن خطبته الجهنّميّة الرهيبة! لنستمع إليه ماذا يقول فيها:
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِيْ فَلَا تَلُوْمُوْنِيْ وَلُوْمُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُوْنِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِيْنَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ (22)} [إبراهيم]
تأمّل كيف تبدَّل الحال!
تأمّل الحالة النفسية لإبليس في هذا الموضع!
تأمّل كيف يهوي إبليس اللَّعين من القمة إلى القاع!
تأمّل حاته بين التكبُّر والذُّل!
لقد قال { أَنَا } في هذا الموقف أيضًا، ولكن شتان ما بينهما!
تأمّل كيف جاء بعدها حرف مكسور ليصور حالة الذل والانكسار التي أصابته في ذلك المقام!
بل الكلمة التي جاءت بعدها تضمَّنت 3 كسرات { بِمُصْرِخِكُمْ }!
وانتهت بحالة سكون.. إنه السكون الأبدي لإبليس عليه لعنة اللَّه!
كلمة { أَنَا } في هذه الآية جاء بعدها 15 حرفًا مكسورًا، بعدد سجدات التلاوة في القرآن!
22 كسرة أي ما يماثل رقم الآية تمامًا.. جاءت في سياق خطبته الجهنّميّة!
أين آدم من هذه الخطبة؟!
تأمّل..
حرف الألف تكرّر في الآية 33 مرّة.
حرف الدال تكرّر في الآية 4 مرّات.
حرف الميم تكرّر في الآية 25 مرّة.
مجموع تكرار أحرف اسم { آدَم } في هذه الآية 62 ويساوي 31 × 2
31 هو رقم أوّل آية يرد فيها اسم { آدَم } في القرآن!
2 هو رقم أوّل سورة يرد فيها اسم{ آدَم } في القرآن!
نظم رقمي عجيب!
تأمّل أوّل أحرف اسم { آدَم } وهو حرف الألف تكرّر في الآية 33 مرّة.
وتأمّل آخر أحرف اسم { آدَم } وهو حرف الميم تكرّر في الآية 25 مرّة.
33 هو مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { آدَم }!
25 هو عدد تكرار اسم { آدَم } في القرآن!
في المقابل..
تأمّل حاله مع آدم في سورة الأعراف:
{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيْنٍ (12)} [الأعراف]
هناك 7 أحرف مكسورة جاءت بعد كلمة { أَنَا } بعدد أحرف لفظ { الشَّيْطَان }!
بدأ حديثه بكلمة { أَنَا }.. فيما بدأ خطبته الجهنّميّة بكلمة { إِنَّ } أي إنه بدأ بحرف مكسور!
قارن بين الحالتين وتأمّل!
عندما أمره اللَّه عزّ وجلّ بالسجود لآدم أبى واستكبر وافتتح حُجَّته بقوله: { أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ }!
وعندما جاء يوم القيامة وهو يجر أذيال الخيبة والذل والهوان وافتتح خطبته بقوله: { إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ }!
لاحظ كيف تصوِّر حركة الحرف الأوّل في المشهدين { أَنَاْ } و { إِنَّ } الحالة النفسية لإبليس في الموقفين!
تأمل قوله تعالى في الآية: { قُضِيَ الأَمْرُ }!
الكلمة الأولى ترتيبها رقم 385 من بداية السورة، وهذا العدد يساوي 77 × 5
جهنَّم لم يرد اسمها مطلقًا في الآية، ولكن الأرقام لها شأن آخر!
كلمة { قُضِيَ } هي الكلمة رقم 77 × 5 من بداية السورة!
وتذكَّر أن { جَهَنَّم } ورد ذكرها في القرآن 77 مرّة!
هذه الآية نفسها تأتي بعد 1771 آية من بداية المصحف وهذا العدد يساوي 77 × 23
تأمّل الخطبة الجهنّميّة:
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُوْمُوْنِي وَلُوْمُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُوْنِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِيْنَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ (22)} [إبراهيم]
بعد 34 كلمة تحديدًا من بداية الآية يقول إبليس كلمة { كَفَرْتُ }!
34 هو عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة!
كلمة { كَفَرْتُ } ترتيبها من بداية المصحف رقم 33264، وهذا العدد يساوي 77 × 432
77 هو عدد تكرار اسم { جَهَنّم } في القرآن!
تأمل كلمة "وَوَعَدتُّكُمْ" ترتيبها من بداية السورة رقم 392، وهذا العدد يساوي 7 × 7 × 7 + 7 × 7
7 هو عدد أبوب جهنّم!
تأمّل إبليس يتكلم عن نفسه ويقول { لِيَ } وجاءت هذه الكلمة بعد 14 كلمة من بداية الآية، أي 7 + 7، ومن بداية السورة جاء ترتيبها رقم 396 وهذا العدد = 11 × 36
ومعلوم أن { إبْلِيس } ورد اسمه في القرآن 11 مرّة!
كلمة { فَاسْتَجَبْتُمْ } ترتيبها من بداية السورة رقم 403، وهذا العدد يساوي 31 × 13
لاحظ هذا التعاكس العجيب بين العددين 31 و13
كلمة { فَاسْتَجَبْتُمْ } ترتيبها رقم 22 من بداية الآية، وجاءت قبل 22 كلمة من نهاية الآية!
عدد يماثل تمامًا رقم الآية!
كلمة { فَاسْتَجَبْتُمْ } عدد حروفها 8 أحرف، أي 2 × 2 × 2
طاعة عمياء من دون أن تفكِّر استجبت للشيطان واليوم تتحسّر أنك استجبت!
لغة الأرقام واضحة!
تأمّل كيف تصور الأرقام مشهد الاستجابة.. تأمّل مرونة الأرقام وليونتها!
تأمل كلمة { أَنفُسَكُم } ترتيبها من بداية السورة رقم 408، وهذا العدد يساوي 34 × 11 + 34
وهنا يتجلّى العدد 11، وهو تكرار اسم { إبْلِيس } في القرآن!
ويتجلَّى العدد 34، وهو عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة!
تأمّل الكلمات التي قالها إبليس في خطبته الجهنّميّة.. 34 كلمة!
خطبة إبليس تبدأ من بعد قوله تعالى: { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ..}
وتنتهي عند قوله تعالى: { إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.
تأمّل إبليس يتكلم عن نفسه ويقول { إِنِّيْ }، وهذه الكلمة ترتيبها رقم 34 من بداية الآية!
وكأنَّ الشيطان يقول لك: إنك تعلم أنني تمردت على أمر ربي ورفضت أن أسجد لأبيك آدم فلماذا تتبعني؟
ولماذا تستجيب لي؟!
كلمة إني ترتيبها رقم 34 من بداية الآية، ورقم 11 من نهايتها!
تأمّل كلمة { إِنِّيْ } كيف تصور مشهد الانكسار والذل والهوان!
إبليس لم يقل { إِنِّيْ } إلا في هذا الموقف المخزي!
قارن بين قوله عندما رفض السجود لآدم { أَنَا }، وقوله وهو يلقي خطبته الجهنّميّة { إِنِّيْ }!
تأمل حروف أوّل آية في المصحف يرد فيها اسم { إِبْلِيس }:
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوْا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ (34)} [البقرة]
الآية رقمها 34، وإذا تأمّلت اسم { إِبْلِيسَ } تجده جاء بعد 34 حرفًا من بداية الآية!
الأحرف المضمومة في الآية عددها ثلاثة أحرف، هي: القاف والجيم والدال.
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الثلاثة المضمومة يساوي 34
عدد الكسرات تحت حروف الآية 11 كسرة بعدد تكرار اسم { إِبْلِيس } في القرآن!
تأمّل الخطبة الجهنّميّة مرّة أخرى:
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُوْمُوْنِي وَلُوْمُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُوْنِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِيْنَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ (22) [إبراهيم]
الآية رقمها 22، وبعد 22 حرفًا من بدايتها يفتتح إبليس خطبته بكلمة { إِنَّ }!
كلمة { إِنَّ } التي افتتح بها إبليس خطبته ترتيبها رقم 33235 من بداية المصحف!
وهذا العدد يساوي 114 × 17 × 17 + 17 × 17
والعدد 34 يساوي 17 + 17
كلمة { الشَّيْطَانُ } في الآية والمقصود به إبليس هو الكلمة رقم 33231 من بداية المصحف!
وهذا العدد يساوي 11 × 3021
تأمل كلمة { أَشْرَكْتُمُونِ } في الآية ترتيبها من بداية السورة رقم 418، وهذا العدد يساوي 11 × 38
الترتيب الهجائي لحروف كلمة { أَشْرَكْتُمُونِ } يساوي 125، وهذا العدد يساوي 114 + 11
الرقم 7 يلازم تاشيطان
يرتبط ذكر الشيطان والمقصود به إبليس في القرآن كله بنظام سباعي عجيب!
ومن ذلك يمكنك أن تتأمَّل أين جاء موقع الشيطان في آية الاستعاذة:
{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)} [النحل]
الشيطان ترتيبه رقم 7 بين كلمات الآية التي رقمها 98، وهذا العدد = 7 × 7 + 7 × 7
تأمَّل وسوسة الشيطان لآدم في هذه الآية من سورة الأعراف وهي السورة رقم 7 في ترتيب المصحف:
{ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُوْرِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُوْنَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُوْنَا مِنَ الْخَالِدِيْنَ (20)} [الأعراف]
يوسوس إبليس لآدم في هذه الآية بجملة مكونة من 14 كلمة، وهذا العدد = 7 + 7
وهذه الوسوسة نفسها مكونة من 56 حرفًا، وهذا العدد = 7 × 8
مع الانتباه إلى أن الكلمة الأخيرة { الْخَالِدِينَ } تتكون من 8 أحرف!
ومن الحقائق الثابتة أن القرآن العظيم يوظف رسم الرقم لتعزيز المعنى!
ويبدو هذا الأمر أكثر وضوحًا للرقم 8 الذي يوظفه القرآن في مواضع الحديث عن السرمدية والخلود!
تأمّل كلمة { الْخَالِدِينَ } في خاتمة الآية، وهي تتشكّل من 8 أحرف!
والرقم 8 نفسه إذا تغيّر وضعه من رأسي إلى أفقي (∞)، يتحور إلى رمز رياضي بالمعنى نفسه (مالا نهاية)!
ومن هنا يمكنك أن تلاحظ كيف يوظف القرآن خاصية الرقم 7، حيث يتكون اسم الشيطان من 7 أحرف، ويتم رجمه في الحج بـ (7) حصيات، ويتم تكرار ذلك 7 مرّات، وأن جهنم لها 7 أبواب، وورد ذكرها في القرآن 77 مرّة، وأمرنا النبي -صلى الله عليه وسلّم- أن نستجير منها عقب كل صلاة 7 مرّات!
لاحظ أن اسم { إبْلِيسْ } في كل آية من الآيات التالية يأتي بعد 7 كلمات!
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إَلَّا إِبْلِيْسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيْنًا (61)} [الإسراء]
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ (34)} [البقرة]
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُوْنَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أوليَاءَ مِنْ دُوْنِيْ وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِيْنَ بَدَلًا (50)} [الكهف]
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى (116)} [طه]
وتذكّر أن جهنم التي يدعو إليها إبليس عدد أبوابها 7:
{ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِمنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُوْمٌ (44)} [الحجر]
الأعجب.. منحنى السجود!
في آية سورة الأعراف تتوسَّط كلمة { أَنَا } ، (وهي رمز الاستكبار والاستعلاء)، الآية تمامًا.. 8 كلمات قبلها و8 كلمات بعدها!
{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيْنٍ (12)}
بعد كلمة { أَنَا } في هذه الآية هناك 28 حرفًا!
قبل كلمة { أَنَا } في آية سورة إبراهيم هناك 28 كلمة!
ولكن ما شأن إبليس بالرقم 8؟ تأمل هاتين الآيتين:
{ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76)} [ص]
هناك تطابق تام بين الآية رقم 76 من سورة ص، والشطر الثاني من الآية رقم 12 من سورة الأعراف!
الفرق بين أرقام الآيتين 64، وهذا العدد يساوي 8 × 8
مجموع أرقام الآيتين 88، وهذا العدد يساوي 8 × 11
تكرّر ذكر اسم { إبْلِيس } في القرآن 11 مرّة!
وورد ذكر اسم { الشَّيَطَان } في القرآن 88 مرّة!
لذلك جاء اسم { إبْلِيس } في هذه الآية التي رقمها 11 بعد 11 كلمة تحديدًا من بداية الآية:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِيْنَ (11)} [الأعراف]
المبرر الذي ساقه إبليس بعدم السجود لآدم، يتمثل في المقطع الثاني من الآية رقم 12، والآية رقم 76 كاملة، باستثناء كلمة { قَالَ }.. لأنها ليست من قول إبليس:
{ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيْنٍ (76)} [ص]
نستعرض معًا حروف هذا المقطع بحسب أسبقية ذكرها الأوّل فالأوّل، ثم الذي يليه، وهكذا.. أي إن أوّل حرف ورد هو حرف الألف، يليه حرف النون، ثم حرف الخاء والياء والراء .. وهكذا، وهي كما في الجدول الآتي:
لاحظ القيمة العددية لتكرار حرف النون في كلام إبليس!!
لقد وردت في قوله 7 مرّات!
أين أحرف اسم { إبْلِيس } الخمسة (إ ب ل ي س)؟
لم يرد منها سوى 3 فقط!
غاب عنها أهم حرفين وهما الباء والسين! والشيء اللافت للنظر هو أن أحرف كلمة { طِيْن } الذي استعلى عليه إبليس هي التي تكرّرت 11 مرّة بعدد تكرار "إبليس" في القرآن.. فتأمّل.
والعجيب أن الأحرف المتبقِّية من اسم { إبْلِيس } الألف واللَّام تكررت في كلام إبليس 8 مرّات!!
الأعجب من ذلك كلّه قد لا يبدو واضحًا من هذا الجدول مباشرة، ولكن عند رسم المنحنى التكراري لكلام إبليس، نجد أن هذا المنحنى يسجد على حرف الطاء الذي ذكره إبليس مرّة واحدة.. وفي كلمة { طِيْن } تحديدًا!
مع الانتباه إلى أن الحروف مرتَّبة بحسب أسبقية ورودها من دون أدنى تصرف في إعادة ترتيبها:
لاحظ أن هذا المنحنى ارتفع مرتين، وعندما تتفحَّصه تجده ارتفع في حرف النون التي وردت للمرّة الأولى في كلمة { أَنَا } ، والمرّة الثانية في حرف الميم في قوله: { خَيْرٌ مِنْهُ }!!
وكأنه يعكس حالة استكبار إبليس عليه لعنة اللَّه!
فسبحان من يسجد له كل شيء طوعًا وكرهًا!
رفض إبليس أمر ربه بالسجود فسجدت حروف ألفاظه!
{ إلّا إبْلِيس }
وردت في القرآن 7 مرَّات في 7 آيات.
من بين هذه الآيات، هناك 3 منها أرقامها أعداد أوَّلية:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوْا لِآدَمَ فَسَجَدُوْا إِلَّا إِبْلِيْسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِيْنَ (11) [الأعراف]
{ إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى أَنْ يَكُوْنَ مَعَ السَّاجِدِيْنَ (31)} [الحجر]
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيْنًا (61)} [الإسراء]
الآية الأولى رقمها 11، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 5
الآية الثانية رقمها 31، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 11
الآية الثالثة رقمها 61، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث 103، وهذا العدد أوّليّ، فإذا أضفت إليه تكرار اسم { إبْلِيس } في القرآن وهو 11 يكون الناتج 114 عدد سور القرآن!
مجموع ترتيب الأعداد الأولية الثلاثة = 34
حرف الألف تكرّر في { إلَّا إِبْلِيسَ } ثلاث مرّات بعدد الآيات، وتكرر في هذه الآيات 34 مرَّة!
أوّل آية يرد فيها { إِلَّا إِبْلِيسَ } رقمها 34:
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ (34)} [البقرة]
34 هو عدد السجدات المفروضة في اليوم واللّيلة!
تأمّل جيِّدًا نقاط هذه الآية ومواضعها!
النقطة رقم 7 من بداية الآية جاءت تحت كلمة { اسْجُدُوْا }!
ومعلوم أن الإنسان يسجد على 7 أعظُم!!
النقطة رقم 11 من بداية الآية جاءت تحت اسم { إِبْلِيس }!
النقطة رقم 11 من نهاية الآية جاءت تحت اسم { إِبْلِيس } أيضًا!
ومعلوم أن اسم { إِبْلِيس } ورد ذكره في القرآن 11 مرّة!!
يتبع القسم الثاني والأخير
{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِيْ مِنْ نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيْنٍ (12)} [الأعراف]
في هذه الآية قال إبليس { أَنَا } تعبيرًا عن الاستكبار والاستعلاء..
ولذلك جاءت حركات الحروف التي بعدها مصوِّرة لهذه الحالة!
جاء بعدها: { خَيْرٌ مِّنْهُ }! الكلمتان مضمومتان!
نعم.. استكبر وعصى وتمرَّد على أمر ربه وخالقه!
وانطوت الحقب والأزمان سريعًا، جيلًا بعد جيل..
من لدن آدم -عليه السلام- حتى آخر نفس من ذريته تموت بنفخة الصور الأولى..
يَفنى الجميع، ويبقى اللَّه الواحد الحي الذي لا يموت.. سبحانه.
ثم تأتي النفخة الأخرى ويكون البعث والنشور، ويقوم الخلق إلى ربهم فمنهم شقي وسعيد.
يأتي من ضمنهم إبليس وهو يجرُّ أذيال الخيبة والذل والهوان.
وكما انقضت الدنيا ينقضي يوم الحساب.. يوم مقداره خمسون ألف سنة.
والناس فريقان: فريق في الجنة، وفريق في السعير.
ومن مقرِّه ومستقرِّه الأخير والدائم في جهنم يلقي إبليس على مسامع أنصاره وأعوانه من الإنس والجن خطبته الجهنّميّة الرهيبة! لنستمع إليه ماذا يقول فيها:
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِيْ فَلَا تَلُوْمُوْنِيْ وَلُوْمُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُوْنِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِيْنَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ (22)} [إبراهيم]
تأمّل كيف تبدَّل الحال!
تأمّل الحالة النفسية لإبليس في هذا الموضع!
تأمّل كيف يهوي إبليس اللَّعين من القمة إلى القاع!
تأمّل حاته بين التكبُّر والذُّل!
لقد قال { أَنَا } في هذا الموقف أيضًا، ولكن شتان ما بينهما!
تأمّل كيف جاء بعدها حرف مكسور ليصور حالة الذل والانكسار التي أصابته في ذلك المقام!
بل الكلمة التي جاءت بعدها تضمَّنت 3 كسرات { بِمُصْرِخِكُمْ }!
وانتهت بحالة سكون.. إنه السكون الأبدي لإبليس عليه لعنة اللَّه!
كلمة { أَنَا } في هذه الآية جاء بعدها 15 حرفًا مكسورًا، بعدد سجدات التلاوة في القرآن!
22 كسرة أي ما يماثل رقم الآية تمامًا.. جاءت في سياق خطبته الجهنّميّة!
أين آدم من هذه الخطبة؟!
تأمّل..
حرف الألف تكرّر في الآية 33 مرّة.
حرف الدال تكرّر في الآية 4 مرّات.
حرف الميم تكرّر في الآية 25 مرّة.
مجموع تكرار أحرف اسم { آدَم } في هذه الآية 62 ويساوي 31 × 2
31 هو رقم أوّل آية يرد فيها اسم { آدَم } في القرآن!
2 هو رقم أوّل سورة يرد فيها اسم{ آدَم } في القرآن!
نظم رقمي عجيب!
تأمّل أوّل أحرف اسم { آدَم } وهو حرف الألف تكرّر في الآية 33 مرّة.
وتأمّل آخر أحرف اسم { آدَم } وهو حرف الميم تكرّر في الآية 25 مرّة.
33 هو مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { آدَم }!
25 هو عدد تكرار اسم { آدَم } في القرآن!
في المقابل..
تأمّل حاله مع آدم في سورة الأعراف:
{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيْنٍ (12)} [الأعراف]
هناك 7 أحرف مكسورة جاءت بعد كلمة { أَنَا } بعدد أحرف لفظ { الشَّيْطَان }!
بدأ حديثه بكلمة { أَنَا }.. فيما بدأ خطبته الجهنّميّة بكلمة { إِنَّ } أي إنه بدأ بحرف مكسور!
قارن بين الحالتين وتأمّل!
عندما أمره اللَّه عزّ وجلّ بالسجود لآدم أبى واستكبر وافتتح حُجَّته بقوله: { أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ }!
وعندما جاء يوم القيامة وهو يجر أذيال الخيبة والذل والهوان وافتتح خطبته بقوله: { إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ }!
لاحظ كيف تصوِّر حركة الحرف الأوّل في المشهدين { أَنَاْ } و { إِنَّ } الحالة النفسية لإبليس في الموقفين!
تأمل قوله تعالى في الآية: { قُضِيَ الأَمْرُ }!
الكلمة الأولى ترتيبها رقم 385 من بداية السورة، وهذا العدد يساوي 77 × 5
جهنَّم لم يرد اسمها مطلقًا في الآية، ولكن الأرقام لها شأن آخر!
كلمة { قُضِيَ } هي الكلمة رقم 77 × 5 من بداية السورة!
وتذكَّر أن { جَهَنَّم } ورد ذكرها في القرآن 77 مرّة!
هذه الآية نفسها تأتي بعد 1771 آية من بداية المصحف وهذا العدد يساوي 77 × 23
تأمّل الخطبة الجهنّميّة:
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُوْمُوْنِي وَلُوْمُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُوْنِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِيْنَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ (22)} [إبراهيم]
بعد 34 كلمة تحديدًا من بداية الآية يقول إبليس كلمة { كَفَرْتُ }!
34 هو عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة!
كلمة { كَفَرْتُ } ترتيبها من بداية المصحف رقم 33264، وهذا العدد يساوي 77 × 432
77 هو عدد تكرار اسم { جَهَنّم } في القرآن!
تأمل كلمة "وَوَعَدتُّكُمْ" ترتيبها من بداية السورة رقم 392، وهذا العدد يساوي 7 × 7 × 7 + 7 × 7
7 هو عدد أبوب جهنّم!
تأمّل إبليس يتكلم عن نفسه ويقول { لِيَ } وجاءت هذه الكلمة بعد 14 كلمة من بداية الآية، أي 7 + 7، ومن بداية السورة جاء ترتيبها رقم 396 وهذا العدد = 11 × 36
ومعلوم أن { إبْلِيس } ورد اسمه في القرآن 11 مرّة!
كلمة { فَاسْتَجَبْتُمْ } ترتيبها من بداية السورة رقم 403، وهذا العدد يساوي 31 × 13
لاحظ هذا التعاكس العجيب بين العددين 31 و13
كلمة { فَاسْتَجَبْتُمْ } ترتيبها رقم 22 من بداية الآية، وجاءت قبل 22 كلمة من نهاية الآية!
عدد يماثل تمامًا رقم الآية!
كلمة { فَاسْتَجَبْتُمْ } عدد حروفها 8 أحرف، أي 2 × 2 × 2
طاعة عمياء من دون أن تفكِّر استجبت للشيطان واليوم تتحسّر أنك استجبت!
لغة الأرقام واضحة!
تأمّل كيف تصور الأرقام مشهد الاستجابة.. تأمّل مرونة الأرقام وليونتها!
تأمل كلمة { أَنفُسَكُم } ترتيبها من بداية السورة رقم 408، وهذا العدد يساوي 34 × 11 + 34
وهنا يتجلّى العدد 11، وهو تكرار اسم { إبْلِيس } في القرآن!
ويتجلَّى العدد 34، وهو عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة!
تأمّل الكلمات التي قالها إبليس في خطبته الجهنّميّة.. 34 كلمة!
خطبة إبليس تبدأ من بعد قوله تعالى: { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ..}
وتنتهي عند قوله تعالى: { إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.
تأمّل إبليس يتكلم عن نفسه ويقول { إِنِّيْ }، وهذه الكلمة ترتيبها رقم 34 من بداية الآية!
وكأنَّ الشيطان يقول لك: إنك تعلم أنني تمردت على أمر ربي ورفضت أن أسجد لأبيك آدم فلماذا تتبعني؟
ولماذا تستجيب لي؟!
كلمة إني ترتيبها رقم 34 من بداية الآية، ورقم 11 من نهايتها!
تأمّل كلمة { إِنِّيْ } كيف تصور مشهد الانكسار والذل والهوان!
إبليس لم يقل { إِنِّيْ } إلا في هذا الموقف المخزي!
قارن بين قوله عندما رفض السجود لآدم { أَنَا }، وقوله وهو يلقي خطبته الجهنّميّة { إِنِّيْ }!
تأمل حروف أوّل آية في المصحف يرد فيها اسم { إِبْلِيس }:
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوْا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ (34)} [البقرة]
الآية رقمها 34، وإذا تأمّلت اسم { إِبْلِيسَ } تجده جاء بعد 34 حرفًا من بداية الآية!
الأحرف المضمومة في الآية عددها ثلاثة أحرف، هي: القاف والجيم والدال.
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الثلاثة المضمومة يساوي 34
عدد الكسرات تحت حروف الآية 11 كسرة بعدد تكرار اسم { إِبْلِيس } في القرآن!
تأمّل الخطبة الجهنّميّة مرّة أخرى:
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُوْمُوْنِي وَلُوْمُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُوْنِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِيْنَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ (22) [إبراهيم]
الآية رقمها 22، وبعد 22 حرفًا من بدايتها يفتتح إبليس خطبته بكلمة { إِنَّ }!
كلمة { إِنَّ } التي افتتح بها إبليس خطبته ترتيبها رقم 33235 من بداية المصحف!
وهذا العدد يساوي 114 × 17 × 17 + 17 × 17
والعدد 34 يساوي 17 + 17
كلمة { الشَّيْطَانُ } في الآية والمقصود به إبليس هو الكلمة رقم 33231 من بداية المصحف!
وهذا العدد يساوي 11 × 3021
تأمل كلمة { أَشْرَكْتُمُونِ } في الآية ترتيبها من بداية السورة رقم 418، وهذا العدد يساوي 11 × 38
الترتيب الهجائي لحروف كلمة { أَشْرَكْتُمُونِ } يساوي 125، وهذا العدد يساوي 114 + 11
الحرف | أ | ش | ر | ك | ت | م | و | ن | المجموع |
الترتيب الهجائي | 1 | 13 | 10 | 22 | 3 | 24 | 27 | 25 | 125 |
الرقم 7 يلازم تاشيطان
يرتبط ذكر الشيطان والمقصود به إبليس في القرآن كله بنظام سباعي عجيب!
ومن ذلك يمكنك أن تتأمَّل أين جاء موقع الشيطان في آية الاستعاذة:
{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)} [النحل]
الشيطان ترتيبه رقم 7 بين كلمات الآية التي رقمها 98، وهذا العدد = 7 × 7 + 7 × 7
تأمَّل وسوسة الشيطان لآدم في هذه الآية من سورة الأعراف وهي السورة رقم 7 في ترتيب المصحف:
{ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُوْرِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُوْنَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُوْنَا مِنَ الْخَالِدِيْنَ (20)} [الأعراف]
يوسوس إبليس لآدم في هذه الآية بجملة مكونة من 14 كلمة، وهذا العدد = 7 + 7
وهذه الوسوسة نفسها مكونة من 56 حرفًا، وهذا العدد = 7 × 8
مع الانتباه إلى أن الكلمة الأخيرة { الْخَالِدِينَ } تتكون من 8 أحرف!
ومن الحقائق الثابتة أن القرآن العظيم يوظف رسم الرقم لتعزيز المعنى!
ويبدو هذا الأمر أكثر وضوحًا للرقم 8 الذي يوظفه القرآن في مواضع الحديث عن السرمدية والخلود!
تأمّل كلمة { الْخَالِدِينَ } في خاتمة الآية، وهي تتشكّل من 8 أحرف!
والرقم 8 نفسه إذا تغيّر وضعه من رأسي إلى أفقي (∞)، يتحور إلى رمز رياضي بالمعنى نفسه (مالا نهاية)!
ومن هنا يمكنك أن تلاحظ كيف يوظف القرآن خاصية الرقم 7، حيث يتكون اسم الشيطان من 7 أحرف، ويتم رجمه في الحج بـ (7) حصيات، ويتم تكرار ذلك 7 مرّات، وأن جهنم لها 7 أبواب، وورد ذكرها في القرآن 77 مرّة، وأمرنا النبي -صلى الله عليه وسلّم- أن نستجير منها عقب كل صلاة 7 مرّات!
لاحظ أن اسم { إبْلِيسْ } في كل آية من الآيات التالية يأتي بعد 7 كلمات!
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إَلَّا إِبْلِيْسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيْنًا (61)} [الإسراء]
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ (34)} [البقرة]
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُوْنَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أوليَاءَ مِنْ دُوْنِيْ وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِيْنَ بَدَلًا (50)} [الكهف]
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى (116)} [طه]
وتذكّر أن جهنم التي يدعو إليها إبليس عدد أبوابها 7:
{ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِمنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُوْمٌ (44)} [الحجر]
الأعجب.. منحنى السجود!
في آية سورة الأعراف تتوسَّط كلمة { أَنَا } ، (وهي رمز الاستكبار والاستعلاء)، الآية تمامًا.. 8 كلمات قبلها و8 كلمات بعدها!
{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيْنٍ (12)}
بعد كلمة { أَنَا } في هذه الآية هناك 28 حرفًا!
قبل كلمة { أَنَا } في آية سورة إبراهيم هناك 28 كلمة!
ولكن ما شأن إبليس بالرقم 8؟ تأمل هاتين الآيتين:
{ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76)} [ص]
هناك تطابق تام بين الآية رقم 76 من سورة ص، والشطر الثاني من الآية رقم 12 من سورة الأعراف!
الفرق بين أرقام الآيتين 64، وهذا العدد يساوي 8 × 8
مجموع أرقام الآيتين 88، وهذا العدد يساوي 8 × 11
تكرّر ذكر اسم { إبْلِيس } في القرآن 11 مرّة!
وورد ذكر اسم { الشَّيَطَان } في القرآن 88 مرّة!
لذلك جاء اسم { إبْلِيس } في هذه الآية التي رقمها 11 بعد 11 كلمة تحديدًا من بداية الآية:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِيْنَ (11)} [الأعراف]
المبرر الذي ساقه إبليس بعدم السجود لآدم، يتمثل في المقطع الثاني من الآية رقم 12، والآية رقم 76 كاملة، باستثناء كلمة { قَالَ }.. لأنها ليست من قول إبليس:
{ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيْنٍ (76)} [ص]
نستعرض معًا حروف هذا المقطع بحسب أسبقية ذكرها الأوّل فالأوّل، ثم الذي يليه، وهكذا.. أي إن أوّل حرف ورد هو حرف الألف، يليه حرف النون، ثم حرف الخاء والياء والراء .. وهكذا، وهي كما في الجدول الآتي:
الحروف | التكرار |
أ | 3 |
ن | 7 |
خ | 3 |
ي | 3 |
ر | 2 |
م | 3 |
هـ | 2 |
ل | 2 |
ق | 2 |
ت | 2 |
و | 1 |
ط | 1 |
لاحظ القيمة العددية لتكرار حرف النون في كلام إبليس!!
لقد وردت في قوله 7 مرّات!
أين أحرف اسم { إبْلِيس } الخمسة (إ ب ل ي س)؟
لم يرد منها سوى 3 فقط!
غاب عنها أهم حرفين وهما الباء والسين! والشيء اللافت للنظر هو أن أحرف كلمة { طِيْن } الذي استعلى عليه إبليس هي التي تكرّرت 11 مرّة بعدد تكرار "إبليس" في القرآن.. فتأمّل.
والعجيب أن الأحرف المتبقِّية من اسم { إبْلِيس } الألف واللَّام تكررت في كلام إبليس 8 مرّات!!
الأعجب من ذلك كلّه قد لا يبدو واضحًا من هذا الجدول مباشرة، ولكن عند رسم المنحنى التكراري لكلام إبليس، نجد أن هذا المنحنى يسجد على حرف الطاء الذي ذكره إبليس مرّة واحدة.. وفي كلمة { طِيْن } تحديدًا!
مع الانتباه إلى أن الحروف مرتَّبة بحسب أسبقية ورودها من دون أدنى تصرف في إعادة ترتيبها:
لاحظ أن هذا المنحنى ارتفع مرتين، وعندما تتفحَّصه تجده ارتفع في حرف النون التي وردت للمرّة الأولى في كلمة { أَنَا } ، والمرّة الثانية في حرف الميم في قوله: { خَيْرٌ مِنْهُ }!!
وكأنه يعكس حالة استكبار إبليس عليه لعنة اللَّه!
فسبحان من يسجد له كل شيء طوعًا وكرهًا!
رفض إبليس أمر ربه بالسجود فسجدت حروف ألفاظه!
{ إلّا إبْلِيس }
وردت في القرآن 7 مرَّات في 7 آيات.
من بين هذه الآيات، هناك 3 منها أرقامها أعداد أوَّلية:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوْا لِآدَمَ فَسَجَدُوْا إِلَّا إِبْلِيْسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِيْنَ (11) [الأعراف]
{ إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى أَنْ يَكُوْنَ مَعَ السَّاجِدِيْنَ (31)} [الحجر]
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيْنًا (61)} [الإسراء]
الآية الأولى رقمها 11، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 5
الآية الثانية رقمها 31، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 11
الآية الثالثة رقمها 61، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث 103، وهذا العدد أوّليّ، فإذا أضفت إليه تكرار اسم { إبْلِيس } في القرآن وهو 11 يكون الناتج 114 عدد سور القرآن!
مجموع ترتيب الأعداد الأولية الثلاثة = 34
حرف الألف تكرّر في { إلَّا إِبْلِيسَ } ثلاث مرّات بعدد الآيات، وتكرر في هذه الآيات 34 مرَّة!
أوّل آية يرد فيها { إِلَّا إِبْلِيسَ } رقمها 34:
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ (34)} [البقرة]
34 هو عدد السجدات المفروضة في اليوم واللّيلة!
تأمّل جيِّدًا نقاط هذه الآية ومواضعها!
النقطة رقم 7 من بداية الآية جاءت تحت كلمة { اسْجُدُوْا }!
ومعلوم أن الإنسان يسجد على 7 أعظُم!!
النقطة رقم 11 من بداية الآية جاءت تحت اسم { إِبْلِيس }!
النقطة رقم 11 من نهاية الآية جاءت تحت اسم { إِبْلِيس } أيضًا!
ومعلوم أن اسم { إِبْلِيس } ورد ذكره في القرآن 11 مرّة!!
يتبع القسم الثاني والأخير