اختيار إلهي من رقم فلكي
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
خذ عشر بطاقات صغيرة الحجم ورقّمها من 1 إلى 10.. ضعها في جيبك واخلطها ما استطعت، وحاول أن تخرجها دون أن تنظر إليها الواحدة تلو الأخرى، وبحسب ترتيب أرقامها.. التي تحمل الرقم 1 أوّلًا، والتي تحمل الرقم 2 ثانيًا والتي تحمل الرقم 3 ثالثًا، وهكذا..، على أن تعيد كل بطاقة تخرجها من جيبك وتخلط البطاقات جميعها مرّة أخرى قبل أن تخرج البطاقة التالية.
إن احتمال إخراج البطاقة رقم 1 أوّلًا هو واحد من عشرة، واحتمال إخراج البطاقتين الأولى والثانية بحسب ترتيبهما هو واحد من مئة، واحتمال إخراج البطاقات الثلاث الأولى على التوالي هو واحد من ألف، وهكذا فإن احتمال إخراج البطاقات العشر تباعًا وبحسب ترتيبها هو واحد من عشرة مليارات.
وانطلاقًا من هذه الحقيقة الإحصائية العلمية، يمكن القول إن النَّظْم الإحصائي لكلمات القرآن الكريم وحروفه وآياته وسوره يبلغ من الدقة والتشابك مبلغًا يجعل من إمكانية تقليد أصغر سورة منه، أو محاكاتها أمرًا يتعدّى قدرات العقل البشري، ويتجاوزها حتى في عصرنا هذا عصر العلم والتقنية.
سؤال: إذا كان لديك 3 سور من القرآن تريد ترتيبها، فكم ترتيبًا مختلفًا يمكن أن تأخذه هذه السور؟ النتيجة 6 ترتيبات مختلفة، وهذا العدد هو حاصل ضرب 3 × 2 × 1.
وإذا كان لديك 5 سور تريد ترتيبها فكم ترتيبًا مختلفًا يمكن أن تأخذه هذه السور؟
هناك 120 ترتيبًا مختلفًا، وهذا العدد هو حاصل ضرب 5 × 4 × 3 × 2 × 1.
الآن لديك 114 سورة تريد ترتيبها، فكم ترتيبًا مختلفًا يمكن أن تأخذه هذه السور؟
الإجابة هي حاصل ضرب 114 × 113 × 112 × .. × 1
نتيجة هذه العملية عدد يتكوّن من 187 خانة عشرية، ولا يمكن قراءته بأي حال!
ولكن علميًّا يمكن كتابته على النحو التالي: 2.5436E+186
وبالتقريب فهذا العدد يساوي مئتين وأربعة وخمسين سكستيليون فجنتليون جوجول!
السكستيليون واحد، وأمامه 21 صفرًا (تريليون مضروب في مليار)!
الفجنتليون واحد، وأمامه 63 صفرًا (مليار مضروب في نفسه 9 مرّات)!
الجوجول واحد، وأمامه 100 صفر (عشرة أضعاف المليار المضروب في نفسه 11 مرّة)!
تأمّل هذه الأرقام الفلكية، وأنه من بين احتمالات ترتيب القرآن التي يصل عددها إلى رقم فلكي لم تصل عقول البشرية إلى الإحاطة به أو استيعابه حتى الآن، ولا تستطيع الأجهزة والبرامج الإلكترونية المتطورة هضمه أو معالجته، فقد اختار الله عزّ وجلّ ترتيبًا واحدًا فقط للقرآن الكريم وهو هذا الترتيب الذي عليه المصحف الذي بين أيدينا اليوم!
لقد جاءت أطول سور القرآن من حيث عدد الآيات، وهي سورة البقرة في ترتيب السورة رقم 2، وجاءت سورة الشعراء بعدها من حيث الطول، ولكنها في ترتيب السورة رقم 26، وجاءت سورة الأعراف بعدها من حيث الطول، ولكن في ترتيب السورة رقم 7، في حين أن سورة الفاتحة التي عدد آياتها 7 آيات فقط جاء ترتيبها في المصحف رقم 1
وجاءت سور الحواميم السبعة متتالية، وكذا الطواسين، في حين لم تأت المسبحات متتالية! وفُصل بين طسم الشعراء، وطسم القصص، بطس النمل مع أنها أقصر منها! ولو كان الترتيب اجتهادًا -كما يظن بعضهم- لجاءت المُسبحات متتالية.. وأُخِّرت طس عن القصص.. ولما فُصل بين سور { الر } الخمس بسورة الرعد.
وهكذا.. فإن للقرآن طريقته الخاصة في الترتيب، وهي الطريقة المُعجزة التي اختارها الله عزّ وجلّ من بين عدد لا متناهٍ من الطرق التي كان يمكن أن تُرتَّب بها سور القرآن، فهي لا تخضع لقواعد البحث العلمي التي وضعها البشر، ولا الأنظمة الحسابية والإحصائية المألوفة، وهذا في حدّ ذاته أوضح دليل على أن ترتيب سور القرآن أمر توقيفي ووحي من عند الله عزّ وجلّ، وليس اجتهادًا من أحدٍ كما يتوهّم بعضهم. وإن ترتيب المصحف الذي بين أيدينا اليوم هو الترتيب نفسه الذي عليه القرآن في اللَّوح المحفوظ، لأن وضع السور والآيات والكلمات في موضعها الذي هي عليه اليوم كان وحيًا من عند الله عزّ وجلّ.
ولكن الأمر لا يتوقف عند ترتيب السور وحدها، بل إن آيات القرآن وكلماته وحروفه كلها، مرتَّبة وفق نظام إحصائي مُعجز، يشكّل في مجمله "المنظومة الإحصائية القرآنية" التي يحاول هذا الكتاب إلقاء الضوء على بعض جوانبها وأبعادها العامة.
إن الترتيب الإحصائي المُعجز لسور القرآن وآياته وكلماته وحروفه لم يأت على حساب المعنى، فسورة الفاتحة التي جاءت في مقدّمة سور القرآن الكريم، برغم أن عدد آياتها 7 آيات فقط، فإنها بمنزلة الملخَّص للقرآن الكريم كله، فقد جمعت كل مقاصده، لذلك كان من أسمائها: أم القرآن، أم الكتاب، الأساس.
وإذا تأمّلت سور القرآن من بعد الفاتحة تجدها لا تعدو كونها شرحًا وتفصيلًا لسورة الفاتحة، كما أنك إذا تتبّعت سور القرآن من أوله إلى آخره، تجد أن افتتاح أي سورة من السور مرتبط ارتباطًا وثيقًا من حيث المعنى أو الوزن باللفظ أو الحرف الذي ختمت به السورة التي قبلها، أو أن السورة في مجمل معناها ترتبط بالسورة التي قبلها أو بعدها.
العجيب في ترتيب القرآن أنه يأخذ بعدًا رقميًّا أيضًا!
فإذا تأمّلت عدد كلمات سورة الفاتحة تجدها 29 كلمة!
وإذا تأمّلت أوّل كلمة وأوّل آية في السورة التي بعدها، البقرة، تجدها حروفًا مقطَّعة { الم }!
وإذا تأمّلت عدد السور التي تبدأ بالحروف المقطَّعة في القرآن تجدها 29 سورة!
وإذا تأمّلت { الم } التي بدأت بها سورة البقرة تجدها الكلمة رقم 30 من بداية المصحف!
وإذا تأمّلت الكلمات التي تتشكَّل منها الحروف المقطَّعة تجدها 30 كلمة! بواقع كلمة واحدة في مطلع كل سورة من السور التي تبدأ بالحروف المقطَّعة، وباستثناء سورة الشورى التي جاء في مطلعها كلمتان من الكلمات المقطّعة وليس كلمة واحدة: { حم (1) عسق (2)}
وإذا تعمَّقت أكثر على مستوى الحرف تجد أن عدد حروف سورة الفاتحة 143 حرفًا!
وإذا تأمّلت عدد آيات سورة البقرة تجدها 286 آية وهذا العدد يساوي 143 × 2
فالأوّل هو عدد حروف سورة الفاتحة والثاني هو ترتيب سورة البقرة نفسها!
وإذا نظرت إلى عدد حروف سورة الفاتحة (143 حرفًا) نظرة أخرى تجده يساوي 114 + 29
وقس على هذا المنوال سور القرآن جميعها وعددها 114 سورة.
-------------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
عن موقع طريق القرآن
إن احتمال إخراج البطاقة رقم 1 أوّلًا هو واحد من عشرة، واحتمال إخراج البطاقتين الأولى والثانية بحسب ترتيبهما هو واحد من مئة، واحتمال إخراج البطاقات الثلاث الأولى على التوالي هو واحد من ألف، وهكذا فإن احتمال إخراج البطاقات العشر تباعًا وبحسب ترتيبها هو واحد من عشرة مليارات.
وانطلاقًا من هذه الحقيقة الإحصائية العلمية، يمكن القول إن النَّظْم الإحصائي لكلمات القرآن الكريم وحروفه وآياته وسوره يبلغ من الدقة والتشابك مبلغًا يجعل من إمكانية تقليد أصغر سورة منه، أو محاكاتها أمرًا يتعدّى قدرات العقل البشري، ويتجاوزها حتى في عصرنا هذا عصر العلم والتقنية.
سؤال: إذا كان لديك 3 سور من القرآن تريد ترتيبها، فكم ترتيبًا مختلفًا يمكن أن تأخذه هذه السور؟ النتيجة 6 ترتيبات مختلفة، وهذا العدد هو حاصل ضرب 3 × 2 × 1.
وإذا كان لديك 5 سور تريد ترتيبها فكم ترتيبًا مختلفًا يمكن أن تأخذه هذه السور؟
هناك 120 ترتيبًا مختلفًا، وهذا العدد هو حاصل ضرب 5 × 4 × 3 × 2 × 1.
الآن لديك 114 سورة تريد ترتيبها، فكم ترتيبًا مختلفًا يمكن أن تأخذه هذه السور؟
الإجابة هي حاصل ضرب 114 × 113 × 112 × .. × 1
نتيجة هذه العملية عدد يتكوّن من 187 خانة عشرية، ولا يمكن قراءته بأي حال!
ولكن علميًّا يمكن كتابته على النحو التالي: 2.5436E+186
وبالتقريب فهذا العدد يساوي مئتين وأربعة وخمسين سكستيليون فجنتليون جوجول!
السكستيليون واحد، وأمامه 21 صفرًا (تريليون مضروب في مليار)!
الفجنتليون واحد، وأمامه 63 صفرًا (مليار مضروب في نفسه 9 مرّات)!
الجوجول واحد، وأمامه 100 صفر (عشرة أضعاف المليار المضروب في نفسه 11 مرّة)!
تأمّل هذه الأرقام الفلكية، وأنه من بين احتمالات ترتيب القرآن التي يصل عددها إلى رقم فلكي لم تصل عقول البشرية إلى الإحاطة به أو استيعابه حتى الآن، ولا تستطيع الأجهزة والبرامج الإلكترونية المتطورة هضمه أو معالجته، فقد اختار الله عزّ وجلّ ترتيبًا واحدًا فقط للقرآن الكريم وهو هذا الترتيب الذي عليه المصحف الذي بين أيدينا اليوم!
لقد جاءت أطول سور القرآن من حيث عدد الآيات، وهي سورة البقرة في ترتيب السورة رقم 2، وجاءت سورة الشعراء بعدها من حيث الطول، ولكنها في ترتيب السورة رقم 26، وجاءت سورة الأعراف بعدها من حيث الطول، ولكن في ترتيب السورة رقم 7، في حين أن سورة الفاتحة التي عدد آياتها 7 آيات فقط جاء ترتيبها في المصحف رقم 1
وجاءت سور الحواميم السبعة متتالية، وكذا الطواسين، في حين لم تأت المسبحات متتالية! وفُصل بين طسم الشعراء، وطسم القصص، بطس النمل مع أنها أقصر منها! ولو كان الترتيب اجتهادًا -كما يظن بعضهم- لجاءت المُسبحات متتالية.. وأُخِّرت طس عن القصص.. ولما فُصل بين سور { الر } الخمس بسورة الرعد.
وهكذا.. فإن للقرآن طريقته الخاصة في الترتيب، وهي الطريقة المُعجزة التي اختارها الله عزّ وجلّ من بين عدد لا متناهٍ من الطرق التي كان يمكن أن تُرتَّب بها سور القرآن، فهي لا تخضع لقواعد البحث العلمي التي وضعها البشر، ولا الأنظمة الحسابية والإحصائية المألوفة، وهذا في حدّ ذاته أوضح دليل على أن ترتيب سور القرآن أمر توقيفي ووحي من عند الله عزّ وجلّ، وليس اجتهادًا من أحدٍ كما يتوهّم بعضهم. وإن ترتيب المصحف الذي بين أيدينا اليوم هو الترتيب نفسه الذي عليه القرآن في اللَّوح المحفوظ، لأن وضع السور والآيات والكلمات في موضعها الذي هي عليه اليوم كان وحيًا من عند الله عزّ وجلّ.
ولكن الأمر لا يتوقف عند ترتيب السور وحدها، بل إن آيات القرآن وكلماته وحروفه كلها، مرتَّبة وفق نظام إحصائي مُعجز، يشكّل في مجمله "المنظومة الإحصائية القرآنية" التي يحاول هذا الكتاب إلقاء الضوء على بعض جوانبها وأبعادها العامة.
إن الترتيب الإحصائي المُعجز لسور القرآن وآياته وكلماته وحروفه لم يأت على حساب المعنى، فسورة الفاتحة التي جاءت في مقدّمة سور القرآن الكريم، برغم أن عدد آياتها 7 آيات فقط، فإنها بمنزلة الملخَّص للقرآن الكريم كله، فقد جمعت كل مقاصده، لذلك كان من أسمائها: أم القرآن، أم الكتاب، الأساس.
وإذا تأمّلت سور القرآن من بعد الفاتحة تجدها لا تعدو كونها شرحًا وتفصيلًا لسورة الفاتحة، كما أنك إذا تتبّعت سور القرآن من أوله إلى آخره، تجد أن افتتاح أي سورة من السور مرتبط ارتباطًا وثيقًا من حيث المعنى أو الوزن باللفظ أو الحرف الذي ختمت به السورة التي قبلها، أو أن السورة في مجمل معناها ترتبط بالسورة التي قبلها أو بعدها.
العجيب في ترتيب القرآن أنه يأخذ بعدًا رقميًّا أيضًا!
فإذا تأمّلت عدد كلمات سورة الفاتحة تجدها 29 كلمة!
وإذا تأمّلت أوّل كلمة وأوّل آية في السورة التي بعدها، البقرة، تجدها حروفًا مقطَّعة { الم }!
وإذا تأمّلت عدد السور التي تبدأ بالحروف المقطَّعة في القرآن تجدها 29 سورة!
وإذا تأمّلت { الم } التي بدأت بها سورة البقرة تجدها الكلمة رقم 30 من بداية المصحف!
وإذا تأمّلت الكلمات التي تتشكَّل منها الحروف المقطَّعة تجدها 30 كلمة! بواقع كلمة واحدة في مطلع كل سورة من السور التي تبدأ بالحروف المقطَّعة، وباستثناء سورة الشورى التي جاء في مطلعها كلمتان من الكلمات المقطّعة وليس كلمة واحدة: { حم (1) عسق (2)}
وإذا تعمَّقت أكثر على مستوى الحرف تجد أن عدد حروف سورة الفاتحة 143 حرفًا!
وإذا تأمّلت عدد آيات سورة البقرة تجدها 286 آية وهذا العدد يساوي 143 × 2
فالأوّل هو عدد حروف سورة الفاتحة والثاني هو ترتيب سورة البقرة نفسها!
وإذا نظرت إلى عدد حروف سورة الفاتحة (143 حرفًا) نظرة أخرى تجده يساوي 114 + 29
وقس على هذا المنوال سور القرآن جميعها وعددها 114 سورة.
-------------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
عن موقع طريق القرآن