US2 البرمائية اليابانية

الحاج سليمان 

صقور الدفاع
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
6,553
التفاعل
17,520 193 32
الدولة
Algeria
طائرة برمائية يابانية بقدرات مذهلة

طائرة US-2 هي طائرة برمائية تابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية ومتخصصة في تنفيذ عمليات إنقاذ الأفراد في البحر، لأسباب مختلفة أصبحت هذه الطائرة تحظى باهتمام عالمي متزايد، فما هي تلك الأسباب وكيف يمكن لليابان أن تستغل هذه الفرصة لتسويق معداتها الدفاعية المتطورة؟

في 6 أبريل/ نيسان 2022، قام اللواء إريك ت هيل، نائب قائد قيادة العمليات الخاصة للقوات الجوية الأمريكية، بزيارة المحطة الجوية لفيلق مشاة البحرية الأمريكية في مدينة إيواكوني بمحافظة ياماغوتشي. وكان الغرض من زيارته هو التعرف على قدرات البحث والإنقاذ واستعادة الأفراد الخاصة بالطائرة البرمائية من طراز #US_2 التابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية. وقد نشرت قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية #AFSOC مقالًا بعد فترة وجيزة من الزيارة جاء فيه، نقلاً عن هيل، قوله إن الولايات المتحدة حريصة على التعلم من قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية MSDF أثناء استكشاف خياراتها من الطائرات البرمائية، وأن الطائرات البرمائية اليابانية US-2 متميزة وتعد خياراً رائعاً.

تحدث تاناكا كاتسؤو، المدير التنفيذي لشركة ShinMaywa Industries التي صنعت الطائرة، عن هذه الزيارة وشرح الأسباب التي دفعت قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية AFSOC إلى الاهتمام بطائرة US-2 المنتجة محليًا. تجمع طائرة US-2 بين خصائص كل من الطائرة والقارب، فهي قادرة على الإقلاع والهبوط على الأرض فضلاً عن كونها الطائرة الوحيدة في العالم القادرة على الإقلاع والهبوط على أسطح البحار الهائجة مع ارتفاع أمواج يصل إلى 3 أمتار. تم صنع الجزء السفلي من جسم الطائرة بشكل مماثل تماماً لقاع السفينة ويتم تعديله باستخدام ”مانع الرذاذ“ و ”الشريط المقاوم للرذاذ“ للتخفيف من الأضرار التي يلحقها الرذاذ بهيكل الطائرة والمحركات.

لقد ورثت شركة ShinMaywa قوتها التكنولوجية في مجال صناعة الطائرات البرمائية من سابقتها شركة Kawanishi لتصنيع الطائرات. وقد صنعت شركة Kawanishi مجدها خلال حرب المحيط الهادئ من خلال تصنيع الطائرات خصيصاً للبحرية الإمبراطورية اليابانية، وحظيت طائرة Kawanishi البرمائية من الجيل الثاني (H8K) والمقاتلة العائمة Shiden Kai (N1K)، واللتان أطلق عليهما الخصوم أسماء ”Emily“ و ”George“، بتقدير كبير.

يوضح تاناكا: ”بدأت الولايات المتحدة في تصنيع الطائرات البحرية خلال الحرب العالمية الثانية لكنها توقفت عن تصنيعها بعد ذلك بوقت قصير نظراً للتقدم الكبير الذي وصلت إليه قدرات الطائرات البرية. وقد احتفظت الولايات المتحدة بالطائرات البحرية القديمة ومؤخرًا تم وضع خطط لتحويل طائرات النقل الحالية إلى طائرات بحرية، ربما يكون هذا هو السبب وراء زيارة اللواء إريك ت هيل للمحطة الجوية في مدينة إيواكوني من أجل تفقد الطائرة البرمائية US-2“.

على وجه التحديد، تفكر قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية في تحويل طائرة النقل والعمليات الخاصة MC-130J “Commando” إلى طائرة برمائية من خلال تزويدها بعوامات قابلة للفصل. كانت هذه ثاني زيارة يقوم بها هيل لمشاهدة الطائرة البرمائية US-2 مما يشير إلى اهتمام القوات الأمريكية بها بشكل كبير. يقول تاناكا ”عندما حللنا المواد التي نشرها الجيش الأمريكي في عام 2021، كان من الواضح أن مسرح عملياتهم الرئيسية قد تحول إلى آسيا. ومع الأخذ في الاعتبار أن مياه المحيط تغطي أكثر من 90% من منطقة غرب المحيط الهادئ، فقد شددت الوثائق على الحاجة إلى امتلاك معدات يمكن استخدامها في البحر بالإضافة إلى تطوير الطائرات البرمائية. ولذلك فإن ما يثير اهتمامهم في الطائرة البرمائية US-2 هو قدرتها على الهبوط فوق سطح البحر، خاصة مع افتقار القوات الجوية الأمريكية للخبرة في مجال الهبوط على الأسطح المائية“.

✓ تاريخ مشرف للطائرة البرمائية US-2 في مجال الإنقاذ..
حاليًا، يتم نشر ما مجموعه سبع طائرات من طراز US-2 في المحطة الجوية لفيلق مشاة البحرية الأمريكية في مدينة إيواكوني وقاعدة أتسوغي الجوية التابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية في محافظة كاناغاوا. بعد أن تسلمت راية تنفيذ مهمات الإنقاذ من سابقتها الطائرة (US-1) في عام 1976، تفتخر الطائرة البرمائية US-2 بسجل مثير للإعجاب حيث نجحت في إنقاذ أكثر من 1000 شخص. في يونيو/ حزيران 2022، أنقذت US-2 عائلة أمريكية مكونة من ثلاثة أفراد بعد أن تعطلت سفينتهم على بعد 770 كيلومترًا من جزيرة أوكيناوا الرئيسية.

جدير بالذكر أن قدرات الطائرة US-2 المذهلة لا تقتصر فقط على الهبوط على أسطح البحار الهائجة، فالطائرة لا تحتاج سوى ربع المسافة التي تحتاجها الطائرات التجارية من أجل الإقلاع والهبوط، مما يلغي الحاجة إلى وجود مدرج طويل أو من نوع خاص. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل طائرة US-2 قادرة على الإقلاع والهبوط على 261 جزيرة من جزر اليابان العديدة. كما يبلغ مدى طائرة US-2 حوالي 4700 كيلومتر، أي حوالي خمسة أضعاف مدى طائرة الهليكوبتر العادية، وتبلغ سرعتها الثابتة حوالي 480 كم/ساعة، أي حوالي ضعفي سرعة الطائرة الهليكوبتر. كل هذه القدرات الخاصة تتيح لها القيام بمجموعة واسعة من عمليات الاستجابة والإنقاذ السريع.

على الرغم من أن US-2 لم تشارك في عمليات الإنقاذ أثناء القتال حتى الآن، لكن لا يمكننا استبعاد أن يتم نشرها خلال أي صراع ينشب في شرق آسيا، خاصة عند حدوث طوارئ أمنية في تايوان. يعتقد تاناكا أن اليابان لا يمكنها تجنب التورط في أي موقف قد ينشأ سواء كان بسبب حوادث غير متوقعة أو قتال مسلح، سيكون الناس في حاجة إلى أن يتم إنقاذهم في حالة نشوب صراع إقليمي. وبما أن الطائرة البرمائية US-2 قادرة على الإنقاذ الجوي والبحري، فسوف تظهر الحاجة إليها بشكل كبير.

✓ حرب مدمرة..
مع اشتداد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، أجرى المحللون العسكريون الأمريكيون محاكاة لما قد يبدو عليه الصراع العسكري مع الصين بشأن تايوان. في أوائل أغسطس/ آب 2022، عندما أجرى الجيش الصيني تدريبات عسكرية واسعة النطاق خلال زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، افترضت مجموعة من الخبراء من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث رائد في العاصمة واشنطن، اندلاع حرب في عام 2026 ووضعت المجموعة 22 سيناريو محتملاً للحرب بين الولايات المتحدة والصين. وكانت النتيجة المثيرة أنه في حين أن غزو الصين لتايوان من المرجح أن يفشل، إلا أن الولايات المتحدة سوف تتكبد خسائر فادحة.

ذكرت بلومبيرج ووسائل الإعلام الأمريكية الأخرى أن القوات البحرية والجوية الأمريكية ستفقد 900 مقاتلة وطائرة هجومية في أربعة أسابيع من القتال، أي ما يعادل نصف أساطيلها مجتمعة. كما ستقوم الصواريخ الصينية بإغراق معظم السفن السطحية التابعة للبحرية الأمريكية، بينما ستسفر الهجمات المضادة الأمريكية والتايوانية عن إغراق 150 سفينة صينية. ويتفق الخبراء العسكريون على أنه مع هذا الضرر الكبير، ستكون لعمليات الإنقاذ الأولوية الرئيسية في ساحة المعركة.
نظرًا لأنه من المتوقع أن يتم القتال في الغالب فوق المحيط والجزر النائية، فسوف يكون لوحدتين من وحدات الإنقاذ التابعة لقوات الدفاع الذاتي أدوارًا حاسمة في هذا الصراع. الأولى هي جناح الإنقاذ الجوي التابع لقوات الدفاع الذاتي الجوية، ويتألف بشكل أساسي من طائرات الهليكوبتر، أما الوحدة الثانية فهي سرب الإنقاذ التابع لقوات الدفاع الذاتي الجوية، ويتألف من طائرات الهليكوبتر وطائرات ثابتة الجناحين. ومع ذلك، فإن كلتا الوحدتين صغيرتان نسبيًا نظرًا لأن الدور المنوط بهما أصلاً كان الاستجابة للحوادث في وقت السلم. على الرغم من أن المروحيات يمكنها الانتقال ذهابًا وإيابًا بسرعة لإجراء عمليات الإنقاذ إذا كان الموقع قريبًا نسبياً من الشاطئ، إلا أن مداها قصير وقدرتها الاستيعابية محدودة. هنا يأتي دور الطائرة US-2 التي تم تصميمها في الأصل لإنقاذ أطقم الطائرات المحطمة ويمكنها حمل عدد أكبر بكثير من الأشخاص مقارنة بالطائرة ڤي-22 أوسبري.

لكن قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية لا تمتلك حاليًا سوى سبع طائرات من طراز US-2 لا شك أن بعضها سيخضع أحياناً لعمليات تفتيش وإصلاح روتينية. تظهر عمليات المحاكاة الأخيرة أن الأسطول الحالي غير كافٍ للتعامل مع عمليات الإنقاذ التي سيكون من الضروري القيام بها نتيجة للأضرار الجسيمة المتوقعة لمئات الطائرات العسكرية والسفن البحرية خلال النزاع الذي قد ينشأ حول تايوان.

يقول الخبراء العسكريون إنه ستكون هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 20 إلى 30 طائرة إنقاذ. علاوة على ذلك، فإن القواعد الرئيسية لأسطول طائرات US-2 التابع لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية موجودة في مدينتي إيواكوني وأتسوغي، وكلاهما يقع في جزيرة هونشو اليابانية الرئيسية، أي بعيدًا جدًا عن المواقع التي من المتوقع أن ينشب فيها الصراع حول تايوان. لذا فتحسباً لمثل هذا الصراع، يجب على الحكومة اليابانية النظر في إنشاء قاعدة على مقربة من جزر نانسي.

✓ دور US-2 في مكافحة الحرائق..
في عام 2014 قامت إدارة رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي بصياغة المبادئ الثلاثة الخاصة بنقل المعدات والتكنولوجيا الدفاعية، وقد ساهمت هذه القواعد الجديدة في تخفيف القيود المشددة التي كانت مفروضة في السابق على الشركات اليابانية التي تصدر المعدات العسكرية إلى الخارج. كان من المفترض أن تكون الطائرة US-2 هي المرشح الرئيسي للتصدير، وبالفعل حاول القطاعان العام والخاص بيع الطائرة إلى دول أخرى من بينها الهند التي أبدت اهتماماً في مرحلة ما، ولكن تعذر إتمام الصفقة بسبب السعر ومتطلبات الإنتاج المحلي.

بالنظر إلى هذه العوائق التي تحول دون تصدير US-2، فكرت الشركة المصنعة في إمكانية استخدام الطائرة لأغراض أخرى. فقامت بوضع خطط لتحويل US-2 إلى منصة برمائية لمكافحة الحرائق وبدأت في استكشاف طرق لتصديرها للخارج وزيادة المبيعات. يقول تاناكا ”لقد أدى تغير المناخ إلى زيادة حجم حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم. في الخارج، كانت طائرات الهليكوبتر لبعض الوقت الدعامة الأساسية في مكافحة الحرائق الجوية لكن مع زيادة حجم حرائق الغابات، زادت أيضًا الحاجة إلى وجود طائرات لمكافحة الحرائق تكون قادرة على تفريغ كميات أكبر من المياه. إننا نتلقى عددًا متزايدًا من الاستفسارات حول استخدام US-2 كطائرة لمكافحة الحرائق“.
-الموضوع منقول-
 
2DC69514-1A24-4C20-AE54-0C151CBDC80D.jpeg
 
عودة
أعلى