دعموا الثورة الجزائرية بثمن التذاكر لكنهم ماتوا حرقا :
ذكرى 200 طفلا ضحايا حريق سينما شهرزاد بمدينة عامودا :
يجهل اغلب الجزائريين هذه القصة الحزينة التي مرت أمس ذكراها الـ 62 .
ففي يوم 13 نوفمبر 1960 ، التهم حريق “دار سينما شهرزاد” في مدينة عامودا السورية ، حوالي 200 طفلا كانوا يشاهدون فيلما سبنمائيا مصريا عنوانه ( شبح منتصف الليل ) ، من أجل دعم الثورة الجزائرية ضدّ الاستعمار الفرنسي آنذاك، على أنّ يتم إرسال ثمن التذاكر كمساهمة لدعم ثورة نوفمبر الخالدة .
وكتب احد الصحفيين السوريين يروي ما وقع :
" ...خلال العرض الثالث الذي استقبلته سينما “شهرزاد”، اندلعت شرارة من محرك العرض القديم، لتمتد بعدها النيران إلى الحيطان الخشبية والأثاث، وأجساد الأطفال المذعورين، ولم تكن دار السينما سوى غرفة طينيّة مستطيلة الشكل، سقفها من الخشب والقشّ، وجدرانها مغطّاة من الداخل بخيش مدهون بموادّ قابلة للاشتعال. تلك كانت حينذاك تعتبر في عداد دور السينما، وهو ما تسبب في تفاقم حجم الكارثة. وما زاد الأمر صعوبة هو الازدحام الكبير للأطفال، ولم يكن هنالك من مخارج سوى مخرج وحيد سدّ لشدّة الازدحام وأغلق الباب الخشبيّ المرتفع عن الأرضيّة، ما أبقى الأطفال محاصرين في الداخل، ولم يكن برفقتهم أيّ من المعلمين ولا المدير، فقط بعض الفنيين الذين لم يتمكّنوا من إنقاذ الأطفال وسط الهياج والجنون والرعب والنار والازدحام..!!
سمع أهل المدينة صراخ الأطفال فتراكضوا لنجدتهم، وخلال تدخل الأهالي سقطت عارضة خشبية من السقف وأودت بحياة شاب أنقذ نحو 12 طفلًا يدعى محمد سعيد آغا الدقوري.
وقد دفع 200 طفلا حياته، كما دفع قسم من الأهالي الذين حاولوا انقاذ الأطفال حياتهم ثمنا لمحاولة إنقاذهم.
اليوم، مايزال بعض أولئك الأطفال على قيد الحياة يستذكرون الفاجعة، وآثار الحروق ماتزال بادية على أجسادهم ووجوههم، يزورون كل عام النصب التذكاري الذي شُيّد في مكان ...!! " ...
وكتب شعراء عن الفاجعة ؛ ومنهم الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري الذي قال :
عامودا وطنٌ ترفُ ظلاله....في خاطري وتعيشُ في وجداني
وطنٌ أفارقه وأحمله معي .....في غربتي فأنا البعيدُ الداني
عامودا أجدُ الحياةَ بذكرها .....وأحسُ طعم حروفها بلساني
ذكرى 200 طفلا ضحايا حريق سينما شهرزاد بمدينة عامودا :
يجهل اغلب الجزائريين هذه القصة الحزينة التي مرت أمس ذكراها الـ 62 .
ففي يوم 13 نوفمبر 1960 ، التهم حريق “دار سينما شهرزاد” في مدينة عامودا السورية ، حوالي 200 طفلا كانوا يشاهدون فيلما سبنمائيا مصريا عنوانه ( شبح منتصف الليل ) ، من أجل دعم الثورة الجزائرية ضدّ الاستعمار الفرنسي آنذاك، على أنّ يتم إرسال ثمن التذاكر كمساهمة لدعم ثورة نوفمبر الخالدة .
وكتب احد الصحفيين السوريين يروي ما وقع :
" ...خلال العرض الثالث الذي استقبلته سينما “شهرزاد”، اندلعت شرارة من محرك العرض القديم، لتمتد بعدها النيران إلى الحيطان الخشبية والأثاث، وأجساد الأطفال المذعورين، ولم تكن دار السينما سوى غرفة طينيّة مستطيلة الشكل، سقفها من الخشب والقشّ، وجدرانها مغطّاة من الداخل بخيش مدهون بموادّ قابلة للاشتعال. تلك كانت حينذاك تعتبر في عداد دور السينما، وهو ما تسبب في تفاقم حجم الكارثة. وما زاد الأمر صعوبة هو الازدحام الكبير للأطفال، ولم يكن هنالك من مخارج سوى مخرج وحيد سدّ لشدّة الازدحام وأغلق الباب الخشبيّ المرتفع عن الأرضيّة، ما أبقى الأطفال محاصرين في الداخل، ولم يكن برفقتهم أيّ من المعلمين ولا المدير، فقط بعض الفنيين الذين لم يتمكّنوا من إنقاذ الأطفال وسط الهياج والجنون والرعب والنار والازدحام..!!
سمع أهل المدينة صراخ الأطفال فتراكضوا لنجدتهم، وخلال تدخل الأهالي سقطت عارضة خشبية من السقف وأودت بحياة شاب أنقذ نحو 12 طفلًا يدعى محمد سعيد آغا الدقوري.
وقد دفع 200 طفلا حياته، كما دفع قسم من الأهالي الذين حاولوا انقاذ الأطفال حياتهم ثمنا لمحاولة إنقاذهم.
اليوم، مايزال بعض أولئك الأطفال على قيد الحياة يستذكرون الفاجعة، وآثار الحروق ماتزال بادية على أجسادهم ووجوههم، يزورون كل عام النصب التذكاري الذي شُيّد في مكان ...!! " ...
وكتب شعراء عن الفاجعة ؛ ومنهم الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري الذي قال :
عامودا وطنٌ ترفُ ظلاله....في خاطري وتعيشُ في وجداني
وطنٌ أفارقه وأحمله معي .....في غربتي فأنا البعيدُ الداني
عامودا أجدُ الحياةَ بذكرها .....وأحسُ طعم حروفها بلساني