تصادم الأناجيل / إعداد: د. أحمد محمد زين المنّاوي

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,763
التفاعل
17,877 113 0
تصادم الأناجيل

إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
القسم الأول



من الصعب جدًّا على إنسان عاش وترعرع في كنف النصرانية، محاطًا بهالة من الأكاذيب والأوهام، أن يصطدم فجأة بحقيقة أن كتابه المقدّس ليس مقدّسًا. الدكتور دبليو جراهام سكروجي من مؤسسة مودي للكتاب المقدّس في مدينة شيكاغو الأمريكية، وهي جمعية نصرانية تبشيرية عالمية، له كتاب بعنوان: "هل الكتاب المقدّس كلمة الله؟"، يقول فيه: "الكتاب المقدّس بشري، وبعيدًا عن الحماس، والتماسًا للعلم، فهذه الكتب (الكتاب المقدس هو مختارات من عدة كتب) صناعة بشرية بلغة بشرية، وكتبها أناس، ولها صفات الصناعة البشرية". هذا التصريح واضح ولا يحتاج منا إلى أي تعليق!
ننتقل إلى شهادة عالم نصراني آخر مشهور عن الكتاب المقدّس، وهو أسقف بيت المقدس، كينيث كراج، حيث يقول في كتابه "نداء المنارة": "ليس عهدًا جديدًا.. ففيه اختصارات وزيادات، وهناك صياغة جديدة، وشواهد. فالأناجيل مرّت بتحريف تقوده الكنيسة، ولا يعدو كونه عرضًا للتاريخ والخبرات". وهذه اعترافات صريحة واضحة!
فهل نحتاج إلى التعليق على هذه النصوص لنثبت أن كتاب النصارى "المقدس" ليس مقدّسًا ولا كلام الله؟! فعندما نقول كتاب النصارى المقدّس لا نعني كتابًا واحدًا، فهناك عدة كتب مختلفة ومتناقضة لدى طوائف النصارى والكل يصبغ على كتابه صفة التقديس! فعلى سبيل المثال هناك نسخة الكتاب المقدس للرومان الكاثوليك التي صدرت عام 1528، وبذلك تعتبر هذه النسخة هي الأقدم التي لا تزال تُباع حتى اليوم. ولكن على الرغم من ذلك فإن كل العالم البروتستانتي بكل طوائفه يرفض هذه النسخة لأنه وبحسب زعمهم تحوي سبعة أسفار مزيدة ومزوّرة، ومشكوكًا فيها وليست كلام الله، ولكن الكاثوليك يقولون إن هذه الأسفار السبعة نفسها كلام الله، وهي إلهام من الروح القدس!
الآن نحن أمام مشكلة خطيرة جدًّا؟ ولتتأكدوا من خطورة هذه المشكلة بأنفسكم اذهبوا معي إلى رؤيا يوحنا اللاهوتي: "لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب: إن كان أحد يزيد على هذا، يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة، يحذف الله نصيبه من سفر الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب". (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 18، 19).
الكاثوليك مصيرهم النار إذا كانت الأسفار السبعة ليست كلام الله!
والبروتوستانت مصيرهم النار إذا كانت الأسفار السبعة كلام الله!
وبشهادة الكتاب المقدّس نفسه فإن أحد الفريقين على الأقل في النار!
وأمام هذه المعادلة الصعبة، تبنّت الكنيسة المصرية وضعًا غريبًا، فأعلنت أنها تؤمن بأن أسفار الكتاب المقدّس 73 سفرًا، وهي بذلك توافق الكاثوليك، ولكن الأمر العجيب والمذهل أن النسخة المعتمدة رسميًّا من الكنيسة المصرية هي نسخة بروتستانتية عدد أسفارها 66 سفرًا فقط! كيف يستقيم لعاقل هذا الأمر؟! والأعجب من ذلك أن الكنيسة المصرية أطلقت مؤخرًا نسخة من الكتاب المقدّس على الإنترنت قوامها 73 سفرًا! هل تعتقد الكنيسة المصرية أنها بهذه الحيلة الفهلوية أخرجت أتباعها من النار؟! الأمر ليس بهذه السهولة! لأن أي نصراني يعلم أن عدد المزامير في جميع نسخ الكتاب المقدس 150 مزمورًا، ولكن الكنيسة المصرية وبكل جرأة أضافت مزمورًا جديدًا ليس له وجود على الإطلاق في أي نسخة من نسخ الكتاب المقدّس المنتشرة في بقاع الأرض! النسخة الوحيدة من الكتاب المقدّس التي تتضمّن هذا المزمور هي النسخة التي أصدرتها الكنيسة المصرية!
وبذلك فإن أتباع الكنيسة المصرية مصيرهم النار لا محالة، لأنهم زادوا في الكتاب المقدّس!
هذا ليس رأيًا شخصيًّا، بل هو ما يقوله سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي!!
اسمحوا لي أن أطرح سؤالًا: إذا أثبتنا أن الأناجيل تحتوي على نصوص متناقضة تناقضًا صريحًا واضحًا، فهل يمكن اعتبار هذه الأناجيل مقدّسة أو أنها وحي؟! كل عاقل سوف يجيب بالنفي! الآن سوف أثبت لكم أن هذه الأناجيل الأربعة، التي هي أصح كتب النصارى وأقدسها، تحوي تناقضات داخلية صريحة، وتناقضات فيما بينها حول الحدث الواحد. وفي الفقرات الآتية سوف أعرض عليكم نماذج واضحة لا تحتاج إلى تأويل، لتتأكدوا من هذه الحقيقة بأنفسكم، وسوف أبدأ بسؤال آخر:
هل لتلاميذ المسيح سلطان بأن يطردوا الأرواح النجسة ويشفوا كل مرض وعلّة؟
الإجابة الأولى (نعم) بحسب إنجيل متّى: "ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانًا على أرواح نجسة حتى يخرجوها، ويشفوا كل مرض وكل ضعف". (إنجيل متّى 10: 1).
الإجابة الثانية (لا) بحسب إنجيل متّى نفسه: "ولما جاءوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثيًا له وقائلًا: يا سيد، ارحم ابني فإنه يصرع ويتألم شديدًا، ويقع كثيرًا في النار وكثيرًا في الماء. وأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه. فأجاب يسوع وقال: أيها الجيل غير المؤمن، الملتوي، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أحتملكم؟ قدموه إلي ههنا! فانتهره يسوع، فخرج منه الشيطان. فشفي الغلام من تلك الساعة. ثم تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا: لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه؟ فقال لهم يسوع: لعدم إيمانكم. فالحق أقول لكم: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم". (إنجيل متّى 17: 14 - 18).
ما دام المسيح –عليه السلام- قد أعطى تلاميذه القدرة على شفاء المرضى فهذا يعني أنه مقتنع بإيمانهم، ولكنهم عجزوا، فالنصّان إذًا متناقضان! وإلا أمام النصارى أن يختاروا واحدًا من ثلاثة احتمالات:
إما أن يقبلوا أن المسيح كذب على تلاميذه وقال لهم أعطيتكم سلطانًا ولم يعطهم شيئًا؛ وإما أن يكون قد أعطاهم سلطانًا ولكنه لم يكن يعلم بإيمانهم برغم أنه الإله العالم بخلجات النفوس؛ وإما أن يكون إيمانهم وكما يقول الإنجيل لا يبلغ مثل حبة خردل مع أنهم أكثر أتباعه إيمانًا به!
لا تغادروا إنجيل متّى، وإليكم مشهدًا آخر من مشاهد التناقضات العجيبة التي يحملها هذا الإنجيل في جوفه، فتأمّلوا هذا النص: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل". (إنجيل متّى 5: 17، 18).
لا تحتاج أن تكون عالمًا في اللاهوت حتى تفهم من كلام المسيح –عليه السلام- في هذا النص أنه لم يأت من أجل نقض أو نسخ الناموس وهو شريعة موسى –عليه السلام- وإنما جاء ليكملها ويثبتها!
العجيب أن إنجيل متّى نفسه وفي الإصحاح الخامس يأتي ليناقض نفسه بهذا النص: "وقيل: من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق. وأما أنا فأقول لكم: إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني". (إنجيل متّى 5: 31، 32).
الآن تدبّروا النص جيّدًا فماذا تفهمون منه! أليس في هذا الحكم نقضًا صريحًا للناموس ولشريعة موسى -عليه السلام-؟! هذا النص يمنع الطلاق إلا في حالة الزنا فقط، وفيما عدا ذلك فإن الطلاق حرام، ولكنه جائز بحسب الناموس أو شريعة موسى –عليه السلام-! وبذلك فإن إنجيل متّى لم يكمل الناموس أو يثبته كما وعدنا في الفقرة الأولى، بل جاء بتشريع جديد ينسخ الشريعة والأحكام السابقة كلها.
لا يقبل العقل سوى أن تكون إحدى الروايتين على الأقل كاذبة!
إليكم مزيدًا من تناقضات متّى، فتأمّلوا هذا النص: "ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلًا: من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟ فقالوا: قوم: يوحنا المعمدان، وآخرون: إيليا، وآخرون: إرميا أو واحد من الأنبياء. قال لهم: وأنتم، من تقولون إني أنا؟ فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي! فأجاب يسوع وقال له: طوبى لك يا سمعان بن يونا، إن لحمًا ودمًا لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات. وأنا أقول لك أيضًا: أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السماوات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولًا في السماوات". (إنجيل متّى 16: 13- 19).
لاحظوا ماذا يقول يسوع عن سمعان بطرس في هذا النص (طوبى لك يا سمعان بن يونا.. وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات)!! ولكن متّى لا ينتظر طويلًا حتى يأتي إلينا بنص آخر يناقض ذلك كله، بل ويجعل من سمعان بطرس نفسه شيطانًا: "من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرًا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل، وفي اليوم الثالث يقوم. فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلًا: حاشاك يا رب! لا يكون لك هذا! فالتفت وقال لبطرس: اذهب عني يا شيطان! أنت معثرة لي، لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس". (إنجيل متّى 16: 21- 23).
الآن وبموجب هذا النص تحوّل سمعان بطرس إلى شيطان ملعون؟
فإذا كان بطرس شيطانًا فلماذا لم يعلم يسوع ذلك إن كان هو إله كما يزعم النصارى؟!
وبدلًا من أن يتهمه بأنه شيطان فلماذا لا يطرد عنه هذا الشيطان؟
وما هو مصير (مفاتيح ملكوت السماوات) التي أعطاها الرّب لهذا الشيطان في الفقرة الأولى؟!
الآن مفاتيح ملكوت السماوات في كفّ شيطان!
أين هو وحي الروح القدس من هذا كلّه؟
والروح القدس أحد الأقانيم الثلاثة التي يتألّف منها إله النصارى!
هذه التناقضات من إنجيل متّى على سبيل المثال لا الحصر، ننتقل بعدها إلى إنجيل مرقس لنرى لونًا آخر من هذه التناقضات العجيبة، حيث نقرأ في الإصحاح الخامس هذا النص: "وبينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين: ابنتك ماتت. لماذا تتعب المعلم بعد؟ فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت، فقال لرئيس المجمع: لا تخف! آمن فقط. ولم يدع أحدًا يتبعه إلا بطرس ويعقوب، ويوحنا أخا يعقوب. فجاء إلى بيت رئيس المجمع ورأى ضجيجًا. يبكون ويولولون كثيرًا. فدخل وقال لهم: لماذا تضجون وتبكون؟ لم تمت الصبية لكنها نائمة. فضحكوا عليه. أما هو فأخرج الجميع، وأخذ أبا الصبية وأمها والذين معه ودخل حيث كانت الصبية مضطجعة، وأمسك بيد الصبية وقال لها: طليثا، قومي!. الذي تفسيره: يا صبية، لك أقول: قومي! وللوقت قامت الصبية ومشت، لأنها كانت ابنة اثنتي عشرة سنة. فبهتوا بهتًا عظيمًا. فأوصاهم كثيرًا أن لا يعلم أحد بذلك". (إنجيل مرقس 5: 35- 43).
نسب مرقس للمسيح –عليه السلام- في هذا النص قوله (لم تمت الصبية لكنها نائمة) مع أن الجميع كانوا متأكدين أنها ماتت، بدليل أنهم سخروا من قوله! إن كانت الصبية لم تمت فما فائدة هذا السرد المطوّل؟ وما هو وجه الإعجاز في هذه القصة؟ وإن لم تكن الصبية نائمة بل كانت ميتة فلمَ الكذب إذًا؟ ولماذا أوصاهم كثيرًا بالتستر على هذه المعجزة وألا يخبروا أحدًا بها؟ والغرض من المعجزة أن تنتشر بين الناس لأنها دليل على صدقه! وهذا يناقض تمامًا ما جاء في قصة الرجل الذي شفاه المسيح –عليه السلام- من الأرواح النجسة وأمره أن يذهب ويعلن ما حصل معه: "فلم يدعه يسوع، بل قال له: اذهب إلى بيتك وإلى أهلك، وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك". (إنجيل مرقس 5: 19).
نكتفي بهذا المثال من إنجيل مرقس، وننتقل إلى إنجيل لوقا لنرى وجهًا مختلفًا لهشاشة هذا الإنجيل وأخطائه الفادحة، حيث نقرأ في الإصحاح الأوّل منه هذا النص: "وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيمًا، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية". (إنجيل لوقا 1: 31- 33).
انتبه إلى أن هذا النص يقول إن الرّب سوف يعطي يسوع عرش أبيه داوود ولن يكون لملكه نهاية! هذا النص خطأ بأكثر من وجه، إذ إن يسوع وبحسب إنجيل متّى ليس من سلالة داوود، بل من سلالة يهوياقيم أو يوياقيم، وأن عرش داوود محرّم على هذه السلالة بحسب الإصحاح السادس والثلاثين من سفر إرميا: "لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا: لا يكون له جالس على كرسي داود، وتكون جثته مطروحة للحر نهارًا، وللبرد ليلًا. وأعاقبه ونسله وعبيده على إثمهم، وأجلب عليهم وعلى سكان أورشليم وعلى رجال يهوذا كل الشر الذي كلمتهم عنه ولم يسمعوا". (سفر إرميا 36: 30، 31).
وأهم من ذلك أن يسوع لم يملك على بيت يعقوب، ولم يجلس على كرسي داوود ساعة واحدة، بل أسوأ من ذلك فإن النصارى يزعمون أن يسوع أحضروه أمام كرسي بيلاطس وحاكموه وضربوه وأهانوه وصلبوه! أما إنجيل يوحنا فيزيد الطين بلّة ويؤكد أن يسوع كان هاربًا من تنصيبه ملكًا: "وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا، انصرف أيضًا إلى الجبل وحده". (إنجيل يوحنا 6: 15).
فكيف يُتَصور أن يهرب يسوع من تنصيبه ملكًا وهو أمر بعثه الله لأجله وبشّر جبريل أمه به قبل ولادته، كما جاء معنا قبل قليل في إنجيل لوقا! أرأيتم كيف تضطرب الأناجيل ويتصادم بعضها ببعض! إن اعتقاد النصارى وزعمهم أن كتابة الأناجيل تمت بوحي من الروح القدس يحتاج إلى إعادة نظر، نظرًا إلى ما هو واضح من هذه النصوص الركيكة المتناقضة والمتصادم بعضها مع بعض.
وفي هذا المثال من إنجيل يوحنا الكفاية لمن يعي ويفهم، ونكمل مع الإنجيل الرابع وهو إنجيل يوحنا لنجد في انتظارنا هذا النص من الإصحاح الرابع عشر منه: "الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها، لأني ماضٍ إلى أبي". (إنجيل يوحنا 14: 12).
كل من يقرأ هذا النص الصريح يفهم منه أن كل الأعمال والمعجزات التي جاء بها المسيح -عليه السلام- ليست خاصة به وحده، وإنما كل نصراني يؤمن به في استطاعته أن يصنع أعظم منها من دون التقيد بمكان أو زمان! ولكن لا يوجد لدى النصارى أي دليل على أن واحدًا من تلاميذ المسيح –عليه السلام- أو غيره من المؤمنين به، صنع لهم معجزة أعظم من معجزات المسيح؟!
لا شكّ في أن النص الذي جاء به يوحنا يناقض الواقع، لأن المعجزات خاصة بالرسل وحدهم، يؤيدهم الله بها حتى تكون دليلًا على صدقهم، فالمعجزة أمر خارق لنواميس الطبيعة ومصدرها الوحيد هو الله سبحانه وتعالى، وبالتالي لا يمكن للمسيح ولا لغيره من الرسل –عليهم السلام- أن يمنحوا أحدًا القدرة على صنع المعجزات!
وفي هذا الصدد، يروي رحمة الله الهندي في كتابه "إظهار الحق" قصة عجيبة لأحد كبار فرقة البروتستانت ويدعى كالوين أنه أعطى رشوة لشخص اسمه ببروميس على أن يستلقي هذا الأخير وكأنه ميت، بينما طلب من زوجته أن تبكي وتصرخ حتى يجتمع عندها النساء الباكيات، وإذا حضر كالوين وقال له: "يا ببروميس الميت قم واحيا" قام وتحرّك وكأنه كان ميِّتًا، وعلى هذا النحو تمّ حبك مشاهد هذه المسرحية المهزلة. وبالفعل استلقى ببروميس على أنه ميت، واجتمعت النساء الباكيات، وعندها جاء كالوين وقال لهن لا تبكين أنا أحييه، فقرأ الأدعية، ثم أخذ يد ببروميس ونادى باسم ربنا أن قم، ولكن لا فائدة لأن أجل الله كان أقرب وقد مات ببروميس حقيقة، وفضحهم الله وانتقم منهم، ولما رأت زوجته ذلك الحال بكت بكاءً شديدًا وصرخت بأن زوجها كان حيًّا وقت العهد والميثاق! فانظروا إلى معجزات كبار القوم فكيف يكون حال أتباعهم!
بعد أن رأينا نماذج من تصادم النصوص وتناقضها داخل الإنجيل الواحد، ننتقل الآن لنرى نماذج من تصادم الأناجيل الأربعة مع بعضها بعضًا، في مشهد يشبه إلى حد كبير مسابقة اكتشاف الأخطاء التي يستخدمها بعضهم لاختبار ذكاء الأطفال أو كنوع من التسلية. فتأمّلوا فيما يأتي قصة طرد الشياطين التي يرويها كل من متّى ومرقس..
نبدأ بإنجيل متّى: "ولما جاء إلى العبر إلى كورة الجرجسيين، استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جدًّا، حتى لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق. وإذا هما قد صرخا قائلين: ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا؟ وكان بعيدًا منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى. فالشياطين طلبوا إليه قائلين: إن كنت تخرجنا، فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير. فقال لهم: امضوا. فخرجوا ومضوا إلى قطيع الخنازير، وإذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف إلى البحر، ومات في المياه. أما الرعاة فهربوا ومضوا إلى المدينة، وأخبروا عن كل شيء، وعن أمر المجنونين. فإذا كل المدينة قد خرجت لملاقاة يسوع. ولما أبصروه طلبوا أن ينصرف عن تخومهم". (إنجيل متّى 8: 28 – 34).
وهذه هي القصة نفسها يرويها إنجيل مرقس: "وجاءوا إلى عبر البحر إلى كورة الجدريين. ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور إنسان به روح نجس، كان مسكنه في القبور، ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل، لأنه قد ربط كثيرًا بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود، فلم يقدر أحد أن يذللـه. وكان دائمًا ليلًا ونهارًا في الجبال وفي القبور، يصيح ويجرح نفسه بالحجارة. فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له، وصرخ بصوت عظيم وقال: ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي؟ أستحلفك بالله أن لا تعذبني! لأنه قال له: اخرج من الإنسان يا أيها الروح النجس. وسأله: ما اسمك؟ فأجاب قائلًا: اسمي لجئون، لأننا كثيرون. وطلب إليه كثيرًا أن لا يرسلهم إلى خارج الكورة. وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى، فطلب إليه كل الشياطين قائلين: أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها. فأذن لهم يسوع للوقت. فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير، فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحر. وكان نحو ألفين، فاختنق في البحر. وأما رعاة الخنازير فهربوا وأخبروا في المدينة وفي الضياع. فخرجوا ليروا ما جرى. وجاءوا إلى يسوع فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون جالسا ولابسا وعاقلا، فخافوا. فحدثهم الذين رأوا كيف جرى للمجنون وعن الخنازير. فابتدأوا يطلبون إليه أن يمضي من تخومهم". (إنجيل مرقس 5: 1- 17).
الآن دقّقوا وقارنوا واكتشفوا التناقضات بأنفسكم فالقصة هي نفسها في الإنجيلين. لاحظوا أن متّى ذكر أن رجلين كان بهما شياطين، بينما ذكر مرقس أن رجلًا واحدًا فقط كان به روح نجس! بحسب مرقس فإن الشياطين كلها كانت في رجل واحد فقط وعندما خرجت دخلت في نحو ألفين من الخنازير التي اندفعت نحو البحر واختنقت وماتت بسبب هذه الشياطين التي دخلتها! وما دام يسوع يمتلك تلك القدرة على قهر الشياطين وطردها فلماذا خضع لطلبها بأن تدخل في الخنازير التي كانت ترعى؟ كان بإمكان يسوع أن يهلك هذه الشياطين أو يبعثها إلى البحر أو على الأقل يسمح لها بالدخول في خنزير واحد فقط لأنها كانت في رجل واحد فقط! ما هو ذنب أصحاب الخنازير حتى يتلف لهم ألفي رأس دفعة واحدة؟! فمن سيتحمّل هذه الخسائر الفادحة! طرد الشياطين من رجل واحد مقابل إتلاف ألفي رأس من الخنازير! معادلة صعبة!!
تأمّل جانبًا من قصة المرأة التي جاءت تطلب شفاء ابنتها، كما يرويها متّى: "ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيداء. وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة: ارحمني، يا سيد، يا ابن داود! ابنتي مجنونة جدًّا". (إنجيل متّى 15: 21، 22).
وهذا ما يقوله مرقس عن المرأة ذاتها: "ثم قام من هناك ومضى إلى تخوم صور وصيداء، ودخل بيتًا وهو يريد أن لا يعلم أحد، فلم يقدر أن يختفي، لأن امرأة كان بابنتها روح نجس سمعت به، فأتت وخرت عند قدميه. وكانت الامرأة أممية، وفي جنسها فينيقية سورية. فسألته أن يخرج الشيطان من ابنتها". (إنجيل مرقس 7: 24- 26).
لاحظوا أن الإنجيلين يتحدثان عن المرأة نفسها، فمتّى يقول إنها امرأة كنعانية، ومرقس يقول إنها امرأة يونانية من أصل سوري فينيقي! ومن هنا، فمن حق كل نصراني غيور على دينه وحريص على نفسه ومصيره بعد الموت أن يسأل رجال الكنيسة: أي الروايتين صحيحة ما دامت هذه الأناجيل كُتبت بوحي من الروح القدس؟!
مثال آخر للتصادم بين إنجيلي متّى ومرقس..
فتأمّلوا من خلال هذه المقارنة من يخبر يسوع بطلب أمه وإخوته له..
بحسب إنجيل متّى: "وفيما هو يكلم الجموع إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجًا طالبين أن يكلموه. فقال له واحد: هوذا أمك وإخوتك واقفون خارجا طالبين أن يكلموك". (إنجيل متّى 12: 46، 47).
بحسب رواية مرقس: "فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجًا وأرسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسًا حوله، فقالوا له: هوذا أمك وإخوتك خارجًا يطلبونك". (إنجيل مرقس 3: 31، 32).
لاحظوا أن متّى يقول إن الذي أخبر المسيح بوجود أمه وإخوته واحد فقط من الحاضرين، أما مرقس فيقول إن الجميع أخبروه! والسؤال يتكرّر: لماذا هذا الاختلاف إذا كانت هذه النصوص بوحي من الروح القدس؟!
تأمّلوا قصة القبض على يسوع وكيف يرويها متّى ويوحنا..
بالنسبة إلى إنجيل متّى: "وفيما هو يتكلم، إذا يهوذا أحد الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب. والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلًا: الذي أقبله هو هو. أمسكوه. فللوقت تقدم إلى يسوع وقال: السلام يا سيدي! وقبله. فقال له يسوع: يا صاحب، لماذا جئت؟ حينئذ تقدموا وألقوا الأيادي على يسوع وأمسكوه". (إنجيل متّى 26: 47 – 50).
أما يوحنا فله رأي آخر في القصة ذاتها: "وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع، لأن يسوع اجتمع هناك كثيرًا مع تلاميذه. فأخذ يهوذا الجند وخدامًا من عند رؤساء الكهنة والفريسيين، وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه، وقال لهم: من تطلبون؟ أجابوه: يسوع الناصري. قال لهم: أنا هو. وكان يهوذا مسلمه أيضًا واقفًا معهم. فلما قال لهم: إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض. فسألهم أيضًا: من تطلبون؟ فقالوا: يسوع الناصري. أجاب يسوع: قد قلت لكم: إني أنا هو. فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون. ليتم القول الذي قاله: إن الذين أعطيتني لم أهلك منهم أحدًا. ثم إن سمعان بطرس كان معه سيف، فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع أذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس. فقال يسوع لبطرس: اجعل سيفك في الغمد! الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها؟ ثم إن الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع وأوثقوه". (إنجيل يوحنا 18: 2 – 12).
لاحظوا الاختلاف الجوهري بين القصتين من لحظة دخول يهوذا مع الجند حتى القبض على يسوع. بالنسبة إلى متّى فإنه لم يستغرق وقتًا طويلًا فبمجرّد تقبيل يهوذا له أمسكوه! أما بحسب يوحنا فلم يكن ليهوذا الخائن دور ولم يقترب من يسوع أو يقبله، بل حدث نوع من الحوار بين الطرفين، وحدثت معجزة أسقطتهم على الأرض وحصل ضرب بالسيف، وبعد ذلك كلّه تم القبض على يسوع! الحدث واحد وهو القبض على يسوع، أما الروايتان فمتناقضتان ولا يمكن التوفيق بينهما بأي حال!
هكذا يتضح لكل ذي عقل وبصيرة أن الأناجيل الأربعة، وهي أصح الكتب وأقدسها عند النصارى، تعجّ بالتناقضات والاختلافات الصريحة الواضحة، التي لا يمكن الجمع بينها، ولا مفرّ من التسليم بكذب بعضهم وتصديق الآخر، أو تكذيبها كلّها، ما يؤكد أن الادعاء بأن هذه الأناجيل كُتبت بإلهام أو وحي من الروح القدس كذبة كبرى الهدف منها تمكين الكنيسة من إحكام قبضتها على عقول البسطاء.
وبذلك فإن العديد من علماء النصارى الذين حرّروا عقولهم وأعتقوا أنفسهم من التعصّب والتقليد الأعمى توصلوا بأنفسهم إلى حقيقة أن الأناجيل التي بين أيديهم اليوم ليست مقدّسة ولا وحيًا ولا كلام الله، وأن القرآن الكريم هو الصورة الوحيدة من كلام الله ربّ العالمين المحفوظ بين أيدي الناس اليوم.
وإذا درست القرآن من أي زاوية، لغوية أو علمية أو تشريعية أو رقمية أو غيرها، فلن تجد فيه أي اختلاف أو تناقض. والقرآن يعلن ذلك صراحة في أكثر من موضع، ومنها هذه الآية..

{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} [النساء]

ولا يمكن لأي كتاب أن يبقى ثابتًا في تعاليمه ووعظه مدة تزيد على عقدين من الزمان، فما بالك بالقرآن الذي نزل قبل ما يزيد على أربعة عشر قرنًا ولا يزال ثابتًا على المبدأ نفسه!
يقول عالم الرياضيات الكندي الدكتور جاري ميلر: "كنت من المبشرين للديانة النصرانية، وفي أحد الأيام أردت أن أقرأ القرآن بقصد أن أجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفي عند دعوتي للنصرانية، وكنت أتوقَّع أن أجد تمجيّدًا للنبي مُحمَّد –صلى الله عليه وسلّم- وأهل بيته، ولكنني ذُهلت عندما وجدت أن عيسى -عليه السلام- ذُكر بالاسم 25 مرّة في القرآن، في حين أن مُحمَّدًا –صلى الله عليه وسلّم- نفسه الذي نزل عليه القرآن ورد باسمه { مُحمَّد } فيه 4 مرّات فقط، ووجدت أن هناك سورة كاملة في القرآن باسم مريم وفيها تشريف لها لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم، وتكرّر اسمها في القرآن الكريم 34 مرّة، بل إن مريم هي المرأة الوحيدة التي ورد اسمها في القرآن"! وبهذا المنطق البسيط اقتنع هذا الرجل بأن القرآن لا يمكن أن يكون من تأليف مُحمَّد –صلى الله عليه وسلّم- بأي حال.
والقرآن يبجّل المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- ويكرّمه رقمًا وحرفًا.. عددًا وكلمة!

يتبع القسم الثاني​
 
تصادم الأناجيل

إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
القسم الثاني



وفي هذا المشهد القرآني العجيب سوف نرى كيف تبجّل الأرقام المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام-..
ورد لقب { الْمَسِيح } في القرآن 11 مرّة في 9 آيات مجموع حروفها 1125 حرفًا، وهذا العدد = 25 × 45
25 هو تكرار اسم { عِيسَى } -عليه السلام- في القرآن، و45 هو رقم أوّل آية يرد فيها لقبه المسيح!
وهذه هي أوّل آية يرد فيها لقب { الْمَسِيح } في القرآن:

{ إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)} [آل عمران]

ماذا تلاحظ؟ لقد ورد لقب { الْمَسِيح } بعد 11 كلمة من بداية الآية، وقبل 9 كلمات من نهايتها!
11 يشير إلى تكرار لقب { الْمَسِيح } في القرآن، و 9 يشير إلى عدد الآيات التي ورد فيها!
تأمّل الكلمة السابقة للفظ { الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } في الآية { اسْمُهُ }..
لفظ { اسْمُهُ } في هذه الآية هو الكلمة رقم 782 من بداية سورة آل عمران، وهذا العدد = 34 × 23
تأمّل جيِّدًا العدد 34 مضروبًا في العدد 23
وتأمّل كيف تكرّرت أحرف { اسْمُهُ } في الآية نفسها..
تكرّرت أحرف كلمة { اسْمُهُ } في الآية 34 مرّة!
34 هو تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن.

وتأمّل أوّل كلمة جاءت بعد اسم { الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } في الآية..
القرآن يصف { الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } –عليه السلام- بأنه { وَجِيهًا }..
والآن تأمّل كيف تكرّرت أحرف هذه الكلمة في الآية نفسها..
تكرّرت أحرف لفظ { وَجِيهًا } في الآية 34 مرّة!
ارتباط العدد 34 بالمسيح عيسى ابن مريم يتأكّد للمرّة الثانية!
34 هو تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن!
الكلمة السابقة للفظ { وَجِيهًا } مباشرة هي اسم { مَرْيَم }!
إذًا وبشهادة الأرقام فإن وجاهة المسيح هي بنسبته إلى مريم وليس إلى الله!
المسيح هو ابن مريم وليس ابن الله كما يزعم النصارى!

مزيد من التأكيد..سوف أنطلق معك من حقائق راسخة غير خاضعة للنقاش..
لفظ { وَجِيهًا } ورد للمرّة الأولى في القرآن كصفة للمسيح عيسى ابن مريم –عليه السلام-..
في أوّل آية ترد فيها أحرف لفظ { وَجِيهًا } تكرّرت أحرف هذا اللفظ 34 مرّة..
اسم { مَرْيَم } تكرّر في القرآن 34 مرّة..
سورة مريم ترتيبها في المصحف رقم 19
انطلاقًا من هذه الحقائق تأمّل هذه الآيات الست..

{ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} [التوبة]
{ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)} [الزمر]
{ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)} [المائدة]
{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)} [الحشر]
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)} [العنكبوت]
{ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} [فصلت]

تكرّرت أحرف لفظ { وَجِيهًا } في كل آية من الآيات الست 34 مرّة!
عدد كلمات كل آية من الآيات الست 19 كلمة!
مجموع كلمات هذه الآيات الست = 114 كلمة!
114 هو عدد سور القرآن الكريم!
العجيب أن مجموع أرقام هذه الآيات الست 133، وهذا العدد = 114 + 19
لا تنسَ أن 19 هو ترتيب سورة مريم في المصحف!
هل تعجّبت من ذلك؟!
هناك أمر آخر أعجب منه بكثير! ومن أجله عرضت عليك هذه الآيات!
تأمّل الآيات الست جيِّدًا..
الآية الأولى عدد حروفها 84 حرفًا.
الآية الثانية عدد حروفها 85 حرفًا.
الآية الثالثة عدد حروفها 86 حرفًا.
الآية الرابعة عدد حروفها 87 حرفًا.
الآية الخامسة عدد حروفها 88 حرفًا.
الآية السادسة عدد حروفها 89 حرفًا.
فتأمّل هذه المتوالية الحسابية العجيبة!
تأمّل عدد حروف الآيات: 84 – 85 – 86 – 87 – 88 - 89
تأمّل كيف جاءت هذه الأرقام الستة متسلسلة!
فهل كان مُحمَّد –صلى الله عليه وسلّم- يعتني بكل هذه التفاصيل لاختيار حروف القرآن وألفاظه؟!

مزيد من التأكيد.. تأمّل هذه الآيات الثلاث..

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} [المائدة]
{ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37)} [غافر]
{ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)} [فصّلت]

تكرّرت أحرف لفظ { وَجِيهًا } في كل آية من الآيات الثلاث 34 مرّة!
عدد النقاط على حروف كل آية من الآيات الثلاث 34 نقطة!
الآيات عددها 3 ومجموع حروفها 243، وهذا العدد = 3 × 3 × 3 × 3 × 3
مجموع كلمات الآيات الثلاث 54، وهذا العدد = 3 × 3 × 3 + 3 × 3 × 3
الآيات عددها 3 ومجموع أرقامها 137، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه رقم 33
فتأمّل هذه الهندسة الرقمية القرآنية العجيبة!

مزيد من التأكيد.. تأمّل ثلاث آيات أخرى..

{ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12)} [الأنعام]
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70)} [الأنفال]
{ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80)} [التوبة]

تكرّرت أحرف لفظ { وَجِيهًا } في كل آية من الآيات الثلاث 34 مرّة!
عدد كلمات كل آية من الآيات الثلاث 25 كلمة.
الآيات عددها 3 ومجموع حروفها 297، وهذا العدد = 33 × 3 × 3
الآيات عددها 3 ومجموع حروفها المنقوطة 99 حرفًا، وهذا العدد = 33 × 3
الآيات عددها 3 ومجموع حروفها غير المنقوطة 198 حرفًا، وهذا العدد = 33 × 3 + 33 × 3
الآيات عددها 3 ومجموع أرقامها 162، وهذا العدد = 3 × 3 × 3 × 3 + 3 × 3 × 3 × 3
الآية الأولى جاءت في السورة رقم 6، وهذا العدد = 3 + 3
الآية الأخيرة جاءت في السورة رقم 9، وهذا العدد = 3 × 3
تأمّل هذه الهندسة الرقمية القرآنية الباهرة!
فهل ترى أمامك الآن غير الرقم 3 في جميع الخانات!

مزيد من التأكيد.. تأمّل هذه الآيات الثلاث من سورة آل عمران نفسها..

{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
{ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)}
{ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)}

تكرّرت أحرف لفظ { وَجِيهًا } في كل آية من الآيات الثلاث 34 مرّة!
العجيب أن مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث 102، وهذا العدد = 34 × 3
ولا تنسَ أن 3 هو عدد الآيات وهو أيضًا ترتيب سورة آل عمران في المصحف!
روابط رقمية قرآنية مذهلة!
بل هناك ما هو أعجب من ذلك كلّه!
تأمّل هذه الآيات الثلاث نفسها..
مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث 59 كلمة!
احتفظ بهذا العدد وتأمّل..
أحرف اسم { عِيسَى } تكرّرت في هذه الآيات الثلاث 31 مرّة، وهذا العدد أوّليّ!
أحرف لفظ { ابْن } تكرّرت في هذه الآيات الثلاث 73 مرّة، وهذا العدد أوّليّ!
أحرف اسم { مَرْيَم } تكرّرت في هذه الآيات الثلاث 73 مرّة، وهذا العدد أوّليّ!
ومعلوم أن الأعداد الأوّليّة لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم واحد فقط!
حروف لفظ (عيسى ابن مريم) تكرّرت في الآيات الثلاث 177 مرّة، وهذا العدد = 59 × 3
تأمّل جيِّدًا العدد 59 يتجلّى من جديد مضروبًا في الرقم 3
الآن سوف أعرض عليك الآية رقم 59 في السورة رقم 3 وهي سورة آل عمران نفسها..

{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)}

سبحان الله! تدبّر الآية جيِّدًا فهي تبيّن حقيقة عيسى -عليه السلام-!
تأمّل هذا النسيج الرقمي القرآني المذهل!
تأمّل كيف تؤكد الأرقام بأن عيسى –عليه السلام- هو ابن مريم وليس ابن الله كما يزعم النصارى!
انتبه إلى أن هذه الآية جاءت في سورة آل عمران..
الآن انتقل إلى السورة التالية لها مباشرة وهي سورة النساء وتأمّل..

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)}

وكما هو واضح أمامك فإن الآية رقمها 59
الآن تأمّل كيف تكرّرت أحرف لفظ { وَجِيهًا } في هذه الآية..
تكرّرت أحرف لفظ { وَجِيهًا } في الآية 59 مرّة!
ما رأيك في هذه الحقيقة الرقمية المذهلة؟!

مزيد من التأكيد..
هذه هي أوّل آية يرد فيها لفظ { الْقُرْآن } في القرآن الكريم..

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)} [البقرة]

تكرّرت أحرف لفظ { وَجِيهًا } في الآية 59 مرّة!
وهذه الحقيقة الرقمية الدامغة ما رأيك فيها؟!

مزيد من التأكيد.. تأمّل هذه الآيات الثلاث..

{ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)} [البقرة]
{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)} [الأعراف]
{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85)} [الأعراف]

تكرّرت أحرف لفظ { وَجِيهًا } في كل آية من الآيات الثلاث 59 مرّة!
العجيب أن مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث 114 كلمة!
114 هو عدد سور القرآن!
والأعجب منه أن مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث 343، وهذا العدد = 7 × 7 × 7
تأمّل الرقم 7 مضروبًا في نفسه 3 مرّات!
انتقل الآن إلى الآية رقم 59 من سورة آل عمران..

{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)}

تأمّل ماذا تقول الآية: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } وعدد كلمات هذا النص = 7
اسم { آدَم } في هذه الآية هو الكلمة رقم 1003 من بداية سورة آل عمران، وهذا العدد = 59 × 17
59 هو رقم الآية نفسها وهو عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 17
17 هو عدد حروف اسم { الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ }!
17 عدد أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 7
اسم { عِيسَى } في هذه الآية هو التكرار رقم 7 لاسم { عِيسَى } من بداية المصحف!
اسم { آدَم } في هذه الآية هو التكرار رقم 7 لاسم { آدَم } من بداية المصحف!
الآيات التي ورد فيها اسم { عِيسَى } أو اسم { آدَم } أو الاثنين معًا عددها 49 آية، ويساوي 7 × 7
الآية السابقة لهذه الآية عدد كلماتها 7 كلمات..

{ ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)}
والآية التالية لها عدد كلماتها 7 كلمات أيضًا..

{ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60)}

الآن تأمّل الآيات الثلاث مجتمعة..

{ ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60)}

تأمّل كيف تبدأ الآية الثالثة: { الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ }..
حرف القاف تكرّر في الآيات الثلاث 3 مرّات.
تكرّرت أحرف لفظ { الْحَقّ } في كل آية من الآيات الثلاث 34 مرّة!
وهكذا عدنا إلى العدد 34 نفسه من طريق آخر!

يتبع القسم الثالث
 
تصادم الأناجيل

إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
القسم الثالث



مزيد من التأكيد.. لقد ورد اسم { عِيسَى } في سورة آل عمران 5 مرّات في 5 آيات..

{ إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)}
{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)}
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)}
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)}
{ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84)}

مجموع أرقام هذه الآيات الخمس 295، وهذا العدد = 59 × 5
وهكذا عدنا إلى العدد 59 من طريق آخر!
وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 17، وهذا العدد أوّليّ أيضًا ترتيبه رقم 7
إن حروف هذه الآيات الخمس تتكرّر بشكل عجيب ومدهش!
سوف أقدّم لك مثالًا على ذلك، فتأمّل بشارة الملائكة لمريم العذراء في الآية الأولى:

{ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ }!

ومن هنا نستنتج أن الاسم الكامل لعيسى -عليه السلام- هو: { الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ }!

تأمّل الأعجب..
تأمّل من جديد الآية التي افتتحنا بها هذا المشهد القرآني العجيب..

{ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)} [آل عمران]

لفظ { وَجِيهًا } في هذه الآية هو الكلمة رقم 787 من بداية سورة آل عمران!
والعدد 787 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 138، ويساوي 69 × 2
تأمّل جيِّدًا العدد 69 مضروبًا في الرقم 2 فماذا يعني لك ذلك؟!
لفظ { وَجِيهًا } لم يرد في القرآن إلّا مرّتين اثنتين فقط في هذه الآية وفي خاتمة الآية رقم 69 من سورة الأحزاب..

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)} [الأحزاب]

انتبه جيِّدًا إلى هذه الحقيقة.. لفظ { وَجِيهًا } ورد في القرآن مرّتين اثنتين..
جاء للمرّة الأولى في الآية رقم 45 من سورة آل عمران..
وجاء للمرّة الثانية في الآية رقم 69 من سورة الأحزاب..
وبذلك يمكنك أن تلاحظ بسهولة أن مجموع رقمي الآيتين = 114
وهذا هو عدد سور القرآن!

تأمّل الآية جيِّدًا..

{ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)} [آل عمران]

حرف الميم في لقب { الْمَسِيحُ } يقسّم الآية نصفين متساويين تمامًا 45 حرفًا قبله، و45 حرفًا بعده!
ولكن لماذا حرف الميم دون غيره من الحروف؟! هل لأن اسم أمّه يبدأ بحرف الميم، وينتهي بحرف الميم؟!
بل السبب غير ذلك؟ حرف الميم هو الحرف الوحيد الذي تكرّر في الآية 11 مرّة!
11 هو تكرار لقب { الْمَسِيح } في القرآن!

والآن هذه هي جميع الآيات التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } :

{ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)} [آل عمران]
{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)} [النساء]
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)} [النساء]
{ لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172)} [النساء]
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)} [المائدة]
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)} [المائدة]
{ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)} [المائدة]
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)} [التوبة]
{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)} [التوبة]

هذه جميع الآيات التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح }، ولا يوجد غيرها في القرآن.
عدد حروف كل آية من هذه الآيات لا يمكن له أن يزيد حرفًا واحدًا ولا ينقص!
بل إن كل حركة وكل نقطة على أي حرف من حروف هذه الآيات محسوب بميزان!
لا تتعجَّل على الحكم، ودعني أعرض عليك بعض النماذج العامة أوّلًا، فتأمّل:
مجموع النقاط على هذه الآيات التسع = 491 نقطة!
وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 94
فإلى ماذا تشير هذه الحقائق؟ إليك الإجابة العجيبة..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لقب { الْمَسِيح } = 94
تأمّل هذا النظم الرقمي القرآني العجيب وعلى مستوى النقطة!
ورد لقب { الْمَسِيح } في القرآن 11 مرّة في 9 آيات مجموع حروفها 1125 حرفًا، وهذا العدد = 25 × 45
25 هو تكرار اسم { عِيسَى } في القرآن!
45 هو رقم أوّل آية يرد فيها لقب { الْمَسِيح } في القرآن!
تأمّل يا رعاك اللَّه هذه الهندسة الرقمية الرائعة لحروف القرآن!
وتأمّل عدد المعطيات الرقميّة التي يحشدها القرآن العجيب للمشهد الواحد!
وتأمّل كيف يوظّف القرآن العظيم هذه المعطيات جميعها في آن واحد!
ورد لقب { الْمَسِيح } في أربع سور فقط من سور القرآن هي:

لسورةآياتهاكلماتهااسم { اللَّه }
آل عمران2003499210
النساء1763762229
المائدة1202837148
التوبة1292505169
المجموع62512603756

تأمّل مجموع آيات السور الأربع 625 آية، وهذا العدد = 25 × 25
25 هو تكرار اسم { عِيسَى } في القرآن!
تأمّل عجائب الأرقام! نحن نتحدّث عن لقبه المسيح فدلتنا الأرقام على اسمه!
فهل تعتقد أن العدد 25 تجلّى هنا بهذه الطريقة المحكمة من غير تدبير مقصود؟!
تأمّل مجموع ترتيب السور الأربع 21.. لماذا لم يأت أي عدد آخر غيره؟
لأنك إذا جمعت ترتيب السور الأربع إلى مجموع آياتها يكون الناتج 646، وهذا العدد = 19 × 34
19 هو ترتيب سورة مريم في المصحف!
34 هو تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن الكريم!

إذا كان يمكن لبعضهم أن يدّعي الجهل بمدلول هذا العدد فتأمّل مجموع كلمات هذه السور!
مجموع كلمات هذه السور الأربع 12603 كلمات!
تكرّر اسم { اللَّه } في هذه السور الأربع 756 مرّة!
فماذا يحدث إذا استبعدنا تكرار اسم { اللَّه } من مجموع كلمات هذه السور؟
الآن سوف نستبعد اسم { اللَّه } من هذه السور الأربع لنرى كيف تتفاعل الأرقام!
مجموع كلمات هذه السور الأربع من دون اسم { اللَّه } 11847 كلمة، وهذا العدد = 33 × 359
33 هو عمر المسيح عيسى -عليه السلام- قبل أن يرفعه اللَّه إليه!
إلى ماذا يشير العدد 359 هنا؟
هذا العدد أوّليّ لا يقبل القسمة إلا على نفسه أو على الرقم واحد، ولذلك لا يمكن تحليله لأكثر من ذلك!
ولكن دعنا ننتقل إلى الآية التي ترتيبها رقم 359 من بداية المصحف:

{ هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)} [آل عمران]

هذه هي الآية التي ترتيبها رقم 359 من بداية المصحف!
وكما ترى، فإن الآية رقمها 66، وهذا العدد = 33 + 33
وهذا تأكيد آخر على العدد 33
النصارى يزعمون أن المسيح عيسى -عليه السلام- قُتل وصُلب وعمره 33 عامًا!
المسلمون يؤمنون بأن اللَّه عزّ وجلّ رفع إليه المسيح عيسى -عليه السلام- وعمره 33 عامًا!
إذًا في الحالتين، فإن العدد 33 متفق عليه ولا جدال حوله!
والآن ما هو تفسير النصارى لتجليات العدد 33 هنا لأكثر من مرّة؟!
تأمّل الآية نفسها وأمعن النظر فيها:

{ هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)} [آل عمران]

هذه الآية التي أمامك عدد حروفها 75 حرفًا، وهذا العدد = 25 × 3
25 هو تكرار اسم {عِيسَى } في القرآن!
3 هو ترتيب سورة آل عمران حيث وردت هذه الآية!
هذه الآية عدد كلماتها 19 كلمة، وهذا هو ترتيب سورة مريم في المصحف!
أوّل كلمة في هذه الآية ترتيبها من بداية سورة آل عمران رقم 1113، وهذا العدد = 21 × 53
21 هو عدد الحروف الهجائية التي تضمنتها سورة الفاتحة، وهي أولى سور القرآن!
53 هو مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّه } في سورة الفاتحة نفسها!

25 خطوة في كل اتجاه..

{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوا إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)}

من أوّل كلمة في الآية الأخيرة سوف نخطو 25 كلمة إلى الوراء!
ومن أوّل كلمة في الآية الأولى سوف نخطو 25 كلمة إلى الأمام!
في الحالتين، فإن الكلمة التي سوف نحطّ الرحال عندها هي كلمة { دُونِ } في الآية الأولى.

تأمّل وتعجّب:
إذا حسبت من بداية الآية الأولى إلى الأمام، فإن الكلمة رقم 25 هي كلمة { دُونِ }!
وإذا حسبت من بداية الآية الأخيرة إلى الخلف، فإن الكلمة رقم 25 هي كلمة { دُونِ }!
لا بدّ من أن يكون لهذه الكلمة إذًا شأن آخر! تدري ما هو؟
قبل أن أجيب عن هذا السؤال دعنا نضع الكلمة مع جارتيها لنرى: مِنْ دُونِ اللَّهِ!
يا ترى ما هو ترتيب هذه الكلمة من بداية سورة آل عمران؟
هذه الكلمة العجيبة التي اتخذت الترتيب رقم 25 في الاتجاهين!
هذه الكلمة { دُونِ } ترتيبها من بداية السورة رقم 1089، وهذا العدد = 33 × 33
أرأيت! كيف تخاطب الأرقام النصارى بلغة واضحة صريحة لا لبس فيها!
25 هو تكرار اسم { عِيسَى } في القرآن!
33 هو عمر المسيح عيسى -عليه السلام- عندما رفعه اللَّه عزّ وجلّ إليه!
ليت النصارى يصغون إلى هذه الأرقام، وهي تتحدّث إليهم!
وليتهم ينتبهون إلى مضمون الآية، وهي تخاطبهم لفظًا ورقمًا:

{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)}
أرأيت لماذا اتخذت كلمة { دُونِ } ترتيب الكلمة رقم 33 × 33 من بداية السورة!
لأن النصارى هم المعنيون بهذه الآية وهم الذين يتخذون أربابًا من { دُونِ } اللَّه!
الحرف رقم 25 في قائمة الحروف الهجائية هو حرف النون، وهذا الحرف تكرّر في الآية 11 مرّة!
25 هو تكرار اسم { عِيسَى } في القرآن!
11 هو تكرار لقب { الْمَسِيح } في القرآن!

قف وتأمّل..
ورد لقب { الْمَسِيح } مرة واحدة في جميع الآيات التي ورد بها باستثناء آيتين.
في هاتين الآيتين من سورة المائدة يرد لقب { الْمَسِيح } في كل منهما مرتين اثنتين:

{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)}

تكرّرت أحرف { الْمَسِيح } في الآيتين 165 مرّة، وهذا العدد = 33 × 5
33 هو عمر المسيح عندما رفعه اللَّه عزّ وجلّ إليه!
5 هو ترتيب سورة المائدة حيث وردت هاتان الآيتان!
مع الانتباه إلى أن لقب { الْمَسِيح } ورد في سورة المائدة 5 مرّات!

فتأمّل..
تكرّرت أحرف اسم { مَرْيَم } الثلاث في الآيات التسع التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } 225 مرّة، وهذا العدد = 9 × 25
9 هو عدد الآيات التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } نفسها!
25 هو تكرار اسم { عِيسَى } في القرآن!

وتأمّل..
تكرّرت أحرف اسم { عِيسَى } في الآيات التسع التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } 139 مرّة! عجيب!
هذا العدد الذي يمثل مجموع تكرار أحرف اسم { عِيسَى } في الآيات التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } يفصح عن حقيقتين في غاية الأهميَّة!
الحقيقة الأولى أن العدد 139 هو في حقيقته 114 + 25
أما الحقيقة الثانية فهي أن العدد 139 أوّليّ، ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 34
لاحظ كيف تتحدّث الآيات عن المسيح بينما تتحدّث الأرقام عن عيسى!
ومعلوم أن اسم { عِيسَى } ورد ذكره في القرآن 25 مرّة!
ومعلوم أن اسم { مَرْيَم } ورد ذكره في القرآن 34 مرّة!

كيف وقد نزل منجّمًا؟!!
لا يعقل أن يكون النبي مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- قد أحصى عدد الآيات التي ورد فيها اسم { عِيسَى } -عليه السلام- وأحصى مواقع تلك الآيات على امتداد القرآن كلّه، وجاء بعد ذلك، وأحصى حروف القرآن الكريم حرفًا حرفًا، ونظم كل هذه الحروف بحسب مواقعها بدقَّة وبحسب مجموع تكرارها حتى توافق نظامًا عدديًّا موحّدًا يقوم على الرقم سبعة؟ وكيف يكون ذلك والقرآن نزل منجمًا في 23 عامًا ولم ينزل جملة واحدة؟!
بل أبسط من ذلك كلّه! لماذا اهتم مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- بأمر عيسى -عليه السلام- يمجّده ويدفع عنه التهم والأكاذيب التي أحيكت ضده؟! ولماذا اهتمّ بأمر أمِّه مريم -عليها السلام- يمجِّدها ويبرئها ويدفع عنها كل باطل؟!
فأين تذهبون بفكركم، وأين تذهب عقولكم؟ عودوا إلى رشدكم ولا تذهبوا بعيدًا..
هذا القرآن هو كلام اللَّه عزّ وجلّ ربّ مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- وربّ عيسى -عليه السلام-. وما مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- إلَّا رسول بلّغ ما طُلب منه أن يبلّغه وقال ما طُلب منه قوله، من دون أن يبدّل أو يغيّر أو يزيد أو ينقص حرفًا واحدًا.
وهذا هو القرآن يطرح عليكم القضية برمّتها..

{ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)} [التكوير]

والآن لكم الخيار.. { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ }!!

العودة إلى المسيح.. نعود إلى الآيات التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } -عليه السلام-. ودعني أنتقل بك إلى دائرة أكبر!
الاسم معرَّف { الْإسْلَام } يتألّف من أربعة أحرف (ا س ل م)!
الاسم مجرَّد { إسْلَام } يتألّف من الأحرف الأربعة نفسها (ا س ل م)!
الفعل { أسْلَمَ } يتألّف من الأحرف الأربعة نفسها (ا س ل م)!
ماذا تلاحظ في هذه الأحرف الأربعة؟!
هذه الأحرف الأربعة يستوعبها لقب التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } جميعها فهي جزء منه!
بل سوف تكون الصورة أكثر وضوحًا عند النظر إليها من هذه الزاوية، فتأمّل:
تكرّرت أحرف لفظ { الْإسْلَام } الأربع في الآيات التسع لقب التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } 491 مرّة!
العجيب أن مجموع النقاط على آيات المسيح التسع 491 نقطة!
ولكن لماذا هذا العدد مدهش وعجيب؟!
هذا العدد 491 أوّليّ، وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 94
وقد رأيت قبل قليل أن مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لقب { الْمَسِيح } = 94
أحرف الإسلام هي جزء من أحرف لقب { الْمَسِيح } فماذا يحدث إذا عزلنا عنه هذه الأحرف؟!
يتبقى لنا حرفان هما الحاء والياء، ومجموع ترتيبهما في قائمة الحروف الهجائية = 34
والأعجب منه تكرار هذين الحرفين في الآيات التسع التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح }، فتأمّل:
حرف الحاء تكرّر في آالآيات التسع التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } 20 مرّة.
حرف الياء تكرّر في الآيات التسع التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } 82 مرّة.
مجموع تكرار الحرفين في الآيات التسع التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } هو 102، وهذا العدد = 34 × 3
وفي جميع الحالات، فإن 34 هو تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن!
إن المسيح ليس إلهًا وليس ابن اللَّه، كما يزعم النصارى، وإنما هو ابن مريم!
وهذا ما تقوله لنا الأرقام بوضوح!!

ماذا يعني لك أن آخر آية يرد فيها لقب { الْمَسِيح } رقمها 31؟!
إذا فتحت المصحف يمكنك أن تتأكّد من ثلاث حقائق في غاية الأهميّة، وهي:
السورة التي ترتيبها رقم 31 في المصحف هي سورة لقمان، وهذه السورة عدد آياتها 34 آية!
والأعجب منه أن هذه السورة نفسها عدد كلماتها 550 كلمة، وهذا العدد = 25 × 11 × 2
لاحظ كيف جمع العدد 31 المسيح وعيسى وأمَّه!
34 هو تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن الكريم!
25 هو تكرار اسم { عِيسَى } في القرآن الكريم!
11 هو تكرار لقب { الْمَسِيح } في القرآن الكريم!
ولا تنسَ أن العدد 31 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 11

مهم جدًّا الانتباه إلى أن لقب { الْمَسِيح } يستوعب أحرف كلمة { الْإسْلَام } الأربعة!
وأهم من ذلك تأمّل الصيغة التي ورد فيها المسيح للمرّة الأخيرة في المصحف:

{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)} [التوبة]

ماذا ترى؟ لقد دخل على لقب { الْمَسِيح } حرف آخر هو حرف الواو { وَالْمَسِيحَ }!
وهكذا اكتملت الصورة تمامًا إذ إن أحرف { الْإسْلَام } + أحرف { الْوَحْي } هي نفسها أحرف { وَالْمَسِيح }!
وبما أن حرف الواو هو الحرف رقم 27 في قائمة الحروف الهجائية، فإن مجموع الترتيب الهجائي لأحرف { وَالْمَسِيح } هو 121، وهذا العدد يساوي 11 × 11
11 هو تكرار لقب { الْمَسِيح } في القرآن! خاتمة رائعة أليس كذلك!
ولا تنسَ أن الآية عدد كلماتها 23 كلمة، بما يماثل عدد أعوام الوحي!

تأمّل..
ورد لقب { الْمَسِيح } في القرآن الكريم 11 مرّة!
ورد في المرّة الأخيرة في الآية رقم 31، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 11
جاء المسيح في المرّة الأخيرة بصيغة { وَالْمَسِيحَ }، ومجموع الترتيب الهجائي لأحرفها = 11 × 11
بل إذا تأمّلت جيّدًا يمكنك أن تلاحظ أن لقب { الْمَسِيح } جاء في الموقع الأخير بعد 11 نقطة من بداية الآية!
أي إنك إذا أحصيت عدد نقاط الحروف السابقة لقب { الْمَسِيح } في الموضع الأخير، فسوف تجدها 11 نقطة!
بل وإذا أنعمت النظر أكثر فسوف تلاحظ أن حرف الياء، وهو الحرف الوحيد المنقوط في لقب { الْمَسِيح } ترتيبه رقم 11 بين الحروف المنقوطة من بداية الآية، وترتيبه رقم 11 بين الحروف المنقوطة من نهاية الآية أيضًا!

كيف.. وكيف!
هل كان مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- يعلم خصائص الأعداد الأوّليّة؟!
ولكن كيف وظَّفها في نظم حروف القرآن الكريم بهذه الطريقة المُحكمة؟
وهل كان يحصي عدد نقاط الحروف بهذه الدقَّة ليختار مواقعها؟
وهل كان يحصي الترتيب الهجائي للحروف ليختار ألفاظ القرآن؟
يا إلهي.. كيف فعل ذلك، ولم يكن للعرب أي إسهام في فهم سلوك الأعداد الأوّليّة؟!
وكيف فعل ذلك، ولم يكن القرآن منقوطًا ولا مشكولًا في عهده؟!
وكيف فعل ذلك، ولم يعرف العرب الترتيب الهجائي للحروف العربية إلا بعد وفاته؟!

هذه حقائق ماثلة بين يديك يمكنك أن تتأكَّد منها الآن:

{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)} [التوبة]

ولكن لماذا جاء عدد النقاط على حروف هذه الآية 28 نقطة تحديدًا!
هنا تتجلّى دقة النسيج الرقمي القرآني ومدى التعقيد والتشابك الذي يتسم به!
إذا تأمّلت الحرف الوحيد المنقوط في لقب { الْمَسِيح } هو حرف الياء!
وحرف الياء هو الحرف الأخير في قائمة الحروف الهجائية، وترتيبه رقم 28

يتبع القسم الرابع والأخير
 
تصادم الأناجيل

إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
القسم الرابع والأخير​



حقيقة المسيح.. قال تعالى:

{ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)} [المائدة]

تدبَّر هذه الآية جيّدًا فهي تبيِّن حقيقة المسيح!
إن المسيح عيسى ابن مريم رسول قد خلت من قبله الرسل!
فتأمّل كيف تفاعلت هذه الآية مع هذا المعنى، فجاء عدد كلماتها 25 كلمة بعدد الرسل الذين ذكرهم القرآن!
ولا تنسَ أن تنتبه إلى رقم الآية أيضًا 75، فهو يساوي 25 + 25 + 25
الآية تبدأ بكلمة من حرفين { مَا } مجموع ترتيبهما في قائمة الحروف الهجائية يساوي 25
ولا تنسَ أن الآية تنتهي بحرف النون، وهو الحرف رقم 25 في قائمة الحروف الهجائية!
الآية تقول إن المسيح هو واحد من سائر البشر كان يأكل الطعام!
ومعلوم ما يترتب على أكل الطعام من أمور أخرى يترفَّع القرآن العظيم عن ذكرها!

تأمّل هذه الحقائق:
تكرّرت أحرف لقب { الْمَسِيح } في الآيات التسع التي ورد فيها اللقب 593 مرّة.
تكرّرت أحرف اسم { عِيسَى } في الآيات التسع التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } 139 مرّة.
تكرّرت أحرف { مَرْيَم } في الآيات التسع التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } 225 مرّة.
مجموع هذه الأعداد الثلاث هو 957، وهذا العدد = 33 × 29

آيات متميّزة..
من جملة الآيات التي ورد فيها لقب { الْمَسِيح } هناك 4 آيات متميزة، فتأمّل:

{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)} [المائدة]
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)} [المائدة]
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)} [التوبة]
{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)} [التوبة]

فماذا يميِّز هذه الآيات الأربع عن غيرها؟
لقد جاء لقب { الْمَسِيح } في ترتيب الكلمة رقم 8 في كل آية من الآيات الأربع!
ماذا تتوقَّع أن يكون مجموع كلمات هذه الآيات؟
مجموع كلماتها 122 كلمة، وهذا العدد يساوي 114 + 8
وماذا تتوقَّع أن يكون مجموع أرقام هذه الآيات؟
مجموع أرقامها 150، وهذا العدد يساوي 25 × 6
25 هو عدد تكرار اسم { عِيسَى } في القرآن الكريم!
6 هو عدد تكرار لقب { الْمَسِيح } في هذه الآيات الأربع!

بل هناك ما هو أعجب من ذلك!
لقد جاء لقب { الْمَسِيح } في الآيتين الأولى والثانية بعد 24 حرفًا، وهذا العدد = 8 × 3
في الآية الثالثة جاء لقب { الْمَسِيح } بعد 34 حرفًا!! لماذا؟
لتعرف لماذا جاء لقب { الْمَسِيح } بعد 34 حرفًا تحديدًا تأمّل معنى الآية جيّدًا:

{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)} [التوبة]

في هذه الآية أحد افتراءات النصارى: { وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ }!
وهنا يأتي دور الأرقام لتردّ على هذا الافتراء، وتقول لهم (إنما المسيح ابن مريم)!
ولذلك جاء لقب { الْمَسِيح } بعد 34 حرفًا تحديدًا، بعدد تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن الكريم!!

في الآية الرابعة جاء لقب { الْمَسِيح } بعد 36 حرفًا!! لماذا؟
لأن لقب { الْمَسِيح } تكرّر في القرآن الكريم 11 مرّة، بينما تكرّر اسم { عِيسَى } 25 مرّة، ومجموع العددين 36
الحروف التي جاءت قبل لقب { الْمَسِيح } في الآيات الأربع عددها 118 حرفًا، وهذا العدد = 114 + 4

يمكنك أن تلقي نظرة أخيرة على آخر آية يرد فيها لقب { الْمَسِيح }:

{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)} [التوبة]

لقب { الْمَسِيح } في هذه الآية هو الكلمة رقم 550 من بداية سورة التوبة، وهذا العدد = 25 × 11 × 2
اسم { مَرْيَم } في هذه الآية هو الكلمة رقم 575 من بداية سورة التوبة، وهذا العدد = 25 × 23
عدد كلمات الآية 23 كلمة، واسم "مريم" جاء بعد 46 حرفًا من بداية الآية، وهذا العدد = 23 + 23

لقد جاء لقب { الْمَسِيح } للمرّة الأخيرة في المصحف في آيتين من آيات سورة التوبة!
الآيات التي جاء فيها ذكر لقب { الْمَسِيح } عددها 9 آيات، وسورة التوبة ترتيبها في المصحف رقم 9
عدد كلمات الآية الأولى 23 كلمة، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّلية رقم 9
عدد كلمات الآية الثانية 23 كلمة، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّلية رقم 9

مجموع أرقام الآيتين 61.. فهل تعلم إلى ماذا يشير هذا العدد؟
قبل أن أجيب عن هذا السؤال دعني أعرض عليك هذه الحقيقة:
عدد كلمات الآية الأولى 23 كلمة، وعدد كلمات الآية الثانية 23 كلمة، وعدد الحروف الهجائية التي وردت في الآيتين 23 حرفًا، وهذا يعني أن هناك 5 أحرف لم يرد أيّ منها في أيّ من الآيتين. وهذه الأحرف الخمسة هي: ث ج ط ظ غ ولاحظ ترتيبها الهجائي:

الحرفترتيبه الهجائي
ث4
ج5
ط16
ظ17
غ19
المجموع61

إذًا مجموع الترتيب الهجائي للأحرف التي لم يرد أيّ منها في أيّ من الآيتين = 61
وها هو العدد 61 يتجلَّى للمرّة الثانية!
إنه ترتيب سورة الصف، حيث يأتي ذكر اسم { عِيسَى } للمرّة الأخيرة في المصحف، ويرد مرّتين أيضًا!

{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}

الآن اكتملت الصورة! تأمّل هذه اللوحة القرآنية الرائعة:
ورد لقب { الْمَسِيح } آخر مرّة في المصحف في سورة التوبة، وجاء في آيتين مجموع كلماتهما = 46 كلمة!
ورد اسم { عِيسَى } آخر مرّة في المصحف في سورة الصف، وجاء في آيتين مجموع كلماتهما = 68 كلمة!
مجموع كلمات الآيات الأربع = 114 عدد سور القرآن!
بل إذا نظرت في التفاصيل تجد أن عدد كلمات أيّ من آيتي سورة التوبة 23 كلمة!
بما يماثل عدد أعوام الوحي!
ومجموع كلمات آيتي سورة الصف 68 كلمة، بما يعادل مجموع تكرار لفظ { قُرْآن } في القرآن!
والآن تأمّل! ألا يبهرك هذا النظم القرآني الدقيق؟!
فمن يا ترى يستطيع أن يبني مثل هذا النظام البديع غير البديع سبحانه وتعالى؟!
-----------------------------------
أهم المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم؛ مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم.

ثانيًا: الكتاب المقدّس:
• الكتاب المقدّس- نسخة الملك جيمس؛ الطبعة الأولى، بيروت: دار المشرق، 2015.
• الكتاب المقدّس- الترجمة اليسوعية؛ بيروت: دار المشرق، 1988.
• الكتاب المقدّس؛ دار الكتاب المقدّس- مصر، الإصدار السادس، 2008.

ثالثًا: المصادر العامة:
اسليماني، حفيظ (2015)؛ الأناجيل الأربعة.. دراسة نقدية؛ دمشق: صفحات للدراسات والنشر.
الهندي، رحمة الله بن خليل الرحمن (2009)؛ إظهار الحق؛ الجزآن 1، 2؛ بيروت: المكتبة العلمية.
ديدات، أحمد (2009)؛ الاختيار بين الإسلام والنصرانية؛ الجزء الأوّل؛ الرياض: العبيكان للنشر.
ديدات، أحمد (2009)؛ الاختيار بين الإسلام والنصرانية؛ الجزء الثاني؛ الرياض: العبيكان للنشر.
عتريسي، جعفر حسن (2008)؛ التوراة والإنجيل والقرآن؛ بيروت: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع.
معدِّي، الحسيني الحسيني (2010)؛ الإنجيل قادني إلى الإسلام؛ حلب: دار الكتاب العربي.

انتهى القسم الرابع والأخير

بتصرف بسيط جداّ عن موقع طريق القرآن
 
عودة
أعلى