مفاتيح { الْغَار }
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
من عجائب القرآن ذلك التوافق الرقمي العجيب..
بين رقم الآية وموضوعها.. وبين ترتيب الكلمة ومعناها..
بين تكرار الحرف وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية..
إنها لغة الأرقام في القرآن تنطق وتفسر وتؤكد المعنى وتربط العلاقات وتحللها.
في هذا المشهد سنستمع إليها وهي تنطق بالمكي والمدني من سور القرآن..
ففي لحظة تاريخية فارقة، والنبي -صلى الله عليه وسلّم- وصاحبه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على مشارف غار ثور، يتوقّف ويلتفت بوجهه الشريف وقلبه الطاهر إلى مكَّة المكرّمة ليخاطبها، حيث يروي لنا ذلك ابن عباس -رضي الله عنهما-: لما خرج رسول اللَّه -صلّى الله عليه وسلّم- من مكَّة إلى الغار في جبل (ثور) التفت إلى مكَّة وقال:
( أنت أحب بلاد اللَّه إلى اللَّه، وأحب بلاد اللَّه إليَّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت)،
بينما وقفت الأرقام بدورها لتوثِّق لنا هذه اللّحظة التاريخية الحاسمة المشحونة بالشجن.
سوف أنتقل بك الآن إلى هناك.. إلى جبال مكَّة المكرمة..
ونحن الآن على مشارف غار ثور.. فتأمّل معي هذه الآية من سورة مُحمَّد:
{ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)}
نزلت هذه الآية والنبي -صلى الله عليه وسلّم- وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على مشارف غار ثور في طريق هجرتهما من مكَّة إلى المدينة، وكان ذلك في العام 13 من بداية نزول الوحي!
تأمّل رقم الآية جيِّدًا إنه العدد 13 نفسه أليس كذلك؟!
مدة نزول الوحي 23 عامًا انقسمت إلى فترتين 13 عامًا في مكة، و10 أعوام في المدينة.
وبذلك انقسمت سور القرآن بدورها إلى مجموعتين 86 سورة مكّيَّة، و28 سورة مدنية!
انتبه جيّدًا.. سوف أعرض عليك بعد قليل حقيقة في غاية الأهميّة!
{ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)} [محمد]
هذه الآية من آخر ما نزل من الآيات المكيَّة، ولذلك جاء رقمها 13 بعدد أعوام الوحي في مكَّة!
الآن سوف نتأمّل معًا ترتيب هذه الآية نفسها من بداية المصحف فماذا تتوقع؟!
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 4558، وهذا العدد = 86 × 53
86 هو عدد السور المكيَّة!
53 هو عدد أعوام عمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وهو في طريقه إلى المدينة حينما نزلت عليه هذه الآية!
انظر إلى العدد 86 نظرة أخرى فهو يساوي 23 + 63
عدد أعوام الوحي + عدد أعوام عمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-!
مشهد رقمي رائع.. تأمّل كيف تصوِّر الأرقام هذا المشهد الرائع!
وتأمّل كيف جاء رقم الآية من بداية السورة ليشير إلى عدد أعوام الوحي في مكَّة!
وكيف جاء ترتيب الآية من بداية المصحف ليشير إلى عدد السور المكيَّة والعمر الذي قضاه -صلّى الله عليه وسلّم- في مكَّة!
وتأمّل كيف جاء عدد السور المكّيَّة، ليشير إلى عدد أعوام الوحي وعدد أعوام عمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-!
تأمّل والنبي -صلى الله عليه وسلّم- يقف على مشارف غار ثور وفي تلك اللحظة تنزل هذه الآية وهي من آخر آيات القرآن المكِّي!
وفي تلك اللحظة يكون عدد السور المكّيَّة قد اكتمل 86 سورة!
وفي تلك اللحظة تكون فترة الدعوة في مكَّة قد اكتملت 13 عامًا!
وفي تلك اللحظة يكون عمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- 53 عامًا!
كل هذه المعطيات تستوعبها الآية مجتمعة!
فيأتي رقمها 13 وترتيبها من بداية المصحف 4558، وهذا العدد = 86 × 53
لو تقدّمت هذه الآية أو تأخّرت خطوة واحدة عن موقعها الذي هي عليه لانهار كل هذا النّظم العجيب الذي رأينا جانبًا من ملامحه!
إن كل آية من آيات القرآن وكل سورة من سوره موضوعة بميزان وفي موقع محدّد لا تتقدّم عنه ولا تتأخر؟!
الآن ما هو رأي الذين يتوهّمون بأن ترتيب سور القرآن تمّ باجتهاد من الصحابة -رضوان اللَّه عليهم-؟
هل ما زالوا متمسّكين برأيهم هذا؟!
وهل ما زالوا يأخذون بهذا الرأي الذي قال به بعضهم في زمن لم يكن فيه ممكنًا التعرّف إلى دقة هذا النظام الرقمي المحكم؟!
وأي اجتهاد بشري مع عجائب هذا النظم الرقمي؟!
هذا النظم الذي يثبت بالحجَّة الدامغة والدليل القاطع بأن كل حرف، وكل كلمة وآية في القرآن إنما هي بميزان الوحي وليس باجتهاد أحد!
بل الأمر أعجب من ذلك!
تأمّل لفظ { الْغَار }..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ { الْغَار } مع الألف المكرر= 54
54 هو عدد حروف الآية نفسها..
{ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)} [محمد]
نعم.. هناك حرف مكرّر في لفظ { الْغَار } وهو حرف الألف..
فماذا يحدث إذا أسقطنا هذا الحرف؟
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ { الْغَار } من دون تكرار = 53
53 هو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- عندما لجأ إلى الغار!
سبحان الله.. تأمّل كيف تنطق الأرقام!
إلى داخل الغار..
تأمّل أين جاء لفظ { الْغَار } في القرآن..
هذه الآية من سورة التوبة هي الآية الوحيدة التي ورد فيها لفظ { الْغَار } في القرآن..
{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)}
من بداية الآية حتى لفظ { الْغَار } هناك 53 حرفًا..
وهذا يعني أن أوّل أحرف لفظ { الْغَار } هو الحرف رقم 54 من بداية الآية!
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف { الْغَار } مع تكرار حرف الألف = 54
ومجموع الترتيب الهجائي لأحرف { الْغَار } من دون تكرار حرف الألف = 53
تأمّل كيف يأتي النظم القرآني منضبطًا على مستوى الحرف وموقعه داخل الآية والكلمة، وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية!
اختلاف الرسم..
{ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)} [محمد]
إن النظم الرقمي القرآني معجز من أي زاوية تنظر منها إليه..
فالذين يتّبعون الرسم العثماني في عدّ حروف الآيات سيلاحظون أن عدد حروف هذه الآية ينقص حرفًا واحدًا وتحديدًا في كلمة { أَهْلَكْنَاهُمْ – أَهلَكنَٰهُم }، وبذلك يكون عدد حروف الآية 53 حرفًا!
كل حرف من حروف الآية يعادل عامًا من أعوام عمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- التي قضاها في مكَّة!
وتذكر دائمًا أن هذه الآية من آخر ما نزل من الآيات المكّيَّة!
وقد نزلت هذه الآية، والنبي -صلّى الله عليه وسلّم- لا يزال في ضواحي مكَّة خارجًا منها!
أرقام مرنة.. عدد حروف الآية 54 حرفًا بحسب قواعد الإملاء الحديثة!
وترتيب الآية من بداية المصحف 4558، وهذا العدد = 86 × 54 – 86
عدد السور المكّيَّة × عدد حروف الآية بحسب قواعد الإملاء الحديثة – عدد السور المكّيَّة!
تأمّل مرونة الأرقام القرآنية!
إنها تستوعب كل الوجوه في آن واحد! كل مشهد من المشاهد أروع من الآخر!
وعلامة السالب في النمط الثاني (- 86) لها مدلول مهم جدًّا في هذا الموقف تحديدًا!
والنبي -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحبه على مشارف غار ثور، وكأن الأرقام تقول: لقد انقضى من نزول سور القرآن 86 سورة، وبهذه الآية سوف يُسدل الستار على السور المكّيَّة، ولذلك جاءت علامة السالب لتصوّر هذا المشهد!
الآن ما هو رأي المكذبين بهذا القرآن؟ هل ما زالوا متمسّكين برأيهم؟!
تابع معنا لمزيد من الأدلة والبراهين القطعية!
من سورة الفاتحة إلى سورة الناس..
سورة الفاتحة من السور المكِّيَّة وعدد آياتها 7 آيات، وهي أوّل سورة في ترتيب المصحف.
سورة الناس من السور المكّيَّة أيضًا، وعدد آياتها 6 آيات، وهي آخر سورة في ترتيب المصحف.
مجموع آيات السورتين = 13 آية، ومدة الوحي في مكة 13 عامًا!
تأمّل..
سورة الفاتحة هي أوّل سورة في ترتيب المصحف، وعدد حروفها 143 حرفًا.
وسورة الناس هي آخر سورة في ترتيب المصحف، وعدد حروفها 80 حرفًا.
الفرق بين عدد حروف السورتين = 63
وهذا هو عدد أعوام عمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-!
سبحانك ربي! أم يقولون افتراه!
تأمّل.. إليك آية الغار من جديد..
{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)} [التوبة]
هذه الآية تتحدَّث عن شخصين أجمع عليهما علماء السيرة والتفسير! فمن هما؟
مُحمَّد رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلّم- وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.
انطلق من هذه الحقيقة وتأمَّل..
تكرَّرت أحرف { مُحمَّد رَسُول اللَّه } التسعة في الآية 103 مرَّات!
احتفظ بهذا العدد!
وتأمَّل.. أحرف (أبو بكر الصديق)
تكرَّرت أحرف (أبو بكر الصديق) في الآية 103 مرَّات أيضًا!
تأمَّل وتعجَّب!
أحرف { مُحمَّد رسول اللَّه } تكرَّرت في الآية 103 مرَّات!
وأحرف (أبو بكر الصديق) تكرَّرت في الآية 103 مرَّات!
والعدد 103 يساوي 63 + 40
63 هو عدد أعوام عمر مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!
63 هو عدد أعوام عمر أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-!
40 هو رقم الآية نفسها!!
40 هو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- عندما أوحي إليه!
{ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ } ..
مجموع تكرار حروف (أبو بكر الصديق) في الآية = 103
مجموع الترتيب الهجائي لحروف (أبو بكر الصديق) = 156
الفرق بين العددين 156 – 103 يساوي 53
53 هو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- عند هجرته من مكَّة إلى المدينة، حيث تروي هذه الآية جانبًا منها!
أي في اللَّحظة التي كان فيها النبي -صلى الله عليه وسلّم- وصاحبه في الغار كان عمره 53 سنة!
الآن إذا أحصيت حروف الآية من بدايتها وحتى كلمة "الغار" تجدها 53 حرفًا!!
عجيب!!
تأمّل آية الغار مرّة أخرى:
{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)} [التوبة]
إذا تأمّلت { مُحمَّد رَسُول اللَّه } تجدها تتشكل من 9 أحرف من الحروف الهجائية!
كل ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلّم- لصاحبه في الغار كلمات تتشكّل من 9 أحرف من الحروف الهجائية!
وهذه هي الكلمات التي قالها النبي -صلى الله عليه وسلّم- لصاحبه:
{ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }.
الآن تأمَّل الترتيب الهجائي لحروف { مُحمَّد رَسُول اللَّه }:
مجموع الترتيب الهجائي لحروف { مُحمَّد رَسُول اللَّه } هو 137، وهذا العدد = 114 + 23
عدد سور القرآن + عدد أعوام نزول القرآن!
وتأمَّل الترتيب الهجائي لأحرف قول النبي -صلى الله عليه وسلّم- لصاحبه
{ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }:
مجموع الترتيب الهجائي لحروف { لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } هو 137 وهذا العدد = 114 + 23
عدد سور القرآن + عدد أعوام نزول القرآن!
تأمّل وتعجّب!
من المتفق عليه أن النبي -صلى الله عليه وسلّم- قضى في مكة بعد الوحي 13 سنة.
أي إنه عندما لجأ إلى غار ثور الذي تتحدث عنه هذه الآية كان قد انقضى من عمر الدعوة 13 سنة!
ومن المتفق عليه أيضًا هو أن عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- كان 53 عامًا عندما لجأ إلى الغار.
انطلق من هذه الحقائق التاريخية ولاحظ أن هناك حرفين تكرّر كل منهما 13 مرّة في الآية وهما:
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25، وتكرّر في الآية 13 مرّة.
حرف الياء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28، وتكرّر في الآية 13 مرّة.
مجموع الترتيب الهجائي للحرفين = 53، وهذا هو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- عندما لجأ إلى الغار!
بل هناك ما هو أعجب من ذلك!! فتأمّل آية الغار مرّة أخرى:
{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)} [التوبة]
العدد 26 يساوي 13 + 13، وهذه حقيقة رياضية ثابتة.
الكلمة التي ترتيبها رقم 26 في هذه الآية هي كلمة { سَكِينَتَهُ }!
الآن يمكنك أن تتأمّل تكرار أحرف هذه الكلمة:
تكرَّرت كلمة أحرف { سَكِينَتَهُ } الستة في الآية 53 مرّة!!
تأمّل العدد 53 فهو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- عندما أنزل اللَّه عليه { سَكِينَتَهُ } وهو في الغار!
لاحظ كيف توسط حرفا الياء والنون كلمة { سَكِينَتَهُ } وتكرّر كل واحد منهما 13 مرّة!
الآن يمكنك أن تتأمّل ترتيب أحرف { سَكِينَتَهُ } في قائمة الحروف الهجائية..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف { سَكِينَتَهُ } الستة = 116
ماذا يعني لك هذا العدد؟ العدد 116 يساوي 53 + 63
63 هو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- الذي مات فيه
53 هو عمره عندما أنزل اللَّه عليه { سَكِينَتَهُ } وهو في الغار!
سبحانك ربي! أم يقولون افتراه!
فهل كان مُحمَّد -صلّى الله عليه وسلّم- يعلم أجله؟!
كيف يستطيع إنسان ذلك؟! ولو علم أجله.. كيف استطاع أن يؤلف هذا القرآن الذي تحدى البلغاء والفصحاء فغلبهم؟!
ولو ألّفه.. كيف نظمه رقميًّا حتى نأتي نحن بعد أكثر من 1400 عام لنكتشف بعضًا من هذا النظم المذهل؟!
هل كل ذلك من قدرات البشر؟! فإذا كانت من قدرات البشر.. هل يقدر المكذبون بالقرآن على أن يأتوا بآية واحدة من مثله؟!
ساء ما يفترون..
{ ثَانِيَ اثْنَيْن }..
تأمّل قوله تعالى وهو يصف حال عبده ونبيه مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- في الغار: { ثَانِيَ اثْنَيْنِ }!
وصفه بكلمتين تتشكلان من 4 أحرف هجائية هي أحرف الكلمة الأولى.. فتأمّل:
حرف الثاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 4، وتكرّر في الآية مرّتين.
حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1، وتكرّر في الآية 30 مرّة.
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25، وتكرّر في الآية 13 مرّة.
حرف الياء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28، وتكرّر في الآية 13 مرّة.
هذه الأحرف الأربعة هي أحرف { ثَانِيَ اثْنَيْن }.
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الأربعة = 58
مجموع تكرار هذه الأحرف الأربعة في الآية = 58 أيضًا!
تأمّل كيف جاء التركيب اللغوي للكلمتين مطابقًا تمامًا لتركيبهما الرقمي!!
تأمَّل { الْوَحْي }..
تكرَّرت أحرف كلمة { الْوَحْي } في الآية 83 مرَّة!
العدد 83 أوَّلي، وترتيبه في قائمة الأعداد الأوَّليَّة رقم 23 وهذا هو عدد أعوام الوحي!
وهكذا.. فإن ذاكرة النسيج الرقمي القرآني تحتوي كل شيء! نعم.. كلَّ شيء!
بما في ذلك أسماء الأشخاص والأخبار والأحداث التاريخية التي أشار إليها القرآن!
{ وَكُلَّ شَيْءٍ } بكل ما تحمل هذه العبارة من معنى
{ ما فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ }!
---------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديث)
بتصرف بسيط جدا عن موقع طريق القرآن
بين رقم الآية وموضوعها.. وبين ترتيب الكلمة ومعناها..
بين تكرار الحرف وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية..
إنها لغة الأرقام في القرآن تنطق وتفسر وتؤكد المعنى وتربط العلاقات وتحللها.
في هذا المشهد سنستمع إليها وهي تنطق بالمكي والمدني من سور القرآن..
ففي لحظة تاريخية فارقة، والنبي -صلى الله عليه وسلّم- وصاحبه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على مشارف غار ثور، يتوقّف ويلتفت بوجهه الشريف وقلبه الطاهر إلى مكَّة المكرّمة ليخاطبها، حيث يروي لنا ذلك ابن عباس -رضي الله عنهما-: لما خرج رسول اللَّه -صلّى الله عليه وسلّم- من مكَّة إلى الغار في جبل (ثور) التفت إلى مكَّة وقال:
( أنت أحب بلاد اللَّه إلى اللَّه، وأحب بلاد اللَّه إليَّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت)،
بينما وقفت الأرقام بدورها لتوثِّق لنا هذه اللّحظة التاريخية الحاسمة المشحونة بالشجن.
سوف أنتقل بك الآن إلى هناك.. إلى جبال مكَّة المكرمة..
ونحن الآن على مشارف غار ثور.. فتأمّل معي هذه الآية من سورة مُحمَّد:
{ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)}
نزلت هذه الآية والنبي -صلى الله عليه وسلّم- وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على مشارف غار ثور في طريق هجرتهما من مكَّة إلى المدينة، وكان ذلك في العام 13 من بداية نزول الوحي!
تأمّل رقم الآية جيِّدًا إنه العدد 13 نفسه أليس كذلك؟!
مدة نزول الوحي 23 عامًا انقسمت إلى فترتين 13 عامًا في مكة، و10 أعوام في المدينة.
وبذلك انقسمت سور القرآن بدورها إلى مجموعتين 86 سورة مكّيَّة، و28 سورة مدنية!
انتبه جيّدًا.. سوف أعرض عليك بعد قليل حقيقة في غاية الأهميّة!
{ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)} [محمد]
هذه الآية من آخر ما نزل من الآيات المكيَّة، ولذلك جاء رقمها 13 بعدد أعوام الوحي في مكَّة!
الآن سوف نتأمّل معًا ترتيب هذه الآية نفسها من بداية المصحف فماذا تتوقع؟!
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 4558، وهذا العدد = 86 × 53
86 هو عدد السور المكيَّة!
53 هو عدد أعوام عمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وهو في طريقه إلى المدينة حينما نزلت عليه هذه الآية!
انظر إلى العدد 86 نظرة أخرى فهو يساوي 23 + 63
عدد أعوام الوحي + عدد أعوام عمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-!
مشهد رقمي رائع.. تأمّل كيف تصوِّر الأرقام هذا المشهد الرائع!
وتأمّل كيف جاء رقم الآية من بداية السورة ليشير إلى عدد أعوام الوحي في مكَّة!
وكيف جاء ترتيب الآية من بداية المصحف ليشير إلى عدد السور المكيَّة والعمر الذي قضاه -صلّى الله عليه وسلّم- في مكَّة!
وتأمّل كيف جاء عدد السور المكّيَّة، ليشير إلى عدد أعوام الوحي وعدد أعوام عمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-!
تأمّل والنبي -صلى الله عليه وسلّم- يقف على مشارف غار ثور وفي تلك اللحظة تنزل هذه الآية وهي من آخر آيات القرآن المكِّي!
وفي تلك اللحظة يكون عدد السور المكّيَّة قد اكتمل 86 سورة!
وفي تلك اللحظة تكون فترة الدعوة في مكَّة قد اكتملت 13 عامًا!
وفي تلك اللحظة يكون عمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- 53 عامًا!
كل هذه المعطيات تستوعبها الآية مجتمعة!
فيأتي رقمها 13 وترتيبها من بداية المصحف 4558، وهذا العدد = 86 × 53
لو تقدّمت هذه الآية أو تأخّرت خطوة واحدة عن موقعها الذي هي عليه لانهار كل هذا النّظم العجيب الذي رأينا جانبًا من ملامحه!
إن كل آية من آيات القرآن وكل سورة من سوره موضوعة بميزان وفي موقع محدّد لا تتقدّم عنه ولا تتأخر؟!
الآن ما هو رأي الذين يتوهّمون بأن ترتيب سور القرآن تمّ باجتهاد من الصحابة -رضوان اللَّه عليهم-؟
هل ما زالوا متمسّكين برأيهم هذا؟!
وهل ما زالوا يأخذون بهذا الرأي الذي قال به بعضهم في زمن لم يكن فيه ممكنًا التعرّف إلى دقة هذا النظام الرقمي المحكم؟!
وأي اجتهاد بشري مع عجائب هذا النظم الرقمي؟!
هذا النظم الذي يثبت بالحجَّة الدامغة والدليل القاطع بأن كل حرف، وكل كلمة وآية في القرآن إنما هي بميزان الوحي وليس باجتهاد أحد!
بل الأمر أعجب من ذلك!
تأمّل لفظ { الْغَار }..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ { الْغَار } مع الألف المكرر= 54
54 هو عدد حروف الآية نفسها..
{ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)} [محمد]
نعم.. هناك حرف مكرّر في لفظ { الْغَار } وهو حرف الألف..
فماذا يحدث إذا أسقطنا هذا الحرف؟
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ { الْغَار } من دون تكرار = 53
53 هو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- عندما لجأ إلى الغار!
سبحان الله.. تأمّل كيف تنطق الأرقام!
إلى داخل الغار..
تأمّل أين جاء لفظ { الْغَار } في القرآن..
هذه الآية من سورة التوبة هي الآية الوحيدة التي ورد فيها لفظ { الْغَار } في القرآن..
{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)}
من بداية الآية حتى لفظ { الْغَار } هناك 53 حرفًا..
وهذا يعني أن أوّل أحرف لفظ { الْغَار } هو الحرف رقم 54 من بداية الآية!
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف { الْغَار } مع تكرار حرف الألف = 54
ومجموع الترتيب الهجائي لأحرف { الْغَار } من دون تكرار حرف الألف = 53
تأمّل كيف يأتي النظم القرآني منضبطًا على مستوى الحرف وموقعه داخل الآية والكلمة، وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية!
اختلاف الرسم..
{ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)} [محمد]
إن النظم الرقمي القرآني معجز من أي زاوية تنظر منها إليه..
فالذين يتّبعون الرسم العثماني في عدّ حروف الآيات سيلاحظون أن عدد حروف هذه الآية ينقص حرفًا واحدًا وتحديدًا في كلمة { أَهْلَكْنَاهُمْ – أَهلَكنَٰهُم }، وبذلك يكون عدد حروف الآية 53 حرفًا!
كل حرف من حروف الآية يعادل عامًا من أعوام عمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- التي قضاها في مكَّة!
وتذكر دائمًا أن هذه الآية من آخر ما نزل من الآيات المكّيَّة!
وقد نزلت هذه الآية، والنبي -صلّى الله عليه وسلّم- لا يزال في ضواحي مكَّة خارجًا منها!
أرقام مرنة.. عدد حروف الآية 54 حرفًا بحسب قواعد الإملاء الحديثة!
وترتيب الآية من بداية المصحف 4558، وهذا العدد = 86 × 54 – 86
عدد السور المكّيَّة × عدد حروف الآية بحسب قواعد الإملاء الحديثة – عدد السور المكّيَّة!
تأمّل مرونة الأرقام القرآنية!
إنها تستوعب كل الوجوه في آن واحد! كل مشهد من المشاهد أروع من الآخر!
وعلامة السالب في النمط الثاني (- 86) لها مدلول مهم جدًّا في هذا الموقف تحديدًا!
والنبي -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحبه على مشارف غار ثور، وكأن الأرقام تقول: لقد انقضى من نزول سور القرآن 86 سورة، وبهذه الآية سوف يُسدل الستار على السور المكّيَّة، ولذلك جاءت علامة السالب لتصوّر هذا المشهد!
الآن ما هو رأي المكذبين بهذا القرآن؟ هل ما زالوا متمسّكين برأيهم؟!
تابع معنا لمزيد من الأدلة والبراهين القطعية!
من سورة الفاتحة إلى سورة الناس..
سورة الفاتحة من السور المكِّيَّة وعدد آياتها 7 آيات، وهي أوّل سورة في ترتيب المصحف.
سورة الناس من السور المكّيَّة أيضًا، وعدد آياتها 6 آيات، وهي آخر سورة في ترتيب المصحف.
مجموع آيات السورتين = 13 آية، ومدة الوحي في مكة 13 عامًا!
تأمّل..
سورة الفاتحة هي أوّل سورة في ترتيب المصحف، وعدد حروفها 143 حرفًا.
وسورة الناس هي آخر سورة في ترتيب المصحف، وعدد حروفها 80 حرفًا.
الفرق بين عدد حروف السورتين = 63
وهذا هو عدد أعوام عمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-!
سبحانك ربي! أم يقولون افتراه!
تأمّل.. إليك آية الغار من جديد..
{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)} [التوبة]
هذه الآية تتحدَّث عن شخصين أجمع عليهما علماء السيرة والتفسير! فمن هما؟
مُحمَّد رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلّم- وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.
انطلق من هذه الحقيقة وتأمَّل..
تكرَّرت أحرف { مُحمَّد رَسُول اللَّه } التسعة في الآية 103 مرَّات!
احتفظ بهذا العدد!
وتأمَّل.. أحرف (أبو بكر الصديق)
تكرَّرت أحرف (أبو بكر الصديق) في الآية 103 مرَّات أيضًا!
تأمَّل وتعجَّب!
أحرف { مُحمَّد رسول اللَّه } تكرَّرت في الآية 103 مرَّات!
وأحرف (أبو بكر الصديق) تكرَّرت في الآية 103 مرَّات!
والعدد 103 يساوي 63 + 40
63 هو عدد أعوام عمر مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!
63 هو عدد أعوام عمر أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-!
40 هو رقم الآية نفسها!!
40 هو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- عندما أوحي إليه!
{ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ } ..
مجموع تكرار حروف (أبو بكر الصديق) في الآية = 103
مجموع الترتيب الهجائي لحروف (أبو بكر الصديق) = 156
الفرق بين العددين 156 – 103 يساوي 53
53 هو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- عند هجرته من مكَّة إلى المدينة، حيث تروي هذه الآية جانبًا منها!
أي في اللَّحظة التي كان فيها النبي -صلى الله عليه وسلّم- وصاحبه في الغار كان عمره 53 سنة!
الآن إذا أحصيت حروف الآية من بدايتها وحتى كلمة "الغار" تجدها 53 حرفًا!!
عجيب!!
تأمّل آية الغار مرّة أخرى:
{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)} [التوبة]
إذا تأمّلت { مُحمَّد رَسُول اللَّه } تجدها تتشكل من 9 أحرف من الحروف الهجائية!
كل ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلّم- لصاحبه في الغار كلمات تتشكّل من 9 أحرف من الحروف الهجائية!
وهذه هي الكلمات التي قالها النبي -صلى الله عليه وسلّم- لصاحبه:
{ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }.
الآن تأمَّل الترتيب الهجائي لحروف { مُحمَّد رَسُول اللَّه }:
الحرف | ترتيبه الهجائي |
م | 24 |
ح | 6 |
د | 8 |
ر | 10 |
س | 12 |
و | 27 |
ل | 23 |
ا | 1 |
هـ | 26 |
المجموع | 137 |
مجموع الترتيب الهجائي لحروف { مُحمَّد رَسُول اللَّه } هو 137، وهذا العدد = 114 + 23
عدد سور القرآن + عدد أعوام نزول القرآن!
وتأمَّل الترتيب الهجائي لأحرف قول النبي -صلى الله عليه وسلّم- لصاحبه
{ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }:
الحرف | ترتيبه الهجائي |
ل | 23 |
ا | 1 |
ت | 3 |
ح | 6 |
ز | 11 |
ن | 25 |
هـ | 26 |
م | 24 |
ع | 18 |
المجموع | 137 |
مجموع الترتيب الهجائي لحروف { لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } هو 137 وهذا العدد = 114 + 23
عدد سور القرآن + عدد أعوام نزول القرآن!
تأمّل وتعجّب!
من المتفق عليه أن النبي -صلى الله عليه وسلّم- قضى في مكة بعد الوحي 13 سنة.
أي إنه عندما لجأ إلى غار ثور الذي تتحدث عنه هذه الآية كان قد انقضى من عمر الدعوة 13 سنة!
ومن المتفق عليه أيضًا هو أن عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- كان 53 عامًا عندما لجأ إلى الغار.
انطلق من هذه الحقائق التاريخية ولاحظ أن هناك حرفين تكرّر كل منهما 13 مرّة في الآية وهما:
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25، وتكرّر في الآية 13 مرّة.
حرف الياء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28، وتكرّر في الآية 13 مرّة.
مجموع الترتيب الهجائي للحرفين = 53، وهذا هو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- عندما لجأ إلى الغار!
بل هناك ما هو أعجب من ذلك!! فتأمّل آية الغار مرّة أخرى:
{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)} [التوبة]
العدد 26 يساوي 13 + 13، وهذه حقيقة رياضية ثابتة.
الكلمة التي ترتيبها رقم 26 في هذه الآية هي كلمة { سَكِينَتَهُ }!
الآن يمكنك أن تتأمّل تكرار أحرف هذه الكلمة:
تكرَّرت كلمة أحرف { سَكِينَتَهُ } الستة في الآية 53 مرّة!!
تأمّل العدد 53 فهو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- عندما أنزل اللَّه عليه { سَكِينَتَهُ } وهو في الغار!
لاحظ كيف توسط حرفا الياء والنون كلمة { سَكِينَتَهُ } وتكرّر كل واحد منهما 13 مرّة!
الآن يمكنك أن تتأمّل ترتيب أحرف { سَكِينَتَهُ } في قائمة الحروف الهجائية..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف { سَكِينَتَهُ } الستة = 116
ماذا يعني لك هذا العدد؟ العدد 116 يساوي 53 + 63
63 هو عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- الذي مات فيه
53 هو عمره عندما أنزل اللَّه عليه { سَكِينَتَهُ } وهو في الغار!
سبحانك ربي! أم يقولون افتراه!
فهل كان مُحمَّد -صلّى الله عليه وسلّم- يعلم أجله؟!
كيف يستطيع إنسان ذلك؟! ولو علم أجله.. كيف استطاع أن يؤلف هذا القرآن الذي تحدى البلغاء والفصحاء فغلبهم؟!
ولو ألّفه.. كيف نظمه رقميًّا حتى نأتي نحن بعد أكثر من 1400 عام لنكتشف بعضًا من هذا النظم المذهل؟!
هل كل ذلك من قدرات البشر؟! فإذا كانت من قدرات البشر.. هل يقدر المكذبون بالقرآن على أن يأتوا بآية واحدة من مثله؟!
ساء ما يفترون..
{ ثَانِيَ اثْنَيْن }..
تأمّل قوله تعالى وهو يصف حال عبده ونبيه مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- في الغار: { ثَانِيَ اثْنَيْنِ }!
وصفه بكلمتين تتشكلان من 4 أحرف هجائية هي أحرف الكلمة الأولى.. فتأمّل:
حرف الثاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 4، وتكرّر في الآية مرّتين.
حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1، وتكرّر في الآية 30 مرّة.
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25، وتكرّر في الآية 13 مرّة.
حرف الياء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28، وتكرّر في الآية 13 مرّة.
هذه الأحرف الأربعة هي أحرف { ثَانِيَ اثْنَيْن }.
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الأربعة = 58
مجموع تكرار هذه الأحرف الأربعة في الآية = 58 أيضًا!
تأمّل كيف جاء التركيب اللغوي للكلمتين مطابقًا تمامًا لتركيبهما الرقمي!!
تأمَّل { الْوَحْي }..
تكرَّرت أحرف كلمة { الْوَحْي } في الآية 83 مرَّة!
العدد 83 أوَّلي، وترتيبه في قائمة الأعداد الأوَّليَّة رقم 23 وهذا هو عدد أعوام الوحي!
وهكذا.. فإن ذاكرة النسيج الرقمي القرآني تحتوي كل شيء! نعم.. كلَّ شيء!
بما في ذلك أسماء الأشخاص والأخبار والأحداث التاريخية التي أشار إليها القرآن!
{ وَكُلَّ شَيْءٍ } بكل ما تحمل هذه العبارة من معنى
{ ما فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ }!
---------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديث)
بتصرف بسيط جدا عن موقع طريق القرآن