على خلفية الحرب الوجودية التي تخوضها روسيا في اوكرانيا حاليا, و تصميمهم المعلن على المضي قدما في مشروعهم لاعادة التموضع الجيوستراتيجي في شرق اوروبا, و على وقع طبول الحرب و اهازيج روابط مشجعي السلاح و التهديدات بصواريخ يوم القيامه, توارى الحديث عن الآثار الاقتصاديه للحرب للخلفية و اهمل لحد كبير. نسرد هنا بعض النقاط لتشجيع النقاش و نشجع الجميع على التأمل في التأثير القادم على حياتهم اليوميه لعزل واحد من اكبر مصدري السلع و انهيار خطوط الشحن المعتاده.
لفهم التأثير الاقتصادي للحرب, يجب اخذ كل الاطراف المتنازعه ( روسيا, اوكرانيا, بلاروسيا ) في الحسبان ككتله واحده. و بهذا الحساب الكتله المتنازعه تعد الاولى عالميا في تصدير السلع الاستراتيجيه التاليه ( الغاز, وقود اليوارنيوم, غاز النيون, النيكل, خامات الصلب, القمح, الاسمده, البوتاس ). و الثانيه عالميا في السلع التاليه ( النفط, مكررات النفط, المعادن البلاتينيه, النحاس, زيوت البذور, الامونيا, الخشب ) و الثالثه عالميا في السلع التاليه ( الفحم, الالمنيوم, التوربينات الغازيه, التيتانيوم ).
- المنتجات الزراعيه:
في هذه الحرب المصدر الاول للقمح عالميا غزى المصدر الخامس عالميا, و الجيش الروسي استقطع جزء من وقته لتدمير البنيه التحتيه الزراعيه الاوكرانيه عن سابق اصرار و ترصد. اوكرانيا ستكون مستورد للقمح بدءا من العام القادم.
في الاسمده روسيا و بيلاروسيا سويا يشكلون 40% من سوق البوتاس عالميا. و الغاز الطبيعي هو اللقيم الاساسي في صناعة الاسمده النيتروجينيه. انتاجهم من الاسمده يشكل الفارق بين النجاح و الفشل في اسواق امريكا الجنوبية و افريقيا و جنوب آسيا و جنوب شرق آسيا و استراليا ( و كل هذه الدول تعتمد على التصدير الزراعي و تستورد كل احتياجها من الاسمده ).
اذا استمر الشح الحالي المجاعة مسألة وقت, و لو لم تكن المحاصيل هذه السنه قياسيه و لله الحمد لكنا رأينا بوادرها اليوم. انشاء مصانع جديده للاسمده لتعويض الانتاج الروسي قد يحتاج لعقد من الزمن في افضل الاحوال ( على افتراض توفر التمويل, وهو امر مشكوك فيه ). اكثر الدراسات تفاؤلا تضع العدد للمهددين بالمجاعة حول 300 مليون انسان.
- المنتجات الصناعية:
قصه الروس مع النيون معروفه, في نهاية الحرب البارده كان الهوس لانتاج انظمة دفاع ليزريه ( و تستخدم النيون لانتاج اشعة الليزر ). و بالطريقة السوفييتيه المعتاده تم الاستثمار في البنيه الصناعيه لانتاج النيون بشراهه. اليوم تطبيقات الليزر تستخدم بشكل اساسي في انتاج الدوائر المتكامله و الرقائق الالكترونيه الدقيقه التي تمكن الثوره المعلوماتيه التي اصبحنا مدمنين عليها. الجمهوريات السوفييتيه السابقه تشكل 80% من سوق التصدير للنيون ( باقي 20% في الصين ).
الصورة قاتمه جدا للنيون, كعمليه صناعيه تتم على مرحلتين. الاولى تعتمد على مسابك الصلب لصهر المعادن و انتاج الغازات الصناعيه, و الثانيه تتم بفصل الغازات النبيله كالنيون. اغلب المسابك الروسيه في الجنوب و اكبر محطات الفصل في اوديسا وماريوبول.
اسواق الطاقه:
النفط الروسي يصدر من موقعين, بريمورسك شمالا في البلطيق, و نوفوروسيسك جنوبا في البحر الاسود. و بدون الحديث عن العقوبات مسأله شحن النفط البحري تعيش او تموت بالتأمين ( بدءا من يناير السنه القادمه, سيتم منع شركات التأمين العالميه من توفير الخدمة لكل البضائع الروسيه, مش بس النفط. و هذا فعليا يمنعها من الرسو و استخدام الموانئ العالميه ). مما يعني ان الحكومة الروسيه عليها الان ان تأمن نفطها بذاتها ( و لكم مطلق الحرية في تخيل اللعب الخبيث الذي ممكن يلعب ضدها ).
تخيل حادثه واحده لناقلة نفط روسيه. هذا فعليا عنق زجاجه سيوقف خط انتاج لخمسة مليون برميل يوميا. الايقاف هنا كارثه, لان الانتاج يتم من التربة الصقيعية في الشمال. اي توقف يحول النفط لجل و المياه المصاحبة لجليد, و هذا يكسر الانابيب الناقله ( الجليد على عكس المعادن يتمدد بالبروده ). مما يعني اعمال صيانه مكلفه لاستبدال كامل خطوط النقل. سبق ان حدث شيء مشابه في 1992 و احتاج الروس ل 30 سنه لاصلاح النظام.
لفهم التأثير الاقتصادي للحرب, يجب اخذ كل الاطراف المتنازعه ( روسيا, اوكرانيا, بلاروسيا ) في الحسبان ككتله واحده. و بهذا الحساب الكتله المتنازعه تعد الاولى عالميا في تصدير السلع الاستراتيجيه التاليه ( الغاز, وقود اليوارنيوم, غاز النيون, النيكل, خامات الصلب, القمح, الاسمده, البوتاس ). و الثانيه عالميا في السلع التاليه ( النفط, مكررات النفط, المعادن البلاتينيه, النحاس, زيوت البذور, الامونيا, الخشب ) و الثالثه عالميا في السلع التاليه ( الفحم, الالمنيوم, التوربينات الغازيه, التيتانيوم ).
- المنتجات الزراعيه:
في هذه الحرب المصدر الاول للقمح عالميا غزى المصدر الخامس عالميا, و الجيش الروسي استقطع جزء من وقته لتدمير البنيه التحتيه الزراعيه الاوكرانيه عن سابق اصرار و ترصد. اوكرانيا ستكون مستورد للقمح بدءا من العام القادم.
في الاسمده روسيا و بيلاروسيا سويا يشكلون 40% من سوق البوتاس عالميا. و الغاز الطبيعي هو اللقيم الاساسي في صناعة الاسمده النيتروجينيه. انتاجهم من الاسمده يشكل الفارق بين النجاح و الفشل في اسواق امريكا الجنوبية و افريقيا و جنوب آسيا و جنوب شرق آسيا و استراليا ( و كل هذه الدول تعتمد على التصدير الزراعي و تستورد كل احتياجها من الاسمده ).
اذا استمر الشح الحالي المجاعة مسألة وقت, و لو لم تكن المحاصيل هذه السنه قياسيه و لله الحمد لكنا رأينا بوادرها اليوم. انشاء مصانع جديده للاسمده لتعويض الانتاج الروسي قد يحتاج لعقد من الزمن في افضل الاحوال ( على افتراض توفر التمويل, وهو امر مشكوك فيه ). اكثر الدراسات تفاؤلا تضع العدد للمهددين بالمجاعة حول 300 مليون انسان.
- المنتجات الصناعية:
قصه الروس مع النيون معروفه, في نهاية الحرب البارده كان الهوس لانتاج انظمة دفاع ليزريه ( و تستخدم النيون لانتاج اشعة الليزر ). و بالطريقة السوفييتيه المعتاده تم الاستثمار في البنيه الصناعيه لانتاج النيون بشراهه. اليوم تطبيقات الليزر تستخدم بشكل اساسي في انتاج الدوائر المتكامله و الرقائق الالكترونيه الدقيقه التي تمكن الثوره المعلوماتيه التي اصبحنا مدمنين عليها. الجمهوريات السوفييتيه السابقه تشكل 80% من سوق التصدير للنيون ( باقي 20% في الصين ).
الصورة قاتمه جدا للنيون, كعمليه صناعيه تتم على مرحلتين. الاولى تعتمد على مسابك الصلب لصهر المعادن و انتاج الغازات الصناعيه, و الثانيه تتم بفصل الغازات النبيله كالنيون. اغلب المسابك الروسيه في الجنوب و اكبر محطات الفصل في اوديسا وماريوبول.
اسواق الطاقه:
النفط الروسي يصدر من موقعين, بريمورسك شمالا في البلطيق, و نوفوروسيسك جنوبا في البحر الاسود. و بدون الحديث عن العقوبات مسأله شحن النفط البحري تعيش او تموت بالتأمين ( بدءا من يناير السنه القادمه, سيتم منع شركات التأمين العالميه من توفير الخدمة لكل البضائع الروسيه, مش بس النفط. و هذا فعليا يمنعها من الرسو و استخدام الموانئ العالميه ). مما يعني ان الحكومة الروسيه عليها الان ان تأمن نفطها بذاتها ( و لكم مطلق الحرية في تخيل اللعب الخبيث الذي ممكن يلعب ضدها ).
تخيل حادثه واحده لناقلة نفط روسيه. هذا فعليا عنق زجاجه سيوقف خط انتاج لخمسة مليون برميل يوميا. الايقاف هنا كارثه, لان الانتاج يتم من التربة الصقيعية في الشمال. اي توقف يحول النفط لجل و المياه المصاحبة لجليد, و هذا يكسر الانابيب الناقله ( الجليد على عكس المعادن يتمدد بالبروده ). مما يعني اعمال صيانه مكلفه لاستبدال كامل خطوط النقل. سبق ان حدث شيء مشابه في 1992 و احتاج الروس ل 30 سنه لاصلاح النظام.