في الواقع نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي والشيوعية بشكل عام افرز وضعا دوليا مختلفا على الصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي العالمي ....وضع ظهرت فيه سمات جديدة طبعت السياسات والعلاقات الدولية مابعد عالم الثنائية القطبية حيث برزت فيه الولايات المتحدة كقوة متفردة بزعامة العالم بما تملكه من قوة عسكرية ورخاء اقتصادي وهيمنة مطلقة على المؤسسات و المنظمات الدولية ............لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل لامريكا قدرة المحافظة على مكاسب الحرب الباردة..... هل لامريكا قدرة المحافظة على مركزها كقوة عظمى مهيمنة على العالم .......في واقع الامر واذا تمعنا جيدا في تاريخ القوة العظمى سنجد ان امريكا لن تهنىء بهذا النصر والهيمنة العالمية طويلا كما لم تهنىء به من قبل روما وغيرها من القوى العظمى التي سيطرت على العالم لقرون وقرون.....
العالم يتغير والعالم الجديد يجلب نوعا جديدا من موازين القوى ونوع جديدا من اسباب الصراعات.......هكذا يرى المحللون السياسيون والخبراء الاستراتيجين اسس العالم الحديث .......حيث عرف العالم خلال السنوات القليلة الاخيرة بروز قوى تتحرك وتتنامى قواها في هدوء وثبات كمثال الهند والصين والروس مهددة بقلب موازين القوى في القريب العاجل سواء من ناحية القوة الفردية المتمثلة في الدولة نفسها والتي تتبنى افكارا قومية او من خلال تشكيل سلسلة من التحالفات الاقليمية او الدولية التي لها مدلولات وابعاد عسكرية وسياسية واسترتيجية تبرز في معارضتها للوضع الدولي القائم على الهيمنة الفردية الامريكية وتنديديها بغياب الديمقراطية في العلاقات الدولية وسعي امريكا لفرض مفاهيم جديدة في السياسة والقانون الدولى على دول العالم خدمة لاستراتيجيتها ومصالحها الحيوية هي وحلفائها ، ومن ابرز التحالفات والمنظمات والتي ستشكل في المستقبل القريب راس الحربة التي ستوجه ضد امريكا بشكل خاص والعالم الغربي بشكل عام منظمة شنغهاي التي تضم روسيا والصين و4 جمهورية سوفياتية سابقة والتي تملك من القوة العسكرية والتقنية والاقتصادية ما ياهلها لقلب العالم وتقسيمه مذكرة امريكا بتاريخ العالم القديم الذي ناطحت فيه فارس جبروت روما وعظمتها ..........وما المناورات التي تقوم بها دول المنظمة ورفضها قبول امريكا ضمن اعضاء المنظمة الى دليل على رغبة هذه الدول في خلق قطب جديد يناطح امريكا و ولايتها الاوربية .......
موضوع رائع وسنكمل المداخلة لاحقا ان شاء الله