إسطنبول - خاص
يشكّل ملف التجارة في المخدرات باباً مهمّاً في اقتصاد الأنظمة التي فقدت المقومات المعتادة للدولة، كما أنّ إنتاج المواد المخدرة يعدّ مصدراً مالياً مهماً يفوق التجارة، إذ يدعم ذلك كل القصص والروايات التي تحدثت عن أنشطة المافيا أو الجماعات التي أفرزها ملف المخدرات من المكسيك إلى كولومبيا وغيرها.
لكن تورّط نظام سياسي بإنتاج المخدّرات والتجارة بها، كان إلى حدٍّ ما سلوكاً غريباً عن أنظمة الشرق، لا سيما تلك الأنظمة التي باتت تقتات على بقايا الدولة التي انهارت، وأبرز تلك الأنظمة هو النظام في سوريا، الذي تشير كل التحقيات والوثائق إلى أن حكايته مع المخدرات ليست بجديدة، لكنها في تطور متسارع. وهنا على سبيل المثال، التحقيق الذي أوردته صحيفة فيلادلفيا الأميركية، ويثبت تورّط نظام حافظ الأسد في رعاية زراعة الحشيش والتجارة بالمخدرات، إبان وجود الجيش السوري في لبنان.
اليوم تعتبر تجارة الكبتاغون مورداً مالياً قوياً في نظام بشار الأسد، فعملية الإنتاج تسير بشكل دقيق، على عكس عملية التجارة والتصدير التي تواجه مطبات كثيرة، كان آخرها الأردن الذي يعتبر عصب التصدير والممر الرئيسي لإيصال الكبتاغون إلى الخليج العربي.
الخط الجديد يشير أيضاً إلى وجود مصنعٍ جديد للكبتاغون في مدينة الميادين شرقي دير الزور، واللافت في المصنع أنه يتبع للميليشيات الإيرانية الصرفة، وليس إلى الفرقة الرابعة أو الميليشيات المحلية التابعة بشكل مباشر للنظام السوري.
المصنع الجديد أقيم على بقايا معمل لإنتاج المنظفات، واستقدمت الميليشيات الإيرانية الأدوات الأولية لتصنيع الكبتاغون، لكنها تسير اليوم على خط واحد، وهو التصدير من دون الطرح في الأسواق المحلية، وهذا المصنع يخضع لحراسة أمنية مشددة من ميليشيا "حزب الله" اللبناني، الذي بدوره يتشارك مع "الحرس الثوري" الإيراني في عملية الإنتاج، على أن يتولى الحرس عملية النقل والتصدير.
وتقول المصادر إن المصنع الجديد جرى العمل عليه، أواخر شهر نيسان الماضي، وزاره وفد يتبع للحرس الثوري في شهري حزيران وتموز الماضيين
وتشير المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، إلى أن عملية الإنتاج في المصنع بدأت، مطلع تموز الماضي، وأن الحزب نقل الكبتاغون إلى أبنية سكنه في المنطقة تمهيدا لعملية التصدير.
في تتبع عملية الإنتاج والإشراف عليه، تقسم المهام بشكل دقيق بين الميليشيات، ويشرف على الأمر شخصان أحدهما سوري والآخر عراقي الجنسية، ووفق المصادر المتقاطعة فإن عملية الإنتاج تتم ليلاً ويتولى عناصر (عراقيو الجنسية) عملية تجهيز المواد المخدرة، وجميع تلك المهام أو المراحل يشرف عليها "حزب الله" اللبناني الذي تقول المصادر إنه مسؤول لوجستي وأمني للمصنع الجديد.
وبالنظر إلى خط سير عملية التصدير فإنها تتم إلى وجهتين: الأولى نقل الكبتاغون ليلاً إلى الحدود العراقية بسيارة شحن، إذ تتولى ميليشيا "حزب الله" اللبناني عملية النقل إلى البوكمال، على أن يتولى
"الحرس الثوري" الإيراني عملية نقلها عبر الحدود إلى العراق.
واللافت في عملية النقل أنها تتم عبر بوابة مدينة البوكمال السورية، ويتولى "حزب الله" العراقي عملية استلام الكبتاغون ونقله إلى التصدير الخارجي، وهذا خط تصدير جديد يشي إلى أمرين الأول
أن الإيرانيين عادوا لاستخدام المخدرات كمصدر دخل، أو أن الأمر يتم بتنسيق مع "الفرقة الرابعة" التي تواجه ضغوطاً سياسية قوية من الأردن، نتيجة المخدرات التي يحبط تصديرها، بيد أن المصادر تؤكد أن مخابرات النظام أو قواته الرسمية غير مشتركة إلى الآن في عملية الإنتاج أو التصدير، مشيرةً إلى أنّ حواجز النظام السوري شرقي سوريا غير مخوّلة أساساً بتفتيش أية سيارة تتبع لـ"الحرس الثوري
وتقول المصادر إن "حزب الله" العراقي يتولّى تخزين الكبتاغون في مدينة القائم الحدودية، ويشرف على عملية نقلها باتجاه الحدود، ويلعب الحزب دوراً كبيراً في تأمين الموافقات الأمنية لتلك التجارة، مستنداً إلى أن عملية الشحن تتم بحجة أن المواد التي تصدر هي مواد غذائية وبعض الخضار، وأن حواجز الجيش العراقي لا تجري عمليات التفتيش المطلوبة، كما أن حالها مشابه لجيش النظام في سوريا الذي لا يملك صلاحيات كبيرة في الوصول إلى محتوى أية سيارة شحن.
وأضافت المصادر أن عملية النقل من شرقي سوريا إلى العراق ومنها إلى سوريا تعتبر خطاً جديداً، غير مكلف مادياً كما أنه يمتلك المقومات الأمنية التي لا توجد في جنوبي سوريا، وتوفّر على الميليشيات أيضاً إيصال الكبتاغون بطريقة جديدة، وهذا سيُظهر النظام في سوريا أنه أخذ مخاوف الأردن على محمل الجد وصور نفسه محافظاً على أمن جيرانه.
وعن خطوط التصدير الأخرى، تمكّن تلفزيون سوريا من الوصول إلى خط تصدير داخلي للميليشيات الإيرانية، يقوم على نقل الكبتاغون إلى مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عبر معبرين نهريين هما: بقرص والعشارة، وتتم عملية النقل بوضع الكبتاغون بين المواد الغذائية التي يتم شحنها إلى مناطق قسد، ويتولّى تجار استلام الشحنات وبيعها في أسواق المنطقة، وتصدير جزء منها عبر المهربين إلى مناطق المعارضة السورية، لا سيما في منطقتي رأس العين وتل أبيض.
ووفق قراءة بيانية أولية تشير خطوط التصدير وفترات التصدير إلى تنامي قدرة المصنع في صنع الكبتاغون، أي أن المصنع لديه خطّا تصدير، الأول إلى العراق ومنه إلى الخليج
والثاني داخلي، فخلال شهر تموز الماضي، انطلقت شحنتان إلى العراق وشحنة واحدة إلى شرقي الفرات، كما أن العوائد المالية لا يمكن حسابها لغياب كمية الشحنات، ونوعية الكبتاغون المصدّر غير معلومة ما إن كان مشابهاً تماماً للذي تنتجه الفرقة الرابعة أو القوات التابعة لها.
ونظراً إلى انتشار معامل الكبتاغون في وسط وجنوبي سوريا، وأخيراً في شرقها، يمكن القول إن سوريا تحوّلت من دولة عبور للمخدرات إلى دولة منتجة ومصدّرة، وهذا إلى الآن لم تقره الدول الأوروبية أو دول جوار سوريا، أو حتى الولايات المتحدة، ويبقى الكبتاغون ذا أهمية في استراتيجية نظام الأسد أو الميليشيات المساندة له، بغض النظر عن جنسيتها، في الحصول على أموال، والعمل على استراتيجية التمويل الذاتي التي توفّر على إيران أو النظام السوري أعباء مالية كبيرة، وكل تلك التجارة والإنتاج والسعي في الديمومة هدفه الحفاظ على اقتصاد "الأسد" المتهالك، وإبقاؤه قادراً على مواجهة الأزمات.
يشكّل ملف التجارة في المخدرات باباً مهمّاً في اقتصاد الأنظمة التي فقدت المقومات المعتادة للدولة، كما أنّ إنتاج المواد المخدرة يعدّ مصدراً مالياً مهماً يفوق التجارة، إذ يدعم ذلك كل القصص والروايات التي تحدثت عن أنشطة المافيا أو الجماعات التي أفرزها ملف المخدرات من المكسيك إلى كولومبيا وغيرها.
لكن تورّط نظام سياسي بإنتاج المخدّرات والتجارة بها، كان إلى حدٍّ ما سلوكاً غريباً عن أنظمة الشرق، لا سيما تلك الأنظمة التي باتت تقتات على بقايا الدولة التي انهارت، وأبرز تلك الأنظمة هو النظام في سوريا، الذي تشير كل التحقيات والوثائق إلى أن حكايته مع المخدرات ليست بجديدة، لكنها في تطور متسارع. وهنا على سبيل المثال، التحقيق الذي أوردته صحيفة فيلادلفيا الأميركية، ويثبت تورّط نظام حافظ الأسد في رعاية زراعة الحشيش والتجارة بالمخدرات، إبان وجود الجيش السوري في لبنان.
اليوم تعتبر تجارة الكبتاغون مورداً مالياً قوياً في نظام بشار الأسد، فعملية الإنتاج تسير بشكل دقيق، على عكس عملية التجارة والتصدير التي تواجه مطبات كثيرة، كان آخرها الأردن الذي يعتبر عصب التصدير والممر الرئيسي لإيصال الكبتاغون إلى الخليج العربي.
خط جديد لتصدير "كبتاغون الأسد"
تمكّن تلفزيون سوريا من الكشف عن خط جديد للتصدير أوجده نظام الأسد، من دون وجود مشكلات مع الجارة الأردن، والخط - وفق مصادر تنتمي إلى الميليشيات الإيرانية - يقوم على نقاطٍ كثيرة في شرقي سوريا، وبالتحديد في محافظة دير الزور.الخط الجديد يشير أيضاً إلى وجود مصنعٍ جديد للكبتاغون في مدينة الميادين شرقي دير الزور، واللافت في المصنع أنه يتبع للميليشيات الإيرانية الصرفة، وليس إلى الفرقة الرابعة أو الميليشيات المحلية التابعة بشكل مباشر للنظام السوري.
المصنع الجديد أقيم على بقايا معمل لإنتاج المنظفات، واستقدمت الميليشيات الإيرانية الأدوات الأولية لتصنيع الكبتاغون، لكنها تسير اليوم على خط واحد، وهو التصدير من دون الطرح في الأسواق المحلية، وهذا المصنع يخضع لحراسة أمنية مشددة من ميليشيا "حزب الله" اللبناني، الذي بدوره يتشارك مع "الحرس الثوري" الإيراني في عملية الإنتاج، على أن يتولى الحرس عملية النقل والتصدير.
وتقول المصادر إن المصنع الجديد جرى العمل عليه، أواخر شهر نيسان الماضي، وزاره وفد يتبع للحرس الثوري في شهري حزيران وتموز الماضيين
وتشير المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، إلى أن عملية الإنتاج في المصنع بدأت، مطلع تموز الماضي، وأن الحزب نقل الكبتاغون إلى أبنية سكنه في المنطقة تمهيدا لعملية التصدير.
في تتبع عملية الإنتاج والإشراف عليه، تقسم المهام بشكل دقيق بين الميليشيات، ويشرف على الأمر شخصان أحدهما سوري والآخر عراقي الجنسية، ووفق المصادر المتقاطعة فإن عملية الإنتاج تتم ليلاً ويتولى عناصر (عراقيو الجنسية) عملية تجهيز المواد المخدرة، وجميع تلك المهام أو المراحل يشرف عليها "حزب الله" اللبناني الذي تقول المصادر إنه مسؤول لوجستي وأمني للمصنع الجديد.
وبالنظر إلى خط سير عملية التصدير فإنها تتم إلى وجهتين: الأولى نقل الكبتاغون ليلاً إلى الحدود العراقية بسيارة شحن، إذ تتولى ميليشيا "حزب الله" اللبناني عملية النقل إلى البوكمال، على أن يتولى
"الحرس الثوري" الإيراني عملية نقلها عبر الحدود إلى العراق.
واللافت في عملية النقل أنها تتم عبر بوابة مدينة البوكمال السورية، ويتولى "حزب الله" العراقي عملية استلام الكبتاغون ونقله إلى التصدير الخارجي، وهذا خط تصدير جديد يشي إلى أمرين الأول
أن الإيرانيين عادوا لاستخدام المخدرات كمصدر دخل، أو أن الأمر يتم بتنسيق مع "الفرقة الرابعة" التي تواجه ضغوطاً سياسية قوية من الأردن، نتيجة المخدرات التي يحبط تصديرها، بيد أن المصادر تؤكد أن مخابرات النظام أو قواته الرسمية غير مشتركة إلى الآن في عملية الإنتاج أو التصدير، مشيرةً إلى أنّ حواجز النظام السوري شرقي سوريا غير مخوّلة أساساً بتفتيش أية سيارة تتبع لـ"الحرس الثوري
وتقول المصادر إن "حزب الله" العراقي يتولّى تخزين الكبتاغون في مدينة القائم الحدودية، ويشرف على عملية نقلها باتجاه الحدود، ويلعب الحزب دوراً كبيراً في تأمين الموافقات الأمنية لتلك التجارة، مستنداً إلى أن عملية الشحن تتم بحجة أن المواد التي تصدر هي مواد غذائية وبعض الخضار، وأن حواجز الجيش العراقي لا تجري عمليات التفتيش المطلوبة، كما أن حالها مشابه لجيش النظام في سوريا الذي لا يملك صلاحيات كبيرة في الوصول إلى محتوى أية سيارة شحن.
نقل تجارة الكبتاغون من جنوبي سوريا إلى شرقها
عن الأسباب الرئيسية وراء نقل تجارة الكبتاغون من جنوبي سوريا إلى شرقها، تقول المصادر إن العملية ليست نقل كلي للمصانع وإنما افتتاح فروع في المنطقة، وأن الفرع في شرق سوريا سيكون بعيداً عن أعين الأردن، وكذلك بعيداً عن المعتاد أي دمشق والسويداء ودرعا.وأضافت المصادر أن عملية النقل من شرقي سوريا إلى العراق ومنها إلى سوريا تعتبر خطاً جديداً، غير مكلف مادياً كما أنه يمتلك المقومات الأمنية التي لا توجد في جنوبي سوريا، وتوفّر على الميليشيات أيضاً إيصال الكبتاغون بطريقة جديدة، وهذا سيُظهر النظام في سوريا أنه أخذ مخاوف الأردن على محمل الجد وصور نفسه محافظاً على أمن جيرانه.
وعن خطوط التصدير الأخرى، تمكّن تلفزيون سوريا من الوصول إلى خط تصدير داخلي للميليشيات الإيرانية، يقوم على نقل الكبتاغون إلى مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عبر معبرين نهريين هما: بقرص والعشارة، وتتم عملية النقل بوضع الكبتاغون بين المواد الغذائية التي يتم شحنها إلى مناطق قسد، ويتولّى تجار استلام الشحنات وبيعها في أسواق المنطقة، وتصدير جزء منها عبر المهربين إلى مناطق المعارضة السورية، لا سيما في منطقتي رأس العين وتل أبيض.
ووفق قراءة بيانية أولية تشير خطوط التصدير وفترات التصدير إلى تنامي قدرة المصنع في صنع الكبتاغون، أي أن المصنع لديه خطّا تصدير، الأول إلى العراق ومنه إلى الخليج
والثاني داخلي، فخلال شهر تموز الماضي، انطلقت شحنتان إلى العراق وشحنة واحدة إلى شرقي الفرات، كما أن العوائد المالية لا يمكن حسابها لغياب كمية الشحنات، ونوعية الكبتاغون المصدّر غير معلومة ما إن كان مشابهاً تماماً للذي تنتجه الفرقة الرابعة أو القوات التابعة لها.
ونظراً إلى انتشار معامل الكبتاغون في وسط وجنوبي سوريا، وأخيراً في شرقها، يمكن القول إن سوريا تحوّلت من دولة عبور للمخدرات إلى دولة منتجة ومصدّرة، وهذا إلى الآن لم تقره الدول الأوروبية أو دول جوار سوريا، أو حتى الولايات المتحدة، ويبقى الكبتاغون ذا أهمية في استراتيجية نظام الأسد أو الميليشيات المساندة له، بغض النظر عن جنسيتها، في الحصول على أموال، والعمل على استراتيجية التمويل الذاتي التي توفّر على إيران أو النظام السوري أعباء مالية كبيرة، وكل تلك التجارة والإنتاج والسعي في الديمومة هدفه الحفاظ على اقتصاد "الأسد" المتهالك، وإبقاؤه قادراً على مواجهة الأزمات.
الكشف عن مصنع للكبتاغون في دير الزور وخط تصدير جديد إلى الخليج
يشكّل ملف التجارة في المخدرات باباً مهمّاً في اقتصاد الأنظمة التي فقدت المقومات المعتادة للدولة، كما أنّ إنتاج المواد المخدرة يعدّ مصدراً مالياً مهماً يفوق التجارة، إذ يدعم ذلك كل القصص والروايات التي تحدثت عن أنشطة المافيا أو الجماعات التي أفرزها..
www.syria.tv