التحدِّي بــ { غَيْرُ أُوْلِيْ الضَّرَرِ }
إعداد الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
قابلك أحد الأعاجم وسألك سؤالًا مباشرًا:
هل عندك ما يثبت أن هذا القرآن هو من عند اللَّه عزّ وجلّ؟
فماذا تقول له، وكيف تردّ عليه؟!
هل ستقول: لأنه جاء بليغًا فصيحًا أفحم أساطين اللُّغة العربية، فعرفوا أنه ليس من عند بشر فآمنوا به؟ أعطني إذًا مثالًا واحدًا على ما تقول؟! عند هذا الحد سوف تجد نفسك تتحدث مع نفسك، لأن الطرف الآخر لن يفهم ما تقول! وإن الأعاجم لا يُتحدّون عن طريق البلاغة والفصاحة، فوجب أن يكون التحدِّي لهم من وجوه أخرى يفهمونها ويجيدونها. هل تعرف شخصًا واحدًا من الأعاجم دخل الإسلام لأنه اقتنع ببلاغة القرآن وفصاحته وأسلوبه المُعجز؟! بكل تأكيد لا.. ولكن في المقابل هناك آلاف العلماء والمفكرين الأعاجم الذي آمنوا بهذا القرآن عندما وقفوا على جانب يسير جدًّا من نظمه الرقميّ العجيب وإعجازه في مجالات العلوم الحديثة.
والمشهد الذي سوف أعرضه عليك الآن، هو أحد النماذج الرائعة التي أقنعت العديد من أصحاب البصيرة والعقول المستنيرة من غير المسلمين، بأن نظم القرآن بهذه الطريقة لا يمكن أن يكون صناعة بشرية بأي حال!
تأمّل هذا النص:
((( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا )))
ولكن مهلًا.. فهذا النص ليس هكذا في المصحف!
نزلت هذه الآية في بادئ الأمر بصيغتها هذه على النبي صلى الله عليه وسلّم.
فشكى إليه عبد اللَّه بن أم مكتوم (وكان رجلًا أعمى)، وقال: لو أنه يستطيع الجهاد لجاهد!
الآن هناك ظرف طارئ وحالة استثنائية!
فكيف سيستجيب الوحي لذلك؟! وهل يا ترى سوف يتم نسخ هذه الآية بالكامل؟
أم هل يا ترى سوف تتم إعادة صياغتها، لتستوعب أصحاب الضرر والأعذار؟!
أم سوف تنزل لاحقًا آية جديدة مكمّلة لها؟!
في جميع الحالات سوف يرجع أمين الوحي جبريل -عليه السلام- بأمر ربه ليعالج هذه الآية! ولكن كيف ذلك؟!
نتأمّل هذا الحديث من صحيح البخاري لنعرف كيف سيعالج الوحي هذه الآية:
روى البخاري في صحيحه عن مروان بن الحكم: أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلّم أملى عليه: { لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ }. قال فجاءه ابن أم مكتوم، وهو يُملِّها عليّ فقال يا رسول اللَّه لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلًا أعمى، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلّم، وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن ترضّ فخذي، ثم سُرِّيَ عنه فأنزل اللَّه عزّ وجلّ { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }.
شُبهة:
استغل بعض أعداء القرآن هذه الحادثة وأثاروا شبهة أن تعديل هذه الآية يشير إلى أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم يعدِّل القرآن الكريم كما شاء لأصحابه، وهو بذلك ليس من عند اللَّه! وقبل أن نرد على هذه الشبهة، نتأمّل أولًا كيف عدَّل الوحي هذه الآية لتستوعب أصحاب الضرر والأعذار!
انتبه جيّدًا!
سوف ينزل الوحي بثلاث كلمات فقط تضاف إلى هذه الآية ولكن تأمّل أين وضعها:
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِيْ الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا (95)} [النِّسَاء]
تأمّل..لقد وضع الوحيّ الكلمات الثلاث { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } في مفصل الآية تمامًا!
كان عدد كلمات الآية قبل التعديل 30 كلمة، ورقمها 95، ومجموعهما 125، وهذا العدد = 5 × 25
وعندما نزل الوحي بهذه الكلمات الثلاث { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }، ترك 25 حرفًا من بداية الآية، و25 كلمة من نهاية الآية، وترك 5 كلمات من بداية الآية، ووضع هذه الكلمات الثلاث!
بل إذا تأمّلت جيّدًا الحرف الذي ترتيبه رقم 25 من بداية الآية تجده حرف النون!
وإذا تأمّلت موقع حرف النون في قائمة الحروف الهجائية تجده الحرف رقم 25 أيضًا!
تأمّل هذه الكلمات الثلاث: { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
أوّل هذه الكلمات { غَيْرُ } وردت للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 25 من بداية المصحف!
عُد إلى بداية المصحف لتتأكد من أن كلمة { غَيْرُ } في الآية الأخيرة من سورة الفاتحة ترتيبها رقم 25
بل إذا تتبعت لفظ ({ غَيْرُ } من بداية المصحف تجد أن التكرار رقم 25 جاء في آية { أُوْلِي الضَّرَرِ }!
الكلمة الثانية، وهي كلمة { أُوْلِي } وردت باستثناء هذا الموضع 25 مرّة في القرآن!
أمّا الكلمة الثالثة { الضَّرَرِ }، فلم ترد في القرآن كله إلا مرّة واحدة فقط وفي هذه الآية!
فتأمّل يا رعاك اللَّه هذه اللَّوحة الرقمية الرائعة:
تأمّل هذه الدقة العجيبة في موضع { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } في الآية!
تأمّل كيف أعادت هذه الكلمات الثلاث { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } توازن الآية بأكملها!
خُماسيات { أُوْلِي الضَّرَرِ }:
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا (95)} [النِّسَاء]
تذكّر..
جاءت { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } بعد 5 كلمات من بداية الآية!
جاءت { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } بعد 25 حرفًا من بداية الآية، وهذا العدد = 5 × 5
جاءت { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } قبل 25 كلمة من نهاية الآية، وهذا العدد = 5 × 5
كلمة { غَيْر } وردت للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 25 من بداية المصحف، وهذا العدد = 5 × 5
كلمة { غَيْرُ } في هذه الآية هو التكرار رقم 25 لكلمة { غَيْرُ } من بداية المصحف، وهذا العدد = 5 × 5
الكلمة الثانية، وهي كلمة { أُوْلِي } وردت باستثناء هذا الموضع 25 مرّة في القرآن، وهذا العدد = 5 × 5
أما الكلمة الثالثة { الضَّرَرِ } فلم ترد في القرآن كله إلا مرّة واحدة فقط في هذه الآية!
والآن تأمّل..
ما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 5 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الجيم، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!
حسنًا.. نضيف 5 إلى الرقم 5 ليصبح الناتج 10
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 10 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الراء، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!
حسنًا.. نضيف 10 إلى العدد 10 ليصبح الناتج 20
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 20 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الفاء، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!
عدد حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } = 12 حرفًا.
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 12 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف السين، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!
العدد 25 يساوي 5 × 5
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 25 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف النون، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 12 مرّة بعدد حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25، وترتيبه من بداية الآية رقم 25 أيضًا!
العدد 15 يساوي 5 × 3
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 15 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الضاد، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 3 مرّات بعدد كلمات { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
تأمّل وتعجّب!
الحرف رقم 5 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!
الحرف رقم 10 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!
الحرف رقم 15 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 3 مرّات بعدد كلمات { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
الحرف رقم 20 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!
الحرف رقم 25 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 12 مرّة بعدد حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
والحرف رقم 12 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!
تأمّل حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
عدد حروفها 12 حرفًا وهناك حرفان منها تكرّر كل واحد منهما في الآية 12 مرّة!
حرف الواو تكرّر في الآية 12 مرّة، وهذا الحرف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 27
حرف الياء تكرّر في الآية 12 مرّة، وهذا الحرف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28
مجموع الترتيب الهجائي للحرفين = 55 فتأمّل هذه الخُماسية المزدوجة الرائعة!
تأمّل هذه العجائب!
هناك 4 أحرف تكرّر كل واحد منها في الآية 5 مرّات!
وهذه الأحرف هي:
حرف الجيم وترتيبه الهجائي رقم 5
حرف الراء وترتيبه الهجائي رقم 10
حرف السين وترتيبه الهجائي رقم 12
حرف الفاء وترتيبه الهجائي رقم 20
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الأربعة = 47
47 عدد أوّليّ، ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 15
الآن اكتملت السلسلة فتأمّل..
سلسلة الترتيب الهجائي لهذه الأحرف بدأت بالرقم 5
ثم انتقلت من بعده إلى العدد 10
ثم تجاوزت العدد 15، وقفزت مباشرة إلى العدد 20
وبذلك جاء مجموع الترتيب الهجائي للأحرف الأربعة عددًا أوّليًّا ترتيبه رقم 15
وبذلك تكتمل السلسلة 5 – 10 – 15 – 20
يتبع القسم الثاني والأخير
هل عندك ما يثبت أن هذا القرآن هو من عند اللَّه عزّ وجلّ؟
فماذا تقول له، وكيف تردّ عليه؟!
هل ستقول: لأنه جاء بليغًا فصيحًا أفحم أساطين اللُّغة العربية، فعرفوا أنه ليس من عند بشر فآمنوا به؟ أعطني إذًا مثالًا واحدًا على ما تقول؟! عند هذا الحد سوف تجد نفسك تتحدث مع نفسك، لأن الطرف الآخر لن يفهم ما تقول! وإن الأعاجم لا يُتحدّون عن طريق البلاغة والفصاحة، فوجب أن يكون التحدِّي لهم من وجوه أخرى يفهمونها ويجيدونها. هل تعرف شخصًا واحدًا من الأعاجم دخل الإسلام لأنه اقتنع ببلاغة القرآن وفصاحته وأسلوبه المُعجز؟! بكل تأكيد لا.. ولكن في المقابل هناك آلاف العلماء والمفكرين الأعاجم الذي آمنوا بهذا القرآن عندما وقفوا على جانب يسير جدًّا من نظمه الرقميّ العجيب وإعجازه في مجالات العلوم الحديثة.
والمشهد الذي سوف أعرضه عليك الآن، هو أحد النماذج الرائعة التي أقنعت العديد من أصحاب البصيرة والعقول المستنيرة من غير المسلمين، بأن نظم القرآن بهذه الطريقة لا يمكن أن يكون صناعة بشرية بأي حال!
تأمّل هذا النص:
((( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا )))
ولكن مهلًا.. فهذا النص ليس هكذا في المصحف!
نزلت هذه الآية في بادئ الأمر بصيغتها هذه على النبي صلى الله عليه وسلّم.
فشكى إليه عبد اللَّه بن أم مكتوم (وكان رجلًا أعمى)، وقال: لو أنه يستطيع الجهاد لجاهد!
الآن هناك ظرف طارئ وحالة استثنائية!
فكيف سيستجيب الوحي لذلك؟! وهل يا ترى سوف يتم نسخ هذه الآية بالكامل؟
أم هل يا ترى سوف تتم إعادة صياغتها، لتستوعب أصحاب الضرر والأعذار؟!
أم سوف تنزل لاحقًا آية جديدة مكمّلة لها؟!
في جميع الحالات سوف يرجع أمين الوحي جبريل -عليه السلام- بأمر ربه ليعالج هذه الآية! ولكن كيف ذلك؟!
نتأمّل هذا الحديث من صحيح البخاري لنعرف كيف سيعالج الوحي هذه الآية:
روى البخاري في صحيحه عن مروان بن الحكم: أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلّم أملى عليه: { لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ }. قال فجاءه ابن أم مكتوم، وهو يُملِّها عليّ فقال يا رسول اللَّه لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلًا أعمى، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلّم، وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن ترضّ فخذي، ثم سُرِّيَ عنه فأنزل اللَّه عزّ وجلّ { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }.
شُبهة:
استغل بعض أعداء القرآن هذه الحادثة وأثاروا شبهة أن تعديل هذه الآية يشير إلى أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم يعدِّل القرآن الكريم كما شاء لأصحابه، وهو بذلك ليس من عند اللَّه! وقبل أن نرد على هذه الشبهة، نتأمّل أولًا كيف عدَّل الوحي هذه الآية لتستوعب أصحاب الضرر والأعذار!
انتبه جيّدًا!
سوف ينزل الوحي بثلاث كلمات فقط تضاف إلى هذه الآية ولكن تأمّل أين وضعها:
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِيْ الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا (95)} [النِّسَاء]
تأمّل..لقد وضع الوحيّ الكلمات الثلاث { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } في مفصل الآية تمامًا!
كان عدد كلمات الآية قبل التعديل 30 كلمة، ورقمها 95، ومجموعهما 125، وهذا العدد = 5 × 25
وعندما نزل الوحي بهذه الكلمات الثلاث { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }، ترك 25 حرفًا من بداية الآية، و25 كلمة من نهاية الآية، وترك 5 كلمات من بداية الآية، ووضع هذه الكلمات الثلاث!
بل إذا تأمّلت جيّدًا الحرف الذي ترتيبه رقم 25 من بداية الآية تجده حرف النون!
وإذا تأمّلت موقع حرف النون في قائمة الحروف الهجائية تجده الحرف رقم 25 أيضًا!
تأمّل هذه الكلمات الثلاث: { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
أوّل هذه الكلمات { غَيْرُ } وردت للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 25 من بداية المصحف!
عُد إلى بداية المصحف لتتأكد من أن كلمة { غَيْرُ } في الآية الأخيرة من سورة الفاتحة ترتيبها رقم 25
بل إذا تتبعت لفظ ({ غَيْرُ } من بداية المصحف تجد أن التكرار رقم 25 جاء في آية { أُوْلِي الضَّرَرِ }!
الكلمة الثانية، وهي كلمة { أُوْلِي } وردت باستثناء هذا الموضع 25 مرّة في القرآن!
أمّا الكلمة الثالثة { الضَّرَرِ }، فلم ترد في القرآن كله إلا مرّة واحدة فقط وفي هذه الآية!
فتأمّل يا رعاك اللَّه هذه اللَّوحة الرقمية الرائعة:
تأمّل هذه الدقة العجيبة في موضع { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } في الآية!
تأمّل كيف أعادت هذه الكلمات الثلاث { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } توازن الآية بأكملها!
خُماسيات { أُوْلِي الضَّرَرِ }:
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا (95)} [النِّسَاء]
تذكّر..
جاءت { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } بعد 5 كلمات من بداية الآية!
جاءت { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } بعد 25 حرفًا من بداية الآية، وهذا العدد = 5 × 5
جاءت { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } قبل 25 كلمة من نهاية الآية، وهذا العدد = 5 × 5
كلمة { غَيْر } وردت للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 25 من بداية المصحف، وهذا العدد = 5 × 5
كلمة { غَيْرُ } في هذه الآية هو التكرار رقم 25 لكلمة { غَيْرُ } من بداية المصحف، وهذا العدد = 5 × 5
الكلمة الثانية، وهي كلمة { أُوْلِي } وردت باستثناء هذا الموضع 25 مرّة في القرآن، وهذا العدد = 5 × 5
أما الكلمة الثالثة { الضَّرَرِ } فلم ترد في القرآن كله إلا مرّة واحدة فقط في هذه الآية!
والآن تأمّل..
ما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 5 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الجيم، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!
حسنًا.. نضيف 5 إلى الرقم 5 ليصبح الناتج 10
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 10 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الراء، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!
حسنًا.. نضيف 10 إلى العدد 10 ليصبح الناتج 20
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 20 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الفاء، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!
عدد حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } = 12 حرفًا.
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 12 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف السين، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!
العدد 25 يساوي 5 × 5
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 25 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف النون، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 12 مرّة بعدد حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25، وترتيبه من بداية الآية رقم 25 أيضًا!
العدد 15 يساوي 5 × 3
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 15 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الضاد، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 3 مرّات بعدد كلمات { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
تأمّل وتعجّب!
الحرف رقم 5 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!
الحرف رقم 10 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!
الحرف رقم 15 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 3 مرّات بعدد كلمات { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
الحرف رقم 20 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!
الحرف رقم 25 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 12 مرّة بعدد حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
والحرف رقم 12 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!
تأمّل حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
عدد حروفها 12 حرفًا وهناك حرفان منها تكرّر كل واحد منهما في الآية 12 مرّة!
حرف الواو تكرّر في الآية 12 مرّة، وهذا الحرف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 27
حرف الياء تكرّر في الآية 12 مرّة، وهذا الحرف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28
مجموع الترتيب الهجائي للحرفين = 55 فتأمّل هذه الخُماسية المزدوجة الرائعة!
تأمّل هذه العجائب!
هناك 4 أحرف تكرّر كل واحد منها في الآية 5 مرّات!
وهذه الأحرف هي:
حرف الجيم وترتيبه الهجائي رقم 5
حرف الراء وترتيبه الهجائي رقم 10
حرف السين وترتيبه الهجائي رقم 12
حرف الفاء وترتيبه الهجائي رقم 20
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الأربعة = 47
47 عدد أوّليّ، ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 15
الآن اكتملت السلسلة فتأمّل..
سلسلة الترتيب الهجائي لهذه الأحرف بدأت بالرقم 5
ثم انتقلت من بعده إلى العدد 10
ثم تجاوزت العدد 15، وقفزت مباشرة إلى العدد 20
وبذلك جاء مجموع الترتيب الهجائي للأحرف الأربعة عددًا أوّليًّا ترتيبه رقم 15
وبذلك تكتمل السلسلة 5 – 10 – 15 – 20
يتبع القسم الثاني والأخير