التحدِّي بــ { غَيْرُ أُوْلِيْ الضَّرَرِ } / إعداد د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,784
التفاعل
17,903 114 0
التحدِّي بــ { غَيْرُ أُوْلِيْ الضَّرَرِ }

إعداد الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول


قابلك أحد الأعاجم وسألك سؤالًا مباشرًا:
هل عندك ما يثبت أن هذا القرآن هو من عند اللَّه عزّ وجلّ؟
فماذا تقول له، وكيف تردّ عليه؟!
هل ستقول: لأنه جاء بليغًا فصيحًا أفحم أساطين اللُّغة العربية، فعرفوا أنه ليس من عند بشر فآمنوا به؟ أعطني إذًا مثالًا واحدًا على ما تقول؟! عند هذا الحد سوف تجد نفسك تتحدث مع نفسك، لأن الطرف الآخر لن يفهم ما تقول! وإن الأعاجم لا يُتحدّون عن طريق البلاغة والفصاحة، فوجب أن يكون التحدِّي لهم من وجوه أخرى يفهمونها ويجيدونها. هل تعرف شخصًا واحدًا من الأعاجم دخل الإسلام لأنه اقتنع ببلاغة القرآن وفصاحته وأسلوبه المُعجز؟! بكل تأكيد لا.. ولكن في المقابل هناك آلاف العلماء والمفكرين الأعاجم الذي آمنوا بهذا القرآن عندما وقفوا على جانب يسير جدًّا من نظمه الرقميّ العجيب وإعجازه في مجالات العلوم الحديثة.
والمشهد الذي سوف أعرضه عليك الآن، هو أحد النماذج الرائعة التي أقنعت العديد من أصحاب البصيرة والعقول المستنيرة من غير المسلمين، بأن نظم القرآن بهذه الطريقة لا يمكن أن يكون صناعة بشرية بأي حال!

تأمّل هذا النص:
((( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا )))

ولكن مهلًا.. فهذا النص ليس هكذا في المصحف!
نزلت هذه الآية في بادئ الأمر بصيغتها هذه على النبي صلى الله عليه وسلّم.
فشكى إليه عبد اللَّه بن أم مكتوم (وكان رجلًا أعمى)، وقال: لو أنه يستطيع الجهاد لجاهد!
الآن هناك ظرف طارئ وحالة استثنائية!
فكيف سيستجيب الوحي لذلك؟! وهل يا ترى سوف يتم نسخ هذه الآية بالكامل؟
أم هل يا ترى سوف تتم إعادة صياغتها، لتستوعب أصحاب الضرر والأعذار؟!
أم سوف تنزل لاحقًا آية جديدة مكمّلة لها؟!
في جميع الحالات سوف يرجع أمين الوحي جبريل -عليه السلام- بأمر ربه ليعالج هذه الآية! ولكن كيف ذلك؟!
نتأمّل هذا الحديث من صحيح البخاري لنعرف كيف سيعالج الوحي هذه الآية:
روى البخاري في صحيحه عن مروان بن الحكم: أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلّم أملى عليه: { لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ }. قال فجاءه ابن أم مكتوم، وهو يُملِّها عليّ فقال يا رسول اللَّه لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلًا أعمى، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلّم، وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن ترضّ فخذي، ثم سُرِّيَ عنه فأنزل اللَّه عزّ وجلّ { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }.

شُبهة:
استغل بعض أعداء القرآن هذه الحادثة وأثاروا شبهة أن تعديل هذه الآية يشير إلى أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم يعدِّل القرآن الكريم كما شاء لأصحابه، وهو بذلك ليس من عند اللَّه! وقبل أن نرد على هذه الشبهة، نتأمّل أولًا كيف عدَّل الوحي هذه الآية لتستوعب أصحاب الضرر والأعذار!

انتبه جيّدًا!
سوف ينزل الوحي بثلاث كلمات فقط تضاف إلى هذه الآية ولكن تأمّل أين وضعها:

{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِيْ الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا (95)} [النِّسَاء]

تأمّل..لقد وضع الوحيّ الكلمات الثلاث { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } في مفصل الآية تمامًا!
كان عدد كلمات الآية قبل التعديل 30 كلمة، ورقمها 95، ومجموعهما 125، وهذا العدد = 5 × 25
وعندما نزل الوحي بهذه الكلمات الثلاث { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }، ترك 25 حرفًا من بداية الآية، و25 كلمة من نهاية الآية، وترك 5 كلمات من بداية الآية، ووضع هذه الكلمات الثلاث!
بل إذا تأمّلت جيّدًا الحرف الذي ترتيبه رقم 25 من بداية الآية تجده حرف النون!
وإذا تأمّلت موقع حرف النون في قائمة الحروف الهجائية تجده الحرف رقم 25 أيضًا!

تأمّل هذه الكلمات الثلاث: { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
أوّل هذه الكلمات { غَيْرُ } وردت للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 25 من بداية المصحف!
عُد إلى بداية المصحف لتتأكد من أن كلمة { غَيْرُ } في الآية الأخيرة من سورة الفاتحة ترتيبها رقم 25
بل إذا تتبعت لفظ ({ غَيْرُ } من بداية المصحف تجد أن التكرار رقم 25 جاء في آية { أُوْلِي الضَّرَرِ }!
الكلمة الثانية، وهي كلمة { أُوْلِي } وردت باستثناء هذا الموضع 25 مرّة في القرآن!
أمّا الكلمة الثالثة { الضَّرَرِ }، فلم ترد في القرآن كله إلا مرّة واحدة فقط وفي هذه الآية!

فتأمّل يا رعاك اللَّه هذه اللَّوحة الرقمية الرائعة:

تأمّل هذه الدقة العجيبة في موضع { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } في الآية!
تأمّل كيف أعادت هذه الكلمات الثلاث { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } توازن الآية بأكملها!

خُماسيات { أُوْلِي الضَّرَرِ }:

{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا (95)} [النِّسَاء]

تذكّر..
جاءت { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } بعد 5 كلمات من بداية الآية!
جاءت { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } بعد 25 حرفًا من بداية الآية، وهذا العدد = 5 × 5
جاءت { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } قبل 25 كلمة من نهاية الآية، وهذا العدد = 5 × 5
كلمة { غَيْر } وردت للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 25 من بداية المصحف، وهذا العدد = 5 × 5
كلمة { غَيْرُ } في هذه الآية هو التكرار رقم 25 لكلمة { غَيْرُ } من بداية المصحف، وهذا العدد = 5 × 5
الكلمة الثانية، وهي كلمة { أُوْلِي } وردت باستثناء هذا الموضع 25 مرّة في القرآن، وهذا العدد = 5 × 5
أما الكلمة الثالثة { الضَّرَرِ } فلم ترد في القرآن كله إلا مرّة واحدة فقط في هذه الآية!

والآن تأمّل..
ما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 5 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الجيم، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!

حسنًا.. نضيف 5 إلى الرقم 5 ليصبح الناتج 10
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 10 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الراء، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!

حسنًا.. نضيف 10 إلى العدد 10 ليصبح الناتج 20
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 20 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الفاء، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!

عدد حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } = 12 حرفًا.
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 12 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف السين، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 5 مرّات!

العدد 25 يساوي 5 × 5
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 25 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف النون، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 12 مرّة بعدد حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25، وترتيبه من بداية الآية رقم 25 أيضًا!

العدد 15 يساوي 5 × 3
فما هو الحرف الذي ترتيبه رقم 15 في قائمة الحروف الهجائية؟
إنه حرف الضاد، وقد تكرّر هذا الحرف في هذه الآية 3 مرّات بعدد كلمات { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!

تأمّل وتعجّب!
الحرف رقم 5 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!
الحرف رقم 10 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!
الحرف رقم 15 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 3 مرّات بعدد كلمات { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
الحرف رقم 20 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!
الحرف رقم 25 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 12 مرّة بعدد حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
والحرف رقم 12 في قائمة الحروف الهجائية تكرّر في الآية 5 مرّات!

تأمّل حروف { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }!
عدد حروفها 12 حرفًا وهناك حرفان منها تكرّر كل واحد منهما في الآية 12 مرّة!
حرف الواو تكرّر في الآية 12 مرّة، وهذا الحرف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 27
حرف الياء تكرّر في الآية 12 مرّة، وهذا الحرف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28
مجموع الترتيب الهجائي للحرفين = 55 فتأمّل هذه الخُماسية المزدوجة الرائعة!

تأمّل هذه العجائب!
هناك 4 أحرف تكرّر كل واحد منها في الآية 5 مرّات!
وهذه الأحرف هي:
حرف الجيم وترتيبه الهجائي رقم 5
حرف الراء وترتيبه الهجائي رقم 10
حرف السين وترتيبه الهجائي رقم 12
حرف الفاء وترتيبه الهجائي رقم 20
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الأربعة = 47
47 عدد أوّليّ، ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 15

الآن اكتملت السلسلة فتأمّل..
سلسلة الترتيب الهجائي لهذه الأحرف بدأت بالرقم 5
ثم انتقلت من بعده إلى العدد 10
ثم تجاوزت العدد 15، وقفزت مباشرة إلى العدد 20
وبذلك جاء مجموع الترتيب الهجائي للأحرف الأربعة عددًا أوّليًّا ترتيبه رقم 15
وبذلك تكتمل السلسلة 5 – 10 – 15 – 20

يتبع القسم الثاني والأخير
 
التحدِّي بــ { غَيْرُ أُوْلِيْ الضَّرَرِ }

إعداد الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الثاني والأخير​



مراتب الكلمات
الأرقام التي سوف نضعها على بعض كلمات هذه الآية تبيِّن مراتبها من بداية الآية:
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ 3 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُوْنَ 9 فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ 17 بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ 21 دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ 29 عَلَى الْقَاعِدِيْنَ 31 أَجْرًا عَظِيْمًا (95)} [النِّسَاء]

تأمّل..
ورد لفظ { الْقَاعِدِيْن } في الآية 3 مرّات!
وورد لفظ { الْمُجَاهِدِيْن } في الآية 3 مرّات أيضًا!
مجموع المراتب الثلاث التي احتلها لفظ { الْقَاعِدِيْن } في الآية: 3 + 21 + 31 = 55
مجموع المراتب التي احتلها لفظ { الْمُجَاهِدِيْن } في الآية: 9 + 17 + 29 = 55
{ الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِيْ الضَّرَرِ } = 6 كلمات!
{ الْمُجَاهِدُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ } = 6 كلمات!
لاحظ بداية الآية: { لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }.. 8 كلمات، و37 حرفًا!
لاحظ خاتمة الآية: { وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا }.. 8 كلمات، و37 حرفًا!

تأمّل كيف أعادت { غَيْرُ أوَّليّ الضَّرَرِ } التوازن لكلمات الآية وحروفها!
تأمّل كيف يكون نظم الآية من غير { غَيْرُ أوَّليّ الضَّرَرِ }! تختل كل هذه الموازين لا محالة!

ورد اسم { اللَّه } في الآية 4 مرّات، فتأمّل مواقعه الأربعة:

{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ 12 بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ 16 الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ25 الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ 28 الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا (95)} [النِّسَاء]
تأمّل..
مجموع مراتب اسم اللَّه في الآية: 12 + 16 + 25 + 28 = 81
إذا أضفنا هذا العدد إلى عدد كلمات الآية: 81 + 33 يكون الناتج 114، وهذا هو عدد سور القرآن!

تأمّل المقطع الذي تحته خط في الآية:
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا (95)} [النِّسَاء]

تأمّل الكلمة الأخيرة في المقطع { دَرَجَة }!
قم بعد الحروف من بداية الآية فستجد أن كلمة { دَرَجَة } جاءت بعد 114 حرفًا تحديدًا!
قم بعد الحروف التي جاءت بعد الكلمة نفسها حتى نهاية الآية فستجدها 54 حرفًا!

انتبه!
مجموع المراتب التي احتلها لفظ { الْمُجَاهِدِيْن } في الآية: 9 + 17 + 29 = 55
عدد الحروف التي جاءت بعد كلمة { دَرَجَةً }، حتى نهاية الآية 54 حرفًا!
الفرق بين العددين 55 – 54 = 1، وهذه هي الدرجة التي أشارت إليها الآية!

وتأمّل..
لفظ { الْمُجَاهِدِيْن } من 9 أحرف، ولفظ { الْقَاعِدِينَ } من 8 أحرف!
الفرق بين الرقمين 9 – 8 = 1 وهذه هي الدرجة التي أشارت إليها الآية!

وتأمّل..
لفظ { الْمُجَاهِدِيْن } يتضمَّن 8 أحرف هجائية ولفظ { الْقَاعِدِينَ } يتضمَّن 7 أحرف هجائية!
الفرق بين الرقمين 8 – 7 = 1 وهذه هي الدرجة التي أشارت إليها الآية!
فتأمّل: { فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً }!

انقلب السحر على الساحر!
الآن وبعدما رأينا أين وضع الوحي الكلمات الثلاث { غَيْرُ أُوْلِيْ الضَّرَرِ } التي أعادت للآية توازنها بشكل كامل على مستوى الحرف والكلمة، نعود ونرد على الشبهة التي أثارها بعضهم أن تعديل هذه الآية يشير إلى أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم يعدِّل القرآن الكريم كما شاء لأصحابه، وهو بذلك ليس من عند اللَّه!
والآن يا من تثيرون هذه الشبهة: هل قام مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم بإجراء كل هذه الحسابات الدقيقة والمعقدة جدًّا في لحظة يسيرة جدًّا من الزمن، ثم انتبه، وقال لزيد بن ثابت، اترك 25 حرفًا من بداية الآية، و25 كلمة من نهاية الآية، واترك 5 كلمات من بداية الآية، و25 كلمة من نهاية الآية، واحرص على أن يكون الحرف رقم 25 من بداية الآية هو حرف النون، لأن موقعه في قائمة الحروف الهجائية هو 25 أيضًا، ثم عد إلى بداية المصحف، وتأكد من أن أوّل هذه الكلمات الثلاث { غَيْرُ } وردت للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 25، ثم انتبه إلى الكلمة الثانية { أُوْلِيْ }، وتأكد من أنها سوف ترد في غير هذا الموضع 25 مرّة في القرآن، ثم بعد ذلك كله ضع هذه الكلمات الثلاث { غَيْرُ أُوْلِيْ الضَّرَرِ } لتستوعب أصحاب الضرر والأعذار؟!
أي نوع من الأجهزة الرقميّة المتطوَّرة وفائقة السرعة كان يستخدمه مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم؟!
وأي نوع من برامج الذكاء الصناعي كان يوظفه لنظم حروف القرآن وكلماته بهذه الدقة المتناهية؟!
أجيبوا.. فأنتم الآن في ورطة حقيقية ولا أدري كيف ستخرجون منها!
هذه ليست فرضيات لتجادلوا في شأنها! وإنما هي أرقام وحقائق يقينية ثابتة لها وجه واحد فقط!
وإنما هي أرقام ثابتة لا إحساس فيها ولا انحياز، وأعداد مجرّدة لا حسّ فيها ولا عاطفة.
وإنما هي براهين ساطعة وأدلّة قاطعة، وشواهد حاسمة لا جدال فيها ولا سجال.
وإنما هي حجج دامغة وبيِّنات راسخة، لا يمكن معها إلَّا التصديق بالقرآن أنه من عند اللَّه.
والآن سوف أعرض عليكم ما هو أعجب من ذلك كله فانتبهوا إلى الإيقاع الآتي:

إيقاع ابن أم مكتوم

{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا (95)} [النِّسَاء]

لقد أجمع علماء التفسير بأن آية "أولي الضرر" نزلت في بادئ الأمر على النبي صلى الله عليه وسلّم من دون (غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ) فشكى إليه عبد اللَّه بن أم مكتوم (وكان رجلًا أعمى)، فنزل الوحي بتكملة الآية، وجاء بهذا المقطع منها! والآن هذا هو شكل النص قبل التعديل:

((( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا )))

انطلق من هذه الحقيقة وتأمَّل جيِّدًا هذه المعطيات:
حرف العين تكرَّر في الآية 7 مرَّات.
حرف الباء تكرَّر في الآية 3 مرَّات.
حرف الدال تكرَّر في الآية 8 مرَّات.
حرف الألف تكرَّر في الآية 29 مرَّة.
حرف اللَّام تكرَّر في الآية 25 مرَّة.
حرف الهاء تكرَّر في الآية 11 مرَّة.
حرف النون تكرَّر في الآية 12 مرَّة.
حرف الميم تكرَّر في الآية 13 مرَّة.
حرف الكاف تكرَّر في الآية 1 مرَّة.
حرف التاء تكرَّر في الآية 1 مرَّة.
حرف الواو تكرَّر في الآية 11 مرَّة.
هذه الحروف عددها 11 حرفًا، ومجموع تكرارها في النص قبل التعديل هو 121، وهذا العدد = 11 × 11
هذه الحروف إذا تأمَّلتها جيدًا فهي حروف (عبد اللَّه ابن أم مكتوم)!

الآن نعيد الآية إلى صيغتها الأخيرة، أي بعد التعديل:

{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرًا عَظِيْمًا (95)} [النِّسَاء]

انطلق من هذه الحقيقة وتأمَّل جيِّدًا هذه المعطيات:
حرف العين تكرَّر في الآية 7 مرَّات.
حرف الباء تكرَّر في الآية 3 مرَّات.
حرف الدال تكرَّر في الآية 8 مرَّات.
حرف الألف تكرَّر في الآية 31 مرَّة.
حرف اللَّام تكرَّر في الآية 27 مرَّة.
حرف الهاء تكرَّر في الآية 11 مرَّة.
حرف النون تكرَّر في الآية 12 مرَّة.
حرف الميم تكرَّر في الآية 13 مرَّة.
حرف الكاف تكرَّر في الآية 1 مرَّة.
حرف التاء تكرَّر في الآية 1 مرَّة.
حرف الواو تكرَّر في الآية 12 مرَّة.
هذه الحروف نفسها، وهي حروف (عبد اللَّه ابن أم مكتوم) تكرّرت في الآية في صيغتها الأخيرة 126 مرّة!
العدد 126 يساوي 114 + 12
114 هو عدد سور القرآن!
12 هو عدد حروف { غَيْرُ أُوْلِيْ الضَّرَرِ }!
تأمّل أيضا!
مجموع الترتيب الهجائي لحروف (عبد اللَّه ابن أم مكتوم) = 179

انتقل الآن إلى أوّل آية في المصحف رقمها 179، وهي:

{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُوْنَ (179)} [البقرة]

ما العجيب في هذه الآية؟!
كلمة { أُوْلِيْ } وردت لأوّل مرّة في المصحف في هذه الآية!
وعبد اللَّه ابن أم مكتوم من { أُوْلِيْ الضَّرَرِ }!
بل إذا تأمّلت { أُولِي الأَلْبَابِ } التي وردت في هذه الآية تجد أن عدد حروفها 11 حرفًا!
11 هو عدد الحروف الهجائية التي يتشكّل منها اسم (عبد اللَّه ابن أم مكتوم)!

كيف تكون الأوهام أدلَّة قاطعة؟!
في قصة نزول هذه الآية مجزأة بهذه الطريقة حكم بليغة لمن تدبَّر!
عندما نزل القرآن الكريم من اللّوح المحفوظ إلى بيت العزّة في السماء الدنيا نزل دفعة واحدة ولم يتغيَّر بعد نزوله، ثم تنزَّلت آياته وسوره بعد ذلك منجَّمة بحسب الأحداث في 23 عامًا، لأن الذي أنزل القرآن، وهو اللَّه عزّ وجلّ سبق في علمه كل تلك الأحداث، وسبق في علمه موقف ابن مكتوم. وأراد المولى عزّ وجلّ أن ينبِّه المسلمين، من خلال هذه الواقعة، على أنه حين يتلقى كل واحد منهم آيات اللَّه عزّ وجلّ، عليه أن يتلقاها بيقظة إيمانية تامة، ويتدبّر ويتبيَّن موقعه وموقفه منها، وما هو مطلوب منه، خير يتَّبعه أم شر يتَّقيه.
كما أن في قصة ابن مكتوم هذه دلالة واضحة على دقة كتبة الوحي ووعيهم، ومقدار حرصهم على إثبات القرآن الكريم حين نزوله على الفور دون إبطاء، ومعرفة مكان كل حرف وكل كلمة فيه.
فسبحان من جعل من أوهام الخصوم بافتراء القرآن أدلَّة قاطعة ضدهم!
-----------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

انتهى القسم الثاني والأخير

بتصرف بسيط عن موقع طريق القرآن
 
1661453512536.png
 
عودة
أعلى