من أي الثلاث أنت؟ / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,784
التفاعل
17,903 114 0
من أي الثلاث أنت؟

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي


صنِّف نفسك قبل أن تُصنَّف.. فمن أي الفئات الثلاث أنت؟!
تأمّل هذه الآية جيِّدًا وتفكَّر أين تجد نفسك من بين فئاتها الثلاث:

{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِيْنَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيْرُ (32)} [فاطر]

المعنيون بهذه الآية هم أمَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم وكتابهم القرآن.
والآية تصنِّف المؤمنين بالقرآن من هذه الأمَّة إلى ثلاث فئات:

{ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } : الذي يرتكب بعض المحرّمات، ويترك بعض الواجبات.
{مُقْتَصِدٌ }: الذي يقتصر في عبادته على أداء الواجبات، وترك المحرّمات.
{سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ }: الذي يفعل الواجبات والمستحبات والنوافل، ويترك المحرّمات والمكروهات وبعض المباحات.

الفئات الثلاث في الميزان!
لا شكّ في أنك قد قرأت وسمعت هذه الآية كثيرًا، فهل خطر ببالك هذه الميزان العجيب؟! فتأمّل:

1660633982829.png


اسم { اللَّه } في الآية!
تكرَّرت الأحرف الثلاثة لاسم { اللَّه } في الآية 34 مرّة!

الإيقاعات
الأعجب من ذلك ليس هذا الميزان بل أمر آخر!
تأمّل هذه الإيقاعات:
الإيقاع الأول
تكرَّرت الأحرف الثمانية لكلمتي { ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } في الآية 61 مرّة!

الإيقاع الثاني
تكرَّرت الأحرف الخمسة لكلمة { مُقْتَصِدٌ } في الآية 19 مرّة!

الإيقاع الثالث
تكرَّرت حروف النص { سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ } في الآية 68 مرّة!

تأمّل..
مجموع تكرار حروف { ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } – { مُقْتَصِدٌ } – { سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ }.
في الآية = 148 وهذا العدد = 114 + 34
114 هو عدد سور القرآن الكريم

الأعجب من ذلك!
بل هناك ما هو أعجب منه، فتأمّل:
مجموع الترتيب الهجائي للأحرف الثمانية في كلمتي { ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } هو 148، وهذا العدد = 114 + 34

سر العدد 34 مع الفئات الثلاث!
تأمّل وتعجَّب: { ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } – { مُقْتَصِدٌ } – { سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ }.
بعد 34 سورة من بداية المصحف يأتي ترتيب سورة فاطر التي وردت فيها هذه التصنيفات الثلاثة!
مجموع أحرف أسماء هذه الفئات الثلاث 34 حرفًا!
مجموع تكرار أحرف اسم اللَّه في الآية = 34
مجموع تكرار أحرف أسماء هذه الفئات الثلاث في الآية = 114 + 34
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم الفئة الأولى = 114 + 34
مجموع تكرار أحرف اسم الفئة الثالثة في الآية = 34 + 34

عجائب لا تنقضي!

{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِيْنَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيْرُ (32)} [فاطر]

تأمّل هذه الآية مرّة أخرى ودقق في العجائب الآتية:
عدد كلمات هذه الآية 21 كلمة، وهذا العدد = 7 × 3
مجموع كلمات أسماء الفئات الثلاث هو 7 كلمات!

تأمّل..
تكرَّرت أحرف { ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } في الآية 61 مرّة!
وتكرَّرت أحرف { مُقْتَصِدٌ } في الآية 19 مرّة!
والفرق بين العددين 61 و 19 يساوي 7 × 7 – 7

تأمّل..
تكرَّرت أحرف { ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } في الآية 61 مرّة!
وتكرَّرت حروف { سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ } في الآية 68 مرّة!
والفرق بين العددين 61 و 68 يساوي 7

تأمّل..
تكرَّرت أحرف { مُقْتَصِدٌ } في الآية 19 مرّة!
وتكرَّرت حروف { سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ } في الآية 68 مرّة!
والفرق بين العددين 19 و68 يساوي 7 × 7

حروف الفئات
تأمّل أسماء الفئات الثلاث مرّة أخرى:
{ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ }: 9 أحرف تكرَّر منها حرف واحد، وهو حرف اللَّام!
{ مُقْتَصِدٌ }: 5 أحرف، ولم يتكرَّر منها أي حرف!
{ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ }: 20 حرفًا تكرَّر منها الألف 5 مرّات، والباء 3 مرّات، واللَّام 3 مرّات!

تأمّل..
تركيبة أحرف الفئات الثلاث { ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } – { مُقْتَصِدٌ } – { سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ }.
توضّح المضمون نفسه!
كلمة { مُقْتَصِدٌ } جاءت من 5 أحرف، ولم يتكرَّر منها أي حرف!
تكرَّرت الأحرف الخمسة في الآية 19 مرّة، مع العلم أن العدد 5 أوّليّ، وكذلك العدد 19 عدد أوّليّ أيضًا، ومن خصائص العدد الأوَّليّ أنه لا يقبل القسمة إلَّا على نفسه أو على الرقم واحد!
والمقتصد هو الذي يقتصر في عبادته على أداء الواجبات وترك المحرّمات!
ولذلك جاءت خصائص حروف هذه الفئة لتعكس روح المعنى والمضمون!

انتبه!
الأهم من ذلك كلّه لم أعرضه عليك بعد!
في أي فئة من هذه الفئات الثلاث تجد نفسك؟
{ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } ؟ أم { مُقْتَصِدٌ } ؟ أم { سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ } ؟.

جعلني اللَّه وإياك من السابقين بالخيرات بإذنه، فإنه سبحانه وتعالى الكريم الذي لا يسمو كرم على كرمه، ولا عطاء يرقى إلى عطائه، يعطي ما يشاء لمن يشاء وكيف يشاء. وقد أجمع المفسّرون على أن أصحاب هذه الفئة يدخلون الجنة بغير حساب، وهم صفوة هذه الأمَّة الذين اصطفاهم اللَّه عزّ وجلّ وميَّزهم، ولذلك قرنهم باسمه { بِإِذْنِ اللَّهِ }، والمسابقة للخيرات وبلوغ أعلى الدرجات لا تكون إلا { بِإِذْنِ اللَّهِ } عزّ وجلّ وتوفيقه.
----------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

بتصرف بسيط عن موقع طريق القرآن
 
عودة
أعلى