تقرير سابق لي اندبندنت بتاريخ
Sunday 03 October 2021
متابعة خاصة لمشاكل الطاقة في اوروبا
أصبحت إمدادات الطاقة في المملكة المتحدة وأوروبا أكثر هشاشة لأسباب تقنية أهمها الاعتماد على الرياح ومصادر طاقة أخرى غير منتظمة، وأسباب سياسية في مقدمتها الاعتماد على روسيا.
ففي تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" (Independent) البريطانية، يقول الكاتب هاميش ماكراي إنه على الرغم من سرعة انتقال المملكة المتحدة نحو المصادر البديلة لتوليد الطاقة، فإنها ستظل بحاجة إلى الغاز كوقود احتياطي.
ويرى الكاتب أن المملكة تعاني مشكلات عدة تفسر أزمة الطاقة، إذ تفتقر إلى ما يكفي من المنشآت لتخزين الغاز، كما أن هناك عقبات كثيرة أمام بناء محطات جديدة للطاقة النووية.
مشكلات الطاقة في أوروبا
ويضيف الكاتب أن هذه "الفوضى" لا تقتصر على المملكة المتحدة، بل تشمل أوروبا ومناطق أخرى، فإذا سافرت إلى بعض المناطق ذات الاقتصادات الناشئة، عليك أن تتوقع انقطاع التيار الكهربائي في أي وقت، وهو ما يجعل العديد من هذه الدول تعتمد على المولدات الاحتياطية، لكنك لن ترى ذلك في دول العالم المتقدم.
بدأت المملكة المتحدة أخيرا تشغيل كابل طاقة قادم من النرويج، وهو أطول كابل كهرباء تحت الماء في العالم، وتتمثل الفكرة في جلب الطاقة الكهرمائية النظيفة من النرويج وتصدير طاقة الرياح النظيفة من المملكة المتحدة.
لكن إحدى المشكلات التي عرقلت المشروع هي أن النرويج شهدت حالة جفاف أدّت إلى انخفاض الطاقة المخزنة إلى أدنى مستوياتها منذ 10 أعوام، ولن يقتصر الأمر على محدودية الصادرات فحسب، بل ستواجه دول الشمال فواتير طاقة عالية جدا، تبلغ 5 أضعاف المستوى الذي كانت عليه العام الماضي.
وحسب الكاتب، فقد تقدمت ألمانيا خطوات كبيرة في التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، لكن الفحم العادي والفحم البني وفرا أكثر من ربع احتياجاتها في النصف الأول من العام الجاري، وسيكون من الصعب خفض هذه النسبة عندما تغلق الدولة محطاتها النووية المتبقية.
أما في فرنسا -الدولة التي راهنت بشكل كبير على الطاقة النووية- فقد وفرت الطاقة النووية العام الماضي 70% من احتياجات البلاد من الطاقة الكهربائية، وهي أعلى نسبة في العالم، لكن السعة الإجمالية لعمليات الإنتاج لم ترتفع منذ عام 1999، وهي أقل قليلا الآن مما كانت عليه في ذلك الوقت.
وفي إيطاليا يوفر الوقود الأحفوري أكثر من 60% من الطاقة الإنتاجية، ويشكل الغاز المستورد النسبة الأكبر في هذا المزيج.
بدأت المملكة المتحدة أخيرا تشغيل كابل طاقة قادم من النرويج، وهو أطول كابل كهرباء تحت الماء في العالم، وتتمثل الفكرة في جلب الطاقة الكهرمائية النظيفة من النرويج وتصدير طاقة الرياح النظيفة من المملكة المتحدة.
لكن إحدى المشكلات التي عرقلت المشروع هي أن النرويج شهدت حالة جفاف أدّت إلى انخفاض الطاقة المخزنة إلى أدنى مستوياتها منذ 10 أعوام، ولن يقتصر الأمر على محدودية الصادرات فحسب، بل ستواجه دول الشمال فواتير طاقة عالية جدا، تبلغ 5 أضعاف المستوى الذي كانت عليه العام الماضي.
وحسب الكاتب، فقد تقدمت ألمانيا خطوات كبيرة في التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، لكن الفحم العادي والفحم البني وفرا أكثر من ربع احتياجاتها في النصف الأول من العام الجاري، وسيكون من الصعب خفض هذه النسبة عندما تغلق الدولة محطاتها النووية المتبقية.
أما في فرنسا -الدولة التي راهنت بشكل كبير على الطاقة النووية- فقد وفرت الطاقة النووية العام الماضي 70% من احتياجات البلاد من الطاقة الكهربائية، وهي أعلى نسبة في العالم، لكن السعة الإجمالية لعمليات الإنتاج لم ترتفع منذ عام 1999، وهي أقل قليلا الآن مما كانت عليه في ذلك الوقت.
وفي إيطاليا يوفر الوقود الأحفوري أكثر من 60% من الطاقة الإنتاجية، ويشكل الغاز المستورد النسبة الأكبر في هذا المزيج.
الحاجة إلى روسيا
يشير الكاتب إلى أن هناك جدلا كبيرا في أوروبا بشأن استكمال ألمانيا بناء خط أنابيب الغاز الجديد القادم من روسيا أسفل بحر البلطيق، ويُعرف بمشروع "نورد ستريم 2″، حيث يتساءل المراقبون عما إذا كان هذا الخط سيجعل أوروبا أكثر حاجة إلى روسيا، أم العكس.
ويرى كثير من الخبراء أن روسيا يمكنها الآن استخدام الطاقة بشكل أكثر فاعلية كسلاح ضد أوروبا، وهذا يجعل إمدادات الطاقة في المملكة المتحدة وأوروبا أكثر هشاشة وعرضة للمخاطر.
وعدا عن العوامل السياسية، فإن هناك أسبابا فنية تدعو للقلق -وفقا للكاتب- إذ تعتمد أوروبا على الرياح ومصادر أخرى غير منتظمة، وتعاني المملكة المتحدة مشاكل تنظيمية، وتواجه فرنسا صعوبات في بناء محطات طاقة نووية جديدة، في حين ترفض ألمانيا كليا الاعتماد على الطاقة النووية.
ويعتقد الكاتب أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه المشكلات التي تمر بها أوروبا تأتي في وقت بدأ فيه الاقتصاد العالمي الخطوات الأولى من التحول الهيكلي نحو التخلي عن الوقود الأحفوري والوصول إلى الحياد الكربوني.
وهذا التحول قد تعيقه عراقيل كثيرة، فمع الاندفاع نحو الاعتماد على السيارات الكهربائية -على سبيل المثال- لن تتمكن المملكة المتحدة من توليد الكهرباء الكافية لتشغيلها.
ويختم الكاتب بأن أقرب الأزمات المتوقعة في الشتاء القادم هي انقطاع التيار الكهربائي في ظل زيادة الطلب على الطاقة للتدفئة، بخاصة إذا لم توفر الرياح الطاقة الكافية.
ويرى كثير من الخبراء أن روسيا يمكنها الآن استخدام الطاقة بشكل أكثر فاعلية كسلاح ضد أوروبا، وهذا يجعل إمدادات الطاقة في المملكة المتحدة وأوروبا أكثر هشاشة وعرضة للمخاطر.
وعدا عن العوامل السياسية، فإن هناك أسبابا فنية تدعو للقلق -وفقا للكاتب- إذ تعتمد أوروبا على الرياح ومصادر أخرى غير منتظمة، وتعاني المملكة المتحدة مشاكل تنظيمية، وتواجه فرنسا صعوبات في بناء محطات طاقة نووية جديدة، في حين ترفض ألمانيا كليا الاعتماد على الطاقة النووية.
ويعتقد الكاتب أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه المشكلات التي تمر بها أوروبا تأتي في وقت بدأ فيه الاقتصاد العالمي الخطوات الأولى من التحول الهيكلي نحو التخلي عن الوقود الأحفوري والوصول إلى الحياد الكربوني.
وهذا التحول قد تعيقه عراقيل كثيرة، فمع الاندفاع نحو الاعتماد على السيارات الكهربائية -على سبيل المثال- لن تتمكن المملكة المتحدة من توليد الكهرباء الكافية لتشغيلها.
ويختم الكاتب بأن أقرب الأزمات المتوقعة في الشتاء القادم هي انقطاع التيار الكهربائي في ظل زيادة الطلب على الطاقة للتدفئة، بخاصة إذا لم توفر الرياح الطاقة الكافية.
ماذا سيحدث إذا نفدت مخزونات الغاز الطبيعي في أوروبا؟
تستعد القارة العجوز لشتاء أكثر برودة من المعتاد في ظل تصاعد مستمر لأسعار الطاقة في جميع أنحاء القارة، وتشير التوقعات إلى أن النقص في إمدادات الغاز الطبيعي قد يتفاقم، وقد يصل الأمر إلى انخفاض المخزونات إلى الصفر، مع إمكانية انقطاع التيار الكهربائي في جميع مناطق أوروبا.
في تقرير نشره موقع "أويل برايس" (Oil Price) الأميركي، تقول تسفيتانا باراسكوفا إنه مع بدء انخفاض درجات الحرارة في أوروبا خلال الأيام الأخيرة، ارتفعت أسعار الكهرباء، في وقت يتوقع فيه المحللون أنه لا يوجد حل فوري لأزمة إمدادات الكهرباء والغاز الطبيعي، وأن الوضع سيكون أسوأ إذا استمرت موجة البرد.
أوروبا تبحث عن الحلول
في الوقت الحالي، يرى بعض الخبراء أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يخفف الضغط على إمدادات الطاقة المحدودة في أوروبا هو تقليص الطلب في الصناعات في ظل مخاوف من وصول المخزونات إلى الصفر.
وحسب الكاتبة، فإن روسيا أوفت إلى حد الآن بالتزاماتها التعاقدية مع العملاء الأوروبيين بشأن إمدادات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، لكنها لم تقدم إمدادات إضافية في خضم أزمة الغاز والطاقة في الأشهر الأخيرة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة الشبكة الفدرالية الألمانية إن مشروع "نورد ستريم 2" الروسي قد تعثر بعد أن أكدت ألمانيا أنها علقت المصادقة على خط أنابيب الغاز.
وفي ظل الغموض الذي يحيط بموعد بدء مشروع نورد ستريم 2، يمكن أن تتجاوز أسعار الغاز والطاقة في أوروبا المستويات القياسية التي وصلت إليها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقلت وكالة رويترز عن المحلل في شركة "رفينيتيف" (Refinitiv) للاستشارات واين بريان قوله الأسبوع الماضي "لا أستبعد العودة إلى المستويات المرتفعة القياسية في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما أنظر إلى النقص الحاد في السوق والتدفقات الروسية المحدودة".
وأكد الشريك التجاري في شركة "هارتري بارتنيرز" (Hartree Partners) آدم لويس لموقع بلومبيرغ أنه "إذا كان الطقس باردا في أوروبا، فلن يكون هناك حل سهل لزيادة الإمدادات، وإنما نحتاج إلى حل لخفض الطلب".
وقد قلصت بعض الصناعات ذات الاستهلاك الكبير للطاقة والتي تستخدم الكثير من الغاز الطبيعي – بما في ذلك الأمونيا والأسمدة ومصانع الصلب- من عملياتها في أوروبا خلال الأشهر الأخيرة، حيث تعرضت لخسائر بسبب أسعار الغاز الطبيعي القياسية، وإذا استمرت في تقليص عملياتها خلال الأشهر المقبلة فإن الطلب على الطاقة سينخفض.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ترافيغورا" (Trafigura) جيريمي وير إن أزمة الغاز الطبيعي بالنسبة للمستهلكين تعني انقطاع التيار الكهربائي، محذرا من أنه "لا يوجد ما يكفي من الغاز في الوقت الحالي، بصراحة تامة نحن لا نخزن للشتاء"، وأضاف وير أن القلق الحقيقي لا يكمن في برودة الشتاء، وإنما في احتمال انقطاع التيار الكهربائي.
وحسب الكاتبة، فإن روسيا أوفت إلى حد الآن بالتزاماتها التعاقدية مع العملاء الأوروبيين بشأن إمدادات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، لكنها لم تقدم إمدادات إضافية في خضم أزمة الغاز والطاقة في الأشهر الأخيرة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة الشبكة الفدرالية الألمانية إن مشروع "نورد ستريم 2" الروسي قد تعثر بعد أن أكدت ألمانيا أنها علقت المصادقة على خط أنابيب الغاز.
وفي ظل الغموض الذي يحيط بموعد بدء مشروع نورد ستريم 2، يمكن أن تتجاوز أسعار الغاز والطاقة في أوروبا المستويات القياسية التي وصلت إليها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقلت وكالة رويترز عن المحلل في شركة "رفينيتيف" (Refinitiv) للاستشارات واين بريان قوله الأسبوع الماضي "لا أستبعد العودة إلى المستويات المرتفعة القياسية في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما أنظر إلى النقص الحاد في السوق والتدفقات الروسية المحدودة".
وأكد الشريك التجاري في شركة "هارتري بارتنيرز" (Hartree Partners) آدم لويس لموقع بلومبيرغ أنه "إذا كان الطقس باردا في أوروبا، فلن يكون هناك حل سهل لزيادة الإمدادات، وإنما نحتاج إلى حل لخفض الطلب".
وقد قلصت بعض الصناعات ذات الاستهلاك الكبير للطاقة والتي تستخدم الكثير من الغاز الطبيعي – بما في ذلك الأمونيا والأسمدة ومصانع الصلب- من عملياتها في أوروبا خلال الأشهر الأخيرة، حيث تعرضت لخسائر بسبب أسعار الغاز الطبيعي القياسية، وإذا استمرت في تقليص عملياتها خلال الأشهر المقبلة فإن الطلب على الطاقة سينخفض.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ترافيغورا" (Trafigura) جيريمي وير إن أزمة الغاز الطبيعي بالنسبة للمستهلكين تعني انقطاع التيار الكهربائي، محذرا من أنه "لا يوجد ما يكفي من الغاز في الوقت الحالي، بصراحة تامة نحن لا نخزن للشتاء"، وأضاف وير أن القلق الحقيقي لا يكمن في برودة الشتاء، وإنما في احتمال انقطاع التيار الكهربائي.
انخفاض طاقة الرياح
تضيف الكاتبة أنه إلى جانب أزمة الغاز الطبيعي التي رفعت أسعار الطاقة في أوروبا إلى مستويات قياسية، فإن انخفاض سرعة الرياح أدى بدوره إلى تفاقم العجز في إمدادات الطاقة، خاصة في دول شمالي أوروبا التي تعتمد على توليد الطاقة من الرياح بشكل جزئي.
على سبيل المثال، أدى انخفاض حجم طاقة الرياح في فرنسا إلى جانب انخفاض إمدادات الطاقة النووية إلى ارتفاع أسعار الكهرباء في البلاد الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ ما يقرب عقدا من الزمن، إلى جانب ارتفاع الطلب على الكهرباء في ظل برودة الطقس.
وقفزت أسعار الطاقة في دول شمالي القارة أول أمس الاثنين إلى مستوى قياسي بسبب انخفاض درجات الحرارة، وتراجع إمدادات الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة، وارتفاع أسعار الغاز.
ومع شح إمدادات الغاز الطبيعي، والغموض بشأن إمكانية زيادة تدفقات الغاز الروسي، ترى الكاتبة أن أنظمة وأسواق الطاقة والغاز في أوروبا تواجه تحديا صعبا للغاية خلال الشتاء الحالي.
المصدر : أويل برايس
Independent
على سبيل المثال، أدى انخفاض حجم طاقة الرياح في فرنسا إلى جانب انخفاض إمدادات الطاقة النووية إلى ارتفاع أسعار الكهرباء في البلاد الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ ما يقرب عقدا من الزمن، إلى جانب ارتفاع الطلب على الكهرباء في ظل برودة الطقس.
وقفزت أسعار الطاقة في دول شمالي القارة أول أمس الاثنين إلى مستوى قياسي بسبب انخفاض درجات الحرارة، وتراجع إمدادات الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة، وارتفاع أسعار الغاز.
ومع شح إمدادات الغاز الطبيعي، والغموض بشأن إمكانية زيادة تدفقات الغاز الروسي، ترى الكاتبة أن أنظمة وأسواق الطاقة والغاز في أوروبا تواجه تحديا صعبا للغاية خلال الشتاء الحالي.
المصدر : أويل برايس
Independent