الأعداد الأولية تتحدّى المشركين
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
العدد الأوّليّ، أو العدد الأصمّ هو عدد صحيح أكبر من واحد ولكنه لا يقبل القسمة إلا على نفسه وعلى الرقم 1 فقط، وفيما عدا ذلك فإن جميع الأعداد الصحيحة الأخرى تسمى أعدادًا مركَّبة. وبرغم ملايين المحاولات المضنية التي قام بها علماء الرياضيات عبر القرون، فلم تتوصّل البشرية إلى أي نتائج ملموسة لفهم سلوك الأعداد الأوّليّة أو ترويضها. والقرآن العظيم الذي نزل قبل ما يزيد على 14 قرنًا يستخدم خصائص هذه الأعداد الأوّليّة ومراتبها في تعزيز المعنى المراد؛ بل والأعجب من ذلك أن النسيج الرقميّ القرآني كلّه يقوم على هذه الأعداد الأوّليّة!
ولا يمكن لنا أن نفهم النسيج الرقمي القرآني بشكل صحيح إلا بعد فهمنا لسلوك هذه الأعداد الأوّليّة التي استعصت على الفهم، وظلّت عبر القرون تخفي خلفها سرًّا عظيمًا، ولغزًا يحيّر العقل البشري ويتحدّاه. ولهذه الأعداد الصماء في القرآن عمق مطلق لا تحدُّه حدود وهي أبعد ما تكون عن الصمِّ والبكم والعمي.. كيف لا وقد ارتبطت بكلمات اللَّه التي لا يحيط بها حدٌّ ولا يستوعبها عدٌّ! فهذه الأعداد الصماء تتجلّى بوضوح في مواضع الإعجاز والتحدِّي، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالغيبيات التي لا يعلمها أحد من البشر ولا ينبغي أن يعلمها. ومن خلال المشهد الآتي سوف نرى كيف يوظّف القرآن العظيم خصائص الأعداد الأوّليّة عندما يكون الحديث عن وحدانية اللَّه سبحانه وتعالى.
الأعداد الأوّليّة والشرك
لنرى كيف يوظِّف القرآن خاصية الأرقام والأعداد لتعزيز المعنى المراد، نتأمّل هذا النص من سورة غافر:
{ ثُمَّ قِيْلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوْا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوْ مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِيْنَ }
اقرأ هذا النص القرآني أكثر من مرّة.. وتأمّله جيّدًا.. وتدبّر معانيه!
هذا النص القرآني عبارة عن آيتين من آيات سورة غافر هما الآية 73 والآية 74.
والآن.. إذا طُلب منَّا وضع فاصلة بين هاتين الآيتين، أو بمعنى أدقّ تحديد نهاية الآية رقم 73، أين ستضع هذه الفاصلة؟ لا شكّ في أن الغالبية العظمى منَّا سوف يضعون فاصلة الآية بعد اسم اللَّه مباشرة، أي بعد الكلمة العاشرة من بداية الآية. لماذا؟ لأنه عند ذلك الموضع يكتمل المعنى تمامًا. وفي واقع الأمر فإنَّ معظم القُراء يقفون عند هذا الموضع، أي بعد اسم اللَّه مباشرة، طلبًا لتمام المعنى. ولكن فواصل آيات القرآن لا تتحدّد بناءً على اكتمال المعنى لغويًّا فحسب بل اكتماله رقميًّا أيضًا! فكما أن للكلمات لغتها فإن للأرقام لغتها أيضًا وقد تكون أبلغ وأفصح وأدق. الآن لنـتأمّل أين وضع الوحي الفاصلة في هذا النص القرآني:
{ ثُمَّ قِيْلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُوْنَ (73) مِنْ دُوْنِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوْ مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِيْنَ (74)} [غافر]
لا شكّ في أنه لأمر عجيب موضع الفاصلة رقم 73
فلماذا لم تتحرك هذه الفاصلة ثلاث خطوات إلى الأمام حيث يكتمل المعنى المراد، أو تحذف الفاصلة تمامًا ويبقى هذا النص القرآني آية واحدة؟ إذا استمعت إلى غالبية القرّاء تجدهم بالفعل يتجاوزون الفاصلة، ويتوقفون بعد اسم الله، أو عند نهاية الآية التالية.
سيكون ذلك منطقيًّا ورأيًا وجيهًا إذا كان تحديد فواصل الآيات عشوائيًّا أو اجتهادًا بشريًّا، كما يتوهم بعضهم! ولكنه الوحي ولا شيء غير الوحي. ولكي نفقه لماذا وضع الوحي فاصلة الآية 73 في سورة غافر عند موضعها هذا علينا أن نتدبَّر جيّدًا معنى الآية، ونتوقف عند آخر كلمة فيها وهي كلمة { تُشْرِكُونَ } أي تجعلون للَّه أندادًا وشركاء، واللَّه هو الواحد الفرد الصمد الذي لا شريك ولا ندّ له.
إذا تأمّلنا رقم الآية نجده 73، وهذا العدد أوّليّ لا يقبل القسمة إلا على الرقم 1 وعلى نفسه!
بل العدد 73 علاوة على أنه أوّليّ، فهو يمثل مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { اللَّه }!
بل إذا تأمّلت مكوّنات هذا العدد نفسه تجد أن 3، و7 عددان أوّليّان!
وإذا تأمّلنا عدد كلمات الآية نجدها 7 كلمات، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا عدد حروف الآية نجدها 23 حرفًا، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا مكوّنات هذا العدد نجد أن 3، و2 عددان أوّليّان!
وإذا تأمّلنا مجموع حروف الآية وكلماتها ورقمها نجده 103، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا عدد الحروف الهجائية التي تضمَّنتها الآية نجده 13 حرفًا، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا ترتيب كلمة { تُشْرِكُونَ } من بداية الآية نجده رقم 7، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا ترتيب كلمة { تُشْرِكُونَ } من بداية السورة نجدها الكلمة رقم 1049، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا ترتيب كلمة { تُشْرِكُونَ } من نهاية السورة نجدها الكلمة رقم 179، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا ترتيب كلمة { تُشْرِكُونَ } من بداية المصحف نجدها رقم 61519، وهذا العدد أوّليّ!
بل هناك ما هو أعجب من ذلك!
فإذا تأمّلنا كلمة { تُشْرِكُونَ } في الآية نجدها الكلمة رقم 7 والأخيرة!
وإذا تأمّلنا تكرار كلمة { تُشْرِكُونَ } في القرآن كلّه نجدها وردت 7 مرّات تحديدًا!
وموضعها في نهاية هذه الآية هو التكرار رقم 7 والأخير في المصحف!
نعود إلى آية سورة غافر ونتأمّل..
أنه لا يمكن للفاصلة 73 أن تتقدَّم أو تتأخَّر عن موضعها الحالي، ولا بدّ من أن توضع الفاصلة بعد كلمة { تُشْرِكُونَ } مباشرة! وأنه لا بدّ من أن يتفاعل النظام الرقميّ للآية مع معنى كلمة { تُشْرِكُونَ }! وأن تحديد فواصل الآيات وحي من عند اللَّه عزّ وجلّ، فلا يجوز تقديم أي فاصلة أو تأخيرها عن موضعها الذي وضعت فيه، وإلا اختلَّ النظام الرقميّ للقرآن كله، وهذا النظام مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمعاني التي تتضمّنها الآيات والكلمات القرآنية.
الآن تيقَّنت!
أنَّ ما كنَّا نقوله عن عظمة البناء الرقميّ القرآني لم يكن سردًا نظريًّا، أو كلامًا عاطفيًا، وإنما حقائق يقينية ثابتة وواقع ملموس، وها أنت الآن تشهد مثالًا واحدًا من آلاف الأمثلة.
{ ثُمَّ قِيْلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُوْنَ (73) مِنْ دُوْنِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوْ مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِيْنَ (74)} [غافر]
والآن.. ما رأيك أن تحرِّك الفاصلة كلمة واحدة في أي اتجاه شئت؟
أو ضعها بعد الكلمة العاشرة مباشرة.. حيث يكتمل المعنى المراد.
كل النظام المحكم البديع الذي رأينا جانبًا يسيرًا جدًّا منه سوف يتحطّم وينهار تمامًا!
وكل العلاقات المحكمة بين النظامين البياني والرقميّ ينفصم عراها، وينفرط عقدها!
إن لم يكن في القرآن كلّه حقيقة رياضية غير موضع الفاصلة 73 من سورة غافر لكان ذلك كافيًا لإقناع كل من له عقل أن تحدِّيد مواضع سور القرآن وآياته لا يمكن أن يكون إلا بوحي من اللَّه!
وهكذا نرى ونتيقَّن بالدليل والبرهان أن القرآن يوظف خاصية الأعداد الأوّليّة لتعزيز المعنى!
بينما يوظفها البشر في بناء رموز التشفير السرية، برغم أنهم لا يعلمون سرّها ولا يفهمون سلوكها!
تأمّل جيّدًا.. جميع حيثيات الآية أعداد أوّليّة وخصائص هذه الأعداد تنسجم تمام الانسجام مع المعنى المراد، فهي لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم 1 فقط، والاستفهام الذي تطرحه الآية:
{ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ }؟
وكأنما الأرقام تجيب بوضوح لتقول لقد غاب كلهم، ولم يبق إلا اللَّه الواحد الأحد.
وإمعانًا في حُبْك هذه اللوحة التصويرية الرائعة جاء رقم الآية 73، ولم يأت أي رقم أو عدد آخر غيره، لأنه إضافة إلى كونه عددًا أوّليًّا فهو أيضًا يمثل مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { الله }!
كل شيء محسوب بعناية إلهية بالغة الدقة والإتقان وعلى مستوى الحرف!
تأمّل يا رعاك الله..
تأمّل أين جاءت كلمة { تُشْرِكُونَ } للمرّة الأولى في القرآن؟
لقد جاءت في هذه الآية من سورة الأنعام:
{ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيْدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوْحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُوْنَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيْءٌ مِمَّا تُشْرِكُوْنَ (19)}
رقم الآية 19، وهذا العدد أوّليّ!
عدد كلمات الآية 37 كلمة، وهذا العدد أوّليّ!
كلمة { تُشْرِكُونَ } ترتيبها من بداية سورة الأنعام رقم 292، وهذا العدد مركَّب!!
فماذا يعني؟ العدد 292 يساوي 73 × 4، والعدد 73 هو رقم آية غافر!
تأمّل..
أين جاءت كلمة { تُشْرِكُونَ } للمرّة الثانية في القرآن؟
جاءت في هذه الآية من سورة الأنعام أيضًا:
{ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُوْنَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُوْنَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُوْنَ (41)}
لاحظ رقم الآية 41
هذا العدد أوّليّ ولكنه يمثِّل أيضًا مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّه } ضمن الحروف المقطَّعة!
لاحظ الآيتين الأولى والثانية فقد جاءتا في سورة الأنعام. فإذا قمت بحساب عدد الكلمات ابتداءً من كلمة { تُشْرِكُونَ } في نهاية الآية 19 فإن كلمة { تُشْرِكُونَ } في نهاية الآية 41 هي الكلمة رقم 365، وهذا العدد يساوي 73 × 5
ولا ننسى أن رقم آية غافر هو 73
وهو عدد أوّليّ، ولكنه أيضًا يمثل مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { اللَّه }!
مجموع العددين 41 + 73 يساوي 114 عدد سور القرآن!
يتبع القسم الثاني والأخير
ولا يمكن لنا أن نفهم النسيج الرقمي القرآني بشكل صحيح إلا بعد فهمنا لسلوك هذه الأعداد الأوّليّة التي استعصت على الفهم، وظلّت عبر القرون تخفي خلفها سرًّا عظيمًا، ولغزًا يحيّر العقل البشري ويتحدّاه. ولهذه الأعداد الصماء في القرآن عمق مطلق لا تحدُّه حدود وهي أبعد ما تكون عن الصمِّ والبكم والعمي.. كيف لا وقد ارتبطت بكلمات اللَّه التي لا يحيط بها حدٌّ ولا يستوعبها عدٌّ! فهذه الأعداد الصماء تتجلّى بوضوح في مواضع الإعجاز والتحدِّي، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالغيبيات التي لا يعلمها أحد من البشر ولا ينبغي أن يعلمها. ومن خلال المشهد الآتي سوف نرى كيف يوظّف القرآن العظيم خصائص الأعداد الأوّليّة عندما يكون الحديث عن وحدانية اللَّه سبحانه وتعالى.
الأعداد الأوّليّة والشرك
لنرى كيف يوظِّف القرآن خاصية الأرقام والأعداد لتعزيز المعنى المراد، نتأمّل هذا النص من سورة غافر:
{ ثُمَّ قِيْلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوْا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوْ مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِيْنَ }
اقرأ هذا النص القرآني أكثر من مرّة.. وتأمّله جيّدًا.. وتدبّر معانيه!
هذا النص القرآني عبارة عن آيتين من آيات سورة غافر هما الآية 73 والآية 74.
والآن.. إذا طُلب منَّا وضع فاصلة بين هاتين الآيتين، أو بمعنى أدقّ تحديد نهاية الآية رقم 73، أين ستضع هذه الفاصلة؟ لا شكّ في أن الغالبية العظمى منَّا سوف يضعون فاصلة الآية بعد اسم اللَّه مباشرة، أي بعد الكلمة العاشرة من بداية الآية. لماذا؟ لأنه عند ذلك الموضع يكتمل المعنى تمامًا. وفي واقع الأمر فإنَّ معظم القُراء يقفون عند هذا الموضع، أي بعد اسم اللَّه مباشرة، طلبًا لتمام المعنى. ولكن فواصل آيات القرآن لا تتحدّد بناءً على اكتمال المعنى لغويًّا فحسب بل اكتماله رقميًّا أيضًا! فكما أن للكلمات لغتها فإن للأرقام لغتها أيضًا وقد تكون أبلغ وأفصح وأدق. الآن لنـتأمّل أين وضع الوحي الفاصلة في هذا النص القرآني:
{ ثُمَّ قِيْلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُوْنَ (73) مِنْ دُوْنِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوْ مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِيْنَ (74)} [غافر]
لا شكّ في أنه لأمر عجيب موضع الفاصلة رقم 73
فلماذا لم تتحرك هذه الفاصلة ثلاث خطوات إلى الأمام حيث يكتمل المعنى المراد، أو تحذف الفاصلة تمامًا ويبقى هذا النص القرآني آية واحدة؟ إذا استمعت إلى غالبية القرّاء تجدهم بالفعل يتجاوزون الفاصلة، ويتوقفون بعد اسم الله، أو عند نهاية الآية التالية.
سيكون ذلك منطقيًّا ورأيًا وجيهًا إذا كان تحديد فواصل الآيات عشوائيًّا أو اجتهادًا بشريًّا، كما يتوهم بعضهم! ولكنه الوحي ولا شيء غير الوحي. ولكي نفقه لماذا وضع الوحي فاصلة الآية 73 في سورة غافر عند موضعها هذا علينا أن نتدبَّر جيّدًا معنى الآية، ونتوقف عند آخر كلمة فيها وهي كلمة { تُشْرِكُونَ } أي تجعلون للَّه أندادًا وشركاء، واللَّه هو الواحد الفرد الصمد الذي لا شريك ولا ندّ له.
إذا تأمّلنا رقم الآية نجده 73، وهذا العدد أوّليّ لا يقبل القسمة إلا على الرقم 1 وعلى نفسه!
بل العدد 73 علاوة على أنه أوّليّ، فهو يمثل مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { اللَّه }!
بل إذا تأمّلت مكوّنات هذا العدد نفسه تجد أن 3، و7 عددان أوّليّان!
وإذا تأمّلنا عدد كلمات الآية نجدها 7 كلمات، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا عدد حروف الآية نجدها 23 حرفًا، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا مكوّنات هذا العدد نجد أن 3، و2 عددان أوّليّان!
وإذا تأمّلنا مجموع حروف الآية وكلماتها ورقمها نجده 103، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا عدد الحروف الهجائية التي تضمَّنتها الآية نجده 13 حرفًا، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا ترتيب كلمة { تُشْرِكُونَ } من بداية الآية نجده رقم 7، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا ترتيب كلمة { تُشْرِكُونَ } من بداية السورة نجدها الكلمة رقم 1049، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا ترتيب كلمة { تُشْرِكُونَ } من نهاية السورة نجدها الكلمة رقم 179، وهذا العدد أوّليّ!
وإذا تأمّلنا ترتيب كلمة { تُشْرِكُونَ } من بداية المصحف نجدها رقم 61519، وهذا العدد أوّليّ!
بل هناك ما هو أعجب من ذلك!
فإذا تأمّلنا كلمة { تُشْرِكُونَ } في الآية نجدها الكلمة رقم 7 والأخيرة!
وإذا تأمّلنا تكرار كلمة { تُشْرِكُونَ } في القرآن كلّه نجدها وردت 7 مرّات تحديدًا!
وموضعها في نهاية هذه الآية هو التكرار رقم 7 والأخير في المصحف!
نعود إلى آية سورة غافر ونتأمّل..
أنه لا يمكن للفاصلة 73 أن تتقدَّم أو تتأخَّر عن موضعها الحالي، ولا بدّ من أن توضع الفاصلة بعد كلمة { تُشْرِكُونَ } مباشرة! وأنه لا بدّ من أن يتفاعل النظام الرقميّ للآية مع معنى كلمة { تُشْرِكُونَ }! وأن تحديد فواصل الآيات وحي من عند اللَّه عزّ وجلّ، فلا يجوز تقديم أي فاصلة أو تأخيرها عن موضعها الذي وضعت فيه، وإلا اختلَّ النظام الرقميّ للقرآن كله، وهذا النظام مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمعاني التي تتضمّنها الآيات والكلمات القرآنية.
الآن تيقَّنت!
أنَّ ما كنَّا نقوله عن عظمة البناء الرقميّ القرآني لم يكن سردًا نظريًّا، أو كلامًا عاطفيًا، وإنما حقائق يقينية ثابتة وواقع ملموس، وها أنت الآن تشهد مثالًا واحدًا من آلاف الأمثلة.
{ ثُمَّ قِيْلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُوْنَ (73) مِنْ دُوْنِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوْ مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِيْنَ (74)} [غافر]
والآن.. ما رأيك أن تحرِّك الفاصلة كلمة واحدة في أي اتجاه شئت؟
أو ضعها بعد الكلمة العاشرة مباشرة.. حيث يكتمل المعنى المراد.
كل النظام المحكم البديع الذي رأينا جانبًا يسيرًا جدًّا منه سوف يتحطّم وينهار تمامًا!
وكل العلاقات المحكمة بين النظامين البياني والرقميّ ينفصم عراها، وينفرط عقدها!
إن لم يكن في القرآن كلّه حقيقة رياضية غير موضع الفاصلة 73 من سورة غافر لكان ذلك كافيًا لإقناع كل من له عقل أن تحدِّيد مواضع سور القرآن وآياته لا يمكن أن يكون إلا بوحي من اللَّه!
وهكذا نرى ونتيقَّن بالدليل والبرهان أن القرآن يوظف خاصية الأعداد الأوّليّة لتعزيز المعنى!
بينما يوظفها البشر في بناء رموز التشفير السرية، برغم أنهم لا يعلمون سرّها ولا يفهمون سلوكها!
تأمّل جيّدًا.. جميع حيثيات الآية أعداد أوّليّة وخصائص هذه الأعداد تنسجم تمام الانسجام مع المعنى المراد، فهي لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم 1 فقط، والاستفهام الذي تطرحه الآية:
{ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ }؟
وكأنما الأرقام تجيب بوضوح لتقول لقد غاب كلهم، ولم يبق إلا اللَّه الواحد الأحد.
وإمعانًا في حُبْك هذه اللوحة التصويرية الرائعة جاء رقم الآية 73، ولم يأت أي رقم أو عدد آخر غيره، لأنه إضافة إلى كونه عددًا أوّليًّا فهو أيضًا يمثل مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { الله }!
كل شيء محسوب بعناية إلهية بالغة الدقة والإتقان وعلى مستوى الحرف!
تأمّل يا رعاك الله..
تأمّل أين جاءت كلمة { تُشْرِكُونَ } للمرّة الأولى في القرآن؟
لقد جاءت في هذه الآية من سورة الأنعام:
{ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيْدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوْحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُوْنَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيْءٌ مِمَّا تُشْرِكُوْنَ (19)}
رقم الآية 19، وهذا العدد أوّليّ!
عدد كلمات الآية 37 كلمة، وهذا العدد أوّليّ!
كلمة { تُشْرِكُونَ } ترتيبها من بداية سورة الأنعام رقم 292، وهذا العدد مركَّب!!
فماذا يعني؟ العدد 292 يساوي 73 × 4، والعدد 73 هو رقم آية غافر!
تأمّل..
أين جاءت كلمة { تُشْرِكُونَ } للمرّة الثانية في القرآن؟
جاءت في هذه الآية من سورة الأنعام أيضًا:
{ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُوْنَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُوْنَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُوْنَ (41)}
لاحظ رقم الآية 41
هذا العدد أوّليّ ولكنه يمثِّل أيضًا مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّه } ضمن الحروف المقطَّعة!
لاحظ الآيتين الأولى والثانية فقد جاءتا في سورة الأنعام. فإذا قمت بحساب عدد الكلمات ابتداءً من كلمة { تُشْرِكُونَ } في نهاية الآية 19 فإن كلمة { تُشْرِكُونَ } في نهاية الآية 41 هي الكلمة رقم 365، وهذا العدد يساوي 73 × 5
ولا ننسى أن رقم آية غافر هو 73
وهو عدد أوّليّ، ولكنه أيضًا يمثل مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { اللَّه }!
مجموع العددين 41 + 73 يساوي 114 عدد سور القرآن!
يتبع القسم الثاني والأخير