مناصرة أبي الحسن ضد أعدائه / إعداد: د. أحمد محمد زين المنّاوي

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,784
التفاعل
17,903 114 0
مناصرة أبي الحسن ضد أعدائه

إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي



من عجائب الأمور أن الذين يدّعون محبّة أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ، هم الذين يشيعون في الناس الافتراء على القرآن الكريم وأنه قد تم تحريفه وتبديل وحذف بعض آياته! وبسبب هذا الاعتقاد الباطل الذي تشرّبت به عقولهم وعواطفهم وتربّوا عليه، جيلًا بعد جيل، تجدهم يحجمون عن دراسة القرآن الكريم وفهمه وحفظه والتدبر في معانه، فرغم كثرتهم التي تعد بعشرات الملايين، فلم يُعرف واحد منهم حفظ هذا القرآن الكريم أو جاهد به، وهذا من تلبيس إبليس عليهم فقد ألهاهم بأمور تاريخية سطحية جدلية لا فائدة لهم فيها لا في دينهم ولا في دنياهم، وصرفهم بخبثه ودهائه عن هذا القرآن العظيم، العروة الوثقى ودستور هذا الإسلام الذي يدّعون أنهم يحملون لوائه.
إن الحقائق الرقمية الدامغة التي سوف نعرضها في هذا المشهد القرآني وآلاف غيرها مما يذخر به موقع (طريق القرآن) كلها مستندة إلى مصحف المدينة المنورة برواية حفص عن عاصم، وبحسب عدّ الكوفيين لآياته والبالغ عددها 6236 آية، وهو العدد الذي رواه سليم والكسائي عن حمزة وأسنده الكسائي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسند صحيح. وبذلك فإن أي قول بتحريف القرآن الكريم أو تغيير بعض آياته هو قبل كل شيء طعن في أمانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنه رابع الخلفاء الراشدين وآخرهم، فإذا كان هناك تحريف، كما يزعم المنافقون في هذا الزمان فلماذا سكت عنه، ولماذا لم يصوِّبه، ونحن عهدناه شجاعًا في ساحات الحق لا يخاف فيه لومة لائم.
ولكن هيهات هيهات! إن موقع الآية رقم 181 من سورة الصافات وحده كفيل بأن يرد على مثل هذه الافتراءات، ويؤكد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان أمينًا في نقل القرآن على الوجه الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلّم لم يقدّم ولم يؤخّر ولم يبدِّل. رضي الله عنك وأرضاك يا سيدي يا أبا الحسنين فنحن نحبك ونعرف لك قدرك العظيم ومآثرك الجليلة وما قدمته لهذا الإسلام.
والآن.. تابعوا معنا هذا المشهد القرآني لنرى من خلاله كيف تناصر الأرقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ضد المنافقين من أعدائه..

نبدأ بسورة "المنافقون"..
أجل النبي صلى الله عليه وسلّم 63 عامًا وهذه حقيقة لا خلاف حولها.
السورة التي ترتيبها رقم 63 في المصحف هي سورة المنافقون وهذه حقيقة أخرى لا خلاف حولها.
سورة المنافقون تبدأ بهذه الآية:

{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُوْلُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُوْلُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِيْنَ لَكَاذِبُوْنَ (1)}

في هذه الآية نسب اللَّه عزّ وجلّ رسوله إليه مرّتين، مرّة بقوله { رَسُوْلُ اللَّهِ } وفي المرة الثانية { رَسُوْلُهُ } ، وهذا قمّة التشريف.
الآية الأخيرة من سورة المنافقون نفسها تشير إلى الأجل المحتوم لكل النفوس، وأن اللَّه لا يؤخّر نفسًا عن أجلها حتى لو كانت تلك النفس هي التي تم تشريفها وتكريمها في الآية الأولى من السورة نفسها! تدبَّر هذه المعاني جيّدًا! وهذه هي خاتمة سورة المنافقون السورة رقم 63 في ترتيب المصحف:

{ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيْرٌ بِمَا تَعْمَلُوْنَ (11)}

إذا قمتم بعدِّ كلمات السورة من بدايتها فسوف تجدون أن كلمة { أَجَلُهَا } في الآية الأخيرة هي الكلمة رقم 177، وهذا العدد = 114 + 63
عدد سور القرآن + عدد أعوام عمر النبي صلى الله عليه وسلّم!
سور القرآن اكتملت بالعدد 114 وأجل النبي صلى الله عليه وسلّم اكتمل بالعدد 63
تدبَّروا هذه المعاني الرقمية جيّدًا!
يأتي بعد سورة المنافقون في ترتيب المصحف مباشرة سورة "التغابن"!
وفي ذلك إشارة واضحة إلى التغابن في فقد النبي صلى الله عليه وسلّم، حيث لم تُصب الأمّة ولن تُصب بمصيبة أكبر من مصيبتها في فقد نبيها.
وللعلم فإن لفظ { مُصِيبَة } ورد للمرّة الأخيرة في القرآن في سورة التغابن نفسها:

{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)}

تأمّلوا رقم الآية جيدًا (11) فهو نفسه رقم الآية الأخيرة من سورة المنافقون وهي الآية التي تحدثت عن الأجل!
وهذا موضوع آخر متشعب سوف نأتي إليه بإذن الله في مشهد آخر.

عبقرية العدد 181
ما يهمنا أكثر في سورة المنافقون أن عدد كلماتها 181 كلمة.
سورة المنافقون هي السورة رقم 63 واختتمت بالحديث عن الأجل المحتوم لكل النفوس.
الآن سوف نشد الرحال إلى آخر آية في المصحف رقمها 181
إنها هذه الآية من سورة الصافات:

{ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِيْنَ (181)}

هذه الآية التي أمامكم ترتيبها من بداية المصحف رقم 3969
أتعلمون ماذا يعني هذا العدد؟ هذا العدد = 63 × 63 .. تأمّل!
عمر النبي × عمر النبي !! صلى الله عليه وسلّم.
لا تعليق! الأرقام تتحدث بوضوح!

ولكن هناك ما هو أعجب!
تأمّلوا آية سورة الصافات من جديد:

{ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِيْنَ (181)}

لقد علمنا أن ترتيب هذه الآية من بداية المصحف هو 3969، وهذا العدد = 63 × 63 .. تأمّل!
العجيب أن ترتيب هذه الآية نفسها من نهاية المصحف هو 2268، وهذا العدد يساوي 63 × 36.. تأمّل!
تأمّلوا مزيدًا من التأكيد على العدد 63
ولكن لماذا جاء العدد الثاني معكوسًا للعدد الأوَّل؟
لأننا حسبنا ترتيب الآية من نهاية المصحف، أي بطريقة معكوسة لترتيب المصحف!
أرأيتم كم هو عظيم ودقيق البناء الإحصائي للقرآن!

تأمّل..ترتيب الآية رقم 181 في سورة الصافات من بداية المصحف رقم 3969
ومن نهاية المصحف رقم 2268
مجموع العددين 6237، وهذا العدد = 63 × 99
إذا كان 63 هو عدد أعوام عمر النبي صلى الله عليه وسلّم، فما هي علاقة العدد 99 بذلك؟!
للإجابة عن هذا السؤال نسأل: هل هناك سورة عدد آياتها 99 آية؟
نعم.. إنها سورة الحجر وآخر آية في هذه السورة هي:

{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِيْنُ (99)}

الآن ظهرت العلاقة بين الرقم 99 وأجل النبي صلى الله عليه وسلم!!
هذه الآية خطاب مباشر من اللَّه عزّ وجلّ إلى عبده ونبيه مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم.
وفي هذه الآية يقول الله عز وجلّ لعبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلّم:

{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِيْنُ }

وكلمة { الْيَقِيْنُ } وهي الكلمة التي خُتمت بها الآية بل ختمت بها السورة كلها.. معناها الموت!

مزيد من التأكيد..تأمّلوا رقم الآية من جديد:

{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِيْنُ (99)} [الحجر]

وسورة الحجر التي خُتمت بها هذا الآية هي السورة رقم 15 في المصحف.
مجموع العددين 99 + 15 يساوي 114، وهذا هو عدد سور القرآن الكريم!
تأمّلوا كيف تطابق تمام الأجل مع تمام الوحي!
حقًا.. لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا.

مزيد من التأكيد..
حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1
حرف اللّام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23
حرف الياء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28
حرف القاف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 21
حرف الياء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25

هذه هي أحرف لفظ { الْيَقِيْنُ } ومجموع ترتيبها الهجائي 126، وهذا العدد = 63 + 63
وهكذا أتينا إلى العدد 63 من طريق آخر!
وفي كل ذلك معانٍ واضحة وإشارات صريحة لعمر النبي صلى الله عليه وسلّم يعيها ويدركها كل ذي بصيرة!
وهذا نموذج من الأدلة الرقمية التي نردّ بها على الذين يزعمون أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم قد افترى هذا القرآن!
وإذا كان الأمر كما يزعمون، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلّم يعلم أجله وأنه سوف يعيش 63 عامًا؟!
فلماذا يتجلّى العدد 63 بشكل لافت للنظر في مواضع محددة دون غيرها؟!

الأعجب من ذلك كلّه!
معنى الآية 181 نفسها.. فتأمّلوا بأبصاركم وبصائركم:

{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُوْنَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِيْنَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ (182)} الصافات

ولا شكّ في أن النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم هو نبي النبيين وسيد المرسلين!
هذه الآيات الثلاث درج خطباء المنابر اختتام خطبهم بها..
الآية الوسطى { وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِيْنَ } إذا تأمّلناها نجدها تحمّل رسالة وداع ضمنّية!
هذه الرسالة موجّهة إلى المرسلين جميعًا ممثلين في خاتمهم مُحمَّد صلى الله عليه وسلم!
ولذلك جاء ترتيب هذه الآية من بداية المصحف 63 × 63، وجاء ترتيبها من نهايته 63 × 36
تأمّلوا هذه الدقة في تحديد مواقع آيات القرآن العظيم!
فلو لم يكن في القرآن كلّه غير تحديد موقع الآية 181 من سورة الصافات، لكان ذلك وحده كافيًا لدحض جميع الافتراءات حول هذا القرآن.
-------------------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

عن موقع طريق القرآن
 
عودة
أعلى