الْمَسِيْح الّرَسُول
إعداد الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
القسم الأول
عجيب أنت أيها الإنسان..
تبدأ الكذب بلا احتياج.. وتصدقه بلا فائدة..
تعرف الحق.. وتتجاهله بلا هدف.. سوى السراب..
تتوج من لا يرى نفسه سوى عبد ضعيف.. إلهًا..
تحيك تفاصيل الجنون على مغزل الدّين!!
كيف يبسط الجهل سطوته على عقلك يا هذا؟!
هناك العديد من النصوص الصريحة الواضحة من الأناجيل المعترف بها عند النصارى تؤكد لكل صاحب عقل رشيد أن المسيح عيسى –عليه السلام- رسول وليس ابن الله أو الله (تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا). ففي إنجيل متّى على سبيل المثال تقرأ هذا النص: "ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة: من هذا؟ فقالت الجموع: هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل". (إنجيل متّى 21: 11). فتأمّلوا ماذا قالت جموع مدينة أورشليم: (هذا يسوع النبي)! فهؤلاء معاصروه وأكثر الناس دراية به لم يقولوا عنه إنه إله أو ابن الله بل قالوا (يسوع النبي) وأنتم اليوم وبعد ألفي عام تفترون عليه الكذب! عجبًا لكم!!
الإصحاح التاسع من إنجيل يوحنا يبدأ بقصة الأعمى الذي لقيه المسيح –عليه السلام- فتفل على الأرض وصنع من التفل طينًا وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له اذهب فاغتسل، فارتد بصيرًا، وتعجّب الناس من أمره. فتأمّلوا ماذا قال هذا الأعمى عن المسيح –عليه السلام- عندما سأله الفريسيون: "قالوا أيضًا للأعمى: ماذا تقول أنت عنه من حيث إنه فتح عينيك؟ فقال: إنه نبي!". (إنجيل يوحنا 9: 17، 18). إذا كان الأعمى الذي أبصر على يدي المسيح –عليه السلام- نفسه يقول عنه (إنه نبي)، فما رأي النصارى في ما يقوله هذا الأعمى؟!
في إنجيل لوقا يسأل يسوع بعد قيامه من بين الأموات، كما يزعمون، رجلين سمعهما يتحدثان عنه، وهما لا يعرفان أنه يسوع: "فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين؟ فأجاب أحدهما، الذي اسمه كليوباس وقال له: هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام؟ فقال لهما: وما هي؟ فقالا: المختصة بيسوع الناصري، الذي كان إنسانًا نبيًّا مقتدرًا في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب". (إنجيل لوقا 24: 17- 19). فتأمّلوا ماذا قال الرجلان وهما يخاطبان يسوع نفسه: (كان إنسانًا نبيًّا)!
عندما طلب الفريسيون من يسوع المسيح أن يخرج من أورشليم لأن هيرودس يريد أن يقتله، فتأمّلوا ماذا قال لهم: "بل ينبغي أن أسير اليوم وغدًا وما يليه، لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارجًا عن أورشليم! يا أورشليم، يا أورشليم! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا!". (إنجيل لوقا 13: 33، 34). فتأمّلوا كيف يصف يسوع المسيح نفسه بأنه نبي وأن أورشليم قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين!
يسوع المسيح يلوم اليهود على عدم تصديقهم له فيقول: "الحق أقول لكم: إنه ليس نبي مقبولًا في وطنه". (إنجيل لوقا 4: 24). وهذا اعتراف صريح منه بأنه نبي وأن اليهود لم يقبلوه، فها هو يخبر ما يحدث له وحدث للأنبياء من قبله من صعوبات لاقوها من أقوامهم فقال لهم: "ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته". (إنجيل مرقس 6: 4).
تأمّلوا ما يرويه إنجيل متّى عن المسيح: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل". (إنجيل متّى 5: 17). هذا نص جليّ واضح لكل من يفهم أن المسيح -عليه السلام- رسول قد خلت من قبله الرسل، وأنه ما جاء لينقض شريعة موسى –عليه السلام- التي سبقته بل ليكمل ما بناه موسى والرسل قبله. فإذا كان إلهًا فكيف يستقيم عقلًا أنه جاء ليكمل شريعة نبي من أنبيائه وهو موسى –عليه السلام-!
ويروي إنجيل يوحنا قصة المرأة السامرية مع يسوع المسيح فتأمّلوا ماذا تقول هذه المرأة عنه: "قالت له المرأة: يا سيد، أرى أنك نبي". (إنجيل يوحنا 4: 19). قالت له (أرى أنك نبي) ولم تقل له أرى أنك إله!!
تأمّلوا كيف أجاب يسوع المسيح هذا الرجل: "فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسنًا، سأله: أية وصية هي أول الكل؟ فأجابه يسوع: إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد. وتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الأولى. وثانية مثلها هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين. فقال له الكاتب: جيّدًا يا معلم. بالحق قلت، لأنه الله واحد وليس آخر سواه". (إنجيل مرقس 12: 28 – 32). فتأمّلوا ماذا قال المسيح -عليه السلام- في بداية الوصية الأولى: (الرب إلهنا رب واحد)، وتأمّلوا كيف أجابه الكاتب (لأنه الله واحد وليس آخر سواه)!
هذا الكلام واضح وصريح لكل ذي عقل وبصيرة، فليس هناك إله آخر غير الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى! إذا كان النصارى اليوم يعتبرون هذا الكاتب كافرًا لأنه قال: (الله واحد وليس آخر سواه)، وهو بذلك لا يؤمن بالتثليث، فلماذا لا يعتبرون يسوع نفسه كافرًا أيضًا لأنه قال: (الرب إلهنا رب واحد)؟! أرأيتم كيف تصادم عقيدة التثليث العقل! يسوع يقول: (إلهنا) يعني إله يسوع نفسه وهو الله سبحانه وتعالى، ثم يقول: (واحد) ولم يقل اثنين أو ثلاثة! ماذا يريد النصارى أكثر من هذا حتى يؤمنوا أن الله واحد أحد لا شريك له؟! تفكّروا في هذا هداكم الله!
ويروي إنجيل لوقا أن يسوع اقترب من باب المدينة فرأى ميتًا محمولًا وأمّه أرملة تبكي، والميت ابنها الوحيد، فتأمّلوا ماذا حدث: "فلما رآها الرب تحنن عليها، وقال لها: لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش، فوقف الحاملون. فقال: أيها الشاب، لك أقول: قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى أمه. فأخذ الجميع خوف، ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم، وافتقد الله شعبه". (إنجيل لوقا 7: 13 – 16). لاحظوا كيف أخذت الجميع الدهشة وانتابهم الخوف عندما أحيا يسوع الميّت، وبرغم ذلك استطاعوا أن يفرّقوا بين الله عزّ وجلّ القادر على كل شيء ورسوله ونبيّه المسيح –عليه السلام- فمجّدوا الله عزّ وجلّ وليس المسيح لأنهم يعلمون أنه ليس باستطاعة أحد أن يحيي الموتى إلا بإذنه سبحانه وتعالى، وبعد ذلك شهدوا للمسيح –عليه السلام- بالنبوّة فقالوا: (قام فينا نبي عظيم)! وأقرّهم المسيح –عليه السلام- على قولهم هذا ولم يعترض عليه!
هذا هو ديدن أصحاب الفطرة السليمة عندما يتعرّضون لمثل هذه المعجزات والآيات العظيمة الخارقة، فإنهم ينسبونها إلى مقام النبوّة المؤيَّدة من الله عزّ وجلّ ولا ينسبونها إلى مقام الألوهية، لأنّهم يعلمون أن مقام الألوهية أعظم من ذلك بكثير ولا يمكن أن تتصوّره عقولهم. هكذا كان المسيح –عليه السلام- كما يراه تلاميذه وجميع من عاصروه وشهدوا دعوته (نبيًّا عظيمًا)! وهو بالفعل نبي عظيم، بل أحد أعظم خمسة أنبياء في تاريخ البشرية، لأنه أحد أولي العزم من الرسل.
تأمّلوا من خلال هذا النص كيف يدعو المسيح عيسى –عليه السلام- إلى عبادة الله وحده والتمسك بناموسه، فقال :"لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات". (إنجيل متّى 5: 17- 20). كلام واضح لا يحتاج إلى شرح!
وأوضح من ذلك ما يرويه يوحنا في إنجيله عن قول المسيح –عليه السلام-: "وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته". (إنجيل يوحنا 17: 3). فماذا يريد النصارى أكثر من ذلك حتى يؤمنوا أن الله هو الإله الواحد الحق وأن يسوع المسيح رسوله. فهذه الفقرة من إنجيل يوحنا وحدها تنسف عقيدة التثليث!
تأمّلوا ما يرويه إنجيل يوحنا عن يسوع المسيح وهو يخاطب اليهود: "ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله". (إنجيل يوحنا 8: 40). فتأمّلوا يا أولي الألباب ماذا يقول المسيح عن نفسه: (وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله)! فهل بعد هذا عاقل يزعم أنه ابن الله أو أنه الله ذاته (تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا)!
تأمّلوا أيضًا ما جاء في سفر أعمال الرسل الثاني وماذا يقول بطرس: "أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم، كما أنتم أيضًا تعلمون". (سفر أعمال الرسل 2: 22). فتأمّلوا كيف لم يفرق بين الرجال الإسرائيليين ويسوع الرجل، وقرن الوصفين معًا ونطقهما في وقت واحد، ما يؤكد لكل ذي عقل أن يسوع بشر ورجل مثلهم، لا يختلف عنهم إلا بالنبوة والرسالة من الله.
تأمّلوا ماذا يقول يسوع للشيطان كما يروي إنجيل لوقا: "فأجابه يسوع وقال: اذهب يا شيطان! إنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد". (إنجيل لوقا 4: 8). الأمر واضح جدًّا من هذا النص، فالسجود لا يكون إلا لله وحده سبحانه وتعالى. وفي فقرة أخرى يتحدّث هذا الإنجيل نفسه عن صلاة يسوع المسيح فيقول: "وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله". (إنجيل لوقا 6: 12). فتأمّلوا يا أولي الألباب كيف قضى يسوع اللّيل كلّه في الصلاة لله! فكيف تعبدونه وتسجدون لتماثيله وصوره المعلّقة على جدران كنائسكم وهو نفسه يعبد الله ويسجد له ويصلي له؟! وإذا كان المسيح هو الله كما تفترون فلمن كان يسجد ويصلّي إذًا؟!
قد يزول عندكم بعض العجب إذا علمتم أن أوّل من دعا إلى عبادة المسيح والسجود له هم الوثنيون، فتأمّلوا كيف يبدأ الإصحاح الثاني من إنجيل متّى: "ولما وُلد يسوع في بيت لحم اليهودية، في أيام هيرودس الملك، إذا مجوس من المشرق قد جاؤوا إلى أورشليم قائلين: أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له". (إنجيل متّى 2: 1، 2). فتأمّلوا قول المجوس عن يسوع: (وأتينا لنسجد له)!
وقد يزول عنكم كل العجب إذا علمتم أن أكبر خديعة في تاريخ البشرية هي تلك التي اختلقها بولس! فلم يكتف بولس بتحريف عقيدة النصرانية بل أبى إلا أن يشوه صورة المسيح –عليه السلام- أحد أطهر خلق الله، وبجرّة قلم منه أصبح المسيح ملعونًا، فتأمّلوا ما جاء في رسالة بولس إلى أهل غلاطية: "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة". (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 3: 13). واللعنة في اللغة هي الطرد من رحمة الله! فكيف يكون الإله ملعونًا كما يزعم بولس؟! يكاد عقلي ينفجر!! ألا يقرأ النصارى هذه النصوص في كتابهم المقدّس؟!
وبحسب ما يروي إنجيل متّى، فقد تنبأ المسيح عيسى -عليه السلام- بأن الناس سوف يعبدونه من دون الله، وسوف يؤمنون بوصايا بشرية ويعلمونها على أنها تعاليم إلهية، ولكن ذلك كلّه باطل: "وباطلًا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس". (إنجيل متّى 15: 9).
وفي مقابل ذلك، تأمّلوا هذا المنطق الواضح الذي يعرضه القرآن عليكم:
{ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)} [المؤمنون]
كلام واضح وصريح لا يحتاج إلى أي شرح أو تفسير!
والأمر الذي يجهله كثير من النصارى أن لقب { الْمَسِيْح } لم يختص به المسيح عيسى –عليه السلام- وحده، وإنما أطلق هذا اللقب على عدد من الأنبياء قبله، منهم هارون وداوود -عليهما السلام-. وكلمة (مسيح) أصلها عبري (مشيح)، ومعناها من مسحه الله أي جعله مسيحًا، وكلفه بإبلاغ رسالته إلى الناس وجعله رسولًا..
ففي المزمور (89: 21): "وجدت داود عبدي بدهن قدسي مسحته". إذًا داوود مسيح!
وفي سفر اللاويين (6:20): "هذا قربان هارون وبنيه الذي يقرّبونه للرب يوم مسحته". إذًا هارون مسيح!
وفي سفر إشيعاء (45:1): "هكذا يقول الرب لمسيح إشيعاء لكورش الذي امسكت بيمينه لادوس أمامه أممًا". إذًا إشيعاء مسيح!
وكلمة ( الْمَسِيْح ) باللغة العبرية تعني ( الرسول ) في اللغة العربية.
فالمسيح -عليه السلام- بشر رسول وليس إلهًا..
وفي الإصحاح الأوّل من سفر رؤيا يوحنا نقرأ هذا النص:
"إعلان يسوع المسيح، الذي أعطاه إياه الله". (سفر رؤيا يوحنا 1: 1).
أي إن المسيح -عليه السلام- تلقى التعاليم من الله سبحانه وتعالى كسائر الأنبياء!
وفي المصدر نفسه نقرأ هذا النص:
"طوبى للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة، ويحفظون ما هو مكتوب فيها". (سفر رؤيا يوحنا 1: 3).
هذا كلام يوحنا عن المسيح -عليه السلام-!
وفي الإصحاح الثالث من إنجيل لوقا نقرأ هذا النص:
"ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة". (لوقا 3: 23)
أي إن الله عزّ وجلّ أرسله إلى بني إسرائيل وعمره 30 عامًا.
نبوّة المسيح عيسى ابن مريم –عليه السلام- بدأت في سن 30 عامًا.
أوحى الله عزّ وجلّ إليه وأنزل عليه الإنجيل وعمره 30 عامًا..
فلو كان إلهًا فماذا كان يفعل قبل أن يوحى إليه؟!
وإذا كان إلهًا فلماذا كان يناديه تلاميذه (يا معلّم)؟!
وفي هذه الآية من سورة مريم يقول إنه عبد الله آتاه الكتاب وجعله نبيًّا..
{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)}
آتاه الله الكتاب (الإنجيل) وجعله نبيًّا وعمره 30 عامًا..
وبذلك نستطيع أن نفهم لماذا جاء رقم الآية 30
هذا ما يقوله المنطق ويقبله العقل السليم..
المسيح عيسى -عليه السلام- نبي مرسل..
يتبع القسم الثاني
تبدأ الكذب بلا احتياج.. وتصدقه بلا فائدة..
تعرف الحق.. وتتجاهله بلا هدف.. سوى السراب..
تتوج من لا يرى نفسه سوى عبد ضعيف.. إلهًا..
تحيك تفاصيل الجنون على مغزل الدّين!!
كيف يبسط الجهل سطوته على عقلك يا هذا؟!
هناك العديد من النصوص الصريحة الواضحة من الأناجيل المعترف بها عند النصارى تؤكد لكل صاحب عقل رشيد أن المسيح عيسى –عليه السلام- رسول وليس ابن الله أو الله (تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا). ففي إنجيل متّى على سبيل المثال تقرأ هذا النص: "ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة: من هذا؟ فقالت الجموع: هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل". (إنجيل متّى 21: 11). فتأمّلوا ماذا قالت جموع مدينة أورشليم: (هذا يسوع النبي)! فهؤلاء معاصروه وأكثر الناس دراية به لم يقولوا عنه إنه إله أو ابن الله بل قالوا (يسوع النبي) وأنتم اليوم وبعد ألفي عام تفترون عليه الكذب! عجبًا لكم!!
الإصحاح التاسع من إنجيل يوحنا يبدأ بقصة الأعمى الذي لقيه المسيح –عليه السلام- فتفل على الأرض وصنع من التفل طينًا وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له اذهب فاغتسل، فارتد بصيرًا، وتعجّب الناس من أمره. فتأمّلوا ماذا قال هذا الأعمى عن المسيح –عليه السلام- عندما سأله الفريسيون: "قالوا أيضًا للأعمى: ماذا تقول أنت عنه من حيث إنه فتح عينيك؟ فقال: إنه نبي!". (إنجيل يوحنا 9: 17، 18). إذا كان الأعمى الذي أبصر على يدي المسيح –عليه السلام- نفسه يقول عنه (إنه نبي)، فما رأي النصارى في ما يقوله هذا الأعمى؟!
في إنجيل لوقا يسأل يسوع بعد قيامه من بين الأموات، كما يزعمون، رجلين سمعهما يتحدثان عنه، وهما لا يعرفان أنه يسوع: "فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين؟ فأجاب أحدهما، الذي اسمه كليوباس وقال له: هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام؟ فقال لهما: وما هي؟ فقالا: المختصة بيسوع الناصري، الذي كان إنسانًا نبيًّا مقتدرًا في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب". (إنجيل لوقا 24: 17- 19). فتأمّلوا ماذا قال الرجلان وهما يخاطبان يسوع نفسه: (كان إنسانًا نبيًّا)!
عندما طلب الفريسيون من يسوع المسيح أن يخرج من أورشليم لأن هيرودس يريد أن يقتله، فتأمّلوا ماذا قال لهم: "بل ينبغي أن أسير اليوم وغدًا وما يليه، لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارجًا عن أورشليم! يا أورشليم، يا أورشليم! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا!". (إنجيل لوقا 13: 33، 34). فتأمّلوا كيف يصف يسوع المسيح نفسه بأنه نبي وأن أورشليم قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين!
يسوع المسيح يلوم اليهود على عدم تصديقهم له فيقول: "الحق أقول لكم: إنه ليس نبي مقبولًا في وطنه". (إنجيل لوقا 4: 24). وهذا اعتراف صريح منه بأنه نبي وأن اليهود لم يقبلوه، فها هو يخبر ما يحدث له وحدث للأنبياء من قبله من صعوبات لاقوها من أقوامهم فقال لهم: "ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته". (إنجيل مرقس 6: 4).
تأمّلوا ما يرويه إنجيل متّى عن المسيح: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل". (إنجيل متّى 5: 17). هذا نص جليّ واضح لكل من يفهم أن المسيح -عليه السلام- رسول قد خلت من قبله الرسل، وأنه ما جاء لينقض شريعة موسى –عليه السلام- التي سبقته بل ليكمل ما بناه موسى والرسل قبله. فإذا كان إلهًا فكيف يستقيم عقلًا أنه جاء ليكمل شريعة نبي من أنبيائه وهو موسى –عليه السلام-!
ويروي إنجيل يوحنا قصة المرأة السامرية مع يسوع المسيح فتأمّلوا ماذا تقول هذه المرأة عنه: "قالت له المرأة: يا سيد، أرى أنك نبي". (إنجيل يوحنا 4: 19). قالت له (أرى أنك نبي) ولم تقل له أرى أنك إله!!
تأمّلوا كيف أجاب يسوع المسيح هذا الرجل: "فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسنًا، سأله: أية وصية هي أول الكل؟ فأجابه يسوع: إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد. وتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الأولى. وثانية مثلها هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين. فقال له الكاتب: جيّدًا يا معلم. بالحق قلت، لأنه الله واحد وليس آخر سواه". (إنجيل مرقس 12: 28 – 32). فتأمّلوا ماذا قال المسيح -عليه السلام- في بداية الوصية الأولى: (الرب إلهنا رب واحد)، وتأمّلوا كيف أجابه الكاتب (لأنه الله واحد وليس آخر سواه)!
هذا الكلام واضح وصريح لكل ذي عقل وبصيرة، فليس هناك إله آخر غير الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى! إذا كان النصارى اليوم يعتبرون هذا الكاتب كافرًا لأنه قال: (الله واحد وليس آخر سواه)، وهو بذلك لا يؤمن بالتثليث، فلماذا لا يعتبرون يسوع نفسه كافرًا أيضًا لأنه قال: (الرب إلهنا رب واحد)؟! أرأيتم كيف تصادم عقيدة التثليث العقل! يسوع يقول: (إلهنا) يعني إله يسوع نفسه وهو الله سبحانه وتعالى، ثم يقول: (واحد) ولم يقل اثنين أو ثلاثة! ماذا يريد النصارى أكثر من هذا حتى يؤمنوا أن الله واحد أحد لا شريك له؟! تفكّروا في هذا هداكم الله!
ويروي إنجيل لوقا أن يسوع اقترب من باب المدينة فرأى ميتًا محمولًا وأمّه أرملة تبكي، والميت ابنها الوحيد، فتأمّلوا ماذا حدث: "فلما رآها الرب تحنن عليها، وقال لها: لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش، فوقف الحاملون. فقال: أيها الشاب، لك أقول: قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى أمه. فأخذ الجميع خوف، ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم، وافتقد الله شعبه". (إنجيل لوقا 7: 13 – 16). لاحظوا كيف أخذت الجميع الدهشة وانتابهم الخوف عندما أحيا يسوع الميّت، وبرغم ذلك استطاعوا أن يفرّقوا بين الله عزّ وجلّ القادر على كل شيء ورسوله ونبيّه المسيح –عليه السلام- فمجّدوا الله عزّ وجلّ وليس المسيح لأنهم يعلمون أنه ليس باستطاعة أحد أن يحيي الموتى إلا بإذنه سبحانه وتعالى، وبعد ذلك شهدوا للمسيح –عليه السلام- بالنبوّة فقالوا: (قام فينا نبي عظيم)! وأقرّهم المسيح –عليه السلام- على قولهم هذا ولم يعترض عليه!
هذا هو ديدن أصحاب الفطرة السليمة عندما يتعرّضون لمثل هذه المعجزات والآيات العظيمة الخارقة، فإنهم ينسبونها إلى مقام النبوّة المؤيَّدة من الله عزّ وجلّ ولا ينسبونها إلى مقام الألوهية، لأنّهم يعلمون أن مقام الألوهية أعظم من ذلك بكثير ولا يمكن أن تتصوّره عقولهم. هكذا كان المسيح –عليه السلام- كما يراه تلاميذه وجميع من عاصروه وشهدوا دعوته (نبيًّا عظيمًا)! وهو بالفعل نبي عظيم، بل أحد أعظم خمسة أنبياء في تاريخ البشرية، لأنه أحد أولي العزم من الرسل.
تأمّلوا من خلال هذا النص كيف يدعو المسيح عيسى –عليه السلام- إلى عبادة الله وحده والتمسك بناموسه، فقال :"لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات". (إنجيل متّى 5: 17- 20). كلام واضح لا يحتاج إلى شرح!
وأوضح من ذلك ما يرويه يوحنا في إنجيله عن قول المسيح –عليه السلام-: "وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته". (إنجيل يوحنا 17: 3). فماذا يريد النصارى أكثر من ذلك حتى يؤمنوا أن الله هو الإله الواحد الحق وأن يسوع المسيح رسوله. فهذه الفقرة من إنجيل يوحنا وحدها تنسف عقيدة التثليث!
تأمّلوا ما يرويه إنجيل يوحنا عن يسوع المسيح وهو يخاطب اليهود: "ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله". (إنجيل يوحنا 8: 40). فتأمّلوا يا أولي الألباب ماذا يقول المسيح عن نفسه: (وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله)! فهل بعد هذا عاقل يزعم أنه ابن الله أو أنه الله ذاته (تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا)!
تأمّلوا أيضًا ما جاء في سفر أعمال الرسل الثاني وماذا يقول بطرس: "أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم، كما أنتم أيضًا تعلمون". (سفر أعمال الرسل 2: 22). فتأمّلوا كيف لم يفرق بين الرجال الإسرائيليين ويسوع الرجل، وقرن الوصفين معًا ونطقهما في وقت واحد، ما يؤكد لكل ذي عقل أن يسوع بشر ورجل مثلهم، لا يختلف عنهم إلا بالنبوة والرسالة من الله.
تأمّلوا ماذا يقول يسوع للشيطان كما يروي إنجيل لوقا: "فأجابه يسوع وقال: اذهب يا شيطان! إنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد". (إنجيل لوقا 4: 8). الأمر واضح جدًّا من هذا النص، فالسجود لا يكون إلا لله وحده سبحانه وتعالى. وفي فقرة أخرى يتحدّث هذا الإنجيل نفسه عن صلاة يسوع المسيح فيقول: "وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله". (إنجيل لوقا 6: 12). فتأمّلوا يا أولي الألباب كيف قضى يسوع اللّيل كلّه في الصلاة لله! فكيف تعبدونه وتسجدون لتماثيله وصوره المعلّقة على جدران كنائسكم وهو نفسه يعبد الله ويسجد له ويصلي له؟! وإذا كان المسيح هو الله كما تفترون فلمن كان يسجد ويصلّي إذًا؟!
قد يزول عندكم بعض العجب إذا علمتم أن أوّل من دعا إلى عبادة المسيح والسجود له هم الوثنيون، فتأمّلوا كيف يبدأ الإصحاح الثاني من إنجيل متّى: "ولما وُلد يسوع في بيت لحم اليهودية، في أيام هيرودس الملك، إذا مجوس من المشرق قد جاؤوا إلى أورشليم قائلين: أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له". (إنجيل متّى 2: 1، 2). فتأمّلوا قول المجوس عن يسوع: (وأتينا لنسجد له)!
وقد يزول عنكم كل العجب إذا علمتم أن أكبر خديعة في تاريخ البشرية هي تلك التي اختلقها بولس! فلم يكتف بولس بتحريف عقيدة النصرانية بل أبى إلا أن يشوه صورة المسيح –عليه السلام- أحد أطهر خلق الله، وبجرّة قلم منه أصبح المسيح ملعونًا، فتأمّلوا ما جاء في رسالة بولس إلى أهل غلاطية: "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة". (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 3: 13). واللعنة في اللغة هي الطرد من رحمة الله! فكيف يكون الإله ملعونًا كما يزعم بولس؟! يكاد عقلي ينفجر!! ألا يقرأ النصارى هذه النصوص في كتابهم المقدّس؟!
وبحسب ما يروي إنجيل متّى، فقد تنبأ المسيح عيسى -عليه السلام- بأن الناس سوف يعبدونه من دون الله، وسوف يؤمنون بوصايا بشرية ويعلمونها على أنها تعاليم إلهية، ولكن ذلك كلّه باطل: "وباطلًا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس". (إنجيل متّى 15: 9).
وفي مقابل ذلك، تأمّلوا هذا المنطق الواضح الذي يعرضه القرآن عليكم:
{ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)} [المؤمنون]
كلام واضح وصريح لا يحتاج إلى أي شرح أو تفسير!
والأمر الذي يجهله كثير من النصارى أن لقب { الْمَسِيْح } لم يختص به المسيح عيسى –عليه السلام- وحده، وإنما أطلق هذا اللقب على عدد من الأنبياء قبله، منهم هارون وداوود -عليهما السلام-. وكلمة (مسيح) أصلها عبري (مشيح)، ومعناها من مسحه الله أي جعله مسيحًا، وكلفه بإبلاغ رسالته إلى الناس وجعله رسولًا..
ففي المزمور (89: 21): "وجدت داود عبدي بدهن قدسي مسحته". إذًا داوود مسيح!
وفي سفر اللاويين (6:20): "هذا قربان هارون وبنيه الذي يقرّبونه للرب يوم مسحته". إذًا هارون مسيح!
وفي سفر إشيعاء (45:1): "هكذا يقول الرب لمسيح إشيعاء لكورش الذي امسكت بيمينه لادوس أمامه أممًا". إذًا إشيعاء مسيح!
وكلمة ( الْمَسِيْح ) باللغة العبرية تعني ( الرسول ) في اللغة العربية.
فالمسيح -عليه السلام- بشر رسول وليس إلهًا..
وفي الإصحاح الأوّل من سفر رؤيا يوحنا نقرأ هذا النص:
"إعلان يسوع المسيح، الذي أعطاه إياه الله". (سفر رؤيا يوحنا 1: 1).
أي إن المسيح -عليه السلام- تلقى التعاليم من الله سبحانه وتعالى كسائر الأنبياء!
وفي المصدر نفسه نقرأ هذا النص:
"طوبى للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة، ويحفظون ما هو مكتوب فيها". (سفر رؤيا يوحنا 1: 3).
هذا كلام يوحنا عن المسيح -عليه السلام-!
وفي الإصحاح الثالث من إنجيل لوقا نقرأ هذا النص:
"ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة". (لوقا 3: 23)
أي إن الله عزّ وجلّ أرسله إلى بني إسرائيل وعمره 30 عامًا.
نبوّة المسيح عيسى ابن مريم –عليه السلام- بدأت في سن 30 عامًا.
أوحى الله عزّ وجلّ إليه وأنزل عليه الإنجيل وعمره 30 عامًا..
فلو كان إلهًا فماذا كان يفعل قبل أن يوحى إليه؟!
وإذا كان إلهًا فلماذا كان يناديه تلاميذه (يا معلّم)؟!
وفي هذه الآية من سورة مريم يقول إنه عبد الله آتاه الكتاب وجعله نبيًّا..
{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)}
آتاه الله الكتاب (الإنجيل) وجعله نبيًّا وعمره 30 عامًا..
وبذلك نستطيع أن نفهم لماذا جاء رقم الآية 30
هذا ما يقوله المنطق ويقبله العقل السليم..
المسيح عيسى -عليه السلام- نبي مرسل..
يتبع القسم الثاني