مارية بنت شمعون القبطية
أي المصرية ام المؤمنين. أعتنقت الاسلام فور وصولها للمدينة المنورة وذلك لما رأته من أخلاق المسلمين في طريقها إلى المدينة وفي المدينة فعرفت أنه دين الحق. المعتقد السائد هو أن النبي محمد تزوجها بعد أن أعتقها ولكن هناك آراء أخرى فمثلاً ابن القيم يقول انها كانت جارية ولم يتزوجها الرسول. لقد أنجبت للرسول ثالث أبنائه الذكور ابراهيم والذي توفي وهو طفل صغير.
وهي من قرية حفن بمحافظة المنيا بصعيد مصر، أهداها للرسول الملك المقوقس حاكم مصر سنة 7هجريةـ ومعها أختها سيرين بنت شمعون (التي أهداها لشاعرهِ حسان بن ثابت والتي أنجبت لهُ ولده عبد الرحمن بن حسان) وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبًا وبغلته دلدل وشيخ كبير يسمى مابور. وكان أبوها عظيم من عظماء القبط، كما ورد على لسان المقوقس في حديثهِ لحامل رسالة الرسول إليه، ولكن كما يبدو من تاريخ قيرس، المعروف لدى العرب بالمقوقس، مع المصريين بأن أبوها، كان مناوئًا للسلطة الدينية للمقوقس.
مارية القبطـية (هدية المقوقس)
قدمت مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في سنة سبع من الهجرة. وذكر الرواة أن اسمها مارية بنت شمعون القبطية، بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول وبين المشركين في مكة وبدأ الرسول في الدعوة إلى الاسلام ، وكتب الرسول كتبًا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الاسلام، وأهتم بذلك اهتماماً كبيراً، فأختار من أصحابه من لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك، ومن بين هؤلاء الملوك هرقل ملك الروم، كسرى ابرويز ملك فارس ,المقوقس ملك مصر التابع للدولةالبيزنطية والنجاشى ملك الحبشة وتلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردوها رداً جميلاً، ما عدا كسرى ملك فارس الذي مزق الكتاب.
لما أرسل الرسول كتاباً إلى المقوقس حاكم الاسكندرية والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر، أرسله مع حاطب بن ابى بلتعه، وكان معروفاً بحكمته وبلاغته وفصاحته. فأخذ حاطب كتاب الرسول إلى مصر وبعد ان دخل على المقوقس الذي رحب به. واخذ يستمع إلى كلمات حاطب، فقال له " يا هذا، إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه".
واُعجب المقوقس بمقالة حاطب، فقال لحاطب: " إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهودٍ فيه، ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجدهُ بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والأخبار بالنجوى وسأنظر"
أخذ المقوقس كتاب النبي محمد بن عبدالله وختم عليه، وكتب إلى النبي:
" بسم الله الرحمن الرحيم:إلى محمد بن عبدالله من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد
فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيا بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك".
وكانت الهدية جاريتين هما: مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين بنت شمعون. وفي طريق عودة حاطب إلى المدينة، عرض على مارية وأختها الاسلام ورغبهما فيه، فاعتنقتاه.
وفي المدينة، أختار الرسول مارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعرهِ حسان بن ثابت الأنصاري. وكانت مارية بيضاء جميلة الطلعة، وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة، فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الاسلام بها. وقالت عائشة:" ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة -أو دعجة- فأعجب بها رسول الله وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا" .
ولادة مارية لإبراهيم
وبعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، حملت مارية، وفرح النبي محمد لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمرهِ وفقد أولاده ما عدا فاطمة الزهراء. وولدت مـارية في "شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية "، طفلاً جميلاً يشبه الرسول ، وقد سماه إبراهيم، " تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن " وبهذه الولادة أصبحت مـارية حرة .
وعاش إبراهيم ابن الرسول سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الاسلام ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً، " وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة"، وحزنت مارية حزناً شديداً على موت إبراهيم.
مكانة مارية في القرأن
لمارية شأن كبير في الآيات وفي أحداث السيرة النبوية. "أنزل الله صدرسورة التحريم بسبب مارية القبطية، وقد أوردهاالعلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم وتصانيفهم". وقد توفي الرسول وهو راض عن مارية، التي تشرفت بالبيت النبوي، وعدت من أهلهِ، وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول، كما عرفت بدينها وورعها وعبادتها.
وفاة مارية
عاشت مـارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في السنة السادسة عشر للهجرة من محرم. ودعا عمر بن الخطاب الناس وجمعهم للصلاة عليها. فاجتمع عدد كبير من الصحابة من المهاجرين والانصار ليشهدوا جنازة مـارية القبطية، وصلى عليها عمر فى البقيع ، ودفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم.
أي المصرية ام المؤمنين. أعتنقت الاسلام فور وصولها للمدينة المنورة وذلك لما رأته من أخلاق المسلمين في طريقها إلى المدينة وفي المدينة فعرفت أنه دين الحق. المعتقد السائد هو أن النبي محمد تزوجها بعد أن أعتقها ولكن هناك آراء أخرى فمثلاً ابن القيم يقول انها كانت جارية ولم يتزوجها الرسول. لقد أنجبت للرسول ثالث أبنائه الذكور ابراهيم والذي توفي وهو طفل صغير.
وهي من قرية حفن بمحافظة المنيا بصعيد مصر، أهداها للرسول الملك المقوقس حاكم مصر سنة 7هجريةـ ومعها أختها سيرين بنت شمعون (التي أهداها لشاعرهِ حسان بن ثابت والتي أنجبت لهُ ولده عبد الرحمن بن حسان) وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبًا وبغلته دلدل وشيخ كبير يسمى مابور. وكان أبوها عظيم من عظماء القبط، كما ورد على لسان المقوقس في حديثهِ لحامل رسالة الرسول إليه، ولكن كما يبدو من تاريخ قيرس، المعروف لدى العرب بالمقوقس، مع المصريين بأن أبوها، كان مناوئًا للسلطة الدينية للمقوقس.
مارية القبطـية (هدية المقوقس)
قدمت مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في سنة سبع من الهجرة. وذكر الرواة أن اسمها مارية بنت شمعون القبطية، بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول وبين المشركين في مكة وبدأ الرسول في الدعوة إلى الاسلام ، وكتب الرسول كتبًا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الاسلام، وأهتم بذلك اهتماماً كبيراً، فأختار من أصحابه من لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك، ومن بين هؤلاء الملوك هرقل ملك الروم، كسرى ابرويز ملك فارس ,المقوقس ملك مصر التابع للدولةالبيزنطية والنجاشى ملك الحبشة وتلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردوها رداً جميلاً، ما عدا كسرى ملك فارس الذي مزق الكتاب.
لما أرسل الرسول كتاباً إلى المقوقس حاكم الاسكندرية والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر، أرسله مع حاطب بن ابى بلتعه، وكان معروفاً بحكمته وبلاغته وفصاحته. فأخذ حاطب كتاب الرسول إلى مصر وبعد ان دخل على المقوقس الذي رحب به. واخذ يستمع إلى كلمات حاطب، فقال له " يا هذا، إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه".
واُعجب المقوقس بمقالة حاطب، فقال لحاطب: " إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهودٍ فيه، ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجدهُ بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والأخبار بالنجوى وسأنظر"
أخذ المقوقس كتاب النبي محمد بن عبدالله وختم عليه، وكتب إلى النبي:
" بسم الله الرحمن الرحيم:إلى محمد بن عبدالله من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد
فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيا بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك".
وكانت الهدية جاريتين هما: مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين بنت شمعون. وفي طريق عودة حاطب إلى المدينة، عرض على مارية وأختها الاسلام ورغبهما فيه، فاعتنقتاه.
وفي المدينة، أختار الرسول مارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعرهِ حسان بن ثابت الأنصاري. وكانت مارية بيضاء جميلة الطلعة، وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة، فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الاسلام بها. وقالت عائشة:" ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة -أو دعجة- فأعجب بها رسول الله وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا" .
ولادة مارية لإبراهيم
وبعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، حملت مارية، وفرح النبي محمد لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمرهِ وفقد أولاده ما عدا فاطمة الزهراء. وولدت مـارية في "شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية "، طفلاً جميلاً يشبه الرسول ، وقد سماه إبراهيم، " تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن " وبهذه الولادة أصبحت مـارية حرة .
وعاش إبراهيم ابن الرسول سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الاسلام ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً، " وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة"، وحزنت مارية حزناً شديداً على موت إبراهيم.
مكانة مارية في القرأن
لمارية شأن كبير في الآيات وفي أحداث السيرة النبوية. "أنزل الله صدرسورة التحريم بسبب مارية القبطية، وقد أوردهاالعلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم وتصانيفهم". وقد توفي الرسول وهو راض عن مارية، التي تشرفت بالبيت النبوي، وعدت من أهلهِ، وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول، كما عرفت بدينها وورعها وعبادتها.
وفاة مارية
عاشت مـارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في السنة السادسة عشر للهجرة من محرم. ودعا عمر بن الخطاب الناس وجمعهم للصلاة عليها. فاجتمع عدد كبير من الصحابة من المهاجرين والانصار ليشهدوا جنازة مـارية القبطية، وصلى عليها عمر فى البقيع ، ودفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: