نلتقي لنرتقي
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
للصلاة في الإسلام منزلةٌ كبيرة ومكانة خاصة.. فهي أوّل فريضة فرضها اللَّه على العباد بعد التوحيد.. وهي أوّل ما يُحاسب عليه العبد من أعماله يوم القيامة.. فإن صلحت فقد أفلح وصلح سائر عمله، وإن فسدت فقد خاب وفسد سائر عمله. وإنّ قَدْر الإسلام في قلب كل إنسان كقَدْر الصلاة في قلبه، وحظه في الإسلام على قَدْر حظه منها. فالصلاة في هذه الحياة تمثِّل صلَّة بين العبد والرب شديدة المتانة، أمَّا الأرقام في القرآن فتعزِّز هذه الصلة بترقيتها لإيمان العبد؛ فيزداد خشوعاً في كلِّ صلواته، ويرتقي تسليماً في كلِّ حركاته وسكناته.. فهلا التقينا ثلاثتنا هنا: نحن بأرواحنا وأبداننا، والقرآن بحروفه وأرقامه، والصلاة بذكرها وخشوعها!
الصلوات الخمس:
الصلوات المفروضة 5 صلوات
تكبيرات الإحرام 5 تكبيرات
حالات القيام 17 مرّة
عدد مرّات قراءة الفاتحة 17 مرّة
الركعات 17 ركعة
السجدات 34 سجدة
التشهدات 9 تشهدات
التكبيرات 85 تكبيرة (من دون تكبيرة الإحرام)
تسبيحات الركوع (سبحان ربي العظيم) 51 تسبيحة (الحد الأدنى)
تسبيحات السجود (سبحان ربي الأعلى) 102 تسبيحة (الحد الأدنى)
ذكر الله وحمده في الرفع من الركوع 17 مرّة
شهادة التوحيد (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله) 9 مرّات
التسليمات 5 تسليمات
اسم { اللَّه } في الصلاة
أوّل كلمة يدخل بها العبد في صلاته هو اسم { اللَّه }، وذلك بقوله في تكبيرة الإحرام (اللَّه أكبر).
وآخر كلمة يخرج بها العبد من صلاته هو اسم { اللَّه } أيضًا؛ وذلك بقوله في التسليم (السلام عليكم ورحمة اللَّه)!
فالصلاة كلها قولًا وفعلًا تبدأ باسم اللَّه، وتنتهي باسم اللَّه أيضًا!
وعلى الذين يخرجون من صلاتهم بقول (السلام عليكم) فقط أن ينتبهوا إلى أن الصلاة تبدأ وتنتهي باسم { اللَّه }.
وفي ذلك إشارة لطيفة في تحقيق قوله تعالى:
{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ (162)} [الأنعام]
أكثر كلمة يكرِّرها العبد في صلاته هي اسم { اللَّه } فهو يكرِّرها في الركعة الواحدة 9 مرّات كحد أدنى، ويكرِّرها في مجمل الصلوات الخمس المفروضة في اليوم واللَّيلة 228 مرّة كحد أدنى! ومن ضمن ذلك يكرّر العبد في صلاته التكبير (اللَّه أكبر) في تكبيرات الإحرام 5 مرّات، ويكرِّره 5 مرّات في كل ركعة للانتقال بين هيئات الصلاة، من قيام وركوع وسجود وجلوس، وبذلك فهو يكبِّر (اللَّه أكبر) في الصلوات الخمس 90 مرّة.
الصلاة واشتقاقاتها
إذا تأمّلت لفظ { الصَلاة } تجده تكرّر في القرآن 67 مرّة، وعدد الآيات التي ورد فيها لفظ القرآن 67 آية أيضًا، وما هذا التطابق المقصود إلا لأهمية هذا الركن الركين في حياة المؤمن، وما هذا التطابق إلا إشارة واضحة إلى أن الصلاة لا تصح إلا بهذا القرآن!
ذُكرت الصلاة واشتقاقاتها في القرآن 85 مرّة في 67 آية، وعلى 10 أوجه مختلفة:
الكلمة | التكرار |
الصَّلَاةَ | 67 |
الصَّلَوَات | 1 |
الْمُصَلِّينَ | 3 |
صَلِّ | 1 |
صَلَّى | 3 |
صَلَاتِكَ | 1 |
صَلَاتِهِمْ | 5 |
صَلَاتِي | 1 |
صَلَوَاتِهِمْ | 1 |
يُصَلُّوا | 2 |
المجموع | 85 |
صلاة لا يُقصد بها الصلاة!
ورد لفظ { صَلِّ } ومشتقاتها في القرآن الكريم في عدد من المواضع، ولم يكن المقصود بها الصلاة المشروعة، ولكن قُصد بها أمر آخر، وقد وردت في أغلب المواضع بمعنى الدعاء.. تأمّل:
{ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُوْنَ (157) [البقرة]
{ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُوْلِ ۚ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ ۚ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (99) [التوبة]
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيْهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيْعٌ عَلِيْمٌ (103)} [التوبة]
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيْحَهُ وَاللَّهُ عَلِيْمٌ بِمَا يَفْعَلُوْنَ (41)} [النور]
{ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوْرِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَحِيْمًا (43)} [الأحزاب]
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا (56)} [الأحزاب]
{ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُوْرًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِيْنَ (39)} [آل عمران]
وصلاة زكريا هنا بمعنى الدعاء، وليس الصلاة المشروعة، إذ أنه لا يتأتى للملائكة أن تُخاطب مصلي في محرابه، ولا يتأتى له أن يجيبها وهو يصلي، كما يؤكد هذا المعنى الآية السابقة لهذه الآية:
{ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِيْ مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيْعُ الدُّعَاءِ (38)
وهناك صلاة المشركين عند البيت الحرام، وقد جاءت في هذه الآية:
{ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوْقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُوْنَ (35)} [الأنفال]
وهناك صلاة الجنازة على المنافقين، وقد منع اللَّه عزّ وجلّ نبيه مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- من الصلاة على المنافقين، وبذلك لا تدخل هذه الصلاة في عداد الصلوات المشروعة، وقد جاءت في الآية:
{ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُوْلِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُوْنَ (84)} [التوبة]
الصلاة والإيقاع الخماسي
من عجائب المنظومة الإحصائية القرآنية، هذا الارتباط الدقيق بين المعنى والرقم المعبّر عنه!
ذُكرت الصلاة والمصلون اسمًا وفعلًا في القرآن 85 مرّة، وهذا العدد = 5 × 17
5 هو عدد الصلوات المفروضة، و17 هو عدد ركعاتها!
ذُكرت الصلاة المشروعة والمصلون اسمًا وفعلًا في القرآن 85 مرّة في 80 آية، والفرق بين العددين = 5
ورد لفظ الصلاة والمصلين اسمًا وفعلًا في القرآن على 10 أوجه مختلفة، وهذا العدد = 5 + 5
هناك 5 صيغ (بعدد الصلوات المفروضة) ورد كل منها مرّة واحدة فقط في القرآن.. تأمّل:
الكلمة | التكرار |
الصَّلَوَات | 1 |
صَلِّ | 1 |
صَلَاتِكَ | 1 |
صَلَاتِي | 1 |
صَلَوَاتِهِمْ | 1 |
المجموع | 5 |
تأمّل..
هذه العجائب الإحصائية الدقيقة، ليست فقط بين الصلاة والرقم 5، بل بين الصلاة والقرآن:
ذُكرت الصلاة بلفظها المعروف { صَلاة / الصَلاة } في القرآن 67 مرّة!
ورد لفظ القرآن { قُرْآن / الْقُرْآن } في القرآن في 67 آية!
ورد لفظي القرآن { قُرْآن / الْقُرْآن } في القرآن 68 مرّة، وهذا العدد = 34 × 2
ورد لفظي القرآن { قُرْآن / الْقُرْآن } في القرآن 68 مرّة، وهذا العدد = 17 × 4
2 هو عدد ركعات أوّل وأقصر الصلوات.. صلاة الفجر.
4 هو عدد ركعات آخر وأطول الصلوات.. صلاة العشاء.
17 هو عدد ركعات الصلوات المفروضة.
34 هو عدد سجدات الصلوات المفروضة.
وهذا الارتباط الوثيق بين الصلاة والقرآن مردّه أنّه لا صلاة إلا بالقرآن!
تأمّل..
مجموع تكرار لفظ { قُرْآن } في القرآن 68 مرّة، وهذا العدد يساوي 34 × 2
العدد 68 يساوي أيضًا 17 × 4
ومعلوم أن عدد الركعات المفروضة في اليوم واللَّيلة 17 ركعة، وعدد السجدات المفروضة 34 سجدة!
ذُكرت الصلاة المشروعة والمصلون اسمًا وفعلًا في القرآن الكريم 85 مرّة في 80 آية، موزعة على 35 سورة!
وجميع هذه الأعداد من مضاعفات الرقم 5، وهو عدد الصلوات المفروضة!
السور التي ذُكرت فيها الصلاة والمصلون اسمًا وفعلًا مجموع آياتها 2873 آية!
وهذا العدد = 17 × 13 × 13
العدد 2873 يساوي أيضًا 5 × 17 × 34 – 17
عدد الصلوات 5، وعدد ركعاتها 17، وعدد سجداتها 34
السور التي ذُكرت فيها الصلاة والمصلون اسمًا وفعلًا ورد فيها اسم اللَّه 1785 مرّة!
وهذا العدد = 17 × 35 × 3
17 هو عدد الركعات المفروضة!
35 هو عدد السور التي وردت فيها الصلاة والمصلون اسمًا وفعلًا!
أرأيت كيف يتجلّى الارتباط بين عدد الصلوات وعدد الركعات والسجدات في القرآن؟!
تأمّل..
العدد 2873 يتكوّن من عددين 73 ـ 28
أحدهما عدد الحروف الهجائية، والآخر مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { اللَّه }!
العدد 1785 يتكوّن من عددين 85 ـ 17
أحدهما عدد الركعات المفروضة، والآخر مجموع تكرار الصلاة والمصلين في القرآن اسمًا وفعلًا!
تأمّل..
ذُكرت الصلاة والمصلون اسمًا وفعلًا في القرآن في 35 سورة، وعدد سور القرآن المتبقية 79 سورة..
مجموع ترتيب هذه السور 5293، وهذا العدد = 79 × 67
عدد السور التي لم يرد فيها ذكر الصلاة ولا المصلين 79 سورة، وعدد تكرار لفظ الصلاة في القرآن 67 مرّة!
يتبع الفسم الثاني والأخير
التعديل الأخير: