دونكم سورة الإخلاص / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
23,832
التفاعل
19,646 126 0
دونكم سورة الإخلاص

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول



نحن الآن على موعد مع لقطة رقميّة رائعة ولوحة قرآنية قيِّمة جدًّا!
وهذه اللوحة تمثِّل دليلًا حاسمًا وحجّة دامغة لكل من يبحث عن الحقيقة!
وهذه اللوحة التي سوف نعرضها بعد قليل تبيِّن أحد أوجه عظمة البناء الإحصائي القرآني!
إنها أبلغ من مئات الخطب والمحاضرات!
إذا تأمّلت أوجه الشبه بين آدم وعيسى عليهما السلام تجد تماثلًا كبيرًا.
كل واحد منهما أتى إلى هذا الوجود بطريقة تختلف عن باقي البشر!
فكلاهما من دون أب، وكلاهما نفخ اللَّه فيه من روحه!
وقد لخص القرآن هذا التماثل بينهما في قوله تعالى:


{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59)} [آل عمران]

ولكن القرآن العظيم ليس حرفًا وكلمة فحسب، وإنما حرف ورقم وكلمة وعدد.
ولذلك تجد في القرآن تماثلًا إحصائيًّا مناظرًا في العديد من الأوجه بين آدم وعيسى عليه السلام!
ورد كل منهما 25 مرّة في القرآن!
بل إذا تدبَّرت الآيات التي ورد فيها كل منهما تجد تماثلًا في أدقّ التفاصيل!

تأمّل..
أوَّل ما ورد اسم { آدَم } في القرآن جاء في الآية 31 من سورة البقرة:

{ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)}

وأوَّل ما ورد اسم { عِيسَى } في القرآن جاء في الآية 87 من سورة البقرة أيضًا:

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)}

إذا بدأت العد من اسم { آدَم } في الآية الأولى، فإن اسم { عِيسَى } في هذه الآية هو الكلمة رقم 971
ماذا يعني لك هذا العدد؟
العدد 971 أوّلي، ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 164، وهذا العدد = 114 + 25 + 25
تأمّل..
114 هو عدد سور القرآن!
ورد اسم { آدَم } في القرآن 25 مرّة، وورد اسم { عِيسَى } مثله 25 مرّة!
ورد اسم { آدَم } في 25 آية، وورد اسم { عِيسَى } مثله في 25 آية!
تأمّل كيف يتعامل القرآن مع الأعداد الأوّليّة التي لا تزال لغزًا يتحدَّى العقل البشري!

آية وحيدة!
التقى { آدَم } و { عِيسَى } في القرآن كلّه في آية واحدة فقط!
يا ترى ما هي هذه الآية؟!
أوَّل آية يرد فيها اسم { آدَم } رقمها 31، وأول آية يرد فيها اسم {
عِيسَى } رقمها 87
ومجموع رقمي الآيتين 118، وهذا العدد = 59 × 2
2 يشير إلى ترتيب سورة البقرة حيث ورد { آدَم } و { عِيسَى } لأوّل مرّة في القرآن!
59 يشير إلى رقم الآية الوحيدة التي سوف يلتقيان فيها معًا!
الآية رقم 59 نجدها في السورة التالية مباشرة وهي سورة آل عمران:

{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59)}

وهذه هي الآية الوحيدة التي تجمع { آدَم } و { عِيسَى } معًا!

أمر عجيب!
عدد آيات القرآن التي ورد فيها اسم { آدَم } أو اسم { عِيسَى } أو الاثنين معًا 49 آية، أي 7 × 7
أوَّل آية يرد فيها اسم { آدَم } رقمها 31، وأوّل آية يرد فيها اسم { عِيسَى } رقمها 87
وإذا حسبت الفرق بين رقمي الآيتين 87 – 31 تجده يساوي 56، وهذا العدد هو 7 × 7 + 7
تأمّل صدر هذه الآية جيِّدًا:
{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } = 7 كلمات!

إذا أحصيت عدد تكرار اسم { آدَم } من بداية المصحف حتى نهاية هذه الآية تجد أنه ورد 7 مرّات!
وإذا أحصيت تكرار اسم { عِيسَى } من بداية المصحف حتى نهاية هذه الآية تجد أنه ورد 7 مرّات أيضًا!

إن التقاء {
آدَم } و{ عِيسَى } في هذه الآية لم يكن التقاءً عابرًا، بل مؤسّسًا وفق نظام إحصائيّ دقيق!

لوحة رائعة إلى النصارى!
اللوحة الرقميّة التي سوف نعرضها الآن تعني أهل الكتاب في المقام الأوَّل، وتعني النصارى على وجه الخصوص، ولا حجّة لمن لا يعرف اللَّغة من فهم مضمون هذه اللوحة، فالأرقام هي التي سوف تتكلم وهي التي سوف يعلو صوتها!

في هذه اللوحة التصويرية الرائعة سنرى المعاني مجسَّدة أمامنا وهي تشير إلى قدرة اللَّه عزّ وجلّ في الخلق، وأنه الذي خلق آدم من غير أب ولا أم قادر على أن يخلق عيسى من غير أب، وبذلك فإن اعتقاد النصارى في عيسى أشدّ بطلانًا، وأنَّ اللَّه إله واحد لا شريك ولا نِدّ ولا ابن له، وهذا هو الاعتقاد الصحيح الذي كان عليه الحواريون من أتباع عيسى عليه السلام في عهده.

الآن أترككم مع هذه اللوحة التصويرية لتتأمّلوا كيف أنها تحشد العديد من المتغيّرات حتى تقدّم لك صورة حيَّة، وكيف أنها تربط بين مشهدين من مشاهد عظمة اللَّه عزّ وجلّ، أحدهما في سورة آل عمران وهي السورة رقم 3 في ترتيب المصحف، والآخر مكمِّل له في سورة الإخلاص وهي السورة رقم 3 أيضًا ولكن من نهاية المصحف:

إذا كان النصارى يطالبون بمعجزة تثبت لهم أن هذا القرآن من عند اللَّه عزّ وجلّ فهذه هي المعجزة ماثلة أمام أعينهم!

تحت هذه اللّوحة الرقمية النادرة يتحطّم الصليب، ويتحطّم كل صنم وكل طاغوت يتخذه البعض رمزًا أو إلهًا يعبدونه من دون الله الواحد الأحد!
إن الأرقام لا تكذب أبدًا وليس لها غير وجه واحد فقط هو وجه الحقيقة المطلقة!
هذه اللّوحة تضع النصارى أمام خيارات صعبة!
هل ما زالوا يتوهّمون أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم كان يهتم بكل هذه التفاصيل الدقيقة لاختيار حروف القرآن وألفاظه ومواقعها!
وأهم من ذلك كله، فلماذا يهتم مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم بأمر عيسى وأمّه عليهما السلام يمجدهما ويدفع عنهما أذى بني إسرائيل؟

ورد اسم { عِيسَى } في القرآن 25 مرّة وورد لقب { الْمَسِيح } 11 مرّة، بينما لم يرد { مُحمّد } باسمه في القرآن إلا 5 مرّات فقط، منها 4 مرّات باسم { مُحمَّد } ومرّة واحدة باسم { أَحْمَد }. وهل يعلم النصارى أن { مَرَيَم } أم المسيح وردت باسمها صريحًا في القرآن 34 مرّة، بينما ورد ذكرها في كل الأناجيل 18 مرّة فقط. بل أن {
مَرْيَم } هي المرأة الوحيدة التي ذكرها القرآن باسمها! وفوق ذلك كله لها سورة كاملة باسمها "سورة مريم" وتتألّف من 98 آية!

ألا تتفكّرون في ذلك يا أولى الألباب؟! ألا تحكّمون عقولكم بحيادية وتجرّد بعيدًا عن التعصّب العاطفي والتقليد الأعمى؟!

تأمّلوا..
وبما أن هذا المقام مقام إعجاز ومقام إثبات القدرة الإلهية المطلقة، فقد جاءت هذه اللوحة في إطار من الأعداد الأوّليّة! وبما أن القضية المحورية في هذه اللوحة هي :

{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ }

فقد جاء هذا النص من 7 كلمات و23 حرفًا، وفي الحالتين العدد أوّليّ.
سورة آل عمران التي احتضنت هذا النص ترتيبها رقم 3، وهذا عدد أوّليّ!
الآية التي احتضنت هذه النص رقمها 59، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { عِيسَى } في هذا الموضع هو التكرار رقم 7 له من بداية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { آدَم } في هذا الموضع هو التكرار رقم 7 له من بداية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { عِيسَى } في هذا الموضع هو التكرار رقم 19 له من نهاية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { آدَم } في هذا الموضع هو التكرار رقم 19 له من نهاية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
الآية جاءت محصورة بين آيتين عدد كلمات كل منهما 7 كلمات، وهذا عدد أوّليّ!
الآية نفسها عدد حروفها 47، وهذا عدد أوّليّ!
جاء ترتيب اسم { عِيسَى } رقم 3، وهذا عدد أوّليّ!
جاء ترتيب اسم { اللَّه } رقم 5، وهذا عدد أوّليّ!
جاء ترتيب اسم { آدَم } رقم 7، وهذا عدد أوّليّ!
مجموع التراتيب الثلاثة = 15 وهو عدد كلمات الآية، وهو ترتيب العدد 47 في قائمة الأعداد الأوّليّة!

توقَّف وتأمّل..
توقَّف عند عدد كلمات الآية الوسطى وعدد حروفها!
عدد حروفها 47 حرفًا، وهذا العدد أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 15
15 هو عدد كلمات الآية!
فكأن عدد كلمات الآية وعدد حروفها شيء واحد!
قمة الإتقان في توظيف خصائص الأعداد!

المعجزة الخالدة!
يخلق اللَّه ما يشاء وكيف يشاء وفي أي وقت شاء، وإذا كان خلق المسيح عليه السلام من دون أب يرفع منزلته عند أتباعه ليصبح ابنًا للَّه، فإن آدم عليه السلام خُلق من دون أب ولا أم، فهل هذا يرفع من منزلته ليصبح إلهًا؟! وإذا كانت معجزات المسيح عليه السلام دليلًا على ألوهيته، فإن جميع الرسل -عليهم السلام- أيّدهم اللَّه بمعجزات، منها ما هو أبلغ من معجزات المسيح عليه السلام وأكبر، وفي مقدّمتها هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم معجزات الرسل وباقٍ إلى يوم القيامة.

سورة الإخلاص تدخل المشهد
وبما أن النسيج الرقمي القرآني يربط جميع مكوِّنات البناء الإحصائي في القرآن العظيم، فقد امتدت هذه اللوحة على مسافة 109 سور، وهذا العدد أوّليّ، لتستوعب سورة الإخلاص، لأن هذه السورة التي تتحدّث من أوَّلها إلى آخرها عن وحدانية اللَّه عزّ وجلّ وصفاته، وهي السورة الوحيدة التي تكمل المشهد الذي تعرضه آية سورة آل عمران، ولذلك كان أمرًا متوقعًا أن يكون عدد كلمات سورة الإخلاص 15 كلمة وعدد حروفها 47 حرفًا.

تأمّل أهميّة وجود سورة الإخلاص في اللوحة:
1656570174059.png


وهكذا تأتي سورة الإخلاص لترد بقوة وبحسم على الذين يدعون أن عيسى إله وأنه ابن اللَّه، لأنه ولد من غير أب!
تخاطبهم وترد على ادعاءاتهم الباطلة:

{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}


يتبع القسم الثاني والأخير
 

المرفقات

  • 1656569923584.png
    1656569923584.png
    47.4 KB · المشاهدات: 58
التعديل الأخير:
دونكم سورة الإخلاص

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الثاني والأخير



ليعلم الجميع..
حتى لا يتوهَّم أحد أن الالتقاء بين سورة الإخلاص والآية رقم 59 من سورة آل عمران هو التقاء عابر، وجاء من غير تدبير محكم ومقصود، وحتى لا يتوهَّم أحد أننا ننتقي ما نشاء من السور والآيات ما يوافق النتيجة التي نرغب فيها، فليعلم الجميع:
أنه لا توجد سورة في القرآن الكريم باستثناء سورة الإخلاص عدد كلماتها 15 كلمة!
ولا توجد سورة في القرآن الكريم عدد حروفها 47 حرفًا باستثناء سورة الإخلاص!
ولا يوجد في القرآن كلّه آية عدد كلماتها 15 كلمة، وفي الوقت نفسه عدد حروفها 47 حرفًا باستثناء الآية رقم 59 من سورة آل عمران!
مع الانتباه إلى أن العدد 47 أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 15
سورة آل عمران ترتيبها رقم 3 من بداية المصحف وسورة الإخلاص ترتيبها رقم 3 من نهاية المصحف!


الآن تأمّل كيف تسهم المنظومة الإحصائية القرآنية في تعزيز المعنى، وإتاحة فهم أفضل للقرآن! وعلى سبيل المثال عندما تقرأ بعد اليوم الآية رقم 59 من سورة آل عمران تقفز في ذهنك مباشرة هذه اللوحة، وبدلًا من أن ينصبّ تفكيرك على الآية نفسها، سيتوسّع إدراكك ليشمل جميع الآيات والسور ذات العلاقة، ولذلك يكتمل عندك المعنى تمامًا عندما تربط بين هذه الآية والمعاني التي ترسّخها سورة الإخلاص!

تأمّل اللّوحة الرقميّة
عد إلى اللوحة مرّة أخرى، وتأمّل الأعداد 7 و15 و47، وانتبه إلى الآتي:
عدد حروف الآيات التي ورد فيها اسم { آدَم } في القرآن الكريم = 1832 حرفًا!
عدد حروف الآيات التي ورد فيها اسم { عِيسَى } في القرآن الكريم = 3103 أحرف.
مجموع العددين 1832 + 3103 = 4935، وهذا العدد يساوي 47 × 15 × 7


اقترب أكثر وتأمّل هذا الميزان:
{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } خَلَقَهُ { مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ } (59) آل عمران

{ خَلَقَهُ } تقسم الآية نصفين متساويين تمامًا 7 كلمات قبلها، و7 كلمات بعدها!
( خَلَقَهُ } تتشكّل من أربعة أحرف (خ ل ق ه) مجموع ترتيبها الهجائي يساوي 77 .. فتأمّل!
{ خَلَقَهُ } تبدأ بحرف الخاء، وهذا الحرف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 7
حرف الخاء يقسِّم الآية نصفين متساويين تمامًا 23 حرفًا قبله و23 حرفًا بعده!
الحرف رقم 23 في قائمة الحروف الهجائية هو حرف اللَّام، وقد ورد هذا الحرف في الآية 7 مرّات!
الآية رقمها 59، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 17
17 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 7
هناك 7 أحرف مكسورة في الآية!
هناك 7 أحرف مضمومة في الآية!
الآية السابقة لهذه الآية عدد كلماتها 7 كلمات!
الآية التالية لهذه الآية عدد كلماتها 7 كلمات!
جاء ترتيب اسم { آدَم } رقم 7، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { عِيسَى } في هذا الموضع هو التكرار رقم 7 له من بداية المصحف!
اسم { آدَم } في هذا الموضع هو التكرار رقم 7 له من بداية المصحف!

تأمّل النص:
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ }

لقد جاء من 7 كلمات!
وتأمّل: { عِندَ اللَّهِ } لقد جاء من 7 أحرف!
وتأمّل: { كَمَثَلِ آدَمَ } لقد جاء من 7 أحرف!
وتأمّل: { ثُمَّ قَالَ لَهُ } لقد جاء من 7 أحرف!
وتأمّل: { كُن فَيَكُونُ } لقد جاء من 7 أحرف!

تأمّل أين جاء حرف الخاء! لقد جاء في كلمة { خَلَقَهُ }!
حرف الخاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 7،
ويقسِّم الآية نصفين متساويين من حيث عدد الحروف!


تأمّل..
حرف الخاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 7
حرف اللَّام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23
حرف القاف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 21
حرف الهاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 26

هذه الأحرف الأربعة هي أحرف كلمة { خَلَقَهُ } ، ومجموع ترتيبها الهجائي = 77


تأمّل أوَّل كلمتين في الآية: { إِنَّ مَثَلَ } جاءتا قبل { عِيسَى } في الآية!

حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25
حرف الميم ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 24
حرف الثاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 4
حرف اللَّام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23
هذه الأحرف الخمسة هي أحرف أوَّل كلمتين في الآية، ومجموع ترتيبها الهجائي = 77
حرف الخاء جاء في الآية محصورًا بين حرفي الميم واللَّام!
مجموع الترتيب الهجائي لحرفي الميم واللَّام = 47، وهذا هو عدد حروف الآية!


الآيتان 15 و47 من آل عمران
آية { آدَم } و { عِيسَى } في سورة آل عمران هي الآية الوحيدة في القرآن عدد كلماتها 15 كلمة، وعدد حروفها 47 حرفًا!
الآن تأمّل الآيتين 15 و47 من سورة آل عمران:

{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِيْنَ اتَّقَوا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِيْنَ فِيْهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيْرٌ بِالْعِبَادِ (15)}
{ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُوْنُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِيْ بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُوْلُ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (47)}

الآية الثانية تتحدث عن ردة فعل مريم ببشارة الملائكة لها بعيسى عليه السلام!
الأعجب من ذلك أن مجموع كلمات الآيتين = 47 كلمة!
والعدد 47 أوّليّ، وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 15


أسئلة منطقيّة
إلى النصارى في كل زمان وفي كل مكان..
وإلى من يعتقدون بألوهية المسيح عيسى ابن مريم -عليه وعلى أمه السلام-.
ولا أدري لماذا هذا الاعتقاد! هل لأنه ولد من غير أب؟! إذا كان ذلك منطقهم وحجَّتهم، فما هو اعتقادهم في آدم عليه السلام وهو الذي وُلد من غير أب ومن غير أم؟! وما هو اعتقادهم في حواء التي ولدت من غير أم؟! كيف يعتقدون ألوهية المسيح وفي الوقت نفسه يعتقدون أنه صُلِب! لأن هذا الاعتقاد يعني ضمنيًّا أن الذي قتله وصلبه أقوى منه! كيف يعتقدون في إله لا يستطيع أن يحمي نفسه من شرور أعدائه؟! لا أحد من النصارى يستطيع أن يجيبك عن ذلك، لأن الذين كتبوا الأناجيل تعمّدوا استعمال الاستعارات! فهم يَتكلّمونَ ويَكْتبونَ بلغة مجازية غامضة، تحتمل العديد من الوجوه، ولذلك لا يجد عامة الناس من أتباعهم سبيلًا غير التقليد الأعمى والاستسلام للواقع، من دون أن يجدوا إجابات شافية عن العديد من التساؤلات التي تدور في خلجات نفوسهم.
ولو نظروا إلى آخر الكتب السماوية المقدّسة وهو القرآن الكريم، لوجدوا فيه إجابات شافية لكل ما يدور في خلجات نفوسهم من تساؤلات عن حقيقة عيسى عليه السلام. وخلاصة القول: إن وجه الشبه بين عيسى عليه السلام الذي خُلق جنينًا في رحم أمه، وآدم عليه السلام الذي خلقه اللَّه عزّ وجلّ بيديه من تراب، هو أن كلًا منهما خُلق بفعل {
كُن }، وكلًا منهما جاء إلى الوجود بطريقة تختلف عن الكيفيّة التي جاء بها سائر البشر. وقد لخص القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى:

{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59)} [آل عمران]
ولذلك جاء التعقيب على هذه الآية مباشرة من 25 حرفًا:

{ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِيْنَ (60)} [آل عمران]

فتأمّلوا كيف جاءت هذه الآية من 25 حرفًا ولم يأت أي عدد آخر غيره!
25 هو تكرار اسم { عِيسَى } في القرآن وكذلك تكرار اسم { آدَم } أيضًا!
تأمّلوا كيف توافقت الأرقام مع المعنى والمضمون عندما بدأت الآية بكلمة (الْحَقُّ)!
تأمّلوا كيف جاء عدد كلمات الآية 7 كلمات، وقد ورد اسم { عِيسَى } قبل هذه الآية 7 مرّات، وكذلك اسم { آدَم } أيضًا!
وتأمّلوا كيف جاء عدد النقاط على حروف هذه الآية نفسها 14 نقطة، وهذا العدد = 7 + 7
فإذا كان هذا هو قول الأرقام في عيسى ابن مريم، فما هو قول عيسى عليه السلام في نفسه؟
تأمّلوا أوَّل ما قاله عيسى عليه السلام وهو في المهد:

{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)} [مريم]

معلوم أن عيسى عليه السلام أوتي الكتاب وأوحي إليه وعمره 30 عامًا!
انظروا إلى رقم الآية فهو العدد 30 نفسه!
تأملوا عدد حروف الآية فقد جاء 34 حرفًا ولم يأت أي عدد آخر غيره!
لأن 34 هو عدد تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن، ولا يفوت عليكم أن هذه الآية من سورة مريم!
هكذا تقول لكم الأرقام إن عيسى هو ابن مريم، وليس ابن اللَّه كما تزعمون!
تأملوا أوّل ثلاث كلمات نطق بها عيسى عليه السلام وهو في المهد يخاطب قومه: "إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ"!
قال { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ } ولم يقل إنه إله، ولم يقل إنه ابن اللَّه! فمن أين أتيتم بهذا الافتراء عليه؟!
فلا يوجد في أناجيلكم كلها آية واحدة تقول على لسان المسيح عليه السلام إنه قال: (أنا اللَّه، أو أنا ابن اللَّه) فاعبدوني!
لقد شاء الله أن اقرأ أناجيل النصارى وكتبهم قبل أن اقرأ القرآن..
وأتحدّى أي نصراني أن يأتيني بأي آية أو نص يقول فيه عيسى عليه السلام: إني أنا الله، أو إني ابن الله، أو اعبدوني من دون الله! وإذا لم يقل عيسى عليه السلام شيئًا من ذلك، وحاشاه أن يقول ذلك وهو أحد أعظم رسل الله إلى البشرية، فلماذا تحمّلونه أكثر مما يحتمل؟! وإن كنتم تحبونه كما تزعمون، فلماذا تضعونه في هذا الموقف المحرج بين يدي ربه يوم القيامة..
فتأمّلوا ماذا سيقول الله عزّ وجل لعبده ونبيه عيسى عليه السلام يوم القيامة وعلى رؤوس الخلق أجمعين.. تأمّلوا هذا الحوار المهيب الذي جاء في سورة المائدة، وهي إحدى سور القرآن الكريم التي سُميت بإحدى معجزات المسيح عيسى عليه السلام، وانتبهوا جيِّدًا كيف سيكون رد المسيح عليه السلام في ذلك الموقف العصيب:

{ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
(116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)} [المائدة]

هل رأيتم كيف لخص عيسى عليه السلام دعوته لبني إسرائيل في خمس كلمات فقط:
{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ }!
هذه الكلمات الخمس التي سوف يقولها عيسى عليه السلام يوم القيامة هي ملخص جميع ما جاء به الرسل والأنبياء من ربّهم!
كل رسول من الرسل جاء ليقول لقومه هذه الكلمات الخمس نفسها:
{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ }!
والإسلام اليوم لا يطالبكم بأكثر من هذه الكلمات الخمس: (أن اعبدوا الله ربّ المسيح وربّكم)! فهل من مستجيب!
-------------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

انتهى القسم الثاني والأخير


عن موقع طريق القرآن
 
عودة
أعلى