نظام لكل قراءة
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
عندما نتكلم عن علم العدد القرآني، يتساءل العديد من الناس: كيف تفعلون ذلك وهناك سبع قراءات متواترة وكلها صحيحة وبسند متَّصل؟! وهناك تنوُّع في رسم القرآن وعدد آياته وكلماته وحروفه! من يقف على عظمة القرآن يجيب بكل ثقة: إن القرآن الكريم مُعجز بكل الوجوه وبجميع ما صح من قراءات! والدليل على ذلك ما جاء في موقع (طريق القرآن) الذي يستند في إحصاءاته إلى قواعد الإملاء الحديثة وليس إلى الرسم العُثماني، في حين أنه حتى وقت قريب جدًّا، ما كان أحد ليصدِّق أن البناء الرقمي للقرآن مُعجز بحسب قواعد الإملاء الحديثة التي عرفها العرب بعد فترة طويلة جدًّا من انقطاع الوحي. والأمر نفسه يمكن أن يُقال بشأن الترتيب الهجائي للحروف العربية، وهو الترتيب الذي يُعدّ إحدى الركائز الأساسية في البناء الإحصائي للقرآن، في حين أن هذا الترتيب ما عرفه العرب إلا بعد فترة طويلة من انقطاع الوحي!
والأمر نفسه يُقال بشأن القراءات الصحيحة المتواترة، حيث تجمَّع لدينا من الأدلة والبراهين ما يمكّننا من القول: إن كل قراءة من القراءات الصحيحة المتواترة تشكّل نظامًا رقميًّا مُعجزًا، ليس بالضرورة أن يتطابق مع أنظمة القراءات الأخرى. وهذا التنوع في حدّ ذاته من كبرى دلائل إعجاز القرآن، وأن هناك نظامًا رقميًّا دقيقًا ومتقنًا ومتناسقًا في هذه الوجوه جميعها ينسجم مع المعنى والمضمون، وأن هذه الأنظمة متنوعة أيضًا، ولكنها على المستوى نفسه من الروعة والإتقان، وهذا التنوّع يعزّز بعضه بعضًا، وكل وجه يضفي شكلًا جديدًا للمنطق الرقميّ لا يوجد في الوجوه الأخرى، تمامًا كما هو الحال بالنسبة إلى القراءات الصحيحة المتواترة، إذ إن كل قراءة تضيف معنًى جديدًا للقرآن لا يوجد في القراءة الأخرى.
وليس هذا ترفًا فكريًّا، أو افتراضًا نظريًّا ولكنها الحقيقة التي يجب أن يعيها ويعلمها الجميع! وإن المنظومة الإحصائية القرآنية تراعي خصوصية كل قراءة من القراءات الصحيحة المتواترة. وبما أننا نستند فيما جاء في موقع (طريق القرآن) إلى مصحف المدينة المنورة برواية حفص عن عاصم، فسوف نسوق لهذه الحقيقة مثالًا واضحًا لبعض الأحكام الدقيقة التي تميَّزت بها هذه الرواية عن غيرها.
الهمزة المُسَهَّلة والإمالة عند حفص..
الهمزة المُسَهَّلة هي أحد الحروف الفرعية التي تتردّد بين حرفين، أو تخرج من مخرجين، ولا يوجد لحفص من طريق الشاطبية في القرآن كلّه إلا كلمة واحدة فقط فيها همزة مُسَهَّلة هي (أَاْعْجَمِيٌّ) في سورة فصلت الآية 44، حيث قرأ حفص بتسهيل الهمزة الثانية بين بين، أي بين همزة وألف، وجهًا واحدًا عنه، ولا يوجد لفظ يتعيّن فيه التسهيل سواه في القرآن كله، وعلامة ضبطها في المصحف الصفر المصمت فوق الهمزة الثانية. فتأمّل في هذا المثال موضع الهمزة المُسَهَّلة والإمالة:
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَاْعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِيْنَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِيْنَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيْدٍ (44)} [فصلت]
توقَّف عند الحرف رقم 41 فهو حرف الألف الثاني (عليه دائرة صغيرة) في كلمة { أَاْعْجَمِيٌّ }!
لا تختلف النتيجة مع اختلاف الرسم.. بحسب قواعد الإملاء الحديثة أو بحسب الرسم العُثماني!
ترتيب الحرف في الحالتين هو 41 لا يتغير!
ترتيب سورة فصلت في المصحف 41 أيضًا.. فتأمّل!
ليس ذلك فحسب، بل إذا تأمّلت نسق تكرار حروف هذه الآية نفسها فسوف تلاحظ الآتي:
حرف القاف تكرّر 4 مرّات.
حرف الراء تكرّر 3 مرّات.
حرف الألف تكرّر 22 مرّة.
حرف النون تكرّر 12 مرّة.
هذه الأحرف هي أحرف لفظ { قُرْآن } تكرّرت في الآية 41 مرّة!
بل أعجب من ذلك فإن الحروف المنقوطة في الآية نفسها عددها 41 حرفًا!
العدد 41 يتأكّد بأكثر من طريق!
ومن ناحية أخرى لا يوجد لحفص من طريق الشاطبية في القرآن كلّه إلا كلمة واحدة فقط فيها إمالة وهي كلمة { مَجْرَاهَا } في الآية 41 من سورة هود!
{ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيْهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُوْرٌ رَحِيْمٌ }
لاحظ كيف تتوسط كلمة { مَجْرَاهَا } الآية تمامًا!
5 كلمات و21 حرفًا قبلها.. و5 كلمات و21 حرفًا بعدها!
بل هناك ما هو أعجب من ذلك.. فتأمّل الآيتين معًا:
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)} [فصلت]
{ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)} [هود]
ماذا تلاحظ؟
مجموع كلمات الآيتين = 41 كلمة!
يمكنك أن تتأكّد من هذه الحقيقة الآن!
نعم.. لديك سؤال مهم:
لماذا جاء رقم آية فصلت 44 ولم يأتِ 41 كما جاء رقم آية هود؟
العجيب أن آية فصّلت لا ينبغي لها أن تتخذ أي رقم آخر سوى العدد 44 دون غيره!
عجيب.. كيف ذلك؟
لقد ورد لفظ { فُصِّلَتْ } في سورة فُصِّلَتْ مرّتين اثنتين..
وجاء للمرّة الأولى في هذه الآية:
{ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)} [فصّلت]
وجاء للمرّة الثانية في هذه الآية التي نحن بصدد الحديث عنها:
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)} [فصّلت]
ويمكنك أن تلاحظ بسهولة أن الفرق بين رقمي الآيتين 44 – 3 يساوي 41
والآن علمت لماذا جاء رقم آية هود 41 تحديدًا؟
لأن العدد 41 هو ترتيب سورة فُصِّلَتْ في المصحف، وسورة هود تبدأ بهذه الآية:
{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} [هود]
سبحانك ربّي.. { ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }!!
تأمّل الآية جيِّدًا وليس لي تعليق أكثر من ذلك!
الأمور واضحة أمامك وضوح الشمس في كبد السماء!
فقط أود أن ألفت نظرك إلى أن لفظ { فُصِّلَتْ } ورد للمرّة الأولى في المصحف في الآية الأولى من سورة هود!
بل إن لفظ { فُصِّلَتْ } لم يرد في القرآن كله إلا في سورتي هود وفُصِّلَتْ فقط!
والآن علمت لماذا جاء عدد آيات سورة هود 123 آية؟
لأن العدد 123 يساوي 41 × 3
41 هو ترتيب سورة فُصِّلَتْ في المصحف!
3 هو تكرار لفظ { فُصِّلَتْ } في القرآن الكريم!
ولفظ { فُصِّلَتْ } ورد للمرّة الأولى في الآية الأولى من سورة هود!
تأمّل..
الآية 41 من سورة هود ترتيبها من بداية المصحف رقم 1514
والآية 44 من سورة فصلت ترتيبها من بداية المصحف رقم 4262
ماذا يعني لك ذلك؟
من بعد الآية 41 من سورة هود حتى الآية 44 من سورة فصلت هناك 2747 آية، وهذا العدد = 41 × 67
فتأمّل.. يا رعاك الله:
لا يوجد لحفص من طريق الشاطبية في القرآن إلا كلمة واحدة فقط فيها إمالة وهي كلمة (مَجْرَاهَا) جاءت في الآية رقم 41 من سورة هود.
ولا يوجد لحفص من طريق الشاطبية في القرآن إلا كلمة واحدة فيها همزة مسهّلة هي (أَاْعْجَمِيٌّ) جاءت في السورة رقم 41 وهي سورة فصلت!
بل إن الهمزة المعنية بهذا الحكم جاءت في ترتيب الحرف رقم 41 من بداية الآية!
والعجيب أن مجموع كلمات الآيتين اللتين وردت فيهما كلمتا {مَجْرَاهَا } و { أَأَعْجَمِيٌّ } = 41 كلمة!
لا تنقضي عجائبه.. حتى مع القراءات!
تأمّل الأعجب..
إليك هذه الآية من سورة هود..
{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}
أحرف كلمة {مَجْرَاهَا } تكرّرت في هذه الآية 41 مرّة!
أحرف كلمة { أَأَعْجَمِيٌّ } تكرّرت في هذه الآية 41 مرّة!
العجيب أن الآية رقمها 82، وهذا العدد يساوي 41 + 41
والحروف غير المنقوطة في هذه الآية نفسها عددها 41 حرفًا.
تأمّل عظمة هذا النسيج الرقمي القرآني العجيب!!
لا تغادر هود..
تأمّل هذه الآية من سورة هود أيضًا..
فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلِ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) هود
أحرف كلمة { مَجْرَاهَا } تكرّرت في هذه الآية 41 مرّة!
أحرف كلمة { أَأَعْجَمِيٌّ } تكرّرت في هذه الآية 41 مرّة!
والآن تأمّل رقم الآية أليس هو معكوس العدد 41 نفسه؟!
توقّف معي قليلًا..
أسمح لي أن أعرض عليك آية سورة فصّلت لأمر مهم:
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}
ما هي الكلمة رقم 24 من بداية هذه الآية؟
لا تفكّر كثيرًا.. إنها كلمة { عَلَيْهِمْ }.
نعم.. كلمة { عَلَيْهِمْ } هي الكلمة رقم 24 من بداية الآية!
كلمة { عَلَيْهِمْ } نفسها تأتي قبل 24 حرفًا من نهاية هذه الآية!
والآن تأمّل كيف تكرّرت أحرف كلمة { عَلَيْهِمْ } في الآية نفسها:
حرف العين تكرّر في الآية 7 مرّات.
حرف اللّام تكرّر في الآية 14 مرّة.
حرف الياء تكرّر في الآية 11 مرّة.
حرف الهاء تكرّر في الآية 7 مرّات.
حرف الميم تكرّر في الآية 9 مرّات.
هذه هي أحرف كلمة { عَلَيْهِمْ } تكرّرت في هذه الآية 48 مرّة، وهذا العدد = 24 + 24
تأمّل كلمة { عَلَيْهِمْ } فهي تنتهي بحرف الميم، الحرف رقم 24 في قائمة الحروف الهجائية!
وهل تذكر الآية رقم 41 من سورة هود أم نسيتها؟
{ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }
هذه الآية عدد حروفها 48 حرفًا، وهذا العدد = 24 + 24
نظم رقمي عجيب!
يتبع القسم الثاني والأخير
والأمر نفسه يُقال بشأن القراءات الصحيحة المتواترة، حيث تجمَّع لدينا من الأدلة والبراهين ما يمكّننا من القول: إن كل قراءة من القراءات الصحيحة المتواترة تشكّل نظامًا رقميًّا مُعجزًا، ليس بالضرورة أن يتطابق مع أنظمة القراءات الأخرى. وهذا التنوع في حدّ ذاته من كبرى دلائل إعجاز القرآن، وأن هناك نظامًا رقميًّا دقيقًا ومتقنًا ومتناسقًا في هذه الوجوه جميعها ينسجم مع المعنى والمضمون، وأن هذه الأنظمة متنوعة أيضًا، ولكنها على المستوى نفسه من الروعة والإتقان، وهذا التنوّع يعزّز بعضه بعضًا، وكل وجه يضفي شكلًا جديدًا للمنطق الرقميّ لا يوجد في الوجوه الأخرى، تمامًا كما هو الحال بالنسبة إلى القراءات الصحيحة المتواترة، إذ إن كل قراءة تضيف معنًى جديدًا للقرآن لا يوجد في القراءة الأخرى.
وليس هذا ترفًا فكريًّا، أو افتراضًا نظريًّا ولكنها الحقيقة التي يجب أن يعيها ويعلمها الجميع! وإن المنظومة الإحصائية القرآنية تراعي خصوصية كل قراءة من القراءات الصحيحة المتواترة. وبما أننا نستند فيما جاء في موقع (طريق القرآن) إلى مصحف المدينة المنورة برواية حفص عن عاصم، فسوف نسوق لهذه الحقيقة مثالًا واضحًا لبعض الأحكام الدقيقة التي تميَّزت بها هذه الرواية عن غيرها.
الهمزة المُسَهَّلة والإمالة عند حفص..
الهمزة المُسَهَّلة هي أحد الحروف الفرعية التي تتردّد بين حرفين، أو تخرج من مخرجين، ولا يوجد لحفص من طريق الشاطبية في القرآن كلّه إلا كلمة واحدة فقط فيها همزة مُسَهَّلة هي (أَاْعْجَمِيٌّ) في سورة فصلت الآية 44، حيث قرأ حفص بتسهيل الهمزة الثانية بين بين، أي بين همزة وألف، وجهًا واحدًا عنه، ولا يوجد لفظ يتعيّن فيه التسهيل سواه في القرآن كله، وعلامة ضبطها في المصحف الصفر المصمت فوق الهمزة الثانية. فتأمّل في هذا المثال موضع الهمزة المُسَهَّلة والإمالة:
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَاْعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِيْنَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِيْنَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيْدٍ (44)} [فصلت]
توقَّف عند الحرف رقم 41 فهو حرف الألف الثاني (عليه دائرة صغيرة) في كلمة { أَاْعْجَمِيٌّ }!
لا تختلف النتيجة مع اختلاف الرسم.. بحسب قواعد الإملاء الحديثة أو بحسب الرسم العُثماني!
ترتيب الحرف في الحالتين هو 41 لا يتغير!
ترتيب سورة فصلت في المصحف 41 أيضًا.. فتأمّل!
ليس ذلك فحسب، بل إذا تأمّلت نسق تكرار حروف هذه الآية نفسها فسوف تلاحظ الآتي:
حرف القاف تكرّر 4 مرّات.
حرف الراء تكرّر 3 مرّات.
حرف الألف تكرّر 22 مرّة.
حرف النون تكرّر 12 مرّة.
هذه الأحرف هي أحرف لفظ { قُرْآن } تكرّرت في الآية 41 مرّة!
بل أعجب من ذلك فإن الحروف المنقوطة في الآية نفسها عددها 41 حرفًا!
العدد 41 يتأكّد بأكثر من طريق!
ومن ناحية أخرى لا يوجد لحفص من طريق الشاطبية في القرآن كلّه إلا كلمة واحدة فقط فيها إمالة وهي كلمة { مَجْرَاهَا } في الآية 41 من سورة هود!
{ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيْهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُوْرٌ رَحِيْمٌ }
لاحظ كيف تتوسط كلمة { مَجْرَاهَا } الآية تمامًا!
5 كلمات و21 حرفًا قبلها.. و5 كلمات و21 حرفًا بعدها!
بل هناك ما هو أعجب من ذلك.. فتأمّل الآيتين معًا:
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)} [فصلت]
{ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)} [هود]
ماذا تلاحظ؟
مجموع كلمات الآيتين = 41 كلمة!
يمكنك أن تتأكّد من هذه الحقيقة الآن!
نعم.. لديك سؤال مهم:
لماذا جاء رقم آية فصلت 44 ولم يأتِ 41 كما جاء رقم آية هود؟
العجيب أن آية فصّلت لا ينبغي لها أن تتخذ أي رقم آخر سوى العدد 44 دون غيره!
عجيب.. كيف ذلك؟
لقد ورد لفظ { فُصِّلَتْ } في سورة فُصِّلَتْ مرّتين اثنتين..
وجاء للمرّة الأولى في هذه الآية:
{ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)} [فصّلت]
وجاء للمرّة الثانية في هذه الآية التي نحن بصدد الحديث عنها:
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)} [فصّلت]
ويمكنك أن تلاحظ بسهولة أن الفرق بين رقمي الآيتين 44 – 3 يساوي 41
والآن علمت لماذا جاء رقم آية هود 41 تحديدًا؟
لأن العدد 41 هو ترتيب سورة فُصِّلَتْ في المصحف، وسورة هود تبدأ بهذه الآية:
{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} [هود]
سبحانك ربّي.. { ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }!!
تأمّل الآية جيِّدًا وليس لي تعليق أكثر من ذلك!
الأمور واضحة أمامك وضوح الشمس في كبد السماء!
فقط أود أن ألفت نظرك إلى أن لفظ { فُصِّلَتْ } ورد للمرّة الأولى في المصحف في الآية الأولى من سورة هود!
بل إن لفظ { فُصِّلَتْ } لم يرد في القرآن كله إلا في سورتي هود وفُصِّلَتْ فقط!
والآن علمت لماذا جاء عدد آيات سورة هود 123 آية؟
لأن العدد 123 يساوي 41 × 3
41 هو ترتيب سورة فُصِّلَتْ في المصحف!
3 هو تكرار لفظ { فُصِّلَتْ } في القرآن الكريم!
ولفظ { فُصِّلَتْ } ورد للمرّة الأولى في الآية الأولى من سورة هود!
تأمّل..
الآية 41 من سورة هود ترتيبها من بداية المصحف رقم 1514
والآية 44 من سورة فصلت ترتيبها من بداية المصحف رقم 4262
ماذا يعني لك ذلك؟
من بعد الآية 41 من سورة هود حتى الآية 44 من سورة فصلت هناك 2747 آية، وهذا العدد = 41 × 67
فتأمّل.. يا رعاك الله:
لا يوجد لحفص من طريق الشاطبية في القرآن إلا كلمة واحدة فقط فيها إمالة وهي كلمة (مَجْرَاهَا) جاءت في الآية رقم 41 من سورة هود.
ولا يوجد لحفص من طريق الشاطبية في القرآن إلا كلمة واحدة فيها همزة مسهّلة هي (أَاْعْجَمِيٌّ) جاءت في السورة رقم 41 وهي سورة فصلت!
بل إن الهمزة المعنية بهذا الحكم جاءت في ترتيب الحرف رقم 41 من بداية الآية!
والعجيب أن مجموع كلمات الآيتين اللتين وردت فيهما كلمتا {مَجْرَاهَا } و { أَأَعْجَمِيٌّ } = 41 كلمة!
لا تنقضي عجائبه.. حتى مع القراءات!
تأمّل الأعجب..
إليك هذه الآية من سورة هود..
{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}
أحرف كلمة {مَجْرَاهَا } تكرّرت في هذه الآية 41 مرّة!
أحرف كلمة { أَأَعْجَمِيٌّ } تكرّرت في هذه الآية 41 مرّة!
العجيب أن الآية رقمها 82، وهذا العدد يساوي 41 + 41
والحروف غير المنقوطة في هذه الآية نفسها عددها 41 حرفًا.
تأمّل عظمة هذا النسيج الرقمي القرآني العجيب!!
لا تغادر هود..
تأمّل هذه الآية من سورة هود أيضًا..
فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلِ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) هود
أحرف كلمة { مَجْرَاهَا } تكرّرت في هذه الآية 41 مرّة!
أحرف كلمة { أَأَعْجَمِيٌّ } تكرّرت في هذه الآية 41 مرّة!
والآن تأمّل رقم الآية أليس هو معكوس العدد 41 نفسه؟!
توقّف معي قليلًا..
أسمح لي أن أعرض عليك آية سورة فصّلت لأمر مهم:
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}
ما هي الكلمة رقم 24 من بداية هذه الآية؟
لا تفكّر كثيرًا.. إنها كلمة { عَلَيْهِمْ }.
نعم.. كلمة { عَلَيْهِمْ } هي الكلمة رقم 24 من بداية الآية!
كلمة { عَلَيْهِمْ } نفسها تأتي قبل 24 حرفًا من نهاية هذه الآية!
والآن تأمّل كيف تكرّرت أحرف كلمة { عَلَيْهِمْ } في الآية نفسها:
حرف العين تكرّر في الآية 7 مرّات.
حرف اللّام تكرّر في الآية 14 مرّة.
حرف الياء تكرّر في الآية 11 مرّة.
حرف الهاء تكرّر في الآية 7 مرّات.
حرف الميم تكرّر في الآية 9 مرّات.
هذه هي أحرف كلمة { عَلَيْهِمْ } تكرّرت في هذه الآية 48 مرّة، وهذا العدد = 24 + 24
تأمّل كلمة { عَلَيْهِمْ } فهي تنتهي بحرف الميم، الحرف رقم 24 في قائمة الحروف الهجائية!
وهل تذكر الآية رقم 41 من سورة هود أم نسيتها؟
{ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }
هذه الآية عدد حروفها 48 حرفًا، وهذا العدد = 24 + 24
نظم رقمي عجيب!
يتبع القسم الثاني والأخير