المبعوث الأميركي يتحدث عن "تنازلات صعبة" قدمتها السعودية في اليمن
مشهد من مدينة تعز التي تعاني من حصار مستمر منذ سنوات
أعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، عن سروره الشديد لترحيب إيران بالهدنة في اليمن، معتبرا ذلك إشارة "جيدة جدا".
وقال ليندركينغ في مؤتمر صحفي عبر الهاتف شاركت فيه "الحرة"، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ترغب في رؤية إيران تلعب دوراً إيجابياً في اليمن "وهذا لم يقوموا به حتى الآن"، على حد تعبيره.
وأضاف: "على العكس لقد أشعلوا (الإيرانيون) الصراع ودربوا وشجعوا الحوثيين على إطلاق النار على أهداف مدنية في اليمن، وعلى السعودي، ودول مجاورة. وساعدوا على تهريب مواد متفجرة إلى اليمن وهذا ليس هو الاتجاه الذي يريد اليمن أن يسير فيه".
ودعا ليندركينغ إيران إلى دعم اليمنيين في السير نحو السلام، وقال "هذا أمر سنرحب به".
وأكد المبعوث الأميركي، من ناحية أخرى، أن السعوديين انخرطوا بشكل إيجابي جداً في حل النزاع اليمني.
وقال "إن السعوديين أظهروا مصلحة والتزاماً، وقدموا تنازلات صعبة لم تكن ممكنة قبل عام".
وأضاف "أن هذا الموقف السعودي كان له أثر إيجابي على العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية".
وأعرب ليندركينغ عن اعتقاده بأن القنوات المفتوحة بين السعودية وإيران "تبشر بالخير" بالنسبة للصراع في اليمن.
وقال "إن هناك طريقاً طويلاً أمام هذه المحادثات لكن مجرد أن هذين الخصمين في المنطقة يتحدثان بشكل بناء حول الأزمات والقضايا التي ابتليت بها المنطقة لسنوات طويلة، فإننا نأمل أن يعود ذلك بالفائدة على الصراع في اليمن".
وقال "إن هناك طريقاً طويلاً أمام هذه المحادثات لكن مجرد أن هذين الخصمين في المنطقة يتحدثان بشكل بناء حول الأزمات والقضايا التي ابتليت بها المنطقة لسنوات طويلة، فإننا نأمل أن يعود ذلك بالفائدة على الصراع في اليمن".
واستطرد قائلاً "لذا فإننا نشجع السعوديين والإيرانيين على مواصلة هذا الحوار حيث يجب أن يقود بالطبع إلى وقف إطلاق النار والمحادثات السياسية".
وأشار ليندركينغ إلى ان الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بحل دائم للصراع في اليمن.
وقال "نحن ملتزمون بذلك على المدى الطويل"، مضيفا أن الهدنة "أفضل فرصة للسلام تتوفر في اليمن منذ سنوات عدة".
وشدد على أنه "من أجل السير قدماً في مسار السلام، فإن على أطراف النزاع في اليمن ليس فقط تطبيق شروط الهدنة الحالية، بما فيها فتح الطرقات إلى تعز بشكل طارئ، ولكن عليهم الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار والبدء في عملية سياسية شاملة تضم الجميع وتنهي الحرب بشكل دائم".
ودعا المبعوث الأميركي، الأطراف المتنازعة إلى مواصلة اختيار السلام على حساب الحرب والمعاناة والدمار.
وأكد أهمية مواصلة الرحلات الجوية بين صنعاء والقاهرة وعمان، معربا عن شكره لحكومتي مصر والأردن على دعمهما لهذا الجهد.
كما دعا إلى مواصلة السماح لناقلات النفط في الحديدة بتفريغ حمولتها وفقاً لشروط الهدنة.
وناشد الأطراف على الأرض للحفاظ على الهدوء، وعدم القيام بأي تحرك.
وطالب ليندركينغ الحوثيين بفتح الطرقات إلى تعز من أجل السماح للمدنيين بالحصول على الأدوية والأغذية بعد خضوعهم لحصار طويل.
وأعرب عن سروره لعقد لجنة الطرق في تعز اجتماعين لها في عمان بالأردن، ووصف هذين الإجتماعين بأنهما "أولى الإجتماعات الرسمية التي تعقد وجهاً لوجه بين الأطراف المتصارعة منذ عدة سنوات".
كما اعتبر اجتماع اللجنة العسكرية لأول مرة منذ سنوات، وهي تضم ممثلين عن السعودية والحكومة اليمنية والحوثيين، "بداية واعدة".
وشدد على ضرورة استغلال الهدنة في اليمن من أجل نقل حمولة ناقلة النفط "صافر"، التي وصفها بالقنبلة الموقوتة، إلى ناقلة أكثر أمناً من أجل تفادي كارثة بيئية وإنسانية واقتصادية في البحر الأحمر.
ونقل عن خبراء قولهم إنهم "متفاجئون لعدم انفجار هذه الناقلة حتى الآن". وقال "إن هذا آخر شيء يريد اليمن والمنطقة التعامل معه الآن".
وأوضح ليندركينغ أنه سافر برفقة السفير الأميركي الجديد لدى اليمن، ستيف فاغان، إلى عدن الأسبوع الماضي، لإظهار التزام الولايات المتحدة باليمن وضمان تمديد الهدنة.
وعبر عن دعم الولايات المتحدة لمجلس القيادة الرئاسي الجديد، ووصفه بأنه "أوسع تمثيلاً للمدنيين منذ سنوات عدة، ويوفر فرصة للحكومة اليمنية لإعادة التأكيد على التزامها بجهود السلام وتحسين الخدمات الأساسية والاستقرار الاقتصادي للملايين من اليمنيين".
وأكد المبعوث الخاص ليندركينغ أنه لم يلتق الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، خلال زيارته الأخيرة للسعودية، وقال رداً على سؤال لـ"الحرة" إن زملاءه في الشؤون اليمنية في الرياض على اتصال بعائلة هادي وقال "أكيد أنني سأراه أو عائلته في المستقبل القريب".
وأدان ليندركينغ وفاة الموظف المتقاعد في السفارة الأميركية في اليمن، عبد الرحمن العجمي، وقال "لقد كان مسناً ومعتقلاً من قبل الحوثيين منذ نوفمبر الماضي".
وأضاف ليندركينغ "ليس هناك أي تفسير أو تبرير لاعتقاله إلى جانب ثلاثة عشر آخرين من الموظفين ما زالوا معتقلين من قبل الحوثيين".
وختم " ندين هذا الاعتقال غير المبرر لهؤلاء الذين لا يسمح لهم بالاتصال بعائلاتهم "، مطالبا الحوثيين بإطلاق سراحهم فوراً ومن دون أي شروط.