عجائب { نَبِيّ }
إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
القسم الأول
إن نقاط حروف القرآن الكريم ليست عشوائية، وإنما هي محسوبة بدقة ووفق نظام رقمي معجز! قد لا تتسع عقول بعضهم لاستيعاب هذه الحقيقة الآن.. لأنه لم يتجرأ أحد على القول بها من قبل! والعجب كل العجب أن بعضهم يقول لك إن ذلك غير ممكن لأن القرآن تم تنقيط حروفه بعد عشرات السنين من انقطاع الوحي!! والأمر نفسه يقولونه بشأن الترتيب الهجائي للحروف العربية وهو الترتيب الذي لم يكن معروفًا للعرب عند نزول القرآن! وكذلك الأمر نفسه يقولونه بشأن قواعد الإملاء الحديثة التي لم تكن معروفة لدى العرب عند نزول القرآن!!
وهم لا يعلمون أن في حججهم هذه الدليل الحاسم على أن النظم القرآني لا يمكن أن يكون إلا من عند عالم الغيب وحده سبحانه وتعالى! فعندما نزل القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- تحدّى العرب في بلاغته فأعجزهم، ولم يخطر على بالهم من الأساس أن حروف القرآن سوف يتم تنقيطها بعد عشرات السنين من انقضاء وحي القرآن.. ولم يخطر على بالهم أن اللغة العربية سيتم ترتيب حروفها ترتيبًا شكليًّا يعتمد "الأشباه والنظائر" بعد عشرات السنين من انقطاع الوحي.. ولم يخطر على بالهم أن قواعد رسم الكلمة العربية سوف تتغيّر وتتطوّر، ناهيك عن توقعهم أن يتحدى القرآن الكريم أهل زمان مقبل بهذه المستجدات التي كانت في رحم الغيب في ذلك الزمان!
عالم الغيب سبحانه وضع في القرآن من دلائل الإعجاز ما لا يتوقعه بشر..
القرآن يتحدى من سيعيشون في المستقبل.. ولكل نبأ وكل حقيقة في القرآن زمن تتحقَّق فيه، فإذا تجلّى الحدث ماثلًا للعيان أشرقت المعاني وتألَّقت، وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق التي أصبحت ماثلة للناس عيانًا بيانًا، وهكذا تتجدَّد مُعجزات القرآن وعجائبه على طول الزمان جيلًا بعد جيل. ولذلك تجد القرآن يتضمّن العديد من الحقائق العلمية التي يتوالى اكتشافها عبر الأزمنة والعصور.
لمَ لا وهو كلام الله المعجز لكل زمان..
وهو سبحانه وتعالى الذي أنزل هذا القرآن بعلمه وكفى به عليمًا..
{ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)} [النساء]
إن قلت ذلك للناس من دون دليل مقنع سخروا منك وكذَّبوك، أو ربما اعتبروا ذلك كلامًا عاطفيًّا وترفًا فكريًّا أجوف لا يستند إلى دليل.. فنحن في عصر العلم الذي لا يؤمن أهله إلا بما هو مُدرك محسوس من الأمور. وقد آن الأوان لكل مسلم أن يتسلَّح بالأدلَّة الحاسمة التي تؤكد ذلك.. وسوف أعرض عليكم في هذا المشهد حقائق وبراهين رقمية دامغة، واحكموا بأنفسكم..
سوف أبدأ معكم من الآية الأولى في المصحف..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة]
هذه الآية التي أمامكم تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
هل لديكم شك في ذلك؟
حسنًا.. انتقلوا معي إلى الآية التالية لها مباشرة..
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}
هذه الآية التي أمامكم تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
هل لديكم شك في ذلك؟
حسنًا.. تأمّلوا الأحرف الثلاثة جيِّدًا فإنها أحرف لفظ { نَبِي }.. أليس كذلك؟
والآن تأمّلوا الآيتين معًا..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)}
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}
كل آية تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
ومجموع حروف الآيتين = 37 حرفًا.. فهل لديكم شك في ذلك؟
إليكم هذا السؤال: ما هي السورة رقم 37 في ترتيب المصحف؟
نعم.. إنها سورة الصافات.
الآن سوف أنتقل بكم إلى الآية الأخيرة من سورة الصافات..
{ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}
والعجيب حقًّا أن هذه الآية تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء..
ما رأيكم في هذه الحقيقة الرقمية المذهلة؟
وما رأيكم أن آيات القرآن التي تضمّنت من الحروف المنقوطة (النون والباء والياء) تحديدًا عددها 37 آية؟!
وما رأيكم أن أطول آية لم تتضمّن أيًّا من الأحرف الثلاثة (النون والباء والياء) عدد حروفها 37 حرفًا؟!
نعم.. أطول آية لم يرد فيها أي من الأحرف الثلاث (النون والباء والياء) هي الآية رقم 5 من سورة الحديد..
{ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5)}
والعجيب حقًّا أن عدد حروف هذه الآية 37 حرفًا!
هذه الحقائق والثوابت الواضحة هل يستطيع أحد أن ينكرها أو يدّعي الجهل بمدلولها؟!
إليكم المزيد..
عودوا معي إلى آية البسملة في بداية المصحف..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة]
هذه الآية تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف هي: النون والباء والياء.
ولم ترد البسملة كآية إلا في سورتي الفاتحة والنمل..
والآن إليكم آية البسملة في سورة النمل..
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)}
والعجيب حقًّا أن هذه الآية تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
تأمّلوا الآيتين معًا..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة]
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)}
الآية الأولى عدد كلماتها 4 وتضمّنت من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
الآية الثانية عدد كلماتها 8 وتضمّنت من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
تأمّلوا مجموع رقمي الآيتين فهو يساوي 31
والآن إليكم هذه الآية العجيبة من سورة الأنعام..
{ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)}
هذه الآية تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
والأعجب من ذلك رقم الآية نفسها!
العدد 127 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 31
الآن انتقلوا معي إلى آية البسملة في سورة النمل من جديد..
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)}
هذه الآية رقمها 30 وتتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف هي: النون والباء والياء..
انتقلوا الآن إلى الآية رقم 30 من سورة ص..
{ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)}
هذه الآية رقمها 30 وتتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف هي: النون والباء والياء..
كلا الآيتين تتحدّثان عن نبي الله { سُلَيْمَان } !
ولكن ما هي علاقة (سُلَيْمَان) -عليه السلام- بالعدد 30؟
سوف أجيب عن هذا السؤال الآن.. ولكن ماذا تتوقّعون؟
إنه القرآن العظيم الذي لا تنقضي عجائبه..
حرف السين ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 12
حرف اللّام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23
حرف الياء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28
حرف الميم ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 24
حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25
هذه هي أحرف اسم { سُلَيْمَان } ومجموع ترتيبها الهجائي = 113
113 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 30
الآن علمتم لماذا جاء رقم الآيتين 30 تحديدًا وليس أي رقم أو عدد آخر؟!
سبحان الله! هل بعد كل هذا من يزعم أن هذا القرآن من عند غير الله؟!
تأمّلوا الآية من سورة ص من جديد..
{ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)}
لماذا جاء عدد حروف هذه الآية 33 حرفًا تحديدًا؟
لاحظوا مضمون الآية فهي تتحدّث عن داوود وابنه سليمان -عليهما السلام-؟
داوود ورد ذكره في القرآن 16 مرّة وورد ذكر سليمان 17 مرّة، ومجموع ذكرهما في القرآن = 33
عجائب وعجائب لا تنقضي!!
تأمّلوا آية البسملة في سورة النمل..
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)}
لماذا جاء عدد حروف هذه الآية 34 حرفًا تحديدًا؟
لاحظوا مضمون الآية فهي تتحدّث عن كتاب سليمان -عليه السلام- إلى ملكة سبأ؟
34 هو ترتيب سورة سبأ في المصحف!
ما رأيكم في هذه الحقائق الرقمية الدامغة؟
هل يستطيع أحد أن ينكرها أو يدّعي الجهل بمدلولها؟
تأمّلوا آيتي البسملة معًا..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة]
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)} [النمل]
ثلاثة من أسماء الله الحسنى وردت في الآيتين..
أحرف اسم { اللَّهِ } تكرّرت في الآيتين 22 مرّة.
أحرف اسم { الرَّحْمَن } تكرّرت في الآيتين 40 مرّة.
أحرف اسم { الرَّحِيمِ } تكرّرت في الآيتين 37 مرّة.
مجموع تكرار أحرف { اللَّهِ } - { الرَّحْمَن } - { الرَّحِيمِ } في الآيتين = 99
99 هو عدد أسماء الله الحسنى!
مزيد من التأكيد..
مجموع حروف الآيتين = 53 حرفًا.
53 هو مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّهِ } في سورة الفاتحة!
مزيد من التأكيد..
تأمّلوا مجموع رقمي الآيتين ويساوي 31
31 هو مجموع حروف أسماء الله الحسنى الستة في سورة الفاتحة!
فهذه هي الأسماء الستة أمامكم فتأكّدوا بأنفسكم..
{ اللَّهِ } - { الرَّحْمَن } - { الرَّحِيمِ } - { للَّهِ } - { الرَّحْمَن } - { الرَّحِيمِ }
تأمّلوا سورة الفاتحة..وتأمّلوا كلماتها كلمة كلمة..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}
مجموع حروف الكلمات التي احتلت الترتيب الأوّل في آيات سورة الفاتحة = 31
مجموع حروف الكلمات التي احتلت الترتيب الثاني في آيات سورة الفاتحة = 31
مجموع حروف الكلمات التي احتلت الترتيب الثالث في آيات سورة الفاتحة = 31
مجموع النقاط على حروف الكلمات التي احتلت الترتيب (الأوّل – الثاني – الثالث) في آيات سورة الفاتحة = 31
انتقلوا إلى السورة التالية لسورة الفاتحة وتأمّلوا هاتين الآيتين من سورة البقرة ..
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}
{ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)}
ما العجيب في هاتين الآيتين؟
النقاط على حروف الآية الأولى عددها 31 نقطة.
والنقاط على حروف الآية الثانية عددها 31 نقطة.
مجموع حروف الآيتين 127 وهذا العدد أوّليّ ترتيبه رقم 31
الآية الأولى رقمها 19 وهذا العدد أوّليّ ترتيبه رقم 10
والآية الثانية رقمها 73 وهذا العدد أوّليّ ترتيبه رقم 21
وكما هو واضح أمامكم فإن مجموع ترتيب العددين 10 + 21 يساوي 31
تأمّلوا كيف يتعامل النظم القرآني مع الأعداد الأوّليّة!
تأمّلوا كيف هو عجيب هذا النظم، وتأمّلوا كيف هو أعجب منه أولئك الذين: { يَقُولُونَ افْتَرَاهُ }!
فهل كان مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- عالمًا بسلوك الأعداد الأوّليّة ولذلك وظّفها في نظم القرآن بهذه الطريقة؟!
وهل في كتب الأوّلين أي تعامل مع الأعداد الأوّليّة بهذه الدقة وبهذا الإتقان؟!
إذًا من أين أتي مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- بهذا القرآن المحكم رقمًا وحرفًا.. عدًّا ولفظًا؟!
هذا السؤال موجّه إلى المكذِّبين بهذا القرآن العظيم الذين ما زالوا : { يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } حتى في زماننا هذا!
إليكم الأعجب..
انتقلوا معي الآن إلى السورة رقم 31 في ترتيب المصحف (سورة لقمان)..
وفي سورة لقمان تأمّلوا هذه الآيات الثلاث..
{ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}
{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)}
ما العجيب في هذه الآيات الثلاث؟
النقاط على حروف كل آية من الآيات الثلاث عددها 31 نقطة.
والعجب كل العجب أن مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث = 31
فتأمّلوا نظم هذه الآيات الثلاث على مستوى النقطة!!
وتأمّلوا كيف جاءت هذه الآيات في مواقع محسوبة بدقّة حتى يكون مجموع أرقامها 31
مع الانتباه إلى أن الآية الأولى من هذه الآيات الثلاث ترتيبها رقم 31 من نهاية سورة لقمان!
وللعلم فإنه لا توجد في سورة لقمان أي آية أخرى عدد النقاط على حروفها 31 نقطة باستثناء هذه الآيات!
يتبع القسم الثاني والأخير
وهم لا يعلمون أن في حججهم هذه الدليل الحاسم على أن النظم القرآني لا يمكن أن يكون إلا من عند عالم الغيب وحده سبحانه وتعالى! فعندما نزل القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- تحدّى العرب في بلاغته فأعجزهم، ولم يخطر على بالهم من الأساس أن حروف القرآن سوف يتم تنقيطها بعد عشرات السنين من انقضاء وحي القرآن.. ولم يخطر على بالهم أن اللغة العربية سيتم ترتيب حروفها ترتيبًا شكليًّا يعتمد "الأشباه والنظائر" بعد عشرات السنين من انقطاع الوحي.. ولم يخطر على بالهم أن قواعد رسم الكلمة العربية سوف تتغيّر وتتطوّر، ناهيك عن توقعهم أن يتحدى القرآن الكريم أهل زمان مقبل بهذه المستجدات التي كانت في رحم الغيب في ذلك الزمان!
عالم الغيب سبحانه وضع في القرآن من دلائل الإعجاز ما لا يتوقعه بشر..
القرآن يتحدى من سيعيشون في المستقبل.. ولكل نبأ وكل حقيقة في القرآن زمن تتحقَّق فيه، فإذا تجلّى الحدث ماثلًا للعيان أشرقت المعاني وتألَّقت، وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق التي أصبحت ماثلة للناس عيانًا بيانًا، وهكذا تتجدَّد مُعجزات القرآن وعجائبه على طول الزمان جيلًا بعد جيل. ولذلك تجد القرآن يتضمّن العديد من الحقائق العلمية التي يتوالى اكتشافها عبر الأزمنة والعصور.
لمَ لا وهو كلام الله المعجز لكل زمان..
وهو سبحانه وتعالى الذي أنزل هذا القرآن بعلمه وكفى به عليمًا..
{ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)} [النساء]
إن قلت ذلك للناس من دون دليل مقنع سخروا منك وكذَّبوك، أو ربما اعتبروا ذلك كلامًا عاطفيًّا وترفًا فكريًّا أجوف لا يستند إلى دليل.. فنحن في عصر العلم الذي لا يؤمن أهله إلا بما هو مُدرك محسوس من الأمور. وقد آن الأوان لكل مسلم أن يتسلَّح بالأدلَّة الحاسمة التي تؤكد ذلك.. وسوف أعرض عليكم في هذا المشهد حقائق وبراهين رقمية دامغة، واحكموا بأنفسكم..
سوف أبدأ معكم من الآية الأولى في المصحف..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة]
هذه الآية التي أمامكم تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
هل لديكم شك في ذلك؟
حسنًا.. انتقلوا معي إلى الآية التالية لها مباشرة..
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}
هذه الآية التي أمامكم تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
هل لديكم شك في ذلك؟
حسنًا.. تأمّلوا الأحرف الثلاثة جيِّدًا فإنها أحرف لفظ { نَبِي }.. أليس كذلك؟
والآن تأمّلوا الآيتين معًا..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)}
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}
كل آية تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
ومجموع حروف الآيتين = 37 حرفًا.. فهل لديكم شك في ذلك؟
إليكم هذا السؤال: ما هي السورة رقم 37 في ترتيب المصحف؟
نعم.. إنها سورة الصافات.
الآن سوف أنتقل بكم إلى الآية الأخيرة من سورة الصافات..
{ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}
والعجيب حقًّا أن هذه الآية تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء..
ما رأيكم في هذه الحقيقة الرقمية المذهلة؟
وما رأيكم أن آيات القرآن التي تضمّنت من الحروف المنقوطة (النون والباء والياء) تحديدًا عددها 37 آية؟!
وما رأيكم أن أطول آية لم تتضمّن أيًّا من الأحرف الثلاثة (النون والباء والياء) عدد حروفها 37 حرفًا؟!
نعم.. أطول آية لم يرد فيها أي من الأحرف الثلاث (النون والباء والياء) هي الآية رقم 5 من سورة الحديد..
{ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5)}
والعجيب حقًّا أن عدد حروف هذه الآية 37 حرفًا!
هذه الحقائق والثوابت الواضحة هل يستطيع أحد أن ينكرها أو يدّعي الجهل بمدلولها؟!
إليكم المزيد..
عودوا معي إلى آية البسملة في بداية المصحف..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة]
هذه الآية تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف هي: النون والباء والياء.
ولم ترد البسملة كآية إلا في سورتي الفاتحة والنمل..
والآن إليكم آية البسملة في سورة النمل..
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)}
والعجيب حقًّا أن هذه الآية تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
تأمّلوا الآيتين معًا..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة]
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)}
الآية الأولى عدد كلماتها 4 وتضمّنت من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
الآية الثانية عدد كلماتها 8 وتضمّنت من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
تأمّلوا مجموع رقمي الآيتين فهو يساوي 31
والآن إليكم هذه الآية العجيبة من سورة الأنعام..
{ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)}
هذه الآية تتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف تحديدًا هي: النون والباء والياء.
والأعجب من ذلك رقم الآية نفسها!
العدد 127 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 31
الآن انتقلوا معي إلى آية البسملة في سورة النمل من جديد..
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)}
هذه الآية رقمها 30 وتتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف هي: النون والباء والياء..
انتقلوا الآن إلى الآية رقم 30 من سورة ص..
{ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)}
هذه الآية رقمها 30 وتتضمّن من الحروف المنقوطة ثلاثة أحرف هي: النون والباء والياء..
كلا الآيتين تتحدّثان عن نبي الله { سُلَيْمَان } !
ولكن ما هي علاقة (سُلَيْمَان) -عليه السلام- بالعدد 30؟
سوف أجيب عن هذا السؤال الآن.. ولكن ماذا تتوقّعون؟
إنه القرآن العظيم الذي لا تنقضي عجائبه..
حرف السين ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 12
حرف اللّام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23
حرف الياء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28
حرف الميم ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 24
حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25
هذه هي أحرف اسم { سُلَيْمَان } ومجموع ترتيبها الهجائي = 113
113 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 30
الآن علمتم لماذا جاء رقم الآيتين 30 تحديدًا وليس أي رقم أو عدد آخر؟!
سبحان الله! هل بعد كل هذا من يزعم أن هذا القرآن من عند غير الله؟!
تأمّلوا الآية من سورة ص من جديد..
{ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)}
لماذا جاء عدد حروف هذه الآية 33 حرفًا تحديدًا؟
لاحظوا مضمون الآية فهي تتحدّث عن داوود وابنه سليمان -عليهما السلام-؟
داوود ورد ذكره في القرآن 16 مرّة وورد ذكر سليمان 17 مرّة، ومجموع ذكرهما في القرآن = 33
عجائب وعجائب لا تنقضي!!
تأمّلوا آية البسملة في سورة النمل..
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)}
لماذا جاء عدد حروف هذه الآية 34 حرفًا تحديدًا؟
لاحظوا مضمون الآية فهي تتحدّث عن كتاب سليمان -عليه السلام- إلى ملكة سبأ؟
34 هو ترتيب سورة سبأ في المصحف!
ما رأيكم في هذه الحقائق الرقمية الدامغة؟
هل يستطيع أحد أن ينكرها أو يدّعي الجهل بمدلولها؟
تأمّلوا آيتي البسملة معًا..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة]
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)} [النمل]
ثلاثة من أسماء الله الحسنى وردت في الآيتين..
أحرف اسم { اللَّهِ } تكرّرت في الآيتين 22 مرّة.
أحرف اسم { الرَّحْمَن } تكرّرت في الآيتين 40 مرّة.
أحرف اسم { الرَّحِيمِ } تكرّرت في الآيتين 37 مرّة.
مجموع تكرار أحرف { اللَّهِ } - { الرَّحْمَن } - { الرَّحِيمِ } في الآيتين = 99
99 هو عدد أسماء الله الحسنى!
مزيد من التأكيد..
مجموع حروف الآيتين = 53 حرفًا.
53 هو مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّهِ } في سورة الفاتحة!
مزيد من التأكيد..
تأمّلوا مجموع رقمي الآيتين ويساوي 31
31 هو مجموع حروف أسماء الله الحسنى الستة في سورة الفاتحة!
فهذه هي الأسماء الستة أمامكم فتأكّدوا بأنفسكم..
{ اللَّهِ } - { الرَّحْمَن } - { الرَّحِيمِ } - { للَّهِ } - { الرَّحْمَن } - { الرَّحِيمِ }
تأمّلوا سورة الفاتحة..وتأمّلوا كلماتها كلمة كلمة..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}
مجموع حروف الكلمات التي احتلت الترتيب الأوّل في آيات سورة الفاتحة = 31
مجموع حروف الكلمات التي احتلت الترتيب الثاني في آيات سورة الفاتحة = 31
مجموع حروف الكلمات التي احتلت الترتيب الثالث في آيات سورة الفاتحة = 31
مجموع النقاط على حروف الكلمات التي احتلت الترتيب (الأوّل – الثاني – الثالث) في آيات سورة الفاتحة = 31
انتقلوا إلى السورة التالية لسورة الفاتحة وتأمّلوا هاتين الآيتين من سورة البقرة ..
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}
{ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)}
ما العجيب في هاتين الآيتين؟
النقاط على حروف الآية الأولى عددها 31 نقطة.
والنقاط على حروف الآية الثانية عددها 31 نقطة.
مجموع حروف الآيتين 127 وهذا العدد أوّليّ ترتيبه رقم 31
الآية الأولى رقمها 19 وهذا العدد أوّليّ ترتيبه رقم 10
والآية الثانية رقمها 73 وهذا العدد أوّليّ ترتيبه رقم 21
وكما هو واضح أمامكم فإن مجموع ترتيب العددين 10 + 21 يساوي 31
تأمّلوا كيف يتعامل النظم القرآني مع الأعداد الأوّليّة!
تأمّلوا كيف هو عجيب هذا النظم، وتأمّلوا كيف هو أعجب منه أولئك الذين: { يَقُولُونَ افْتَرَاهُ }!
فهل كان مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- عالمًا بسلوك الأعداد الأوّليّة ولذلك وظّفها في نظم القرآن بهذه الطريقة؟!
وهل في كتب الأوّلين أي تعامل مع الأعداد الأوّليّة بهذه الدقة وبهذا الإتقان؟!
إذًا من أين أتي مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- بهذا القرآن المحكم رقمًا وحرفًا.. عدًّا ولفظًا؟!
هذا السؤال موجّه إلى المكذِّبين بهذا القرآن العظيم الذين ما زالوا : { يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } حتى في زماننا هذا!
إليكم الأعجب..
انتقلوا معي الآن إلى السورة رقم 31 في ترتيب المصحف (سورة لقمان)..
وفي سورة لقمان تأمّلوا هذه الآيات الثلاث..
{ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}
{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)}
ما العجيب في هذه الآيات الثلاث؟
النقاط على حروف كل آية من الآيات الثلاث عددها 31 نقطة.
والعجب كل العجب أن مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث = 31
فتأمّلوا نظم هذه الآيات الثلاث على مستوى النقطة!!
وتأمّلوا كيف جاءت هذه الآيات في مواقع محسوبة بدقّة حتى يكون مجموع أرقامها 31
مع الانتباه إلى أن الآية الأولى من هذه الآيات الثلاث ترتيبها رقم 31 من نهاية سورة لقمان!
وللعلم فإنه لا توجد في سورة لقمان أي آية أخرى عدد النقاط على حروفها 31 نقطة باستثناء هذه الآيات!
يتبع القسم الثاني والأخير