قبل 50 عاماً.. هكذا هددت موسكو بضرب بكين بالنووي

GSN 

سبحان الخالق العظيم
صقور الدفاع
إنضم
23 سبتمبر 2011
المشاركات
24,802
التفاعل
90,825 475 3
الدولة
Saudi Arabia
عقب وفاة جوزيف ستالين عام 1953، اتجه القائد السوفيتي الجديد نيكيتا خروتشوف للقطع مع الماضي معلناً بداية سياسة اجتثاث الستالينية.


فعبر خطابه الشهير يوم 25 شباط/فبراير عام 1956، انتقد خروتشوف سياسات جوزيف ستالين وفترته الدموية، مثيرا بذلك ذهول الحاضرين الذين لم يعتادوا على نقد قادة ورموز الاتحاد السوفيتي.


في الأثناء، أثارت هذه التوجهات السياسية الجديدة للسوفيت غضب الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لتبدأ بذلك الخلافات والعداوات بالظهور بين الاتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية. وخلال العام 1969، تطورت الأزمة بين البلدين لتتحول لنزاع حدودي أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.


c2ef3686-2026-4075-9d86-7dd71de9d481.jpg.webp



صورة من لقاء خروتشوف وماو عام 1959


خلاف حدودي


وخلال الستينيات، انتقد المسؤولون الصينيون المعاهدات الحدودية التي أبرمت خلال القرن 19 بين سلالة تشينغ الحاكمة وروسيا القيصرية. ومن خلال خطاب قدمه عام 1964، تحدث ماو تسي تونغ عن استيلاء الروس على قسم كبير من سيبيريا كانت في وقت سابق ضمن حدود الصين. إلى ذلك، أثارت هذه التصريحات غضب نيكيتا خروتشوف الذي عبّر عن استيائه منها معلنا إلغاء ما نتج عن المفاوضات الحدودية السوفيتية الصينية بالأشهر السابقة.


وعند نهر أوسوري (Ussuri) خلال شهر آذار/مارس 1969، انفجر الوضع بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد السوفيتي.


فبعد سنوات قضاها الطرفان في تكديس القوات على الحدود، عمدت فرقة من جيش التحرير الشعبي الصيني لمهاجمة جنود سوفيت قرب جزيرة زينباو (Zhenbao) متسببة في مقتل حوالي 59 منهم.


في المقابل، أرسل السوفيت فرقة مدرعة، زودت بدبابات تي 62 (T-62) لمهاجمة الفرق الصينية المتمركزة قرب الجزيرة وهو ما أدى لتوسع رقعة المواجهات.


كذلك خلال شهر آب/أغسطس من نفس العام، اندلعت مواجهات حدودية أخرى بالحدود الغربية المشتركة بين الطرفين. وقد أسفرت المعارك حينها عن مقتل ما يزيد عن 30 عسكريا صينيا، وأججت الخلاف بين الطرفين تزامنا مع ظهور تهديدات بإمكانية استخدام السلاح النووي.


36af2267-760e-4330-b0d8-2359522df92b.jpg.webp



صورة للمسؤول السوفيتي أليكسي كوسيغين


حرب نووية


وعلى مدار أشهر، توافد مئات الآلاف من الجنود نحو المناطق الحدودية استعدادا لإمكانية اندلاع حرب بين الاتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية. وفي الأثناء، تابع العالم عن كثب تطورات الخلاف وسط مخاوف من إمكانية لجوء الطرفين للسلاح النووي. وطيلة فترة النزاع، لمّح الاتحاد السوفيتي لإمكانية القيام بضربة نووية استباقية ضد المواقع النووية الصينية لضمان عدم استخدام الصينيين لمثل هذه الأسلحة في حال تحول الخلاف الحدودي لحرب مفتوحة بين الطرفين. وكرد على التصريحات السوفيتية، باشرت السلطات الصينية ببناء الخنادق والملاجئ لاستخدامها في حال اندلاع نزاع نووي.


fd947674-7597-4c85-b9ad-8e9bf75358cc.jpg.webp



صورة للمسؤول الصيني تشو إنلاي


لكن لحسن حظ الطرفين، انتهت الأزمة الحدودية بين الصينيين والسوفيت، دون أن تتحول لحرب مفتوحة، بفضل الجهود الدبلوماسية. فخلال شهر أيلول/سبتمبر 1969، سافر المسؤول السوفيتي ألكسي كوسيجين (Alexei Kosygin) لبكين ليلتقي رئيس مجلس الدولة تشو إنلاي (Zhou Enlai). وبالعاصمة الصينية، اتفق الطرفان على خفض حدة التوتر الحدودية بين البلدين وإنهاء النزاع قبل أن يتحول لحرب.


إلا أن تلك الأزمة دفعت بكين للتفكير جدياً في مستقبل علاقاتها بالاتحاد السوفيتي. فبعد أن أصبح على دراية مطلقة بالتفوق العسكري السوفيتي، اتجه الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لفتح قنوات اتصال مع الأميركيين مستغلا تغير الإدارة الأميركية تزامنا مع فوز المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون بالانتخابات الرئاسية عام 1968.


4f516547-d0c3-43c4-9c42-7902ecf0112d.jpg.webp



صورة تعبيرية تجمع بين ستالين وماو تسي تونغ


 
بنزاع حدودي.. الصين تسرق أحدث دبابة لدى روسيا

24 يونيو ,2022: 01:01 م GST

e47957d2-3af8-4a6a-82e1-4bf0b4c884f8_16x9_1200x676.jpg.webp


مطلع القرن العشرين، وقعت كل من روسيا والصين اتفاقية بيكين لترسيم جانب من الحدود المترامية الأطراف بينهما.

ومع نجاح الثورة البلشفية سنة 1917 وظهور الاتحاد السوفيتي وإعلان قيام جمهورية الصين الشعبية على يد ماو تسي تونغ بعد نحو 3 عقود، اتجه الطرفان بادئ الأمر لتجنب الحديث حول مسألة الحدود. فخلال تلك الفترة، احتاجت جمهورية الصين الشعبية، حديثة النشأة، للدعم السوفيتي لضمان بقائها والحصول على السلاح والتكنولوجيا.

لكن مع وفاة جوزيف ستالين سنة 1953 وإعلان بداية سياسة اجتثاث الستالينية على يد نيكيتا خروتشوف، تدهورت العلاقات الثنائية بين موسكو وبكين لتعود الأزمة الحدودية للواجهة مجددا.

65f3c9a6-61b6-4eec-abc2-d4785b3b730e.jpg.webp


صورة لماو تسي تونغ

تصاعد حدة التوتر

أواخر الخمسينيات، شهدت العلاقات الصينية السوفيتية موجة من التوتر. فعام 1958، حاول الاتحاد السوفيتي نشر منظومات رادار قرب الحدود الصينية شرقا لمساعدة الغواصات السوفيتية أثناء إبحارها بالمحيط الهادئ. وفي المقابل، طالبت السلطات الصينية موسكو بدعمها للحصول على السلاح النووي. وقد جاءت هذه المطالب الصينية لتزيد من قلق خروتشوف الذي تخوّف من حصول جيرانه الشيوعيين على مثل هذا النوع من الأسلحة.

وعقب الزيارة التي قام بها لواشنطن عام 1959، أثار خروتشوف غضب ماو تسي تونغ الذي وصفه بالعميل للغرب الرأسمالي. ومع اندلاع الأزمة الكوبية، اتجهت جمهورية الصين الشعبية لاستغلال الموقف وعمدت لاحتلال جانب من أراضي الهند. وفي خضم هذه الأزمة، اصطف الاتحاد السوفيتي لجانب الهند وأدان التحركات الصينية مثيرا بذلك قلق بكين التي أعلنت رسميا عن نهاية صداقتها مع موسكو.

cfe8003e-3980-4d8c-9868-3cda47745b79.jpg.webp


صورة لنيكيتا خروتشوف

ومع تصاعد وتيرة الخلاف، أعاد ماو تسي تونغ الخلاف الحدودي للواجهة حيث طالب الزعيم الصيني باستعادة جزيرة زينباو (Zhenbao) وأعلن استعداده لاحتلال سيبيريا ليبدأ على إثر ذلك الطرفان بتكديس القوات على الحدود استعدادا لحرب محتملة.

الدبابة بقبضة الصين

مطلع شهر آذار/مارس عام 1969، شهدت الحدود السوفيتية الصينية مناوشات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى. وتعرض مواطنون صينيون للتعذيب والقتل، هاجم جنود تابعون لجيش التحرير الشعبي الصيني قوات سوفيتية عند جزيرة زينباو وتسببوا في مقتل نحو 70 منهم. وكرد على ذلك، شن السوفييت بداية من منتصف آذار/مارس حملات قصف ضد مواقع صينية بالمنطقة وأرسلوا فرقة، مدعومة بأربعة دبابات تي 62 (T-62) الحديثة، لمواجهة الصينيين وطردهم من المواقع القريبة من زينباو.

أثناء عبورها لأحد الوديان الضيقة، انفجرت إحدى الدبابات السوفيتية بسبب لغم أرضي. وبدل سحبها، فضّلت القوة السوفيتية الانسحاب من الموقع وترك الدبابة تي 62 المعطلة عالقة بالجليد.

f49823f3-5625-4657-8e09-2f7685c216a4.jpg.webp


جانب من دبابات تي 62 بإستعراض عسكري

بموافقة الصينيين، حلّ السوفييت خلال اليوم التالي بالقرب من الدبابة تي 62 العالقة بالجليد لاستلام جثث قتلاهم داخلها. ومع محاولتهم سحب الدبابة تي 62 تعرض السوفييت لوابل من القذائف الصينية التي أجبرتهم على العودة أدراجهم. بحلول يوم 21 آذار/مارس، أرسل الجيش السوفيتي فرقة مختصة لتفجير ما تبقى من الدبابة العالقة. ومع ملاحظتهم للتواجد السوفيتي، قصف الصينيون المواقع القريبة منها لتتراجع بذلك القوة السوفيتية مرة أخرى دون أن تنجز مهمتها.
مستغلين ذوبان الجليد مطلع شهر نيسان/أبريل، قصف السوفييت موقع الدبابة تي 62 العالقة متسببين في غرقها بالنهر. ومع تفاؤلهم بنتائج القصف، تخلى السوفييت عن الدبابة الغارقة وانسحبوا من المكان.

ومع رحيل السوفييت، أرسل الصينيون أعدادا كبيرة من الجنود وتمكنوا بعد معاناة شديدة من سحب الدبابة السوفيتية من قاع النهر لينقلوها فيما بعد نحو مصنع الدبابات بليشوان (Lichuan).

هذه العملية أثارت قلق موسكو التي عبرت عن خوفها من حصول بكين على واحدة من أحدث دباباتها. وأمام هذا الوضع، قاد السوفييت منتصف أيار/مايو عملية فاشلة حاولوا من خلالها، اعتمادا على أحد العملاء، تفجير الدبابة تي 62 بمصنع ليشوان.
 
ماو تسي دونغ أكبر جزار في التاريخ.تفوق على هتلر و ستالين.تقول التقديرات أنه قتل 40 مليون صيني
 
عودة
أعلى