عقب وفاة جوزيف ستالين عام 1953، اتجه القائد السوفيتي الجديد نيكيتا خروتشوف للقطع مع الماضي معلناً بداية سياسة اجتثاث الستالينية.
فعبر خطابه الشهير يوم 25 شباط/فبراير عام 1956، انتقد خروتشوف سياسات جوزيف ستالين وفترته الدموية، مثيرا بذلك ذهول الحاضرين الذين لم يعتادوا على نقد قادة ورموز الاتحاد السوفيتي.
في الأثناء، أثارت هذه التوجهات السياسية الجديدة للسوفيت غضب الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لتبدأ بذلك الخلافات والعداوات بالظهور بين الاتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية. وخلال العام 1969، تطورت الأزمة بين البلدين لتتحول لنزاع حدودي أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.
صورة من لقاء خروتشوف وماو عام 1959
خلاف حدودي
وخلال الستينيات، انتقد المسؤولون الصينيون المعاهدات الحدودية التي أبرمت خلال القرن 19 بين سلالة تشينغ الحاكمة وروسيا القيصرية. ومن خلال خطاب قدمه عام 1964، تحدث ماو تسي تونغ عن استيلاء الروس على قسم كبير من سيبيريا كانت في وقت سابق ضمن حدود الصين. إلى ذلك، أثارت هذه التصريحات غضب نيكيتا خروتشوف الذي عبّر عن استيائه منها معلنا إلغاء ما نتج عن المفاوضات الحدودية السوفيتية الصينية بالأشهر السابقة.
وعند نهر أوسوري (Ussuri) خلال شهر آذار/مارس 1969، انفجر الوضع بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد السوفيتي.
فبعد سنوات قضاها الطرفان في تكديس القوات على الحدود، عمدت فرقة من جيش التحرير الشعبي الصيني لمهاجمة جنود سوفيت قرب جزيرة زينباو (Zhenbao) متسببة في مقتل حوالي 59 منهم.
في المقابل، أرسل السوفيت فرقة مدرعة، زودت بدبابات تي 62 (T-62) لمهاجمة الفرق الصينية المتمركزة قرب الجزيرة وهو ما أدى لتوسع رقعة المواجهات.
كذلك خلال شهر آب/أغسطس من نفس العام، اندلعت مواجهات حدودية أخرى بالحدود الغربية المشتركة بين الطرفين. وقد أسفرت المعارك حينها عن مقتل ما يزيد عن 30 عسكريا صينيا، وأججت الخلاف بين الطرفين تزامنا مع ظهور تهديدات بإمكانية استخدام السلاح النووي.
صورة للمسؤول السوفيتي أليكسي كوسيغين
حرب نووية
وعلى مدار أشهر، توافد مئات الآلاف من الجنود نحو المناطق الحدودية استعدادا لإمكانية اندلاع حرب بين الاتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية. وفي الأثناء، تابع العالم عن كثب تطورات الخلاف وسط مخاوف من إمكانية لجوء الطرفين للسلاح النووي. وطيلة فترة النزاع، لمّح الاتحاد السوفيتي لإمكانية القيام بضربة نووية استباقية ضد المواقع النووية الصينية لضمان عدم استخدام الصينيين لمثل هذه الأسلحة في حال تحول الخلاف الحدودي لحرب مفتوحة بين الطرفين. وكرد على التصريحات السوفيتية، باشرت السلطات الصينية ببناء الخنادق والملاجئ لاستخدامها في حال اندلاع نزاع نووي.
صورة للمسؤول الصيني تشو إنلاي
لكن لحسن حظ الطرفين، انتهت الأزمة الحدودية بين الصينيين والسوفيت، دون أن تتحول لحرب مفتوحة، بفضل الجهود الدبلوماسية. فخلال شهر أيلول/سبتمبر 1969، سافر المسؤول السوفيتي ألكسي كوسيجين (Alexei Kosygin) لبكين ليلتقي رئيس مجلس الدولة تشو إنلاي (Zhou Enlai). وبالعاصمة الصينية، اتفق الطرفان على خفض حدة التوتر الحدودية بين البلدين وإنهاء النزاع قبل أن يتحول لحرب.
إلا أن تلك الأزمة دفعت بكين للتفكير جدياً في مستقبل علاقاتها بالاتحاد السوفيتي. فبعد أن أصبح على دراية مطلقة بالتفوق العسكري السوفيتي، اتجه الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لفتح قنوات اتصال مع الأميركيين مستغلا تغير الإدارة الأميركية تزامنا مع فوز المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون بالانتخابات الرئاسية عام 1968.
صورة تعبيرية تجمع بين ستالين وماو تسي تونغ
فعبر خطابه الشهير يوم 25 شباط/فبراير عام 1956، انتقد خروتشوف سياسات جوزيف ستالين وفترته الدموية، مثيرا بذلك ذهول الحاضرين الذين لم يعتادوا على نقد قادة ورموز الاتحاد السوفيتي.
في الأثناء، أثارت هذه التوجهات السياسية الجديدة للسوفيت غضب الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لتبدأ بذلك الخلافات والعداوات بالظهور بين الاتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية. وخلال العام 1969، تطورت الأزمة بين البلدين لتتحول لنزاع حدودي أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.
صورة من لقاء خروتشوف وماو عام 1959
خلاف حدودي
وخلال الستينيات، انتقد المسؤولون الصينيون المعاهدات الحدودية التي أبرمت خلال القرن 19 بين سلالة تشينغ الحاكمة وروسيا القيصرية. ومن خلال خطاب قدمه عام 1964، تحدث ماو تسي تونغ عن استيلاء الروس على قسم كبير من سيبيريا كانت في وقت سابق ضمن حدود الصين. إلى ذلك، أثارت هذه التصريحات غضب نيكيتا خروتشوف الذي عبّر عن استيائه منها معلنا إلغاء ما نتج عن المفاوضات الحدودية السوفيتية الصينية بالأشهر السابقة.
وعند نهر أوسوري (Ussuri) خلال شهر آذار/مارس 1969، انفجر الوضع بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد السوفيتي.
فبعد سنوات قضاها الطرفان في تكديس القوات على الحدود، عمدت فرقة من جيش التحرير الشعبي الصيني لمهاجمة جنود سوفيت قرب جزيرة زينباو (Zhenbao) متسببة في مقتل حوالي 59 منهم.
في المقابل، أرسل السوفيت فرقة مدرعة، زودت بدبابات تي 62 (T-62) لمهاجمة الفرق الصينية المتمركزة قرب الجزيرة وهو ما أدى لتوسع رقعة المواجهات.
كذلك خلال شهر آب/أغسطس من نفس العام، اندلعت مواجهات حدودية أخرى بالحدود الغربية المشتركة بين الطرفين. وقد أسفرت المعارك حينها عن مقتل ما يزيد عن 30 عسكريا صينيا، وأججت الخلاف بين الطرفين تزامنا مع ظهور تهديدات بإمكانية استخدام السلاح النووي.
صورة للمسؤول السوفيتي أليكسي كوسيغين
حرب نووية
وعلى مدار أشهر، توافد مئات الآلاف من الجنود نحو المناطق الحدودية استعدادا لإمكانية اندلاع حرب بين الاتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية. وفي الأثناء، تابع العالم عن كثب تطورات الخلاف وسط مخاوف من إمكانية لجوء الطرفين للسلاح النووي. وطيلة فترة النزاع، لمّح الاتحاد السوفيتي لإمكانية القيام بضربة نووية استباقية ضد المواقع النووية الصينية لضمان عدم استخدام الصينيين لمثل هذه الأسلحة في حال تحول الخلاف الحدودي لحرب مفتوحة بين الطرفين. وكرد على التصريحات السوفيتية، باشرت السلطات الصينية ببناء الخنادق والملاجئ لاستخدامها في حال اندلاع نزاع نووي.
صورة للمسؤول الصيني تشو إنلاي
لكن لحسن حظ الطرفين، انتهت الأزمة الحدودية بين الصينيين والسوفيت، دون أن تتحول لحرب مفتوحة، بفضل الجهود الدبلوماسية. فخلال شهر أيلول/سبتمبر 1969، سافر المسؤول السوفيتي ألكسي كوسيجين (Alexei Kosygin) لبكين ليلتقي رئيس مجلس الدولة تشو إنلاي (Zhou Enlai). وبالعاصمة الصينية، اتفق الطرفان على خفض حدة التوتر الحدودية بين البلدين وإنهاء النزاع قبل أن يتحول لحرب.
إلا أن تلك الأزمة دفعت بكين للتفكير جدياً في مستقبل علاقاتها بالاتحاد السوفيتي. فبعد أن أصبح على دراية مطلقة بالتفوق العسكري السوفيتي، اتجه الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لفتح قنوات اتصال مع الأميركيين مستغلا تغير الإدارة الأميركية تزامنا مع فوز المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون بالانتخابات الرئاسية عام 1968.
صورة تعبيرية تجمع بين ستالين وماو تسي تونغ
قبل 50 عاماً.. هكذا هددت موسكو بضرب بكين بالنووي
عقب وفاة جوزيف ستالين عام 1953، اتجه القائد السوفيتي الجديد نيكيتا خروتشوف للقطع مع الماضي معلناً بداية سياسة اجتثاث الستالينية.فعبر خطابه الشهير يوم 25
www.alarabiya.net