الهزيمة السوفيتية في سهل البقاع

[هيرون]

مقدمة

13 يونيو 1982 وصل وفد سوفييتي إلى دمشق يرأسه جنرال المدفعية يفغيني يوراسوف النائب الأول للقائد العام لقوات الدفاع الجوي لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية وهو في مزاج سيء حقًا
في اليوم السابق أرسل كبير المستشارين السوفيتيين في دمشق الجنرال غريغوري يشكين رسالة مشفرة إلى وزير دفاع الاتحاد السوفيتي دميتري أوستينوف.
وجاء فيها: "من المسلم به أن أجهزتنا وأسلحتنا في سوريا متخلفة عن نظيراتها في الولايات المتحدة وإسرائيل".

 

[هيرون]

ما الذي حدث ليصدر ضابطاً سوفييتياً رفيع المستوى مثل هذا الحكم الانهزامي؟
بعد زيارات البروتوكول الإلزامية استقر يوراسوف في مكتبه. كان على الطاولة جبل من الأوراق ، لكنه اختار أن يرى بنفسه. التقط الهاتف وطلب سيارة

تستعد إسرائيل لجولة جديدة ضد بطاريات سام التي خبرتها وعرفتها في حروبها السابقة في مصر 70 -73
هذه المرة ستكون مختلفة. إسرائيل تحشد للرد على تهديد بطاريات سام وهذة المرة سيكون مشروع مشترك لجميع الخدمات العسكرية في البلاد
وليس فقط تهديد من أختصاص سلاح الجو ...

 

[هيرون]

البداية

6 يونيو 1982 إسرائيل تغزو لبنان بنية القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية. تحرز القوات تقدمًا سريعًا بفضل الدعم الجوي ، ولكن سرعان ما أدى تقدم القوات البرية الإسرائيلية إلى وضع خط المواجهة تحت مرمى صواريخ سام السورية المتمركزة في سهل البقاع.

تبدو مجموعة الدفاع الجوي في البقاع السوري المعروفة باسم (المظلة) هائلة. بالإضافة إلى مواقع القيادة ورادارات الإنذار المبكر والتحكم في النيران فإن لديها 19 بطارية: بطاريتان من SA-2 ، واثنتان من SA-3 وخمسة عشر من SA-6 عالية الفعالية ومتحركة.
وللدفاع القريب هناك 47 بطارية من مدفعية 37 ملم و 57 ملم مضادة للطائرات ، و 51 مدفع مضاد للجو ZSU-23-4 Shilka و Strela-2M (SA-7) IR
تلك المعدات تمتد على طول الجبهة 30 كيلومترا وعمق 28 كيلومترا.

 

[هيرون]

بالإضافة إلى صواريخ سام نشرت سوريا 25 ألف جندي و 600 دبابة في لبنان.
في البداية يراوغ السوريون والإسرائيليون بعضهم البعض ، لكن الاشتباك لا مفر منه.
صباح يوم 8 دارت المواجهات الأولى سوريا وإسرائيل من الناحية الفنية في حالة حرب

إذا أراد الإسرائيليون الفوز ، فعليهم تدمير فرق المظلة الجوية السورية .
القيادة الإسرائيلية تشن "عملية Aretz 19" (19 بعدد البطاريات السورية في البقاع)

 

[هيرون]

9 يونيو. الساعة 04.00. إسرائيل تبدأ استطلاعًا بصريًا وإلكترونيًا مكثفًا في سهل البقاع. يتم التعامل مع الأولى بواسطة طائرات "Mastiff" و "Scout" المجهزة بكاميرات تلفزيونية وقادرة على نقل الصور في الوقت الفعلي إلى مركز القيادة في تل أبيب.

بفضل حجمها الصغير وبنيتها المصنوعة من الألياف الزجاجية ، تتمتع بإشارة رادار منخفضة يصعب اكتشافها عمليًا.
في يوم الهجوم ستحتفظ إسرائيل بطائرتين على الأقل من هذه الطائرات بدون طيار تحلقان بشكل دائم فوق سهل البقاع.

 

[هيرون]

ليست هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات بدون طيار ضد صواريخ سام. لقد فعلتها الولايات المتحدة في فيتنام. واسرائيل في مصر. لكن استخدام الطائرات بدون طيار الآن سيكون هائلاً ومهامها أكثر تنوعًا: نقل صور ساحة المعركة في الوقت الفعلي ، الاستطلاع الإلكتروني ، تحديد بالليزر ...
الطائرات بدون طيار هي قمة جبل الجليد للجهود الاستخباراتية الجارية منذ سنوات. وفي الأشهر الأخيرة ، درست إسرائيل النظام الإلكتروني للمعركة في البقاع: الترددات ، وتغطية الرادار ، والإجراءات الروتينية وأوقات رد الفعل لمشغلي SAM.

 

[هيرون]

يتم تحقيق ذلك الجهد بفضل 22 مركز استماع إلكترونيًا لاسلكيًا أرضيًا ، وأجهزة الحرب الإلكترونية الجوية على E-2C و B-707 و Arava و CH-53 ، وطيران استطلاع RF-4 Phantom و Firebee II و Scout و Mastiff ، والتي تعمل بانتظام فوق الوادي .

الصور من الطائرات بدون طيار والمعلومات التي قدمتها طائرات الحرب الإلكترونية والروابط الحديثة والآمنة ستسمح بممارسة القيادة والسيطرة في الوقت الفعلي. سيتمكن القادة الإسرائيليون في المقر الرئيسي من رؤية الأهداف وإعطاء التعليمات للطيارين

لنعد إلى 9 (يونيو) 1982. بعد الطائرات بدون طيار ، أقلعت 210 طائرات إسرائيلية منتظرة فوق البحر على طول الساحل اللبناني. من بينها طائرة بوينج 707 وثلاث طائرات أرافاس. قبل ساعة واحدة من الهجوم ، بدأت هذه الأجهزة في إصدار تداخل إلكتروني

التداخل لا يأتي فقط من السماء. قام الإسرائيليون بتركيب معدات الحرب الإلكترونية الأرضية في مرتفعات الجولان. وهم يرمون أيضا سحبا من "القشر". الساعة 2:05 بعد الظهر توقف نظام الاتصالات ورادارات "الدفاع الجوي السوري " عن العمل بشكل طبيعي

 

[هيرون]

الارباك يتبعه الخداع. قاذفات القنابل الإسرائيلية تطلق عشرات الأفخاخ من طراز "شمشون" .
تظهر الطائرات الشراعية الصغيرة على الشاشات وكأنها طائرات. لتعزيز هذا الوهم ، يتم استخدام الدرواس أيضًا كطعم.

واقتناعاً منهم بأن لديهم سربا من الطائرات الهجومية يقترب قام السوريون بتفعيل رادارات العديد من بطارياتهم وأطلقوا 43 صاروخا.
تلتقط طائرات الهليكوبتر CH-53 والطائرات بدون طيار للاستخبارات الإلكترونية الإشارات وترسلها إلى E-2C ، التي تنسق العملية

 

[هيرون]

بمجرد تحديد الأهداف حان وقت الهجوم. لكن خلافا للاعتقاد السائد ، فإن الطلقات الإسرائيلية الأولى لن تأتي من السماء.
نعم من الأرض. قامت إسرائيل بتعديل صواريخ AGM-78 القياسية الجوية المضادة للرادار بحيث يمكن إطلاقها من الأرض

الصاروخ الجديد يسمى كيريس. محمولاً على شاحنات M809 المجهزة بثلاث قاذفات ، ومن مواقع مرتفعة بعد الساعة 2:00 ظهراً انطلقت عشرات الصواريخ لتستهدف رادارات الجزء الجنوبي من سهل البقاع.

 

[هيرون]

في موازاة ذلك تطلق المدفعية التقليدية أيضًا مقذوفاتها على صواريخ سام ، باستخدام مقذوفات كوبرهيد طويلة المدى موجهة بالليزر عيار 155 ملم (تحدد الأهداف بواسطة طائرات بدون طيار). تستخدم إسرائيل أيضًا قاذفة الصواريخ MAR-290 وصاروخ أرض-أرض MGM-52 Lance.

بعد عشر دقائق من القصف على الرادارات ومراكز القيادة والقاذفات ، تضررت عشر بطاريات من بطاريات SAM التسعة عشر أو نفدت صواريخها مؤقتًا ، بعد استخدامها بلا فائدة ضد الأفخاخ. والآن تحلق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في الأفق

تقوم 96 طائرة من طراز F-15 و F-16 بتغطيتها في حالة هجوم طائرات الميج السورية وعندها تدخل القاذفات الإسرائيلية لسهل البقاع .
طياروها مدربون بشكل أفضل مما كانوا عليه في عام 1973. ويطيرون 250 ساعة في السنة ويختبرون مهام SEAD في النقب منذ شهور .
أطلقت ستة وعشرون طائرة من طراز F-4E Phantoms من الأسراب 107 و 201 أكثر من ثلاثين صاروخًا مضادًا للرادار من طراز Shrike و Standard ، بالإضافة إلى صواريخ AGM-65 Maverick جو-أرض وقنابل موجهة بالتلفزيون. تم تدمير معظم الرادارات التي نجت من كارثة المدفعية الأولية

 

[هيرون]

على الأرض فوضى وذعر بين طواقم البطاريات . بعض قادة البطاريات يدركون ما يحدث و يوقفون الرادارات الخاصة بهم. يغير آخرون نظامهم إلى التوجيه البصري. وهناك من يطلق صواريخه بدون توجيه. في المجموع ، أطلق السوريون 57 صاروخًا من طراز SA-6s ، دون أن تسقط شيئاً على الإطلاق

ثم تصل طائرات A-4 Skyhawks و Kfirs والمزيد من طائرات Phantom لإنهاء المهمة بقصف متوسط الارتفاع ، وبالتالي تجنب نيران المدافع المضادة للطائرات والصواريخ المحمولة الموجهة بالأشعة تحت الحمراء. في الساعة 4:00 مساءً ، حددت آخر الطائرات الإسرائيلية مسارها إلى قواعدها

 

[هيرون]

في دمشق بعد انتصار الدقائق الأولى بدافع إسقاط بعض الأفخاخ بدأ القلق ينتشر. بعد ساعتين من المعركة انقطع الاتصال بسهل البقاع.
الاستنتاج واضح: مجموعة فدا للدفاع الجوي لم تعد موجودة .
كيف حدث هذا !!! من بين 19 بطارية في سهل البقاع هناك 15 بطارية معطلة (بما في ذلك 11 من SA-6). كما تم تدمير معظم مراكز القيادة والتحكم في صواريخ سام ، وكذلك جميع رادارات الإنذار المبكر.

 

[هيرون]

بدون مظلة SAM سوريا تطلق مقاتلاتها ضد مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي في مهمة أنتحاريه
ومسترشدة بـ E-2Cs ، تكتسح طائرات F-15 و F-16 طائرات MIG-21 و MIG-23 من السماء ، والتي تعرضت راداراتها وأجهزة الراديو الخاصة بها للتشويش بسبب الحرب الإلكترونية الإسرائيلية .

وبدون صواريخ سام فإن الجيش يأخذ المبادرة أيضًا مما أدى إلى تدمير لواء دبابات سوري شمال بعلبك.
في اليوم العاشر ، أرسل السوريون أربع بطاريات SA-6 إلى البقاع لتعزيز البطاريات الباقية. سيتم تدميرهم جميعا

 

[هيرون]

لأول مرة دمرت القوات الجوية الغربية شبكة دفاعية سوفيتية التصميم من طراز SAM ، مما دفع العديد من المؤلفين الغربيين إلى الادعاء بأن معركة البقاع أقنعت الجيش الروسي بتدهوره التكنولوجي وعجلت بنهاية الحرب.

لكن لا يوجد شيء من هذا القبيل في التقرير الذي قدمه يوراسوف إلى موسكو في 28 يونيو. يقدّر الضابط الخطة والتكتيكات والأساليب الجديدة التي تستخدمها إسرائيل ، لكنه يؤكد أيضًا أن ما حدث في البقاع لن يتكرر في حرب ضد الناتو.

وعلى الرغم من أن كثافة بطاريات SAM كانت عالية جدًا ، إلا أن عدد صواريخ SAM المنتشرة في البقاع كان أقل من أي جيش من جيوش حلف وارسو. كما أنها كانت أدنى من المظلات التي نشرتها مصر وسوريا في حرب يوم الغفران عام 1973.

علاوة على ذلك ، لا علاقة للمناخ والجغرافيا في لبنان بأوروبا. ساعد الطقس الجيد الإسرائيليون ، الذين أخروا العملية حتى بعد الظهر ، للاستفادة من الشمس. وكانت "مجموعة فدا السورية للدفاع الجوي" محصورة بين سلسلتين جبليتين ، مما قلل من نطاق الكشف عن صواريخ سام

دون أن ننسى أن الناتو لم يكن ليتمتع بالمزايا التي منحتها معداته الأرضية لإسرائيل ، لأنه في نزاع مع الروس ، ستكون المدفعية الغربية وصواريخ أرض-أرض أقل عددًا وستتعرض لنيران مضادة للبطارية الثقيلة.

 

[هيرون]

من ناحية أخرى فشل السوريون في الانصياع للعقيدة السوفيتية: لم يعدوا مواقع زائفة أو خدع. لم يستغلوا تنقل SA-6 لتغيير موقعهم ونصب الكمائن واستخدموا الرادار بطريقة غير انتقائية. ولم تؤسس اتصالات مركزية للقطاع .

كانت الإخفاقات الأخرى أكثر قابلية للتسامح. للتغلب على التشويش ، زاد بعض قادة البطاريات من قوة بث راداراتهم ، مما ساعد الصواريخ في العثور عليها. أساء آخرون استخدام التوجيه التلفزيوني لحماية أنفسهم ، على حساب نطاق ودقة نظام SAM

ناهيك عن الميل لإطلاق صواريخ غير موجهة على أمل تخويف الطيارين الإسرائيليين ، الأمر الذي كشف بالفعل عن وضع صواريخ سام وتسبب في نفاد القذائف على منصات الإطلاق ، مما اضطر إلى مناورة إعادة التحميل الخطيرة دائمًا.

 

[Syrian.tr]

بدون مظلة SAM سوريا تطلق مقاتلاتها ضد مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي في مهمة أنتحاريه
ومسترشدة بـ E-2Cs ، تكتسح طائرات F-15 و F-16 طائرات MIG-21 و MIG-23 من السماء ، والتي تعرضت راداراتها وأجهزة الراديو الخاصة بها للتشويش بسبب الحرب الإلكترونية الإسرائيلية .

وبدون صواريخ سام فإن الجيش يأخذ المبادرة أيضًا مما أدى إلى تدمير لواء دبابات سوري شمال بعلبك.
في اليوم العاشر ، أرسل السوريون أربع بطاريات SA-6 إلى البقاع لتعزيز البطاريات الباقية. سيتم تدميرهم جميعا

مشاهدة المرفق 485315

في1982 كان ال الاسد يفرغون قوتهم على اهل حماة واهل حي المشارقة في حلب واهل جسر الشغور وسنة الااذقية بينما اسرائيل تمسح بكرامتهم وكرامة جيشهم الارض

 

[هيرون]

يجب على المستشارين السوفييت أن يلاحظوا ازدرائهم للطائرات بدون طيار (لم يعتبروها أهدافًا ذات أولوية إلا بعد البقاع)
وغياب SA-5 من مجموعة فدا السورية ، والتي من خلال مداها الطويل كان من شأنه أن يضر بمهام E- 2 وبوينغ 707 EW

بعد هذه الهزيمة واتباع توصيات يوراسوف والمسؤولين السوفييت الآخرين ، سيساعد الاتحاد السوفياتي سوريا في إعادة بناء شبكة دفاعها الجوي وتحسينها. الأمر الذي سيقود السوريين إلى انتصار صغير ولكنه مهم على طيران البحرية الأمريكية في 1983

 

[هيرون]

لن تنزعج القيادة السوفيتية العليا من عمليات SEAD الغربية حتى عام 1986 ، عندما شكل هجوم الولايات المتحدة على ليبيا سابقة مقلقة لموسكو أكثر من إبادة مجموعة "فدا السورية".
أنتهى

ترجم للعربية بتصرف من مدونة الدفاع الأسبانيه على تويتر hastaloseggsdet

 

[Rooster]

بعد 40 سنة .. النتيجة لازلت نفسها سلاح الجو الاسرائيلي يستمر بالعربدة باستعمال الحرب الالكترونية و دخائر ستاندوف​

 

[هيرون]

يجب على المستشارين السوفييت أن يلاحظوا ازدرائهم للطائرات بدون طيار (لم يعتبروها أهدافًا ذات أولوية إلا بعد البقاع)

حطام المسيرة الإسرائيلة Tadiran Mastiff اثناء عرضه في سوريا حيث أسقطت بمضادات أرضيه في معارك الثمانيات غالباً 1982
أعتقد أنه الإسقاط العربي الأول لمسيرة حديثه حسب معايير الطائرات بدون طيار