من القرآن الكريم/بحث في الادلة على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,781
التفاعل
17,898 114 0
من القرآن الكريم
بحث في الادلة على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

محمد زهير الخطيب/ كندا

بسم الله الرحمن الرحيم : ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين .
البقرة 89


1. الصادق الامين:
إن الرسول (ص) عرف بالصدق والامانة وكانوا يسمونه الصادق الامين، وقد لبث في قومه أربعين سنة قبل البعثة دون أن يكون لديه تطلع إلى زعامة أو ملك...قال عز من قائل :
(قل لو شاءَ اللهُ ما تلوتهُ عليكم ولا أدراكم بهِ فقد لبثتُ فيكم عمراً من قبلهِ أفلا تعقلون) يونس 16 ، وقال سبحانه:
(قد نعلمُ إنهُ ليحزنكَ الذي يقولونَ فإنهم لا يكذبونكَ ولكنَّ الظالمينَ بآياتِ اللهِ يجحدون) الانعام 33

2. النبي الأمي:
كان الرسول (ص) أمياً لا يقرأ ولا يكتب، وما كان لأمي أن يؤلف كتابا من 600 صفحة فيه أكثر من 6000 آية وأكثر من 77,000 كلمة، قال تعالى :
(وكذلكَ أوحينا إليكَ روحاً من أمرنا ما كنتَ تدري ما الكتابُ ولا الايمان ولكن جعلناهُ نوراً نهدي بهِ من نشاءُ من عبادنا وإنكَ لتهدي إلى صراطٍ مستقيم) الشورى 52

3. نزول القرآن الكريم منجماً:
نزل القرآن الكريم منجما خلال 23 عاماً بدأ من بعثة الرسول (ص) وكان عمره 40 سنة إلى وفاته وعمره 63 سنة. قال تعالى :
(وقرآناً فرقناهُ لتقرأهُ على الناسِ على مُكثٍ ونزلناهُ تنزيلا) الاسراء 106،
ولم يسرده الرسول (ص) مسلسلا من الاول إلى الاخير بل تلاه متفرقاً حسب الاحداث وأمر بتصنيفه تصنيفا موقوفاً من رب العالمين وليس حسب النزول الزمني.

4. القرآن الكريم والحديث النبوي:
لا يمكن لانسان أن يكتب باسلوبين مختلفين تماما دون أن تظهر أمارات تشابه بينهما، واسلوب القرآن الكريم مختلف عن الاسلوب الشخصي للرسول (ص) الذي جاء في الاحاديث الصحيحة المجموعة في كتب الصحاح كالبخاري ومسلم ...قال سبحانه :
(أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ، فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ) الطور

5. الحفظ في الصدور:
فقد حفظه الرسول (ص) وحفظه كثير من الصحابة عن ظهر قلب أولا بأول منذ نزل، ثم حفظه ملايين المسلمين بالتواتر وبالسند المتصل إلى رسول الله (ص) على مدى العصور إلى يومنا هذا، حفظه ناطقون بالعربية وغير ناطقين بها، والقرآن الكريم لا يمله القارئون ولا يخلق على كثرة الرد ولولا ذلك لتعذر حفظه.

6. الحفظ مكتوباً:
حفظ القرآن الكريم مكتوباً، فقد أمر الرسول (ص) بكتابته حين نزوله آية آية، وباللغة التي نزل بها وهي اللغة العربية، وهو كلام الله عز وجل فقط وليس فيه شيء من كلام الرسول (ص) أو من كلام المؤرخين وأصحاب السير، وأرسل الخلفاء الراشدون نسخا منه إلى الامصار التي فتحوها، وصدق الله العظيم إذ قال :
(إنا نحنُ نزّلنا الذكرَ وإنا لهُ لحافظون) الحجر9 ،
بينما على سبيل المثال بدأت كتابة ما يسمونه الكتاب المقدس عند النصارى (البايبل) بعد خمسين سنة من وفاة عيسى عليه السلام وباللغة اليونانية غير اللغة التي كان يتكلم بها عيسى عليه السلام وهي الآرامية وباسلوب يظهر فيه تماما اختلاط ماينسب إلى الله عز وجل وما ينسب إلى عيسى عليه السلام وما ينسب إلى شهود العيان والمؤرخين...

7. الاعجاز اللغوي:
القرآن الكريم معجز بفصاحته وبلاغته وتجانسه وترابطه، معجز في تشابه بعض أياته وفي أسرار تقديمها وتأخيرها. ولم يستطع العرب المعروفون بالفصاحة والبلاغة الاتيان بمثله أو بسورة من مثله ، قال تعالى :
(قلْ لئنِ اجتمعتِ الانسُ والجنُّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآنِ لا يأتونَ بمثلهِ ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) الاسراء 88
ولم يُعرف أن أحداً قد أتى بمثل هذا القرآن أو بمثل سورة منه. وكانت قمة التحدي لهم أن يأتوا بسورة من مثله وأن يدعوا شهداءهم من دون الله إن كانوا صادقين وقال سبحانه :
(وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورةٍ منْ مثلهِ وادعوا شهداءكم من دونِ الله إن كنتم صادقين) البقرة 23
ونفى القرآن الكريم أن الاحلام والعقول تأمر بأن الرسول (ص) كاهن أو مجنون أو شاعر ومن قال بذلك فقد طغى وتجاوز الحد ، قال عز وجل :
(فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ، أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ، قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ، أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) الطور

8. الاعجاز العلمي والغيبي:
تنبأ القرآن الكريم ببعض الأمور المستقبلية وذكر أموراً كونية وعلمية وتاريخية بشكل دقيق وصحيح وذلك في أمور لم تكن معروفه للناس في ذلك العصر. وهذا بحث طويل ومهم تصدى له كثير من المفسرين والباحثين وكتبت فيه الكتب وانشئت له جمعيات وعقدت له مؤتمرات ويمكن الاطلاع عليه في مصادره الكثيرة، ونذكر على سبيل المثال فقط قوله تعالى:
(الم، غلبتِ الرومُ، في أدنى الأرضِ وهم من بعد غَلَبهم سَيَغلبون، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) الروم 1-4

9. نفي التهم:
قالوا كَذِباً بأن الرسول (ص) شاعر وكاهن وأن ما يقوله أساطير الاولين وأن أحباراً ورهباناً يعلمونه ... ويقول الله عز وجل: (... وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ، وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ، تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) الحاقة ويقول: (وإذا قيلَ لهم ماذا أنزلَ ربكم قالوا أساطيرُ الأولين، لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَار الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْر عِلْمٍ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ) النحل 24-25 ويقول: (ولقد نعلمُ أنهم يقولونَ إنما يعلمهُ بشر لسانُ الذي يلحدونَ إليه أعجمي وهذا لسانُ عربيٌ مبين) النحل 103 فلا يعقل أن يكون اليهود والنصارى مصدر القرآن الكريم لعجمتهم ولان في القرآن ما يردّ عقيدتهم ويذم سلوكهم.

10. نفي التقوّل:
لو أراد الرسول (ص) أن يتقول على الله عز وجل بعض الاقاويل –وحاشى له أن يفعل ذلك- لكان ذكر اسمه في القرآن الكريم أكثر مما ذكر اسم سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما السلام، ولخص زوجه السيدة خديجة رضي الله عنها بسورة كسورة مريم، فهي من أقرب وأحب الناس إليه، ونجد بأن القرآن الكريم لم يذكرها كما ذكر مريم بنت عمران عليها السلام. ولكان أيضا لم يذكر آيات العتاب في سورة عبس وفي قضية الأسرى، وفي زواجه من زينب مطلقة ابنه بالتبني زيد بن حارثة، وفيها أمور محرجة له، ويقول الله عز وجل:
(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ، لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ، فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) الحاقة ويقول سبحانه:
(أم يقولونَ تقوّلهُ بلْ لا يؤمنون) الطور 33

11. لا اختلاف فيه:
ليس ففي القرآن الكريم اختلاف أو تناقض أو خلل... قال تعالى : (أفلا يتدبرونَ القرآنَ ولو كانَ من عندِ غير الله لوجدوا فيهِ اختلافاً كثيراً) النساء 82
وقال عز وجل : (وما كانَ هذا القرآنُ أن يفترى من دونِ الله ولكن تصديقَ الذي بين يديهِ وتفصيلَ الكتابِ لا ريبَ فيه من ربِ العالمين) يونس37

12. البشارة:
لقد بشرت التوراة والانجيل بقدوم الرسول محمد (ص)، قال تعالى :
(الذينَ يتبعونَ الرسولَ النبيَ الاميَّ الذي يجدونهُ مكتوباً عندهم في التوراةِ والانجيل...) الاعراف 157
وقال عز وجل : (وإذ قالَ عيسى ابنُ مريمَ يا بني إسرائيلَ إني رسولُ الله إليكم مصدقاً لما بينَ يديَ منَ التوراةِ ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمهُ أحمدُ فلما جاءهم بالبيناتِ قالوا هذا سحرٌ مبين) الصف 6
ومن المعروف أن اليهود قدموا إلى المدينة المنورة -وكانت تسمى يثرب قبل الاسلام- ينتظرون خروج النبي ليؤمنوا به وليتنصروا به على أعدائهم الكفار من أهل يثرب، وهذا معنى قول تعالى:
(ولما جاءهمْ كتابٌ من عندِ الله مصدقٌ لما معهم وكانوا من قبلُ يستفتحونَ على الذينً كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا بهِ فلعنةُ اللهِ على الكافرين) البقرة 89
وقال تعالى: (الذين آتيناهمُ الكتابَ يعرفونهُ كما يعرفونَ أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمونَ الحقَّ وهم يعلمون) البقرة 146
وقال عز وجل: (أفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ، أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ، أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) المؤمنون 68.
ولذلك قال أهل المدينة من أصحاب بيعة العقبة الاولى بعد أن تلقوا الدعوة من الرسول (ص): هذا هو النبي الذي أخبرنا عنه اليهود وسنسبقهم للإيمان به.

اللهم آمنا بك وبرسولك النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم وآمنا بملائكتك وكتبك ورسلك وشهدنا بأن القرآن الكريم كلامك المعجز على مر العصور الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.



عن موقع رابطة أدباء الشام
 
رد: من القرآن الكريم/بحث في الادلة على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

اللهم آمنا بك وبرسولك النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم وآمنا بملائكتك وكتبك ورسلك وشهدنا بأن القرآن الكريم كلامك المعجز على مر العصور الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

امين

شكرا للموضوع
 
عودة
أعلى