عمق الورطة الأمريكية باغتيال الجنرالات الروسية
بعد محاولة اغتيال رئيس الأركان الروسي في أوكرانية بصلية قذائف صاروخية في أيزول شرق أوكرانيا في بداية الشهر الحالي، أنكرت أمريكا تورطها حتى بتقديم مساعدات استخباراتية للأوكران بهذه المحاولة الفاشلة، وسربت عن طريق صحيفة معتمدة "نيويورك تايمز" عندها بمقال صحفي ثلاثي الكتاب موثوقين كانوا مرتبطين بالبنتاغون ووكالة المخابرات الأمريكية، والكونغرس.
أكدوا دون الإعلام بمصادرهم الموثوقة، أن اغتيال الأوكران لاثني عشر جنرال روسي في المرحلة الأولى من الخطة البديلة للعملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، كان بمساعده استخباراتية أمريكية، حددوا فيها أماكن وتحركات هؤلاء الجنرالات من خلال مراقبة اتصالاتهم اللاسلكية بمعرفة فحوى مكالماتهم الخاصة بالجبهة العاملة ذات الطابع القيادي وإعطاء إحداثيات الحركة الخاصة بهم وأماكن توجدهم ليقوم الأوكران باغتيالهم.
والحقيقة أن هذا الخبر بهذه الصيغة فيه بروباغندا استصغار وتوضيع للمنظومة الأمنية العسكرية الروسية، لأن حقيقة العمليات بكاملها كانت بأيدي أمريكية قنع بها الأوكران للتورية، وغالباً شارك بها ثلاثة وكالات وأجهزة أمنية، المخطط فيها وكالة المخابرات المركزية CIA الأمريكية، والمراقب حتى لحظة التنفيذ وكالة الأمن القومي NSA وقام بالتنفيذ بالتنسيق مع الوكالتين فرقة النشاطات الخاصة SAD وهي الجهاز التنفيذي للمخابرات الأمريكية.
لأنه لم يعتمد الجنرالات الروسية في المرحلة الأولى من الحرب على الاتصالات اللاسلكية، مع قواتهم لأن القوات المقاتلة كانت أكثرها تشكيلات مستقلة غير مركزية تعتمد على قيادات ميدانية مرافقة لتشكيلاتها الحرة التي تتمثل بالكتائب التكتيكية والوحدات المظلية والقوات الخاصة السبتسناز الروسية والمليشيات الخاصة الشيشانية، والوحدات الشبه عسكرية فاغنر.
أما التشكيلات النظامية ذات القيادات المركزية التي كانت على شكل قافلة ضخمة متوقفة شمال كييف فكانت تتلقى أوامرها من خلال زيارات ميدانية من الجنرالات الروسية.
وهذه الزيارات الميدانية الخاصة التي كانت تُرصد بأقمار التجسس الخاصة بالمخابرات المركزية والأمن القومي، وتحلل من جهة وحدة النمور الأمريكية الخاصة بالمخابرات الأمريكية في كييف، ومن المؤكد أنها بطريقة ما رصدت البصمة الصوتية والحراري وصورهم الشكلية لهؤلاء القادة العسكريين الكبار، ولم تستهدفهم بمسيرات بيرقدار التركية أثناء زياراتهم الميدانية، لأنهم بهذا الشكل سوف يجعلون الروس يوقفون هذا النشاط أو البرتوكول الميداني لكبار القادة لأن هؤلاء الجنرالات كان الغاية من وجودهم الميداني منع الأمريكان من اختراق اتصالاتهم ومعرفة أسرارهم الميدانية وتحديد أماكنهم بهذه الطريقة، ورفع معنويات الضباط والضباط الصف والجنود وتقليدهم الأوسمة، ووضع الخطط التكتيكية الجديدة، وتوزيع المهام الميدانية وفق تسلسل الرتب.
لذلك غالباً تم اغتيالهم خارج المهام الميدانية بمسيرات "سويتش بليد" المتسكعة الكميكازية المضادة للأفراد ولكن الخاصة بالمخابرات الأمريكية.
ولما علم الأمريكان بأن الروس كانوا يعرفون عمق التورط الأمريكي نفوا ذلك العمق واعترفوا بمساعدة الأوكران في إغراق الطراد الروسي موسكو، وكانت هذه المساعدة كما أرودنا سابقاً في مقال عن سيناريوهات غرق الطراد موسكوفا، والمتمثل بتشويش الطائرة البحرية بوينغ P-8A بوسيدون التي كانت على مقربة 150 كم من الطراد من الجانب الآخر، وبتزويد الصاروخين نبتون بنظام توجيه بالأقمار الصناعية.