في هذا الإطار تم عقد عدد من الصفقات التسليحية بين المغرب وألمانيا في تلك الفترة، فقد زودت ألمانيا المغرب على وجه الخصوص بالمدافع الألمانية ذات السمعة الكبيرة، بالإضافة إلى اقتناء المغرب سفينة حربية من صناعة ألمانية وتعاقده بشكل دوري مع تقنيين وبحارة ألمان للعمل في البحرية المغربية.
السفارة المغربية إلى ألمانية 1893
وكان السلطان الحسن الأول قد قرر إنشاء قنصلية مغربية بألمانيا في مايو 1878، وبدأت تتزايد المصالح الألمانية بالمغرب، وبدأ المغرب بدوره يحتاج إلى بعض المواد المصنعة والأسلحة اللازمة لتحديث جيشه، وكانت أسلحة كروب الألمانية أشهر المدفعيات في ذلك الوقت، فانتقلت القنصلية إلى مدينة بريمن، حيث يوجد مصنع كروب. وسعت القنصلية المغربية إلى إبرام معاهدات تجارية مع ألمانيا وإرسال بعثة عسكرية، ولبى المبعوث التجاري الألماني احتياجات المغرب. ورداً على هذا الاهتمام المغربي أرسل الإمبراطور فيلهلم الثاني السفير تاتنباخ، صاحب الدور البارز في إعطاء بعد جديد للعلاقات الألمانية المغربية، عبر اتفاقية فاس- أول اتفاقية تجارية ألمانية مغربية- التي أبرمها في عام 1890
وكان السلطان الحسن الأول قد بدأ منذ توليه العرش خطة تحصين عدد من المواقع على السواحل المغربية، منها مدينة الرباط الواقعة على المحيط الأطلسي والموجودة على مرمى التهديدات الأوروبية، ولذلك كانت العلاقات مع الألمان أفضل وسيل كونهم لا يشكلون تهديدا مباشرا، على عكس الدول الأوروبية المجاورة للمغرب، كفرنسا (من جهة الشرق) وإسبانيا وبريطانيا، وتزامنا مع ذلك، ومن أجل الترويج لمدفعيتها العملاقة، قامت شركة كروب بإهداء المغرب مدفعين من مدافع كروب الشهيرة، لكن ذلك كان يتطلب تجهيزات خاصة، فتم التفكير في بناء حصن خاص بالرباط، وبعد استشارت السلطان مع السفير الألماني "تاتنباخ"، قام الأخير باستقدام والتر روتنبرغ Walter Rottenburg، وهو مهندس عسكري ألماني مختصص في التحصينات الحديثة.
المهندس المغربي الزبير السكيرج
كما تم تحصين الأرضية بالحديد المصهور لكي يتحمل البرج رفع المدفعين، وتم بناء قبة قادرة على حمل المدفعين مفتوحة على البحر وتتحرك يميناً ويساراً حسب مواقع السفن المهاجمة في عرض البحر.
يطلق كذلك على حصن روتنبيرغ إسم "الحصن السعيد".
المصادر:
حصن روتنبرغ معلمة حضارية معمارية باياد مغربية ألمانية - صوت الأحرار
صوت الاحرار قلعة روتنبرغ الألماني بشاطئ العاصمة المغربية الرباط، التي بنيت في سنة 1888 ميلادي بأمر من السلطان الحسن الأول، والتي ستوضع بها ه المدفعية الألمانية من نوع كروب التي استقدمها المغرب لحماية ميناء المدينة من الهجمات الأجنبية القادمة من مجاهل المحيط الأطلسي بقوة قذائف تصل إلى 20 كلمترا...
www.sawtalahrar.ma
الحصن السعيد .. حين دعم الألمان المغرب بمدفعين لدحر الأعداء
تحكي الأبواب القديمة والأبراج والحصون المنتشرة في الرباط تاريخ مغرب كان يعيش على وقع هاجس التعرض للهجمات الأجنبية...
www.hespress.com
العلاقات الألمانية المغربية - ويكيبيديا
ar.wikipedia.org