هذا الكتاب الجماعي دراسة الأولى من نوعها ما يتعلق والخصائص المميزة لذاتية المعرفة وذاتية الصورة للأمن القومي الجزائري التي يتم التوصل إليها أثناء عملية النشاط الواعي والمدرك والتي يمكن للإنسان أن يسبق بها الواقع استنادا للمعارف المتوفرة لديه – تشكل أساس الإبداع والتنبؤ. وإذا لم يكن إدراكنا قادرا على سبق الواقع فإنه يستحيل علينا أن نحوله إلى ما يتناسب مع متطلباتنا وغاياتنا. وفضلا عن ذلك تشكل ذاتية الصورة التي يتم الحصول عليها في عملية الوعي والإدراك سببا ممكنا لتشويه انعكاس الواقع ذاته من جانب واحد، فالمعرفة المغلوطة وغير الصحيحة إن لم تكن تلفيقا مقصودا هي أيضا انعكاس وصورة ذاتية للواقع الموضوعي، غير أن مضمونها في هذه الحالة ينطوي على مغالاة ومبالغة ويتسم بصفة المطلق، أو العكس من ذلك حيث ينطوي على تصغير جانب ما من جوانب الواقع والإقلال من شأنه. وعلى هذا فإن التضخيم من أهمية وخطورة مسائل الأمن القومي يمكن أن يؤدي إلى الاستخفاف بدور وسائط التهديد التقليدية وبالتالي إلى تكوين نظرية للعملية الأمنية ضيقة ومحدودة. وأكثر الأخطاء العادية في تحليل الموقف الأمني هي تشخيص قوى وإمكانيات التهديد بشكل محرف ومشوه فتؤثر الذاتية في هذه المسألة تأثيرا مهلكا على نتائج عمليات أمن الدولة.
الفصل الأول : الإطار النظري لدراسة الأمن القومي الجزائري
الفصل الثاني : في الأصول و الأبعاد السوسيوتاريخية للمؤسسة الأمنية الجزائرية
الفصل الثالث : الجانب النظري لطريقة الأمن العسكري الجزائري
الفصل الرابع : البعد الأمني للنفط و مآلات الدرع العسكري الجزائري
الفصل الخامس : محور الصراع الأمني الجزائري مع الإرهاب
الفصل السادس : الاستراتيجية الأمنية الجزائرية و التكوين العقدي العملياتي في رقعية التهديدات غير المتوازنة
