الأم في القرآن الكريم

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,782
التفاعل
17,900 114 0
الأم في القرآن الكريم


يطلق القرآن الكريم كلمة "الأم" على الأصل الطيب والمقدس لكلّ شيء عظيم فمكّة المكرّمة هي "أم" القرى، لأنها مهبط الرسالات السماوية التي اختزلها الله عزّ وجلّ في "الإسلام" الذي كان غاية الرسل والرسالات جميعاً فقال تعالى:
{مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها}الأنعام 92
وقال سبحانه:
{ وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومَن حولها}الشورى7
وأطلق الله عزّ وجل على خزائن علمه مصطلح أم الكتاب فقال عز وجل :
{يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } الرعد 39 .
وهي التي يصدرعنها كل ما هو مخلوق ومعلوم وما تحيط به العقول وما لا تدركه الأبصار من أمر الدنيا والآخرة، فهي مستودع تنفيذ إرادة الله عزّ وجل بين الكاف والنون
{إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كُن فيكون} النحل 40 .
وعلى هذا النسق يفرّق القرآن الكريم بين الأم والوالدة.. من حيث أن الله عز وجل يطلق "الوالدة" على المرأة التي تنجب الطفل بغض النظر عن مواصفاتها وصفاتها الحسنة أو القبيحة.. بل هي مجرد عملية إنجاب تدور بين الإنسان والحيوان حين يلتقي الذكر بالأنثى وما يتبع ذلك من حمل وإرضاع، كما قال تعالى:
{ والوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتمّ الرضاعة } البقرة:233 .
وهذه الوالدة هي محل البرّ والإكرام كالوالد لا فرق بين السيىء منهما والحسن من حيث وجوب ذلك البر كما قال تعالى: { وقضى ربّك ألاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً } الإسراء 23 .
حتى لو كانت الوالدة بغيا أو كافرة . أما الأم فقد أطلقها الله عزّ وجل على الأصل الكريم الذي هو رمز التضحية والفداء والطهر والنقاء، والحب والحنان، وهي الأصل الذي يتشرف الولد به، ويفخر بنسبه له ونسبته إليه وتأمل في هذا الفرق الذي جاء على لسان النبي عيسى عليه السلام، فهو حين تكلّم عن وجوب البرّ والإكرام ذكر وصف "الوالدة"، فقال:
{ وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا } مريم 32 .
وحين تكلم القرآن الكريم عن عيسى(عليه السلام) وعن مواصفات وصفات والدته الكريمة والمعجزة، أطلق عليها لفظ "الأم"، فقال عزّ وجل :
{ ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمّه صديقة } المائدة 75
وعندما أراد الله عز وجل لفت نظر الأبناء إلى معاناة الأم من جراء الولادة ومقدماتها وآثارها ونتائجها، فإن القرآن الكريم يطلق كلمة "الأم" المضحية الصابرة المكرمة يوم القيامة والتي أمرنا الله بإكرامها في الدنيا إكراماً مطلقاً لا حدود له فمن أساليب القرآن الكريم البليغة في هذا المجال أنه يوصينا ببرّ الوالدين ثم يعقبها بالحديث عن الأم فقط لشدة فضلها على الأب:{ ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن } لقمان 14 .
وهكذا تحدّث الله عن فضل الأم لشدة معاناتها وهناً على وهن في الحمل وما يلزم له من تضحيات، ومثل ذلك قوله تعالى : { ووصّينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً}الأحقاف 15 .
وعندما أراد الله عزّ وجل بيان مدى حنان الوالدة على أولادها، ومدى شفقتها وإشفاقها على أولادها عبر الله عنها بلفظ الأم فقال:
{ وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من الموقنين } القصص 10 .
وعندما عبّر القرآن الكريم عن مدى سعادة الوالدة وفرحها بعودة ولدها الغائب من خطر عليه أطلق عليها كلمة "الأم" فقال عز وجل :
{ فرجعناك إلى أمككي تقرّ عينها ولا تحزن }طه 40 .
وللدلالة على القدسية والاحترام الشديد أطلق الله على نساء النبي(صلى الله عليه وسلم) كلمة "الأمهات" وليس الوالدات فقال سبحانه:
{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}الأحزاب 6 .

عن موقع رابطة أدباء الشام
 
عودة
أعلى