بلاغة الأرقام / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,779
التفاعل
17,897 114 0
بلاغة الأرقام

إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول



هل تخيّل أحدنا من قبل أن للأرقام لغة تنطق بها؟!..
وأن لهذه اللغة بلاغتها التي تسلب الألباب؟!
نعم.. فللأرقام في القرآن الكريم لغة جليّة لا ينكرها أحد، أو يدَّعي جهله بمدلولها الواضح..
هي لغة لها وجهها المعجز تمامًا كما للبلاغة اللغوية..
تتفاعل مع المعنى المراد في أدقّ تفاصيله لتعطي لوحة تصويرية واضحة لمن استطاع أن يتأمّل في عمق معانيها ويفهمها في هذا العصر، الذي هو العصر الرقمي بامتياز وبلا منازع، حيث أصبح للأرقام بلاغتها التي ربما تفوق بلاغة الكلمات، وأصبحت لغة الأرقام هي لغة إقناع غير المسلمين بأن هذا القرآن العظيم هو كتاب اللَّه عزّ وجلّ.
الآيات تنطق بلغة الأرقام التي تضمّها! فهل تريد أمثلة تؤكد لك ذلك؟!
تأمّل هذه الآية كمثال أوَّل:

{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)} [طه]

تدبّر معنى هذه الآية جيِّدًا..
إنها تتحدّث عن القرآن وانقضاء وحيه، ولذلك جاء رقمها 114
وعدد سور القرآن 114 سورة، وباكتمالها بهذا العدد انقضى وحيه كلّه!

أعوام الوحي..
وتأمّل هذه الآية كمثال ثانٍ:

{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا (23)} [الإنسان]

عندما كان الحديث عن تنزيل القرآن وتأكيد ذلك مرّتين في آية واحدة عدد كلماتها 6 كلمات فقط استعانت الآية بلغة الأرقام، فجاء رقمها 23 ليضيف تأكيدًا ثالثًا! والقرآن نزل في 23 عامًا!

{ سِتِّينَ مِسْكِينًا }
وتأمّل هذه الآية كمثال ثالث:

{ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)} [المجادلة]

من بداية كلمة { سِتِّينَ } حتى نهاية الآية 60 حرفًا!

{ سَبْعِينَ مرّةً }
وتأمّل هذه الآية كمثال رابع:

{ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مرّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80)} [التوبة]

من بداية كلمة { سَبْعِينَ } حتى نهاية الآية 70 حرفًا!

{ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا }..
وتأمّل هذه الآية كمثال خامس:

{ إذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)} [يوسف]

تأمّل عدد كلمات النص الذي تحته خط في الآية!
إنها 11 كلمة بما يماثل العدد المذكور في النص نفسه!
تأمّل عدد حروف اسم العدد نفسه: { أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا }!
إنه 11 حرفًا بما يماثل العدد المذكور نفسه!

{ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً } ..
وتأمّل هذه الآية كمثال سادس:

{ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)} [البقرة]

من بداية كلمة { أَرْبَعِينَ } حتى نهاية الآية 40 حرفًا!

{ أَرْبَعِينَ سَنَة }..
وتأمّل هذه الآية كمثال سابع:

{ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)} [المائدة]

عدد حروف النص الذي تحته خط 40 حرفًا بما يماثل العدد المذكور في النص نفسه!
مجموع رقم الآية وكلماتها يساوي 40 أيضًا!

{ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا }..
وتأمّل هذه الآية كمثال ثامن:

{ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12)} [المائدة]

لاحظ رقم الآية! إنه العدد 12 المشار إليه نصًّا في الآية نفسها!

{ غُدُوُّهَا شَهْرٌ } ..
وتأمّل هذه الآية كمثال تاسع:

{ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)} [سبأ]

تكرّر لفظ { شَهْر } في الآية مرّتين!
لاحظ رقم الآية! إنه العدد 12 وهو عدد شهور العام!

{ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ } ..
وتأمّل هذه الآية كمثال عاشر وتأمّل جيدًا الرقمين الواردين فيها:

{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)} [البقرة]

تأمّل: { ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ }.
اقرأ الرقمين { ثَلاثَةِ } و { سَبْعَةٍ } بهذا الترتيب وتأمّل عدد كلمات الآية.. إنه 73 كلمة!
تأمّل كيف يتشكَّل عدد كلمات الآية من الرقمين الواردين فيها.. 3 و7
إنه شيء عجيب لا يخطر على عقل بشر اهتمام القرآن بهذه التفاصيل!
أضف إلى هذا العجب أن هذه الآية هي الوحيدة في القرآن التي عدد كلماتها 73 كلمة!
لاحظ أيضًا رقم الآية 196، وهذا العدد = 7 × 7 × 4
وتأمّل : { ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ }!
هذا النص نفسه يتألّف من 10 كلمات!
فتأمّل آخر ثلاث منها { تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ }!
فتأمّل كيف ترتبط الأرقام بالمعاني الواردة في الآيات!
وهكذا يوظِّف القرآن الرقم ليعزّز المعنى المراد!

{ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى } ..
وتأمّل هذه الآية كمثال أخير:

{ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)} [البقرة]

عدد حروف النص الذي تحته خط 40 حرفًا!
من بداية الآية حتى نهاية كلمة { وَالسَّلْوَى } 40 حرفًا.
ومعلوم أن المنّ والسلوى التي أنزلها اللَّه على بني إسرائيل استمرت على مدار 40 سنة!

( أربعون سنة ) ..
عندما يخاطب القرآن اليهود، فإنه يرسم لهم مشاهد بيانية بوحدات تصوير عددية متطابقة تمامًا مع النص والمعنى والوحدات الزمنية لتاريخهم. فمثلًا إذا طالعت الفصل رقم 16 من سفر الخروج تجد هذا النص: (وَأَكَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْمَنَّ أَرْبَعِينَ سَنَة)! ومعلوم أن سِفر الخروج أو كتاب الخروج هو أحد الأسفار المقدَّسة لدى اليهود والنصارى معًا، حيث لا يوجد خلاف حول قيمته المقدَّسة بين مختلف الطوائف المسيحية أو اليهودية، ويعدّ أحد أسفار موسى الخمسة التي يطلق عليها القرآن العظيم اسم "التوراة"، وهي تعني "الشريعة" في اللغة العبرية. بل إذا طالعت الفصل رقم 8 من سفر التثنية، وهو أحد أسفار موسى الخمسة، ولا خلاف أيضًا بين مختلف طوائف الديانة اليهودية والمسيحية حول قدسيَّته، تجد في أكثر من موضع فيه أن نزول المنّ على بني إسرائيل استمر أربعين سنة.

العدد 40 ملازم للمنّ والسلوى!
تابع هذه الآيات لتدرك مدى الدقة والعظمة القرآنية في التصوير الرقمي.. تأمّل:

{ وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)} [الأعراف]

تأمّل الكلمات الأربع التي تحتها خط: { وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى }!
هذه الكلمات الأربع مجموع حروفها 23 حرفًا بما يماثل عدد أعوام نزول القرآن!
رقم الآية 160، وهذا العدد = 40 × 4
عدد حروف الآية 200 حرف، وهذا العدد = 40 × 5

انتبه جيِّدًا إلى هذه الحقائق..
هذه الآية عدد حروفها 200 حرف وعدد كلماتها 43 كلمة!
فلماذا جاء عدد حروف الآية 200 حرف؟!
ولماذا جاء عدد كلمات الآية 43 كلمة؟!
لتعرف إجابة السؤال الأوّل انتقل إلى الآية رقم 200 في سورة الأعراف نفسها..

{ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)} [الأعراف]

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 7 مرّات.
حرف اللام تكرّر في هذه الآية 4 مرّات.
حرف الميم تكرّر في هذه الآية 4 مرّات.
حرف النون تكرّر في هذه الآية 6 مرّات.
حرف الواو ورد في هذه الآية مرّة واحدة.
حرف الألف تكرّر في هذه الآية 7 مرّات.
حرف اللام تكرّر في هذه الآية 4 مرّات.
حرف السين تكرّر في هذه الآية مرّتين.
حرف اللام تكرّر في هذه الآية 4 مرّات.
حرف الواو ورد في هذه الآية مرّة واحدة.
الألف المقصورة (ى) لم ترد في هذه الآية.

هذه هي حروف { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى } تكرّرت في الآية 40 مرّة!
ما رأيك في هذه الحقيقة الرقمية الدامغة؟!

السؤال الآخر..
لماذا جاء عدد كلمات الآية 43 كلمة؟!
لتعرف الإجابة تأمّل هذه الآيات الأربع..

{ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)} [مريم]

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)} [الحج]

{ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولًا (16)} [الفرقان]

{ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (40)} [الزخرف]

عدد حروف كل آية من هذه الآيات الأربعة 40 حرفًا.

تكررت حروف كلمتي { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى } في كل آية من هذه الآيات الأربعة 40 مرّة.

العجيب أن مجموع كلمات هذه الآيات الأربع = 43 كلمة!
الآية الرابعة جاءت في سورة الزخرف وهي السورة رقم 43 في ترتيب المصحف!
الآية رقمها 40 وعدد حروفها 40 وتكرّرت حروف { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى } فيها 40 مرّة!
الآن علمت لماذا جاء عدد كلمات آية الأعراف 43 كلمة؟!

عن موقع طريق القرآن

يتبع القسم الثاني والأخير
 
بلاغة الأرقام

إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الثاني والأخير


السؤال مرّة أخرى..
لماذا جاء عدد كلمات الآية 43 كلمة؟!
لتتأكّد من الإجابة تأمّل هذه الآيات الأربع..

{ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9)} [مريم]

{ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) [الشعراء]

{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)} [القمر]

{ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)} [الحاقّة]

مجموع أرقام هذه الآيات الأربع يساوي 40
ومجموع كلمات هذه الآيات الأربع 43 كلمة.
عدد حروف كل آية من الآيات الأربعة 43 حرفًا.

ليس العجب في ذلك إنما العجب في تكرار حروف كلمتي { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى }!
حروف كلمتي { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى }تكرّرت في كل آية من الآيات الأربعة 37 مرّة.

نعم.. لديك سؤال مهم:
ما هي علاقة العدد 37 بالمن والسلوى؟
لتعرف الإجابة انتقل إلى أوّل آية رقمها 37 في المصحف..

{ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)} [البقرة]

العجيب أن هذه الآية عدد حروفها 43 حرفًا.
الآن تأمّل تكرار حروف كلمتي { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى } ..

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 7 مرّات.
حرف اللام تكرّر في هذه الآية 5 مرّات.
حرف الميم تكرّر في هذه الآية 4 مرّات.
حرف النون تكرّر في هذه الآية مرّتين.
حرف الواو تكرّر في هذه الآية مرّتين.
حرف الألف تكرّر في هذه الآية 7 مرّات.
حرف اللام تكرّر في هذه الآية 5 مرّات.
حرف السين لم يرد في هذه الآية مطلقًا.
حرف اللام تكرّر في هذه الآية 5 مرّات.
حرف الواو تكرّر في هذه الآية مرّتين.
الألف المقصورة (ى) وردت في هذه الآية مرّة واحدة.

هذه هي حروف { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى }تكرّرت في الآية 40 مرّة!
ما رأيك في هذه الحقيقة الرقمية الدامغة؟!

إليك المزيد..
هل الإجابة السابقة مقنعة بالنسبة إليك؟
إذا لم تكن مقنعة تأمّل هذه الآيات الخمس..

{ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37)} [الأنبياء]

{ وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)} [المؤمنون]

{ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)} [الفرقان]

{ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)} [الشعراء]

{ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17)} [ق]

عدد حروف كل آية من الآيات الخمسة 37 حرفًا .
عدد كلمات كل آية من الآيات الخمسة 8 كلمات .

حروف كلمتي { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى } تكرّرت في كل آية من الآيات الخمسة 40 مرّة.
مجموع كلمات هذه الآيات الخمس = 40 كلمة!
مجموع حروف هذه الآيات 185 حرفًا، ومجموع أرقامها 145
ويمكنك أن تلاحظ بسهولة أن الفرق بين العددين يساوي 40
والأعجب من ذلك كله أن مجموع النقاط على حروف هذه الآيات الخمس = 114 نقطة!
وكما تعلم فإن 114 هو عدد سور القرآن!

الذكر الأخير..
ورد { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى } في القرآن ثلاث مرّات وقد أشرنا إلى موضعين منها فأين الموضع الثالث؟ تأمّل:

{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80)} [طه]

تأمّل رقم الآية 80، فهو يساوي 40 + 40
العجيب أن حروف كلمتي { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى } تكرّرت في هذه الآية 86 مرّة!
أتريد أن تعرف لماذا؟ تأمّل إذًا هذه الآيات الأربع..

{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19)} [البقرة]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)} [المائدة]

{ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)} [هود]

{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزمر]

عدد حروف كل آية من الآيات الأربعة 86 حرفًا.
مجموع النقاط على حروف الآيات الأربع 172 نقطة، أي 86 + 86
مجموع الحروف غير المنقوطة في الآيات الأربع 228 حرفًا، أي 114 + 114
مجموع كلمات الآيات الأربع 74 كلمة، أي 37 + 37
تكررت حروف كلمتي { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى } في كل آية من الآيات الأربعة 80 مرّة.
انتبه إلى أن 80 هو رقم آخر آية يرد فيها لفظ { الْمَنَّ وَالسَّلْوَى }!
تأمّل هذا التشابك المذهل في النسيج الرقمي القرآني!

معجزات لزمان.. ومعجزة لكل زمان!
كان في إنزال المنّ والسلوى من السماء إلى الأرض معجزة مادية ملموسة تحقَّقت لبني إسرائيل، ولكنها زالت ولم يبق إلا ذكراها، أما القرآن العظيم، من بين معجزات الأنبياء جميعها، فهو المعجزة الوحيدة الباقية والخالدة في كل زمان ومكان، ولذلك جاءت هذه الالتفاتة اللطيفة في عدد حروف (وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) وهو 23 حرفًا، بما يماثل تمامًا عدد الأعوام التي تنزّل خلالها القرآن العظيم! بل إذا تأمّلت رقم الآية وهو 160 فإنه يساوي 114 + 23 + 23، وترتيب هذه الآية نفسها من بداية المصحف هو 1114
لاحظ كيف يتجلَّى 114 وهو عدد سور القرآن في خضم هذا العدد!
وهذا يذكِّرنا بدعوة عيسى -عليه السلام- عندما دعا ربّه عزّ وجلّ لإنزال مائدة من السماء، فتأمّل:

{ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)} [المائدة]

لاحظ رقم الآية 114 بما يماثل تمامًا عدد سور القرآن!
فتأمّل لغة الأرقام وكأنها تقرأ القرآن!
أي عقل سليم يرفض لغة الأرقام وبلاغتها؟!
أي عقل سليم يصدق أن بشرًا يستطيع نظم هذا الكلام؟
وينظم حروفه وفق نسيج رقمي محكم يتفاعل مع النص في أدقّ تفاصيله!

انتهى القسم الثاني والأخير
----------------------------------------------------------------------

المصدر:
مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

عن موقع طريق القرآن
 
عودة
أعلى