أشادت شخصيات فلسطينية بارزة، خلال لقاء عقد يوم الخميس بالعيون، بالتزام الملك محمد السادس بالدفاع عن القضية الفلسطينية عموما، والحفاظ على مدينة القدس الشريف على وجه الخصوص.
AAوقال مستشار الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، أحمد الرويضي، "نحيي دور المغرب وجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في مجال دعم القضية الفلسطينية ومقاومة المقدسيين".
وأوضح الرويضي، في مداخلة عبر تقنية الفيديو، أن المقدسيين "يثمنون عاليا المبادرات القيمة" التي اتخذتها وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، لدعم مقاومتهم من خلال تمويل وتنفيذ مشاريع سوسيو-اقتصادية وثقافية تروم الحفاظ على الطابع العربي والإسلامي للمدينة المقدسة.
وأضاف المسؤول الفلسطيني، خلال هذا اللقاء المنعقد بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون، في موضوع "التزام المملكة المغربية بالدفاع عن القدس ونصرة القضية الفلسطينية من خلال الأعمال الاجتماعية الميدانية لوكالة بيت مال القدس الشريف"، أن هذه المساهمة المهمة، "البعيدة عن أي اعتبار سياسي"، ساعدت الساكنة المقدسية على مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المدينة المقدسة وتغيير تاريخها ومعالمها.
كما نوه الرويضي بالمقاربة التشاركية ومقاربة القرب اللتين تعتمدهما الوكالة في تنفيذ مشاريعها في القدس، داعيا الدول العربية والإسلامية الأخرى إلى تقديم المزيد من المساهمات لتعزيز الأعمال الجليلة لوكالة بيت مال القدس الشريف.
من جهته، أبرز رئيس جامعة الأزهر بغزة، عمر ميلاد، دعم المغرب، تحت القيادة المستنيرة للملك محمد السادس، للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مضيفا أن الاهتمام الذي توليه المملكة لحماية القدس الشريف يرجع إلى عدة عقود، كما يشهد على ذلك "باب المغاربة" وغيره من المعالم التي تؤكد على عمق العلاقات العريقة التي تجمع بين الشعبين وقائدي البلدين الشقيقين.
وأعرب ميلاد، على الخصوص، عن شكره وامتنانه للملك على مبادرته لتمويل إعادة إعمار كلية الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية، التابعة لجامعة الأزهر بغزة، التي افتتحت في 2015.
وتبرز هذه الكلية، التي أحدثت في 1992 ببيت حانون وأعيد بناؤها بعد ذلك بفضل هبة قدرها 7.8 ملايين دولار أمريكي منحها جلالة الملك، الجهود المستمرة التي يبذلها جلالته ووكالة بيت مال القدس من أجل دعم مؤسسات التعليم العالي في فلسطين.
كما ذكر ميلاد بالتوقيع، في أكتوبر الماضي، على اتفاقية - إطار بين معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وجامعة الأزهر في غزة بشأن توسيع مجالات التدريس والدورات التكوينية المعتمدة لدى كلية الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية، بهدف إحداث قسم خاص بالطب البيطري.
من جهة أخرى، قال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، إن الوكالة عبأت 3.7 مليون دولار برسم السنة المالية 2021، من أجل تمويل مشاريع وبرامج في المدينة المقدسة.
وأكد الشرقاوي أن قطاع المساعدة الاجتماعية شكل نسبة 54 في المئة من الميزانية الإجمالية للوكالة، الذراع المالي للجنة القدس التي يترأسها الملك محمد السادس.
وأضاف أن قطاع الإسكان شكل محور أنشطة الوكالة، بالإضافة إلى برنامج تنمية القدرات لفائدة الشباب والنساء، ومختلف الأنشطة المدرجة في إطار مشاريع التنمية البشرية.
وسجل الشرقاوي أن الوكالة مولت مشاريع ذات طابع اجتماعي لفائدة عشر جمعيات بالقدس لتمكينها من تحقيق الدخل اللازم لاستمرارية أنشطتها، كما أطلقت منصة "الدلالة" للتسويق الإلكتروني من أجل دعم الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وتعزيز تجارة المنتوجات من أصل فلسطيني لدى الجمهور.
وأشار المدير المكلف بتسيير الوكالة إلى أن برنامج دعم قطاع التعليم يرتكز على منجزات هيكلية، مثل بناء المدارس، وتخصيص المنح الدراسية للطلبة المنحدرين من الأسر المعوزة بالمدينة، وتوزيع الأدوات المدرسية.
وأضاف أن الوكالة تواصل، بإشراف مباشر من الملك، بذل كل ما تمتلكه من وسائل لمساعدة ساكنة المدينة المقدسة، من خلال مقاربة تشاركية تبرز الاحتياجات الأساسية للمدينة، لاسيما في مجال الصحة، وفق أولويات تمت دراستها بدقة.
وأوضح أن مستشفيات القدس استفادت من الدعم المستمر والموجه، على الخصوص، نحو التجهيزات واقتناء معدات طبية وتقنية والتزويد بالأدوية خلال فترة (كوفيد-19).
من جهة أخرى، أكد الشرقاوي أن الوكالة، التي تأسست في سنة 1998 بمبادرة من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وبمباركة البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، تضطلع بمهمتها في حماية القدس ودعم ساكنتها لتعبئة الوسائل الكفيلة بتمويل مشاريعها لفائدة المدينة وسكانها المسلمين والمسيحيين.
وسجل أن "الفلسطينيين كانوا على الدوام ممتنين للدعم التاريخي والعميق للمملكة المغربية"، والذي يجسده حضور وتضحيات المغاربة للدفاع عن هذه المدينة لأزيد من ثمانية قرون، مضيفا أن الشعب الفلسطيني يعبر عن امتنانه وتشكراته لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، "لاهتمامه الدائم ودعمه المتواصل للساكنة المقدسية".
وأضاف "في السنوات الأخيرة، نالت الوكالة احترام وتقدير ساكنة المدينة المقدسة ومؤسساتها، بفضل الدعم السخي لجلالة الملك محمد السادس وإشرافه المباشر على عمل الوكالة".
وشكل هذا اللقاء مناسبة للإشادة بالتزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالدفاع عن القضية الفلسطينية عموما، والحفاظ على مدينة القدس على وجه الخصوص.
كما عبر مستشار الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي، ورئيس جامعة الأزهر في غزة عمر ميلاد، عن امتنان الشعب الفلسطيني لوكالة بيت مال القدس الشريف لدعمها غير المشروط لمقاومة المقدسيين.
Le360