السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد
بسم الله الرحمن الرحيمن
__________________________________________________________
هل تسألت لماذا نزل القران باللغة العربية؟ سؤال طبيعي وجوابه مفصل اللغة العربية عميقة جدا وتعتبر من اعمق اللغات في العالم وصنفها علماء اللغة بأنها اغنى و اعمق لغة في العالم فهي عميقة جدا ولنأخذ بعض الأمثلة
الجمل Camel
لا يوجد باللغة الأنجليزية الا كلمة واحده تصف هذا الحيوان لكن لو نذهب للغة العربية
الإبل – البعير: هاتان الكلمتان تدلان على الإبل بصفة عامة.
الجَمَل: تعني ذَكَر البعير.
الناقة: تعني أُنثى البعير.
الطبز – دهامج: تعني الإبل ذات السنامان.
ضائل: تشير إلى ذكر البعير القوي.
حفض: تشير إلى الإبل التي تحمل الأمتعة.
الغب: هي الإبل التي تشرب الماء كل يومين.
الغب الطل: تعني الإبل التي تذهب للشرب من حوض المياه خلال اليوم.
الربع: الإبل التي تشرب الماء كل ثلاثة أيام.
الظاهرة: الإبل التي تشرب الماء مرة كل يوم.
الرفة: الإبل التي تشرب في أي وقت.
القصريد: الإبل التي تشرب كمية قليلة من الماء.
العرجاء: الإبل التي تشرب الماء مرة صباحاً ومرة مساءً.
التندية: الإبل التي تعود لحوض المياه للشرب مرة أخرى.
السلوف: الناقة التي تقود البعير الأخرى إلى حوض المياه للشرب.
الدفون: الناقة الموجودة في منتصف قطيع من الإبل.
الهافة – الملواح: الناقة التي تعطش بسرعة.
عيوف: الناقة التي تشم الماء، ولكنها غالباً لا تشربه.
مقامح: الناقة التي لا تشرب حتى تتغلب على آلامها.
رقوب: الناقة التي لا تشرب من حوض المياه عندما يكون مشغولاً (مزدحماً)، بل تنتظر وتراقب.
ملحاح: الناقة التي لا تكاد تبرح مكان حوض المياه.
ميراد: الناقة التي تستعجل الوصول إلى حوض المياه.
الهيام: الإبل العطشى.
الغادر: هو الجمل الفحل الذي أتم مدة التهيئة ليكون جاهزاً للتناسل، ويُعرف من خلال بطنه المنتفخة.
الهياج: الجمل الفحل الجاهز للتكاثر، ويُعرف من خلال بطنه الهزيلة.
الهامل: الإبل السائبة (غير الملجمة)، والتي ليست ملك لأحد.
الحايل: الناقة غير الحامل.
المسيّر – المجسّر: الناقة الجاهزة للتناسل.
المعشّر: الناقة التي في أوائل مراحل الحمل.
اللقحة: الناقة التي أمضت 4 أشهر في الحمل.
الخلفة: الناقة التي ولدت مولوداً في مدة أقل من 6 أشهر.
العشرا: الناقة التي ولدت مولوداً في مدة أكثر من 6 أشهر.
الخلوج: الناقة التي مات صغيرها مبكراً وتحن له باستمرار.
الخفوت: الناقة التي مات صغيرها منذ مدة ونست أمره.
المضيّرة: الناقة التي ترضع صغاراً ليسوا صغارها.
المسوح: الناقة التي يمكن جعلها تنتج لبناً في غياب صغارها عن طريق حلبها.
النحوس: الناقة التي لا تسمح بحلبها.
الجضور: الناقة التي تفرز الكثير من الزبد أثناء حلبها.
الجفول: البعير الخائفة من أي شيء.
الشرود: الإبل المحبة للهروب وصعبة الإمساك.
الأكله: البعير التي تلتهم كل شيء تقترب منه.
الرابخ: الإبل التي تسمن لوفرة العلف والعشب.
الثاوي: الإبل الضعيفة لدرجة أنها غير قادرة على الوقوف.
القوداء: الناقة التي تقود دائماً الإبل الأخرى.
المعطاء: الناقة التي تمتلك رقبة طويلة، هزيلة، قليلة الوبر.
الهارب: التي تمشي أمام الإبل الأخرين بمسافة كبيرة وكأنها تهرب.
الفاهية: الناقة التي تتفوق على بقية الإبل في كل شيء.
العليا: الناقة الأطول من الجمل.
الوجناء: الناقة المُسَخَّرة لغرض الركوب.
العوصاء: ناقة مخصصة للركوب تمتاز بقوتها.
أدم (أدماء للأنثى): بعير بيضاء تماماً.
العيس (العيساء للأنثى): بعير بيضاء بلون بشرة شقراء.
الأشعل: بعير بيضاء بلون ذيل مختلف.
الذود: من 3 إلى 10 إبل.
الزيمة: من 2 إلى 15 إبل.
الرسل: حوالي 10 إبل، ويقال أيضاً بين 15 و25.
الصرمة: من 10 إلى 30 إبل.
الصدعة: قطيع من 60 إبل.
العكرة: قطيع يصل إلى 70، ويقال بين 50 إلى 100.
الجول: قطيع من 30 إلى 40 إبل.
هند وهنيدة: 100 إبل.
القرج: 150 إبل، ويقال أيضًا من 500 إلى 1000.
ليلى: قطيع من 300 إبل.
الحوم: يقال إنها أي قطيع يفوق عدده 1000 إبل
كل تلك الكلمات هي صفات وحالات لحيوان واحد فقط التي لو ترجمتها للغة اخرى ستحتاج اكثر من كلمة بينما بالعربية لا تحتاج كلمة واحده
فبدلا من اضافة كلمات لشرح الصفة باللغات الأخرى اللغة العربية بكلمة وحده تصف لك اكثر من صفة او حالة
اما بالصداقة و الحب فالغة العربية لديها اكثر من كلمة لتصف حالات الحب و الصداقة
التِرْب: مثيلك في السن
الزميل: رفيقك بالعمل
الجليس: من يصحبك في مجلسك
السمير: من يحدثك ليلا
النديم: من يصاحبك في شربك
الصاحب: من يلازمك طوال الوقت
الرفيق: من يصاحبك في سفرك
الصديق: من صدقك وصاحبك بِودّ
الخلّ: من أسكنك قلبه
الأنيس: من أنسك حضوره وأراح بالك
النّجي: من أسر لك في الحديث اسرارًا
الصّفي: صديقك المخلص
القرين: من كان وصله بك روحيا قويا
فالعرب قديما كانو في قمة البلاغة وكانت افصحهم بني تميم لدرجة ان قرأ على رسول الله ﷺ من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، فرضي قراءتهم كلهم، فكان بنو تميم أعرب القوم. و ايضا كان العرب يتكلمون بمحادثات عادية بالشكل شعري بينما لا تجد في اللغات الأخرى هذا الجمال باللغة
ولهذا سمى العرب غير العرب بالعجم لأن لغتهم بالنسبة للعرب ليست حيه وعميقة
فالمعنى عجم بالقاموس
الأخرس
الغير قادر على التعبير
فالهذا وصف اللغات الأخرى بالأعجمية لأنها كانت مقارنة لهم هي لغة ضعيفة
____________________________________________________________________________________________
فالله انزل كلماته باللغة العربية لسبب وجيه وهو ان لا يوجد لغة اخرى قادره ان تصف وتعبر كلامه للبشر غير اللغة العربية
اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد
بسم الله الرحمن الرحيمن
__________________________________________________________
هل تسألت لماذا نزل القران باللغة العربية؟ سؤال طبيعي وجوابه مفصل اللغة العربية عميقة جدا وتعتبر من اعمق اللغات في العالم وصنفها علماء اللغة بأنها اغنى و اعمق لغة في العالم فهي عميقة جدا ولنأخذ بعض الأمثلة
الجمل Camel
لا يوجد باللغة الأنجليزية الا كلمة واحده تصف هذا الحيوان لكن لو نذهب للغة العربية
الإبل – البعير: هاتان الكلمتان تدلان على الإبل بصفة عامة.
الجَمَل: تعني ذَكَر البعير.
الناقة: تعني أُنثى البعير.
الطبز – دهامج: تعني الإبل ذات السنامان.
ضائل: تشير إلى ذكر البعير القوي.
حفض: تشير إلى الإبل التي تحمل الأمتعة.
الغب: هي الإبل التي تشرب الماء كل يومين.
الغب الطل: تعني الإبل التي تذهب للشرب من حوض المياه خلال اليوم.
الربع: الإبل التي تشرب الماء كل ثلاثة أيام.
الظاهرة: الإبل التي تشرب الماء مرة كل يوم.
الرفة: الإبل التي تشرب في أي وقت.
القصريد: الإبل التي تشرب كمية قليلة من الماء.
العرجاء: الإبل التي تشرب الماء مرة صباحاً ومرة مساءً.
التندية: الإبل التي تعود لحوض المياه للشرب مرة أخرى.
السلوف: الناقة التي تقود البعير الأخرى إلى حوض المياه للشرب.
الدفون: الناقة الموجودة في منتصف قطيع من الإبل.
الهافة – الملواح: الناقة التي تعطش بسرعة.
عيوف: الناقة التي تشم الماء، ولكنها غالباً لا تشربه.
مقامح: الناقة التي لا تشرب حتى تتغلب على آلامها.
رقوب: الناقة التي لا تشرب من حوض المياه عندما يكون مشغولاً (مزدحماً)، بل تنتظر وتراقب.
ملحاح: الناقة التي لا تكاد تبرح مكان حوض المياه.
ميراد: الناقة التي تستعجل الوصول إلى حوض المياه.
الهيام: الإبل العطشى.
الغادر: هو الجمل الفحل الذي أتم مدة التهيئة ليكون جاهزاً للتناسل، ويُعرف من خلال بطنه المنتفخة.
الهياج: الجمل الفحل الجاهز للتكاثر، ويُعرف من خلال بطنه الهزيلة.
الهامل: الإبل السائبة (غير الملجمة)، والتي ليست ملك لأحد.
الحايل: الناقة غير الحامل.
المسيّر – المجسّر: الناقة الجاهزة للتناسل.
المعشّر: الناقة التي في أوائل مراحل الحمل.
اللقحة: الناقة التي أمضت 4 أشهر في الحمل.
الخلفة: الناقة التي ولدت مولوداً في مدة أقل من 6 أشهر.
العشرا: الناقة التي ولدت مولوداً في مدة أكثر من 6 أشهر.
الخلوج: الناقة التي مات صغيرها مبكراً وتحن له باستمرار.
الخفوت: الناقة التي مات صغيرها منذ مدة ونست أمره.
المضيّرة: الناقة التي ترضع صغاراً ليسوا صغارها.
المسوح: الناقة التي يمكن جعلها تنتج لبناً في غياب صغارها عن طريق حلبها.
النحوس: الناقة التي لا تسمح بحلبها.
الجضور: الناقة التي تفرز الكثير من الزبد أثناء حلبها.
الجفول: البعير الخائفة من أي شيء.
الشرود: الإبل المحبة للهروب وصعبة الإمساك.
الأكله: البعير التي تلتهم كل شيء تقترب منه.
الرابخ: الإبل التي تسمن لوفرة العلف والعشب.
الثاوي: الإبل الضعيفة لدرجة أنها غير قادرة على الوقوف.
القوداء: الناقة التي تقود دائماً الإبل الأخرى.
المعطاء: الناقة التي تمتلك رقبة طويلة، هزيلة، قليلة الوبر.
الهارب: التي تمشي أمام الإبل الأخرين بمسافة كبيرة وكأنها تهرب.
الفاهية: الناقة التي تتفوق على بقية الإبل في كل شيء.
العليا: الناقة الأطول من الجمل.
الوجناء: الناقة المُسَخَّرة لغرض الركوب.
العوصاء: ناقة مخصصة للركوب تمتاز بقوتها.
أدم (أدماء للأنثى): بعير بيضاء تماماً.
العيس (العيساء للأنثى): بعير بيضاء بلون بشرة شقراء.
الأشعل: بعير بيضاء بلون ذيل مختلف.
الذود: من 3 إلى 10 إبل.
الزيمة: من 2 إلى 15 إبل.
الرسل: حوالي 10 إبل، ويقال أيضاً بين 15 و25.
الصرمة: من 10 إلى 30 إبل.
الصدعة: قطيع من 60 إبل.
العكرة: قطيع يصل إلى 70، ويقال بين 50 إلى 100.
الجول: قطيع من 30 إلى 40 إبل.
هند وهنيدة: 100 إبل.
القرج: 150 إبل، ويقال أيضًا من 500 إلى 1000.
ليلى: قطيع من 300 إبل.
الحوم: يقال إنها أي قطيع يفوق عدده 1000 إبل
كل تلك الكلمات هي صفات وحالات لحيوان واحد فقط التي لو ترجمتها للغة اخرى ستحتاج اكثر من كلمة بينما بالعربية لا تحتاج كلمة واحده
فبدلا من اضافة كلمات لشرح الصفة باللغات الأخرى اللغة العربية بكلمة وحده تصف لك اكثر من صفة او حالة
اما بالصداقة و الحب فالغة العربية لديها اكثر من كلمة لتصف حالات الحب و الصداقة
التِرْب: مثيلك في السن
الزميل: رفيقك بالعمل
الجليس: من يصحبك في مجلسك
السمير: من يحدثك ليلا
النديم: من يصاحبك في شربك
الصاحب: من يلازمك طوال الوقت
الرفيق: من يصاحبك في سفرك
الصديق: من صدقك وصاحبك بِودّ
الخلّ: من أسكنك قلبه
الأنيس: من أنسك حضوره وأراح بالك
النّجي: من أسر لك في الحديث اسرارًا
الصّفي: صديقك المخلص
القرين: من كان وصله بك روحيا قويا
فالعرب قديما كانو في قمة البلاغة وكانت افصحهم بني تميم لدرجة ان قرأ على رسول الله ﷺ من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، فرضي قراءتهم كلهم، فكان بنو تميم أعرب القوم. و ايضا كان العرب يتكلمون بمحادثات عادية بالشكل شعري بينما لا تجد في اللغات الأخرى هذا الجمال باللغة
ولهذا سمى العرب غير العرب بالعجم لأن لغتهم بالنسبة للعرب ليست حيه وعميقة
فالمعنى عجم بالقاموس
الأخرس
الغير قادر على التعبير
فالهذا وصف اللغات الأخرى بالأعجمية لأنها كانت مقارنة لهم هي لغة ضعيفة
____________________________________________________________________________________________
فالله انزل كلماته باللغة العربية لسبب وجيه وهو ان لا يوجد لغة اخرى قادره ان تصف وتعبر كلامه للبشر غير اللغة العربية
فالله قال في كتابه بكل وضوع
﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾
ومعنى مبين بالقاموس البليغ الواضح العميق
بعد نزول القران اصبحت العربية للمسلمين أجمع وليست لمعشر العرب فأي شخص يجيد العربية فهو عربي و اصبحت لغة للمسلمين
_________________________________________________
تأثر الكفار بالقران
عندما اٌنزِل القرأن على العرب وسمعوه صدمو و ارتاعو فتجمد بعضهم في مكانه وبعضهم يهتز و البعض اشحب الوجه و البعض الأخر بكى. رغم خبرتهم باللغة الأ ان دهشتهم لم يكن لها مثيل
تأثُّر عتبة بن ربيعة بالقرآن:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه قال: اجتمعتْ الكٌفار يوماً فقالوا: انظروا أعلَمَكُم بالسِّحر والكهانة والشِّعر، فليأتِ هذا الرَّجل الذي فرَّق جماعتنا، وشتَّت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلِّمْه ولينظرْ ماذا يردُّ عليه.
فجاءه عُتبة بن ربيعة وكلَّمه كلاماً طويلاً، حتَّى إذا فرغ عتبة، قال له النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «فَرَغْتَ يا أبا الوليد؟» قال: نعم.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿حم * تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ﴾
واستمرَّ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يقرأ حتَّى بلغ قولَه تعالى: ﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴾.
فأمسكَ عُتبة على فيه، وناشده الرَّحم أن يكفَّ عنه، ثم قام عُتبة إلى أصحابه. فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله، لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به.
وكان فيما قال لهم عُتبة بن ربيعة: يا قومي أطيعوني واجعلوها بي، خَلُّوا بين هذا الرَّجل وبين ما هو فيه واعتزلوه، فوالله ليكوننَّ لقوله الذي سمعتُ نبأ... قالوا: سَحَرَكَ واللهِ يا أبا الوليد بلسانه.
معشر الفضلاء.. هكذا كان أثر سماع القرآن في أعدائه يُعتبر مفاجأة مذهلة، لم تعتدها آذانُهم ولا عقولُهم، ولم يعهدوا في ثقافتهم مثل هذا الخطاب الذي فاق ـ في بلاغته وتأثيره - كلَّ ما سمعته آذانهم من قبل - شعراً كان أو نثراً.
__________________________________________________________________
تأثُّر زعماء المشركين والكفار السابقين بالقرآن:
زعماء المشركين مع عنادهم كان يُسارق بعضُهم بعضاً، فربَّما خرج أحدُهم في جُنْح اللَّيل المظلم ما يُخرجه إلاَّ استيلاء القرآن على مشاعره، يبحث عَمَّن يتلو القرآن في هدأة اللَّيل، وقد أرخى سدوله؛ فهذا أبو سفيان ابن حرب قبل اسلام رضي الله عنه، وأبو جهل بن هشام، والأخنس بن شريق خرجوا ليلة؛ ليستمعوا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يصلِّي من اللَّيل في بيته، فأخذ كلُّ رجل منهم مجلساً يستمع فيه، وكلٌّ لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتَّى إذا طلع الفجر تفرَّقوا، فجمعهم الطَّريق فتلاوموا، وقال بعضُهم لبعض: لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً ثمَّ انصرفوا... وحصل في اللَّيلة الثَّانية ما حصل في الأُولى... وحين التقوا في اللَّيلة الثَّالثة، قال بعضُهم لبعض: لا نبرح حتَّى نتعاهدَ ألاَّ نعود، فتعاهدوا على ذلك ثمَّ تفرَّقوا.
أيها الأحبة.. هكذا كان تأثير القرآن في الأعداء، يخلع منهم القلوب، فيطير النَّوم من عيونهم، ويبحثون عن سكن لها حتَّى إذا ما وجدوه وكادوا أن يستكينوا له أخذتهم العزَّة بالإثم، فارتدُّوا على أدبارهم ما يمنعهم إلاَّ العناد.
ولهذا حين سأل الأخنس أبا جهل عن رأيه فيما سمعه من النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ماذا سمعت!! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشَّرفَ، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتَّى إذا تجاذبنا على الرُّكب وكنَّا كفرسَي رهان، قالوا: منَّا نبيٌّ يأتيه الوَحْي من السَّماء، فمتى نُدرك مثل هذه!! والله لا نؤمن أبداً ولا نصدِّقه. هكذا العناد والحسد يُوصل صاحبه إلى نار جهنم وبئس المصير.
_____________________________________________
سجود المشركين مع المسلمين:
أيها المسلمون.. إذا كنَّا قد عرضنا لأثر القرآن على أعدائه في صور فردية، تصدر عن أفراد بعينهم، فليس أبلغ ولا أعمق في الدَّلالة على مدى أثر القرآن على سامعيه من أعدائه من تلك الصُّورة الجماعيَّة، حيث ضرب لنا الكفَّار مثلاً واقعيّاً يبيِّن أثر القرآن العظيم على قلوبهم - رغم كفرهم - فلم يتمالكوا أنفسهم عندما قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «النَّجم» وسجد، فسجدوا وهم مشركون، وهم يمارون في الوَحْي والقرآن، وهم يجادلون في الله ورسوله، وإنَّما سجدوا تحت وطأة القرآن، وسلطانه على الكون كلِّه.
فعن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: «سَجَدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم بالنَّجْمِ، وسَجَدَ مَعَهُ المُسْلِمونَ والمُشْرِكُونَ، والجِنُّ والإنْسُ»
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه قال: اجتمعتْ الكٌفار يوماً فقالوا: انظروا أعلَمَكُم بالسِّحر والكهانة والشِّعر، فليأتِ هذا الرَّجل الذي فرَّق جماعتنا، وشتَّت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلِّمْه ولينظرْ ماذا يردُّ عليه.
فجاءه عُتبة بن ربيعة وكلَّمه كلاماً طويلاً، حتَّى إذا فرغ عتبة، قال له النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «فَرَغْتَ يا أبا الوليد؟» قال: نعم.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿حم * تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ﴾
واستمرَّ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يقرأ حتَّى بلغ قولَه تعالى: ﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴾.
فأمسكَ عُتبة على فيه، وناشده الرَّحم أن يكفَّ عنه، ثم قام عُتبة إلى أصحابه. فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله، لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به.
وكان فيما قال لهم عُتبة بن ربيعة: يا قومي أطيعوني واجعلوها بي، خَلُّوا بين هذا الرَّجل وبين ما هو فيه واعتزلوه، فوالله ليكوننَّ لقوله الذي سمعتُ نبأ... قالوا: سَحَرَكَ واللهِ يا أبا الوليد بلسانه.
معشر الفضلاء.. هكذا كان أثر سماع القرآن في أعدائه يُعتبر مفاجأة مذهلة، لم تعتدها آذانُهم ولا عقولُهم، ولم يعهدوا في ثقافتهم مثل هذا الخطاب الذي فاق ـ في بلاغته وتأثيره - كلَّ ما سمعته آذانهم من قبل - شعراً كان أو نثراً.
__________________________________________________________________
تأثُّر زعماء المشركين والكفار السابقين بالقرآن:
زعماء المشركين مع عنادهم كان يُسارق بعضُهم بعضاً، فربَّما خرج أحدُهم في جُنْح اللَّيل المظلم ما يُخرجه إلاَّ استيلاء القرآن على مشاعره، يبحث عَمَّن يتلو القرآن في هدأة اللَّيل، وقد أرخى سدوله؛ فهذا أبو سفيان ابن حرب قبل اسلام رضي الله عنه، وأبو جهل بن هشام، والأخنس بن شريق خرجوا ليلة؛ ليستمعوا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يصلِّي من اللَّيل في بيته، فأخذ كلُّ رجل منهم مجلساً يستمع فيه، وكلٌّ لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتَّى إذا طلع الفجر تفرَّقوا، فجمعهم الطَّريق فتلاوموا، وقال بعضُهم لبعض: لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً ثمَّ انصرفوا... وحصل في اللَّيلة الثَّانية ما حصل في الأُولى... وحين التقوا في اللَّيلة الثَّالثة، قال بعضُهم لبعض: لا نبرح حتَّى نتعاهدَ ألاَّ نعود، فتعاهدوا على ذلك ثمَّ تفرَّقوا.
أيها الأحبة.. هكذا كان تأثير القرآن في الأعداء، يخلع منهم القلوب، فيطير النَّوم من عيونهم، ويبحثون عن سكن لها حتَّى إذا ما وجدوه وكادوا أن يستكينوا له أخذتهم العزَّة بالإثم، فارتدُّوا على أدبارهم ما يمنعهم إلاَّ العناد.
ولهذا حين سأل الأخنس أبا جهل عن رأيه فيما سمعه من النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ماذا سمعت!! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشَّرفَ، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتَّى إذا تجاذبنا على الرُّكب وكنَّا كفرسَي رهان، قالوا: منَّا نبيٌّ يأتيه الوَحْي من السَّماء، فمتى نُدرك مثل هذه!! والله لا نؤمن أبداً ولا نصدِّقه. هكذا العناد والحسد يُوصل صاحبه إلى نار جهنم وبئس المصير.
_____________________________________________
سجود المشركين مع المسلمين:
أيها المسلمون.. إذا كنَّا قد عرضنا لأثر القرآن على أعدائه في صور فردية، تصدر عن أفراد بعينهم، فليس أبلغ ولا أعمق في الدَّلالة على مدى أثر القرآن على سامعيه من أعدائه من تلك الصُّورة الجماعيَّة، حيث ضرب لنا الكفَّار مثلاً واقعيّاً يبيِّن أثر القرآن العظيم على قلوبهم - رغم كفرهم - فلم يتمالكوا أنفسهم عندما قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «النَّجم» وسجد، فسجدوا وهم مشركون، وهم يمارون في الوَحْي والقرآن، وهم يجادلون في الله ورسوله، وإنَّما سجدوا تحت وطأة القرآن، وسلطانه على الكون كلِّه.
فعن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: «سَجَدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم بالنَّجْمِ، وسَجَدَ مَعَهُ المُسْلِمونَ والمُشْرِكُونَ، والجِنُّ والإنْسُ»