تأثير التجارة على البيئة

night fury

عضو
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
4,508
التفاعل
1,268 1 0
الدولة
Jordan
تأثير العولمة والتجارة الحرة على البيئة في الأردن


ملخص :

تبحث هذه الورقة في تأثير تحرير التجارة الدولية والعولمة على البيئة الأردنية بشكل خاص عن طريق تحديد الآثار المتوقعة الناجمة عن توقيع الأردن لاتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة وقبلها الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وبرنامج الشراكة الأوروبية المتوسطية . وتبحث الورقة بداية ظهور خيار التضاد بين البيئة والعولمة من خلال مظاهرات سياتل 1999 ضد منظمة التجارة العالمية من خلال تحليل الخطاب البيئي المناهض للعولمة والذي طرح في مظاهرات سياتل والذي تمحور على ست بنود رئيسية هي تأثير قوانين منظمة التجارة على شرعية الاتفاقيات البيئية الدولية وأنظمة حماية البيئة الوطنية واستترا ف الموارد الطبيعية وإنشاء ملاذات التلوث العالمية والمنتجات المعدلة وراثيا والقرصنة الحيوية والملكية الفكرية .

وبعد ذلك تناقش الورقة خصائص اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن والولايات المتحدة وأهمية وجود نصوص خاصة بالبيئة في بند الاتفاقية الرسمي . وتنتقل الورقة لعرض أهم النتائج المتوقعة لتحرير التجارة على البيئة في الأردن ومنها التأثير على الإطار التشريعي والمؤسسي واستهلاك مصادر المياه والموارد الطبيعية ونوعية الهواء والنفايات الصلبة والخطرة واستخدام مصادر الطاقة والموارد البحرية واستخدام الأراضي والبنية التحتية ونقل التكنولوجيا .
وتتعامل الورقة مع العولمة باعتبارها فرصة لتطوير الوضع البيئي في الأردن ، عن طريق استغلال هذا التحدي في تنفيذ الكثير من الإصلاحات البيئية المؤجلة ، ومنها إنشاء وزارة تقنية للبيئة ذات مصداقية وقوة سياسية تعتمد نظام الإدارة الحديث ، وإشراك ممثلي المجتمع المدني في اتخاذ القرار البيئي وزيادة قدرة الرقابة والتدقيق البيئي ، ودعم الصناعات لتتحول إلى صناعات رفيقة بالبيئة وتنفيذ دراسات تقييم الأثر البيئي للمشاريع الاستثمارية ومراقبة حسن تطبيقها وتشجيع الاستثمار في المشاريع الرفيقة بالبيئة .
كما يجب عدم السماح بنقل الصناعات الملوثة للبيئة إلى الأردن بحجة تشجيع الاستثمار ، ومنع إدخال المواد المضرة بالبيئة وتحسين المهارات التحليلية في الاقتصاد البيئي ، وان يدخل العامل البيئي في الخطط التنموية وتشجيع القطاع الخاص على اتخاذ المبادرات الذاتية في حماية البيئة ضمن نظام من الحواجز .






مقدمة :
أصبح مفهوم العولمة Globalization واحدا من أكثر المفاهيم تداولا وبحثا في الثقافة العالمية ، واتسع نطاقه ليشمل الاقتصاد والسياسة والثقافة والاجتماع وحتى العلاقات الاستراتيجية . وإذا كانت العولمة ظاهرة نواتها اقتصادية فان آليات عملها وتطبيقها تعتمد بشكل كبير على ثورة المعلومات الحديثة وسقوط الكثير من الحواجز الايدولوجية والسياسية والثقافية بين دول العالم . وبالتأكيد فان البيئة ، بتعريفها الشمولي وعلاقتها المباشرة بالتنمية المستدامة ، هي إحدى المجالات التي تشهد تأثرا كبيرا بالعولمة واليات اقتصاد السوق المفتوح والتشابك ألمعلوماتي بين دول العالم ، إضافة إلى التأثر المتبادل بالأنماط التقنية والمعرفية المختلفة ، حتى وان كانت الأنماط الاستهلاكية المرتبطة بالعولمة الاقتصادية لا زالت هي السائدة .
ومن أصعب المهام على أي باحث في وقتنا الحالي ايجاد تعريف قاطع للعولمة ، فهي ظاهرة متعددة الوجوه ، ويمكن لأي باحث بناء على موقفه الفكري أو السياسي أو الاقتصادي ، أن يعرفها بشكل مختلف عن الآخرين ، لكننا سنحاول في هذه الورقة الاعتماد على تعريف واحدا من كبار المعاهد البحثية في العالم وهي جامعة هارفارد والتي تربط العولمة بشكل رئيسي بانبعاث الاقتصاد المفتوح وتحرير التجارة وهي بالتالي تعطي بعدا اقتصاديا جوهريا للعولمة .
العولمة إذا بهذا التعريف هي : " عملية تساهم في توسعة العلاقات عابرة الحدود بين الناس والبضائع والخدمات والأصول Assets ، وتعتمد على الاعتماد الاقتصادي المتبادل بين ومن خلال الكينونات العالمية التي يمكن أن تكون مؤسسات خاصة أو عامة أو حكومات . وهذه العملية تدفعها عوامل اقتصادية ( الإقرار باقتصاد السوق المفتوح وتحرير التجارة ) ، وتكنولوجية ( التطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ) ، وسياسة ( التوجه نحو الديمقراطية الرأسمالية الليبرالية وإضعاف دور الدولة القومية )".
إنها بالتالي ، حسب التعريف عملية انفتاح للاقتصاد واندماج لوسائل الإنتاج والمنتجات معا ضمن إطار اقتصاد رأسمالي استهلاكي ، وإذا كان هذا التعريف يركز على الأبعاد الاقتصادية للعولمة فان لها أبعادا أخرى لا بد من ذكرها .
الأبعاد السياسية والثقافية والاستراتيجية للعولمة – فرصة أم تهديد ؟ __________________
تختلف الرؤيا تجاه العولمة باختلاف الناظر إليها فهي قد تكون فرصة ومجالا للتقدم والنجاح وقد تكون تهديدا حقيقيا للخصائص السياسية والثقافية والاقتصادية .
يتمثل البعد السياسي للعولمة بعدة ظواهر منها أضعاف دور الدولة القومية كصاحبة الامتياز في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية وكذلك أضعاف مفاهيم السيادة والاستقلال والاعتماد بشكل كبير على سيطرة العمل الدولي عن طريق بعض المؤسسات العولمية كالأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية وحتى الشركات متعدية الجنسيات Transnational Corporation التي باتت صاحبة دور كبير في اتخاذ القرارات الوطنية .
ويتمثل البعد السياسي للعولمة أيضا في زيادة تطبيق النسق السياسي الغربي من ديمقراطية رأسمالية وانتخابات شعبية وتطور حركات حقوق الإنسان وهذا ما يمكن أن نسميه الفرصة السياسية التي تتيحها العولمة للدول النامية .
أما على الصعيد الثقافي فتهدد العولمة بتهميش الخصائص الثقافية والحضارية الأصيلة في الدول النامية مقابل ازدهار أنماط الثقافات الغربية أو ما تسمى أحيانا " الأمريكية Americanization وهي نزعة تقاومها وبشدة العديد من الدول الغربية الأخرى وخصوصا فرنسا . ويمكن للعولمة أن تكون بالتالي تهديدا للأنساق الثقافية الأصيلة إذا ما حاولت تهميشها لكنها قد تكون فرصة ثقافية عالمية إذا ما ساهمت في إثراء التنوع الثقافي والاتصال والحوار بين مختلف الشعوب والحضارات .
أما للحديث عن البعد البيئي للعولمة فلا بد من العودة سنة واحدة تقريبا إلى الخلف والى مؤتمر سياتل الوزاري لمنظمة التجارة الدولية في تشرين الثاني 1999 .
البيئة في مواجهة العولمة – مؤتمر سياتل :__________________________________
تعتبر منظمة التجارة الدولية World Trade organization ( WTO ) إحدى أهم مؤسسات تطبيق العولمة بجانب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ، وقد باشرت المنظمة أعمالها في مطلع عام 1995 بعد انتهاء جولة أورجواي للجات GATT والتي استمرت منذ العام 1986 وحتى عام 1993 . وفي مدينة سياتل الاميركية عقد في تشرين الثاني 1999 المؤتمر الوزاري لأعضاء المنظمة البالغ عدهم 135 دولة آنذاك ، وكان هذا المؤتمر علامة فارقة في تاريخها ، حيث أوضحت المظاهرات العارمة ضده في سياتل وجود تحالف دولي قوي من المنظمات غير الحكومية تقاوم توجهات العولمة وتحذر من أخطارها على البيئة بالأخص .
وكانت مشاهد المظاهرات العارمة في مدينة سياتل الاميركية المناوئة لمنظمة التجارة العالمية هي آخر المشاهد الكبرى في القرن العشرين وأشارت إلى أن الحس الإنساني في العالم لا زال قويا ولم يتم تهجينه لصالح معادلة التجارة الحرة والمكاسب المالية التي ميزت العقد الأخير من القرن العشرين . وأشارت المظاهرات إلى نمو حركة ليبرالية جديدة Neoliberalism تتخذ من حقوق الإنسان والبيئة والديمقراطية معايير أخلاقية جديدة ، ويأمل الكثير من المثقفين في العالم أن تكون " ثورة سياتل " بداية لحركة ليبرالية إنسانية جديدة توازن نمو العولمة " أليبرالية المتوحشة " التي تتخذ من اقتصاد السوق نبراسا لها وتهدد بتجريد الإنسان من هويته السيكولوجية الخاصة .
كان المطلب البيئي الأول للمتظاهرين في سياتل هو أن تخضع أنظمة منظمة التجارة للقوانين والمعاهدات البيئية الدولية التي تنظم الجهود والقوانين البيئية في العالم لا أن تكون أنظمة التجارة سائدة ولها القدرة على تغيير بنود الاتفاقيات البيئية كما تطالب المنظمة بدعم من الولايات المتحدة وكندا . ومن المعروف أن بنود " تسوية النزاعات Dispute Settlement" الخاصة بقوانين منظمة التجارة العالمية تمنح القوة القانونية لمبادىء حرية التجارة على مبادىء وبنود المعاهدات البيئية الدولية متعددة الأطراف ( Multilateral Environmental Agreements MEAs )
ومن المعروف أن هناك تناقضا جوهريا بين قوانين منظمة التجارة التي ترمي إلى فتح الأسواق الدولية للتجارة الحرة بدون معيقات وحواجز ، وبين المعاهدات البيئية الدولية التي تمنع مثلا إنتاج المواد المستترفة للأوزون أو الاتجار بالكائنات الحية . وتدعو الولايات المتحدة وكندا بالذات ومعها اليابان إلى سيادة قوانين منظمة التجارة على بنود المعاهدات البيئية في هذا الإطار .
وقبل بداية مؤتمر سياتل بشهر أصدرت منظمة التجارة تقريرا خاصا بالعلاقة بين التجارة والبيئة أوضحت فيه وجهة نظرها حول المعضلة البيئية حيث أشار التقرير إلى أن الحواجز التجارية لا تساهم في حماية البيئة وان المشاكل البيئية يجب أن تتم معالجتها عند مصدرها . ويمضي التقرير إلى القول بان جذور الأزمة البيئية العالمية تكمن في أن المنتجين والمستهلكين في غالب الأحيان لا يقومون " بدفع " القيمة اللازمة لحماية البيئة وان المشاكل البيئية تنجم عن وسائل الإنتاج الملوثة والتخلص من الفضلات وبعض أنماط الاستهلاك غير البيئي . وترفض المنظمة أن يشار إلى قوانينها بأنها ستضعف الرقابة البيئية الدولية في انتقال المواد الملوثة أو المنتجات المضرة بالبيئة في أنحاء العالم .
مخاطر التجارة الحرة على البيئة :________________________________________

ويحدد أنصار البيئة عدة مشاكل ونقاط تثير القلق حول إجراءات التحرير الكلي للتجارة وما سينجم عنه من آثار سلبية على البيئة ، ومن أهم القضايا على أجندة أنصار البيئة المناهضين لمنظمة التجارة :
1- قوانين منظمة التجارة ستكون سائدة على القوانين والأنظمة الوطنية التي تحمي البيئة :______________
بناء على مبادىء المنظمة في حرية انتقال السلع بدون حواجز جمركية أو غير جمركية فان قوانين المنظمة سوف تكون لها الأولوية على القوانين والأنظمة الوطنية لكل دولة والتي تهتم بحماية البيئة وتضع معايير الجودة البيئية والتي تصنيفها بأنها " حواجز غير جمركية " Non – Tariff Barriers ينبغي إزالتها لتسهيل انتقال التجارة.
وكمثال على ذلك تطالب كندا بتغيير بعض القوانين الأوروبية والدولية التي تعيق انتقال بعض من بضائعها إلى هذه الأسواق واهم هذه القوانين :
1- القانون الإنجليزي والفرنسي الذي يمنع استخدام الاسبستوس في البناء وتطالب كندا بإزالة القانون نظرا لأنها مصدر رئيسي للاسبستوس .
2- القرار الأوروبي بمنع الاتجار بمعاطف الفرو المصنعة من فرو الحيوانات التي يتم إبقائها في ظروف سيئة في الأسر وكذلك القرار بمنع استيراد منتجات جلود الفقمات .
3- قرارات بعض الدول الأوروبية بمنع استيراد المنتجات الخشبية المصنوعة اثر قطع الغابات الكلي Clear Cut أو من منتجات أشجار معمرة .
ولهذا تعتبر كندا من أكثر الدول تصميما على إبعاد البيئة عن نقاشات منظمة التجارة وتطالب دائما بالتخلي عن قوانين حماية البيئة إذا ما تعارضت مع التجارة .
وفي مثال آخر نجحت فنزويلا التي تصدر كميات كبيرة من البنزين الملوث للبيئة في إدخال منتجاتها إلى الولايات المتحدة التي تمنع استيرادها بناء على بند في قانون الهواء النظيف الاميركي . وقد دعمت العديد من الشركات الدولية الكبرى لإنتاج البنزين والغاز هذه الضغوط من فنزويلا حتى تمكنت من كسب القضية والتصدير للأسواق الاميركية .
وفي مثال معاكس تماما تحاول الولايات المتحدة مناهضة تشريع ياباني جديد يحدد نسب الملوثات الغازية الصادرة عن السيارات . وهذا النظام يساهم في انتشار السيارات اليابانية الحديثة لكنه يقف عائقا أمام استيراد السيارات الاميركية ذات المعايير الأضعف بيئيا . وتصنف الولايات المتحدة القانون الياباني بأنه " عائق غير جمركي " وبالتالي يناقض قوانين المنظمة .
2- استتراف الموارد الطبيعية :________________________________________________
سوف تؤدي عمليات إلغاء التعرفة الجمركية على المواد والمنتجات الخشبية إلى تقليل أسعارها دوليا وبالتالي زيادة معدل قطع الغابات الاستوائية والأشجار للحصول على المنتجات الخشبية . ومن المعروف أن هناك تعرفة جمركية عالية حاليا على منتجات الأخشاب بهدف السيطرة على تجارتها وتصعيب مهمة منتجيها في التسويق .إلا أن قوانين منظمة التجارة سوف تسهم في إلغاء الحمايات الجمركية وتسهيل انتقال هذه المنتجات وبالتالي زيادة عمليات التحطيب Logging وقطع أشجار الغابات .
تحرير التجارة سيؤدي أيضا إلى استتراف الكثير من الموارد الطبيعية غير المتجددة كالمياه الجوفية أو موارد التعدين في إنشاء صناعات جديدة وتوسعة الصناعات القائمة وإذا ما ترافق ذلك مع توجه تنموي غير مستدام والكثير من التهميش لمجتمعات العالم الثالث فان تأثيرا سلبيا كبيرا سوف يقع . ويجادل البيئيون في العالم بان مؤشرات النمو الاقتصادي المتبعة دوليا مثل الناتج القومي الإجمالي أو نصيب الفرد هي مؤشرات مالية بحتة لا تأخذ بعين الاعتبار خسارة الرأسمال الطبيعي واستتراف الموارد الطبيعية المرافق لهذا النمو الاقتصادي الرقمي .
3- ملاذات التلوث الدولية :__________________________________________________
من المتوقع ضمن اطر تحرير التجارة انتقال العديد من الصناعات الملوثة بيئيا من الدول الصناعية التي تفرض معايير بيئية صارمة إلى الدول النامية الأقل التزاما بحماية البيئة وإنشاء هذه المصانع هناك . ومع أن ذلك سيؤدي في المدى القريب إلى تأمين فرص عمل كبيرة في هذه الدول إلا أنها ستنقل التلوث إليها . وهذا ما يسمى في الاقتصاد العولمي بالاستثمار الأجنبي المباشر Direct ForeignInvestment في الدول النامية والذي من الممكن أن يؤدي إلى وجود ملاذات للتلوث Pollution Havens في هذه الدول غير خاضعة لمعايير بيئية صارمة خصوصا إذا رافق هذا الانتقال للصناعات الملوثة وجود تعاون مع بعض الحكومات الفاسدة في دول العالم الثالث للتغاضي عن عمليات التلوث التي ترافق هذه الصناعات .
4- المنتجات المعدلة وراثيا :_________________________________________________
الانتقال التجاري الحر للمنتجات الغذائية المعدلة وراثيا ، أو ما تسمى الكائنات المعدلة وراثيا ( GMO ) Genetically Modified Organisms في العالم سيؤدي إلى نشر التأثيرات البيئية السلبية لهذه المنتجات من حيث تغيير النظام البيئي الطبيعي والتنوع الحيوي Biodiversity أو التسبب أحيانا بمشاكل صحية للمستهلكين بسبب تغيير التركيب الو راثي لهذه الكائنات الذي قد يكون مؤذيا للمستهلك كما انه لن يسمح للدول المستوردة في رفض أو إغلاق أسواقها أمام المنتجات المعدلة وراثيا قبل فحصها والتأكد من صلاحيتها . وهناك مشاكل تتعلق بالأمن الغذائي الدولي ، فتزايد الاتجار بالمنتجات الغذائية المعدلة وراثيا سيؤدي إلى تركز الثروة واحتكار إنتاج هذه المنتجات بالدول المسيطرة حاليا على هذا القطاع فهي الولايات المتحدة وكندا والأرجنتين التي تشكل 98% من إنتاج الأغذية المعدلة وراثيا ولا شك أن ذلك الاحتكار للتكنولوجيا سيضعف من الأمن الغذائي لمعظم الدول النامية .
 
التعديل الأخير:
رد: تأثير التجارة على البيئة

وبالرغم من عدم ثبات وجود التأثيرات السلبية على صحة المستهلكين فلا زالت العديد من الدول ومنظمات البيئة تعتمد على المبدأ الوقائي Precautionary Principle لمنع دخول هذه المواد إليه قبل التأكد علميا من سلامتها الصحية .
ومن المتوقع أيضا أن فتح الأسواق التجارية سيؤدي إلى تعرض الدول النامية إلى أمواج من الأغذية غير المطابقة للمواصفات في دول المنشأ والتي يتم تصديرها إلى الدول النامية تحت قوانين التجارة الحرة .
5- إضعاف المعاهدات البيئية الدولية :______________________________________________
الانتقال الحر للمنتجات ذات التأثير البيئي الملوث مثل المنتجات المستترفة للأوزون لن يكون بالامكان إيقافه ضمن بنود معاهدة مونتريال مثلا لمنع الاتجار بالمنتجات المستترفة للأوزون إذ أن قوانين منظمة التجارة ستحظى بأولوية قانونية دولية على هذه المعاهدات .
6- معاهدة منع الاتجار بالكائنات الحية وتلك المعرضة للانقراض CITES لن تكون ذات سند قانوني في مواجهة حرية الاتجار بهذه الكائنات ضمن شروط المنظمة وسوف تتعرض الدول النامية للعديد من عمليات القرصنة الحيوية Biopiracy أي سرقة الكائنات النادرة وخاصة النباتات الطبية من قبل الشركات الكبرى ثم إنتاج أدوية منها والحصول على براءات اختراع خاصة بدون تقديم نسبة إلى الدولة المنشأ ومن ثم بيع هذه الأدوية بأسعار غالية حتى في أسواق البلدان التي تمت سرقة النباتات الطبية منها ، علما بان اتفاقية حقوق الملكية الفكرية في منظمة التجارة العالمية تعطى للشركة صانعة الدواء أو المستحضر حق الملكية الفكرية لطريقة تصنيع المنتج أو للمنتج نفسه ولكنها لا تعطي أية حقوق للمادة الخام التي صنع منها المنتج ولا للسكان الأصليين في المنطقة التي توجد فيها هذه المواد الخام .
التيار البيئي العالمي ودور التوعية :_____________________________________________
نجحت المنظمات البيئية التي قادت المظاهرات وأهمها السلام الأخضر GreenPeace والصندوق البيئي العالمي World wide Fund والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة IUCN في توعية الكثير من الاقتصاديين وأصحاب القرار بخطورة السياسات المتصلة بالبيئة في منظمة التجارة وتزايدت وتيرة المطالبات بتحسين السياسة البيئية للمنظمة نحو المزيد من المسؤولية والشفافية . وقد أثبتت الكثير من مداخلات كبار المشاركين في سياتل أهمية بعد العدالة البيئية حيث ركز جيمس وولفنسون الرئيس السابق للبنك الدولي على الاهتمام بالفقراء في التخطيط للمستقبل الاقتصادي لان الاهتمام بهم هو الذي سيضمن سلامة هذا الاقتصاد الكوني واستمراريته حيث أكد وولفنسون بأنه من غير المنطقي أن نطالب الدول النامية والفقيرة بتحسين اقتصادها بدون مساعدتها على ذلك .
أما الرئيس الاميركي بل كلينتون فقد ركز على القضية البيئية وان كان جل اهتمامه على ضرورة إيقاف التغير ألمناخي والتقليل من حرق النفط والوقود الحجري وتقليل انبعاثات الكربون لا يحظى برضا الدول النامية المضطرة إلى الاعتماد على الوقود الكربوني للتنمية مقابل ضعف قدرتها المادية والتقنية على الاستعانة بالتقنيات المتطورة الرفيقة بالبيئة ومصادر الطاقة غير الاعتيادية ومعظمها مكلف .
وتطالب جماعات حماية البيئة بوجود سياسات تجارية مستقلة عن منظمة التجارة العالمية لتنظيم انتقال البضائع بحرية ولكن بدور الإضرار بالبيئة وصر هذه الجماعات على الالتزام بالمعاهدات البيئية الدولية مثل معاهدة التنوع الحيوي ومعاهدة منع التصحر وإدخال مؤسسات الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية في وضع سياسات التجارة الدولية لحفظ الحقوق البيئية وكذلك إشراك المنظمات غير الحكومية في عمليات اتخاذ القرارات التجارية الدولية وإتباع الشفافية في عمل منظمة التجارة العالمية . وفي هذا السياق قدمت مؤسسة الصندوق البيئي العالمي World wide Fund مذكرة بأربعة مطالب جوهرية تلخص أهداف الحملة البيئية لتعديل قوانين منظمة التجارة الدولية وهي :
1- على أعضاء منظمة التجارة الدولية الشروع بعمل تقييم شامل للتأثيرات البيئية والاجتماعية لسياسات تحرير التجارة الحالية بالإضافة إلى تقييم أية مخططات لتوسيع هذا التحرير مستقبلا .
2- على منظمة التجارة العالمية تعديل قوانينها الخاصة بهدف احترام المعاهدات البيئية الدولية والتزام حكومات العالم بها والمسؤولية تجاه البيئة .
3- على أعضاء المنظمة التأكد من أن تحرير التجارة الدولية سوف يرافقه تطوير للأنظمة البيئية والقوانين الأخرى الضامنة لخلق سوق مستدامة .
4- على أعضاء المنظمة وضع الاولويات الخاصة بتحديد سياسات تجارية تضمن العدالة والمساواة في المكاسب والوصول إلى سيناريوهات مقبولة من الجميع .
وأكد مدير منظمة السلام الأخضر بان مظاهرات سياتل قد حققت أهدافها وان منظمة التجارة العالمية ستضطر إلى التعامل بجدية مع المطالب البيئية وفتح أساليب اتخاذ القرار إلى المنظمات البيئية غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة وان القرى التي ستقوم بصياغة مستقبل العلاقة بين البيئة والتجارة ستكون قوى رفيقة بالبيئة وذات مسؤولية تجاهها وليست بيروقراطية منظمة التجارة العالمية التي لا تهتم إلا بتحقيق المكاسب المادية .
الأردن والنظام الاقتصادي الدولي :______________________________________________
من الطبيعي أن تنضم الأردن إلى التيار الدولي المنحاز إلى حرية التجارة نظرا لكون النظام الاقتصادي الأردني ميالا إلى التجارة الحرية ومبادىء الرأسمالية بشكل واضح وجعل حرية الاقتصاد سياسة تنموية ثابتة لجذب الاستثمار إلى الأردن . وقد بدأت حركة الوعي البيئي في الأردن مؤخرا دراسة الأبعاد البيئية لحرية التجارة الدولية من خلال انضمام الأردن لثلاث اتفاقيات تجارية دولية رئيسية :
1- اتفاقية منظمة التجارة الدولية .
2- اتفاقية الشراكة المتوسطية الأوروبية .
3- اتفاقية التجارة الحرة الأردنية الاميركية الثنائية .
وتشكل هذه الاتفاقيات رزمة متكاملة من تشريعات التجارة الدولية وما يترتب على الأردن من التزامات وتأثيرات خاصة بالبيئة مرتبط بهذه الاتفاقيات الثلاثة معا بالرغم من وجود اختلافات في بعض البنود التفصيلية بينها إلا أن المبدأ السائد بينها جميعا يسمح في تحديد التأثيرات المتوقعة على الأردن جراء الانضمام إلى هذه الاتفاقيات ضمن بعض الأطر المحددة .
مزايا اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن والولايات المتحدة :________________________________
إلا أن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة كانت لها ميزات خاصة إذ أنها راعت البعد البيئي من خلال المفاوضات واتفق الجانبان على وجود بنود خاصة بالبيئة ضمن نص الاتفاقية الرسمي بالإضافة إلى وجود اتفاقية جانبية للتعاون التقني في مجال البيئة تهدف إلى تمكين الأردن من موجهة التحديات البيئية التي ستنجم عن توقيع الاتفاقية . واهم الخصائص البيئية لهذه الاتفاقية هي :
· أول اتفاقية تجارة حرة يوقعها الأردن وتحتوي على بنود خاصة بالبيئة .
· أول اتفاقية تجارة حرة توقعها الولايات المتحدة بعد صدور مرسوم رئاسي اميركي خاص بضرورة دراسة الأبعاد البيئية لاتفاقيات التجارة الحرة والذي صدر بعد مظاهرات سياتل في كانون الأول 1999 .
· ثاني اتفاقية تجارة حرة عالمية تتضمن وجود البنود البيئية في النص الرئيسي للاتفاقية بعد اتفاقية التجارة الحرة لمنطقة أميركا الشمالية " نافتا ".
· تضمن الوصول إلى نص البنود الخاصة بالبيئة مفاوضات شملت المشاركة الشعبية في الأردن حيث تم نشر إعلان في الصحف يدعو الموطنين لإبداء الرأي حول البعد البيئي للاتفاقية كما تمت دعوة حوالي 100 مسئول حكومي اقتصادي ومن القطاع الخاص ومن المنظمات البيئية ووسائل الإعلام إلى لقاء عقد خصيصا لتقديم نتائج دراسة التقييم البيئي للاتفاقية ولمناقشة الآثار البيئية لها على الاقتصاد والبيئة الأردنية . كما قام ائتلاف الجمعيات البيئية والتراثية الأردنية بتقديم ورقة مفصلة للفريق الأردني المفاوض تتضمن أهم التوصيات حول البعد البيئي في اتفاقية التجارة الحرة .
وقد اتفق الجانبان الأردني والاميركي منذ بداية المفاوضات على إدراج بنود البيئة ضمن نص معاهدة الاتفاقية الحرة كاستجابة لتوجه عالمي حاليا نحو التكامل ما بين التجارة الحرة وحماية البيئة ومثل هذا التوجه يساهم في تخفيف الانتقادات الموجهة لاتفاقيات التجارة ويعطيها الكثير من المصداقية الشعبية ويتلاءم مع الوعي البيئي المنتشر في العالم .
وكانت أهم المبادىء البيئية التي تضمنتها الاتفاقية في بنودها هي أربعة مبادىء صيغت بطريقة تعطي المجال للمرونة في التطبيق بوجود التشديد الرقابي بنفس الوقت وهي :
· ضمان التنمية المستدامة .
· الحفاظ على مستوى عالي من حماية البيئة .
· عدم تخفيض المواصفات والمعايير البيئية لتشجيع التجارة .
· التفعيل المؤثر للقوانين والتشريعات البيئية الوطنية .
· أما أهم البنود التي تضمنتها الاتفاقية في المادة الخامسة الخاصة بالبيئة فهي :
· يجب عدم تخفيض مستوى التشريعات البيئية الوطنية أو تخفيف تفعيلها من اجل جذب الاستثمار أو تشجيع التجارة . وهذا يعني ضرورة تفعيل الرقابة البيئية وعدم تغيير القوانين أو التغاضي عن تطبيقها بهدف اجتذاب الصناعات والاستثمارات الأجنبية التي تكون ذات تأثير ملوث على البيئة .
يجب أن لا يفشل أي طرف في تفعيل قوانينه البيئية من خلال نشاط مستمر أو متكرر أو عدم تنفيذ نشاط ما . وهذا يعني أن التعريف المعتمد للمخالفة البيئية هو " نشاط مخالف مستمر أو عدم اتخاذ فعل معين " أي أن أية حادثة فردية لن تعتبر مخالفة بيئية طالما أنها لم تستمر وتتكرر . ويتطلب هذا البند تفعيل الرقابة البيئية واتخاذ إجراءات بشأن المخالفات التي يتم رصدها من الطرفين . وتسمح الاتفاقية للطرفين بتقديم شكاوى رسمية
 
رد: تأثير التجارة على البيئة

· إلى لجنة فض النزاعات الخاصة بالاتفاقية تتضمن المخالفات البيئية التي حدثت والأدلة العالمية عليها لتناقش في اللجنة وتتخذ الإجراءات المناسبة بشأنها .
· يعرف مصطلح " القانون البيئي " بهذه الاتفاقية بثلاثة بنود محددة حول منع التلوث وحماية البيئة الطبيعية والسيطرة على المواد الكيماوية ولا يتضمن ذلك التعريف سلامة العمال وصحتهم .
· توفر حزمة التعاون التقني في مجال البيئة وتشكيل المنبر البيئي المشترك بين البلدين فرصة لدعم الأردن في تطبيق اولوياته البيئية ، وقد حددت الاتفاقية خمسة برامج دعم تقنية ممكنة هي : حماية موارد المياه ، إدارة النفايات الصلبة والخطرة ، القوانين والتشريعات البيئية ، تقييم الأثر البيئي وبناء القدرات في مجال البيئة .
· يهدف تشكيل المنبر البيئي المشترك إلى دعم حماية البيئة في الأردن عن طريق تطوير مبادرات تعاون تقني تأخذ بعين الاعتبار الاولويات البيئة في الأردن وتكون قابلة للتعديل حسب تغيير الاحتياجات .
· سيكون التركيز في المرحلة الأولى من الدعم التقني على تطوير وتطبيق التشريعات البيئية في الأردن وخصوصا المتعلقة بضمان الالتزام بالمعايير البيئية مثل تقييم الأثر البيئي والتصاريح والمراقبة البيئية .
تأثيرات العولمة على البيئة الأردني :______________________________________
ويمكن تلخيص التأثيرات المتوقعة من الانضمام إلى تيار تحرير التجارة الدولية والعولمة على البيئة في الأردن من خلال النقاط التالية :
1- الإطار التشريعي والمؤسسي :
يتضمن الالتزام بقوانين التجارة الحرة العديد من التعديلات على الجوانب المؤسسية والتشريعية في الأردن ومن ضمنها أيضا القوانين والأنظمة الخاصة بالبيئة . فمن الضروري عدم التنازل عن المواصفات والمقاييس البيئية العالية من اجل تسهيل الاستثمار حيث أكدت اتفاقية الشراكة الأوروبية واتفاقية التجارة مع الولايات المتحدة على هذا الجانب البيئي وضرورة التزام الأردن بالمعايير والمقاييس البيئية المحلية وعدم التراجع عنها بل ومحاولة تطويرها لتصل إلى مستوى التشريعات الدولية أما اتفاقية منظمة التجارة الدولية فلم تتطرق إلى التشريعات البيئية الوطنية وتركت لكل دولة حق التصرف عن طريق تفعيل تشريعاتها المحلية على أن لا تطبق كوسيلة حمائية ضد السلع الواردة وان لا تكون عائقا غير جمركي . وقد تضمنت هذه التطورات أيضا ضرورة تطوير الإطار المؤسسي البيئي الأردني وان يتم تجاوز التشتت في رسم السياسات البيئية والبيروقراطية المتبعة وهذه التحديات كانت احد العوامل الرئيسية وراء الالتزام بفكرة إنشاء وزارة مختصة بشؤون البيئة حيث من الضروري أن يكون البعد البيئي متواجدا لدى اتخاذ القرار السياسي والتنموي على أعلى المستويات وفي مجلس الوزراء بالذات حيث باتت قضايا البيئة والتنمية من التعقيد والصعوبة بمكان مما يتطلب وجود وزارة تقنية قادرة على التعامل مع هذه المستجدات .
وعلى الجانب المؤسسي والتشريعي أيضا نجد العديد من القوانين والأنظمة المحلية ستواجه صعوبات كبيرة في التأقلم مع قضايا البيئة والتجارة بالذات نظرا لضرورة المتابعة والرقابة وتطبيق هذه الأنظمة وتحديثها على كافة المستويات لتكون على نفس سوية الأنظمة البيئية الدولية خصوصا ضمن الاتفاقية الأردنية الاميركية والتي تطالب بضرورة تفعيل الرقابة على الصناعات وعدم السماح بالتهاون في تطبيق القوانين والمعايير والمواصفات المحلية على اقل تقدير .
2- استهلاك مصادر المياه والموارد الطبيعية :
النمو المتوقع للصناعات والذي سينتج عن اتفاقيات التجارة الحرة ولاستغلال الميزات النسبية للصناعة الأردنية في الدخول الحر للأسواق الاميركية والاروبية سيدفع باتجاه زيادة الضغط على مصادر المياه . ومن المتوقع أن ينتج هذا الضغط من التوسع في التعدين والصناعات الكيماوية التحويلية . وقد أعدت الجمعية الأردنية للتنمية المستدامة دراسة حول التأثير المتوقع للانضمام لاتفاقية الشراكة الأوربية على قطاع الفوسفات في الأردن وإمكانية توسعه مستقبلا وما يمكن أن ينتج عن ذلك من تأثيرات بيئية .
قطاع الفوسفات الاستخراجي والتحويلي هو اكبر القطاعات الصناعية في الأردن وأكثرها إدارة للعملة الصعبة حيث بلغت صادرات الفوسفات عام 1996 360 مليون دولار أو حوالي 5% من الناتج المحلي الإجمالي . ويبلغ احتياطي الفوسفات في المملكة حوالي 1666مليون طن حسب إحصائيات 1998 .
وتعتبر الأردن ثاني اكبر مصدر للفوسفات في العالم حيث تسيطر على حوالي 18% من إجمالي السوق العالمي خلف المغرب صاحبة الحصة الأكبر ( حوالي 30%).
أما التأثيرات المتوقعة عن النمو المخطط له في قطاع صناعة الفوسفات فهي كالتالي :
1- زيادة استهلاك موارد المياه المحدودة : من المتوقع أن تزداد كميات استهلاك المياه في قطاع الفوسفات من 14 مليون متر مكعب في 1998 إلى 6و24 مليون متر مكعب عام 2006 أما مجمل استهلاك المياه في قطاع الفوسفات وضمن كل أنواع الصناعات فمن المتوقع أن يصل إلى 224 مليون متر مكعب سنويا كمعدل . أما بالنسبة لمصانع الأسمدة فمن المتوقع ازدياد استهلاكها للمياه من 11 مليون متر مكعب عام 1998 الى5و15 مليون متر مكعب عام 2003.
2- التأثير على المياه الجوفية : يتراوح معدل الضخ الطبيعي للمياه الجوفية المستخدمة في قطاع الفوسفات من 10-12 مليون متر مكعب سنويا وهو ما يعادل 110-120 مليون متر مكعب خلال السنوات العشر القادمة وهذا اقل من معدل الاستهلاك المطلوب .
3- التغيرات الجيومورفولوجية في مواقع التعدين : خلال السنوات العشر القادمة من المتوقع أن تصل كمية الموارد والمساحات المستخدمة في قطاع الفوسفات إلى 750 مليون متر مكعب .
4- زيادة النفايات الصلبة : من المتوقع أن تصل كمية النفايات الصلبة الناتجة عن قطاع الفوسفات إلى 65 مليون متر مكعب بين 1999 – 2008 . كما ستضيف المشاريع الجديدة حوالي 2.2 مليون طن من الجبس الفوسفاتي الناتج عن مصانع الاسمنت .
5- زيادة النفايات السائلة : سوف يزداد حجم النفايات السائلة بشكل كبير نتيجة زيادة النشاطات الصناعية في التعدين والأسمدة حيث من المتوقع أن تكون المياه العادمة الناتجة عن المصنع النرويجي في العقبة حوالي 220 متر مكعب في الساعة أي 9و1 مليون متر مكعب في السنة .
6- استهلاك الطاقة : سوف يزداد استهلاك الكهرباء في صناعة الفوسفات من 190 جيجا واط في الساعة عام 2006 أما استهلاك الوقود فسوف يزداد من 54 ألف طن من مكافىء النفط عام 2006.
ولمقاومة مثل هذه الزيادة على المياه الصناعية بشكل عام ينبغي إدخال التقنيات الحديثة في إعادة تدوير المياه العادمة الصناعية والوصول إلى مرحلة الدورة المغلقة للمياه المستخدمة في الصناعة أي إعادة استخدامها دوريا في المصنع .
أما على صعيد الزراعة فمن المتوقع حدوث تغير هيكلي في بنية الزراعة الأردنية بحيث تتجه نحو المنتجات ذات القيمة التصديرية العالية والتي لا تستهلك الكثير من المياه . وفي الوقت الحالي تستترف الزراعة 70% من استهلاك المياه في الأردن بينما لا تساهم إلا بأقل من 10% من الناتج المحلي الإجمالي وهذا يتطلب سياسات زراعية جديدة تأخذ بعين الاعتبار التحول عن الزراعات غير المجدية اقتصاديا مثل الموز ( يستهلك دونم واحد من الموز 2000 متر مكعب من المياه ) إلى الزراعات المجدية مثل الفراولة ( يستهلك دونم الفراولة 250 متر مكعب من المياه ).
3- نوعية الهواء :
الزيادة المتوقعة في عدد المصانع وكذلك عدد السيارات ووسائل النقل المختلفة ستؤدي في المحصلة إلى زيادة متوقعة في تلوث الهواء خصوصا في الأماكن المزدحمة بالحافلات والمواقع الصناعية المضغوطة . ويتطلب ذلك استخدام التقنيات البيئية الحديثة في تقليل نسب انبعاثات التلوث من المصانع . ومن أهم القطاعات التي من المتوقع أن تشهد نموا وبالتالي زيادة في مصادر التلوث محطات توليد الطاقة الكهربائية ومصانع الاسمنت والأسمدة ومصفاة البترول والمدن الصناعية .
4- النفايات الصلبة والخطرة :
زيادة المصانع والنشاط الاقتصادي تعني أيضا زيادة النفايات الصلبة والخطرة وبسبب عدم وجود تقنيات حديثة وملائمة للتخلص من هذه النفايات تصبح مشكلة تلوث حقيقية . ومن أهم مصادر النفايات الصلبة صناعات التعدين بكل أنواعها وكذلك الصناعات الكيماوية والصناعات الصغيرة المتوسطة التي لا تكلك أية وسائل إعادة تدوير أو حتى وسائل تخلص ملائمة . وتبقى النفايات ذات الطبيعة الخطرة أكثر إثارة للتخوف نظرا لعدم وجود نظام مؤسسي حديث لجمع هذه النفايات ومعالجتها بطريقة سليمة بيئيا ولا يزال مكب النفايات الخطرة في سواقة غير قادر على التعامل مع نفايات هذه الخواص الخطرة والضارة بيئيا . ومن الضروري أيضا تشجيع اتخاذ كل الاحتياطيات التقنية للمؤسسات الصناعية الجديدة للتعامل بشكل متطور مع النفايات الصلبة بنوعيها العادي والخطر وتحسين وسائل إعادة التدوير داخل المنشآت الصناعية .
5- استخدام مصادر الطاقة :
سيزداد العبء بشكل واضح على مصادر الطاقة من وقود وكهرباء لتشغيل المنشآت الصناعية وكذلك وسائل النقل التي يتزايد عددها بشكل كبير . وطالما بقيت موارد الطاقة في الأردن من مصادر خارجية وتعتمد على التصدير وبدون تطوير مصادر الطاقة المتجددة سيتسبب ذلك في زيادة الاعتماد على الطاقة الملوثة وكذلك ازدياد الضغط الاقتصادي على تكلفة استيراد هذه الطاقة . ومن المهم في هذه الحالة استخدام التقنيات الحديثة في ترشيد استخدام الطاقة في المنشآت التنموية بشكل عام .
6- الموارد البحرية :
زيادة النشاط الاقتصادي تعني أيضا زيادة الضغط على العقبة ، الميناء الوحيد في الأردن . ومع بدء العمل بالمنطقة الاقتصادية الخاصة في العقبة فان الضغط الشديد على مرافق الميناء سيؤدي إلى تدهور حتمي للبيئة في العقبة وخصوصا الشعاب المرجانية التي تعتبر عماد السياحة والنظام البيئي البحري الفريد في العقبة . وهذا سيتطلب تشريعات بيئية صارمة للحفاظ على البيئة في العقبة من هذا المد الاقتصادي .
7- استخدام الأراضي والبنية التحتية :
من الضروري تحديد آليات ومعايير تقنية لاختيار المواقع التي ستشهد الزيادة المتوقعة من النشاط الاقتصادي وذلك للحفاظ على المواقع الحساسة بيئيا من تعريضها لضغط الأنشطة الاقتصادية العشوائي والذي يمكن أن يتسبب بدمار بعض الأنظمة البيئية والمواقع ذات الحساسية البيئية . وينطبق الأمر نفسه على مشاريع البنية التحتية التي يجب أن تخضع لدراسات حول التأثير طويل الأمد في ضوء العديد من المتغيرات التنموية ومن ضمنها البعد البيئي .
8- نقل التكنولوجيا الرفيقة بالبيئة :
تحمل اتفاقيات التجارة الحرة الفرصة المناسبة لاستيراد التقنيات الحديثة الرفيقة بالبيئة بأسعار مناسبة إذا ما رفعت عنها الحواجز الجمركية التي تعيق استيرادها وفتحت أبواب المنافسة ضمن تيار حرية انتقال هذه السلع ، وكذلك يمكن تشجيع الصناعات التي تعتمد على هذه التقنيات لتسهيل انتقال منتجاتها عبر السوق وحصولها على مزايا تنافسية عالية مقارنة بالسلع والمنتجات التي لا تعتمد على أساليب الإدارة البيئية والتي لا تستخدم التقنيات الرفيقة بالبيئة .
إدارة البيئة في عصر التجارة الحرة – الحلول والتوصيات :________________________
من الواضح أن مواجهة تحديات العولمة والتجارة الحرة في الأردن يتطلب الكثير من الجهد التقني والإداري المتعلق بحماية البيئة وبالرغم من الأخطار التي تشكلها العولمة على البيئة الأردنية يمكن النظر دائما إلى النصف المليء من الكأس والمطالبة باستغلال هذا التحدي من اجل تنفيذ الإصلاحات البيئية الكثيرة التي يحتاج إليها الأردن في سبيل التوافق مع المدى الكبير للتطور التشريعي والعلمي في مجالات البيئة ، وهذا يتطلب الكثير من الاستجابات والتوصيات وخطط العمل على الصعيد البيئي أهمها :
1- التغيير والتقوية على الصعيد المؤسسي والتشريعي :
وهو العنصر الرئيسي والقاعدة الأولى في التعامل مع المستجدات البيئية الدولية ويتضمن ذلك الإسراع في إنشاء وزارة البيئة التي يجب أن تمتلك ناصية القرار البيئي المستقل في الأردن وتكون مؤهلة بالكادر التقني والفني الملائم ل تحقيق المهام التالية :
· إعداد الاستراتيجيات البيئية الوطنية والبرامج القطاعية المختلفة .
· تحديد السياسات البيئية الوطنية .
· تطوير القوانين والأنظمة البيئية المتلائمة مع التطورات العلمية والإدارية على مستوى العالم .
· الرقابة البيئية وتفعيل القوانين غير مراقبة تطبيق الأنظمة السياسية مثل تقييم الأثر البيئي والتدقيق البيئي والالتزام بالمعايير والمواصفات البيئية وهذا يتطلب كادرا تقنيا مؤهلا .
· تطوير مجموعة من مؤشرات نوعية البيئة المرتبطة بالنشاط الاقتصادي .
· التنفيذ الدقيق لنظام تقييم الأثر البيئي قبل وبعد إنشاء المشاريع والرقابة الدقيقة .
· نشاطات توعية بيئية وتنسيق عمل المؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية العاملة في مجال البيئة .
وعلى الصعيد المؤسسي أيضا من المهم إشراك ممثلي المنظمات الأهلية في عملية مستمرة لمناقشة وتقييم آثار الانضمام لاتفاقيات التجارة الدولية على البيئة الأردنية ومراقبة هذه التأثيرات والاستجابة لها بفعالية ، وهذا يتطلب التنسيق مع الجمعيات غير الحكومية وأصحاب الاختصاص في مختلف القطاعات وإنشاء سكرتارية مختصة بالتجارة والبيئة ضمن وزارة البيئة لمراقبة تنفيذ بنود هذه الاتفاقيات وما يترتب عليها من تأثيرات على البيئة ، ومن أهم القضايا التي يجب على عملية التنسيق هذه أن تتابعها :
  • زيادة استهلاك مصادر المياه والطاقة .
  • تدهور الموارد الطبيعية والتراثية في الأردن نتيجة إنشاء مرافق صناعية وتنموية جديدة .
  • الوقت والجهد المطلوبين لنقل الصناعات الأردنية إلى مرحلة تنافسية ومتلائمة مع القوانين البيئية الدولية .
  • الاستثمار الصناعي المطلوب للتحول نحو صناعة رفيقة للبيئة في مختلف القطاعات .
  • تطوير الأنظمة والقوانين الحالية للتعامل بكفاءة مع التنمية الاقتصادية السريعة وتأثيرها على البيئة .
  • حماية حقوق العمال في بيئة صحية وسليمة .
  • التغير الممكن في أنماط الحياة التقليدية في الأردن كنتيجة لنمو التجارة والاقتصاد والنشاطات الاقتصادية وخصوصا في القطاع الزراعي والاستهلاكي .

2- تطبيق التجارة الحرة بطريقة ايجابية بيئيا :
· تشجيع السياسات الاستثمارية في مجال حماية البيئة مثل نقل التكنولوجيا الرفيقة بالبيئة والاستثمار في مجالات الزراعة العضوية وتنقية المياه والتخلص من النفايات والخدمات البيئية المختلفة .
· دعم تنفيذ مشاريع البنية التحتية التي تقلل من الآثار البيئية المحتملة للمشاريع .
· الدعم المالي للوصول إلى المعرفة التقنية الرفيقة بالبيئة وخاصة للصناعات المتوسطة والصغيرة التي تشكل 90% من الصناعات الأردنية ومساعدتها على تطبيق السياسات البيئية ذات الجدوى الاقتصادية .
· عدم السماح بنقل الصناعات الملوثة للبيئة من الدول الصناعية إلى الأردن بحجة تشجيع الاستثمار أو توفير فرص العمل .
· منع إدخال المواد المضرة بالبيئة أو المنتجات ذات المواصفات غير السليمة بيئيا مثل المبيدات الممنوعة أو المواد الكيماوية السامة أو المنتجات المعدلة وراثيا .
· استخدام أحدث الرسائل التكنولوجية الرفيقة بالبيئة عند الترخيص وضمان العمل وفق هذه التقنيات وخصوصا إعادة استخدام المياه الصناعية في الدورة الإنتاجية ومعالجة النفايات الصلبة والسائلة والتخفيف ما أمكن من الانبعاثات الغازية .
3- بناء القدرات والتدريب :
ستكون عمليات التدريب ورفع القدرات من أهم عناصر تقوية الإدارة البيئية وخاصة فيما يتعلق بتنمية المهارات التقنية والفنية في المجالات التالية :
· تحسين مهارات تقييم الأثر البيئي وخاصة لدى العاملين في القطاع الحكومي وفي وزارة البيئة فيما يتعلق بمراجعة Review هذه التقارير وتقييمها ومتابعة تنفيذ الشروط الواردة فيها . ومن الضروري استحداث مديرية قوية وفاعلة وكفؤة مختصة بمتابعة عمل تقارير تقييم الأثر البيئي وجعلها ضرورة لا بد منها قبل البدء بأي مشروع . علما بان الأنظمة الأردنية الخاصة بتقييم الأثر البيئي موجودة ولكنها بحاجة إلى الكثير من التفعيل .
· تحسين المهارات التحليلية في الاقتصاد البيئي لدعم وتطوير السياسات البيئية والتنموية وإحداث التوازن المطلوب بينها وان يدخل العامل البيئي بكل وضوح ضمن السياسات الاقتصادية والتنموية ، وكذلك ضرورة استخدام المؤشرات الاقتصادية البيئية لمراقبة الوضع البيئي واستهلاك الموارد الطبيعية وألا يتم الاعتماد فقط على المؤشرات الاقتصادية التقليدية . ويتطلب ذلك تدريب بعض الأخصائيين البيئيين على مبادىء الاقتصاد البيئي الحديث والمتعلق بحرية التجارة وإدخال عناصر البيئة ضمن الموازنة العامة للدولة لمراقبة مدى استتراف الموارد الطبيعية .
· تقوية قدرات المرفق الصناعية والتنموية العامة والخاصة في مجال الإدارة البيئية وتطبيق مبادىء الايزو 14000 وتحديد حوافز واضحة للاستثمار الرفيق بالبيئة وتشجيع نقل التكنولوجيا المتطورة والالتزام بالمواصفات القياسية عن طريق حوافز ضريبية وتسويقية .
4- الدعم التقني وتنفيذ مشاريع ايضاحية :
بالتوازي مع عملية دعم القدرات ورفع الكفاءة من الممكن الإنفاق مع بعض الجهات المانحة على تطبيق بعض المشاريع الإيضاحية Demonstration Project متعلقة بالتجارة الحرة والعولمة مثل :
· تطبيق أفضل تقنية متوفرة ( BAT ) Best Available Technologyفي منع التلوث وتقليل المخلفات الصناعية والتدقيق البيئي وحفظ مصادر الطاقة وإعادة تدوير المياه في عدة اطر صناعية .
· تطوير معايير وطنية خاصة بالاستثمارات التجارية ضمن معايير تقييم الأثر البيئي .
· دراسة متعمقة لمدى زيادة الضغط المتوقع على الموارد الطبيعية من النمو الجديد للمرافق التنموية الناتجة عن اتفاقيات التجارة الحرة وما قد يترتب عليها من زيادة في مصادر التلوث .
· دراسة لتأثير المناطق الصناعية المؤهلة ( QIZ ) Qualified Industrial Zones المنتشرة في الأردن على عناصر البيئة .
· تطوير معايير خاصة لاختيار المواقع الخاصة بالبنية التحتية والمرافق التنموية وحماية المواقع ذات الأهمية البيئية من الاستثمار غير الرفيق بالبيئة .
· تطوير برامج تدقيق بيئي بالتعاون مع صناعات مختارة .
· تطوير وفحص برامج خاصة للطوارىء والاستعداد للتعامل مع احتمال حدوث كوارث بيئية مع تزايد فرص الاستثمار المتوقعة .
· مساعدة القطاع الاستثماري على التعامل مع طلبات الاستثمار وشروطه بسرعة وكفاءة في ما يتعلق بالشروط البيئية .
5- السيطرة الذاتية على الأداء البيئي من قبل القطاع الخاص :
مع انتشار الوعي البيئي في قطاع الصناعة الخاص لا بد من وجود تنسيق مع الحكومة ووزارة البيئة الجديدة في تنفيذ برامج المراقبة البيئية الذاتية من قبل المصانع والالتزام بتطبيق المواصفات والمعايير المحلية وتلك المنافسة دوليا .
6- دور المنظمات البيئية الأهلية :
تقوم المنظمات غير الحكومية بدور رئيسي في مراقبة الأداء الحكومي والصناعي معا وتشكل وسيلة مثلى لإشراك الجمهور في القرار ومراقبة تنفيذ الاتفاقيات وهذا يتطلب القيام بدور تنسيقي ورقابي فاعل على الحكومة كما يتطلب أيضا وجود كفاءات تقنية في هذه المنظمات تقدم البدائل والحلول الممكنة وتوضح الحقائق للجمهور .





 
عودة
أعلى