أوكرانيا وإشكالية الرؤوس النووية |
---|
يطرح الأعضاء بين الفينة والأخرى موضوع إرث أوكرانيا للرؤوس النووية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي!
في هذا الموضوع نطرح إشكالية الرؤوس النووية التي كانت تمتلكها أوكرانيا.
هناك ثلاثة عوامل رئيسية لعبت دورا في تخلي أوكرانيا عن الرؤوس النووية
في هذا الموضوع نطرح إشكالية الرؤوس النووية التي كانت تمتلكها أوكرانيا.
هناك ثلاثة عوامل رئيسية لعبت دورا في تخلي أوكرانيا عن الرؤوس النووية
العامل الأول: الجانب السياسي |
---|
أولا:
للاتحاد السوفيتي عدة اتفاقيات دولية وكان لزاما أن تكون هناك دولة واحدة ترث هذه الاتفاقيات.
ومن ضمنها:
معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1970. حيث تعترف المعاهدة بوجود خمس دول نووية قامت ببناء واختبار أجهزة تفجير نووية قبل تاريخ 1 يناير 1967 وهي الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتي، المملكة المتحدة، فرنسا والصين.
وقبل إنهياره بعدة أشهر قام بالتوقيع على معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية (START I) التي تم توقيعها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ثانيا:
قبل انهيار الاتحاد السوفيتي أعلنت جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية في يوم 16 من شهر يوليو لعام 1990 عن سياستها خلال إعلان سيادة الدولة:
تعلن جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية رسميا عزمها على أن تصبح دولة محايدة بشكل دائم ولا تشارك في التكتلات العسكرية وتلتزم بثلاثة مبادئ خالية من الأسلحة النووية: عدم قبول وإنتاج وشراء أي أسلحة نووية.
الرئيس الأوكراني ليونيد كرافتشوك
ومع ذلك، عندما أصبحت أوكرانيا دولة مستقلة في ديسمبر 1991، وقع الرئيس الأوكراني ليونيد كرافتشوك اتفاقيات في مدينتي مينسك وألماتي يتنازل فيها عن السيطرة التشغيلية على القوات النووية الاستراتيجية على أراضيها - قوات الصواريخ والقاذفات – للقوات المسلحة المستحدثة لرابطة الدول المستقلة ومقرها في موسكو. باستثناء تلك القوات النووية والبحرية في أسطول البحر الأسود، أممت أوكرانيا جميع القوات العسكرية الموروثة الأخرى: الجيوش التقليدية والقوات الجوية والدفاع الجوي والوحدات شبه العسكرية.
كما قامت أوكرانيا بالتوقيع على معاهدة لشبونة في عام 1991
كان بروتوكول لشبونة عبارة عن اتفاق ممثلون عن روسيا و روسيا و أوكرانيا و كازاخستان أن جميع الأسلحة النووية في الاتحاد السوفياتي السابق على أرض تلك الدول الأربع سوف يتم تدميرها أو تحويلها إلى السيطرة الروسية. اتفقت جميع الدول الأربع للانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مع روسيا خلفا للاتحاد السوفياتي كدولة نووية، وغيرها من الدول الثلاث هي دول غير نووية.
ثالثا:
مطالبة موسكو بإستعادة الأسلحة النووية التي أصبحت في الدول الحديثة (بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا).
سلمت كلا من بيلاروسيا وكازاخستان ما بحوزتيهما من أسلحة نووية! إلا أن أوكرانيا بدأت بالمماطلة شهر بعد شهر!
مطالبة موسكو بإستعادة الأسلحة النووية التي أصبحت في الدول الحديثة (بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا).
سلمت كلا من بيلاروسيا وكازاخستان ما بحوزتيهما من أسلحة نووية! إلا أن أوكرانيا بدأت بالمماطلة شهر بعد شهر!
منذ شهر يونيو لعام 1992، طالبت روسيا أوكرانيا بإزالة القوات النووية الاستراتيجية الموجودة على أراضيها من حالة التأهب، وإخراجها من الخدمة وإعادة الرؤوس النووية إلى الاتحاد الروسي.
وزير الدفاع كوستيانتين موروزوف
في أواخر شهر يوليو من عام 1993، زار وزير الدفاع الأوكراني كوستيانتين موروزوف الولايات المتحدة لمناقشة إمكانية اعتراف واشنطن بخُطوَة أوكرانيا بتحويل وضعها إلى «دولة نووية انتقالية» من وضع «قوة نووية مؤقتة». إلا أن الزيارة أثبتت فاشلها.
رابعا:
وضعت حكومة الولايات المتحدة أربعة أهداف سياسية رئيسية للعلاقات الأمريكية الأوكرانية من بينها:
أولاً، أرادت من البرلمان الأوكراني، رادا، التصديق على معاهدة ستارت وبروتوكولات لشبونة. فقد كانت قيد الدراسة في رادا منذ ما يقرب من 18 شهرًا.
ثانيًا، أرادت الولايات المتحدة من البرلمان الأوكراني رادا التصديق على معاهدة عدم الانتشار، وإعلان أن أوكرانيا ستتخلى عن استخدام الأسلحة النووية وستصبح دولة غير نووية.
تخلي أوكرانيا عن مبادئها بعد حصولها على الإستقلال لا يحسن صورة أوكرانيا كدولة حديثة في المجتمع الدولي ومن هنا قد ينظر إليها بنظرة مختلفة قد تؤدي إلى عزلتها.
وهذا ما صرح به وزير الخارجية الأوكراني أناتولي زلينكو
وهذا ما صرح به وزير الخارجية الأوكراني أناتولي زلينكو
قال وزير الخارجية زلينكو إن أوكرانيا كانت معزولة بسبب عدم رغبتها في التصديق على معاهدات الحد من التسلح وتسوية المسألة النووية. وبفضل الاتفاق الثلاثي*، أتيحت لها الفرصة الآن لإنهاء هذه العزلة وضمان عدم استخدام الأسلحة النووية عسكريا.
* تم التوقيع على بيان ثلاثي بين الرئيس الأمريكي والروسي والأوكراني في موسكو عام 1994