خشعت الجبال وتشققت من ذكر الله ...فماذا عنك أيها الإنسان؟

ابو مهند الزهراني

صقور الدفاع
إنضم
8 يونيو 2015
المشاركات
20,952
التفاعل
71,876 1,269 4
الدولة
Saudi Arabia
خشعت الجبال وتشققت من ذكر الله ...فماذا عنك أيها الإنسان؟



متى يتشقق الجبل؟
على مدار التاريخ البشري كان الجبل مأوًى للعديد من المقاتلين
ومخازن عسكرية للأسلحة الفتاكة والذخائروالحساسة
حتى مع تطوُّر الأسلحة وقوَّتها وشِدَّتها
بقِي الجبل من أعتى المقاومين
وما ذاك والله أعلم
إلا لشدَّته وقسوته وصلابته

فهل يمكن أن يتصدَّع (يتشقَّق) هذا الجبل من كلمات؟!
نعم اقرأ معي قوله تعالى:

﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
[الحشر: 21]

قال القرطبي في تفسيره:
فإنه لو خوطِب بهذا القرآن الجبالُ مع تركيب العقل فيها، لانقادتْ لمواعظه
ولرأيتَها على صلابتها ورزانتها خاشعةً مُتصدِّعةً؛ أي: مُتشقِّقةً من خشية الله".

لعلك لاحظتَ أربعة أمور ذكرتها الآية:
خاشعًا (ذليلًا)
ومُتصدِّعًا (مُتشقِّقًا)
وواضحًا وظاهرًا
بحيث إنك تراه (لرأيته)

والتعليل أو السبب وهو

خشية الله

فهي رسالة لمن نزل القرآن إليهم
وقد ركَّب فيهم خالِقُهم عقولًا تعي وتفهَم وتتدبَّر
أنكم لو تفكَّرتم في هذا القرآن لخشعتُم، وتشقَّقت قلوبُكم من خشية الله
وهذا من أكبر الدوافع نحو العمل الصالح والسعادة في الدارين

ورحم الله المفسِّر ابن كثير؛ حيث يقول:

إذا كانت الجبال الصُّمُّ لو سمِعَت كلامَ الله وفهِمتْه، لخشَعت وتصدَّعت من خشيته، فكيف بكم وقد سمِعتم وفهِمتُم؟!

 
عودة
أعلى