استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، ظهر الأربعاء 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالجناح الرئاسي بمطار
قرطاج الدولي، نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في أول زيارة له إلى بلد مغاربي منذ انتخابه.
وكانت زيارة تبون إلى تونس مقررة منذ مارس (آذار) 2020، إلا أن الوضع الوبائي في العالم حال دون ذلك. وجدير بالذكر أيضاً، أن ملامح تقارب وانسجام ظهرت بين البلدين، من خلال تصريحات الرئيسين، لتأتي هذه الزيارة تتويجاً للإيجابية التي تشهدها العلاقات التونسية -
، بحسب وصف مراقبين.
وفي حين يبدو أن هدف هذه الزيارة اقتصادي بحت، إلا أن مراقبين يرون فيها شقاً سياسياً، يظهر دعم الجزائر لتونس خصوصاً بعد القرارات التي اتخذها قيس سعيد ضد منافسيه السياسيين في 25 يوليو (تموز) الماضي.
هاجس أمني
واعتبر مستشار العلاقات الدولية، عبد الله العبيدي، أن "تونس في حاجة إلى مثل هذه الزيارة في هذا الوقت بالذات، خصوصاً وأن تصريحات رئيسي البلدين جاءت منسجمة مرات عدة". وأضاف أنه "طوال العشرية الأخيرة كانت الجزائر إلى جانب تونس في كل الأزمات التي حلت بها، بطريقة ملموسة، سواء عن طريق القروض المالية أو منح تسهيلات في مجال الطاقة".
ورأى العبيدي أن "الجزائر لديها مشاكل دبلوماسية مع المغرب وأيضاً مع فرنسا، فهي بالتالي تحتاج إلى دعم تونس". وتابع "المنطقة تواجه أطماعاً خارجية، فهي مستهدفة أمنياً، خصوصاً في
التي تشهد حالة عدم استقرار زعزع أمن شمال أفريقيا ككل، وبالتالي تونس والجزائر تجمعهما ذات الهواجس والأهداف التي تهم المنطقة ككل، فالبلدان يحتاجان إلى الاستقرار الأمني والسياسي الإقليمي".
وعبر العبيدي عن اعتقاده بأن "التقارب والانسجام بين تونس والجزائر يمكن أن يكون نواة أولية لتفعيل بعض الاتفاقيات الموجودة وغير المفعلة في إطار الاتحاد المغاربي، نظراً إلى الأوضاع الراهنة في ليبيا أو في ظل توتر العلاقة بين الجزائر والمغرب".
تعزيز الروابط
كانت الرئاسة التونسية أعلنت في بيان استبق وصول تبون، أن الزيارة "ستشكل مناسبة متجددة لمزيد تعزيز روابط الأخوة التاريخية وعلاقات التعاون والشراكة وترسيخ سنة التشاور والتنسيق القائمة بين القيادتين في البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة".
أما الرئاسة الجزائرية، فأعلنت أن زيارة تبون إلى تونس "تندرج في إطار تمتين علاقات الأخوة المتجذرة، بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون، والارتقاء به إلى مستوى نوعي يُجسد الانسجام التام والإرادة المشتركة لقيادتي البلدين وشعبيهما".