المسرح الإفريقي في الحرب العالمية الأولي

إنضم
26 سبتمبر 2007
المشاركات
2,776
التفاعل
3,219 13 9
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم
......................

مقدمة:

عبارة عن تنافس مسلح نشأ بين الحلفاء من جهة والإمبراطورية الألمانية وتمحور علي المستعمرات الألمانية المبعثرة في إفريقيا والمتمثلة في الكاميرون ومنطقة فولتا و توجو وشرق وجنوب غرب إفريقيا .

وكانت بريطانيا الدولة الوحيدة في العالم وقتها القادرة علي غزو المستعمرات الألمانية الموجودة بإفريقيا وذلك عقب إندلاع الحرب العالمية الأولي ، ومن سوء حظ الألمان أن أغلب مستعمراتهم بالقارة الإفريقية كانت محاطة بدول الحلفاء المعادية كبريطانيا وبلجيكا وفرنسا والبرتغـال ، بإستثناء مستعمراتها بشرق إفريقيا .


حملة غرب إفريقيا

كان لدي ألمانيا بغرب القارة مستعمرتان تمثلان حالياً دولتي توجو والكامــيرون ، وتم للحلفاء السيطرة علي توجو بقوات مشتركة بريطانية وفرنسية في وقت قصير ، ولكن في الكاميرون كان الوضع مختلف حيث قاتلت القوات الألمانية قتالاً ضارياُ في وجه قوات الحلفاء المشتركة من بلجيكا وفرنسا وبريطانيا ، لكن في عام 1916 تغير الموقف لصالح الحلفاء بعد هروب الجنود الألمان نحو المستعمرة الأسبانية بغينيا ، فإستسلمت باقي القوات الألمانية Schutztruppe.

السيطرة علي توجو:


كانت عملية غزو توجو إحدي عمليتين عسكريتين في حملة غرب إفريقيا ، وتم للحلفاء السيطرة عليها في وقت قصير ، حيث إستخدمت قوات بريطانية من مستعمرة الساحل الذهبي "غانا" بالتعاون مع قوات فرنسية من مستعمرة Dahomey "بنين" ، وإبتدأت تلك العملية يوم 3 أغسطس 1914 وإنتهت يوم 27 أغسطس 1914 ..

السيطرة علي الكامــيرون:


كان لدي الألمان بمستعمرة الكاميرون قرابة الـ1000 جندي بالإضافة إلي 3000 جندي إفريقي ، وقام البريطانيين بالهجوم من نيجيريا علي 3 محاور مختلفة شرق الكاميرون ، وتم للألمان وحلفائهم هزيمة قوات البريطانيين المتقدمة علي المحاور المختلفة وترجع أسباب ذلك للتضاريس الصعبة بالمنطقة بالإضافة إلي إتباع الألمان أسلوب الكمائن في التصدي للبريطانيين .

الجنود الأفارقة بمستعمرة الكاميرون الألمانية

أما الفرنسيون فهاجموا من الجنوب حيث مستعمرتهم تشاد وإستولوا علي مدينة Kusseri ، وفي أوائل شهر سبتمبر 1914 نجحت قوة مشتركة فرنسية بلجيكية بالإستيلاء علي مدينة Limbe الساحلية بمعاونة 4 قوة بحرية مكونة من 4 طرادات بريطانية وفرنسية ، ثم زحفت تجاه عاصمة المستعمرة الألمانية بالكاميرون Douala وإستولوا عليها يوم 27 سبتمبر 1914 .

وإنحصرت المقاومة الألمانية في مدينة ياوندي Yaounde ، ولذلك فقد قامت القوات البلجيكية الفرنسية بالتوغل أكثر داخل البلاد مستغلين خطوط السكة الحديد التي سبق للألمان تشييدها وإستخدموها كوسيلة للوصول إلي مركز المقاومة الألمانـية ، وبحلول شهر نوفمبر 1914 أمكن لقوات الحلفاء السيطرة علي ياوندي ، وهرب معظم الجنود الألمان الذين ظلوا علي قيد الحياة إلي المستعمرة الأسبانية بغينيا والتي كانت علي الحياد بذلك الوقت ، وسقطت أخر المعاقل الألمانية بالكاميرون في فبراير 1916 .
..................
يتبع
 
رد: المسرح الإفريقي في الحرب العالمية الأولي

حملة جنوب غرب إفريقيا

كانت منطقة جنوب غرب إفريقيا مستعمرة ألمانيـة شاسعة "حاليا ناميبيا" وقاحلة ولهذا فقد تركز الوجود الإستعماي الألماني حول مدينـة ويندهوك Windhoek ، وكان لدي الألمان قرابة الـ3000 جندي مع إمكانية رفع ذلك العدد بنحو 7000 رجل من أبناء المستعمرة الألمانية ، وكان للألمان علاقات جيدة بالبوير Boers بجنوب إفريقيا والذين سبق لهم خوض معارك عنيفة ودامية ضد البريطانيين قبل 12 عاماً ، وعندما قرر البريطانيين شن الهجوم علي الألمان بتلك المنطقة ، فكروا في الإستعانة بأعداء الأمس "البوير" وعلي الرغم من علمهم بمدي خطورة ذلك الأمر إلا أنهم مضوا فيه ، وأدي الامر إلي وجود 12000 بويري مسلح ضد البريطانيين.


وخلال عام 1914 كانت إرهاصات الحرب تلوح بالأفق في أوروبا ، وأدرك المسولين بجنوب إفريقيا أهمية حدودهم المشتركة مع المستعمرة الألمانية بناميبيا ، ولذلك أبلغ رئيس الوزراء الجنوب إفريقي Louis Botha الحكومة البريطانية بلندن بأن بمقدورهم الدفاع عن أراضيهم في وجه الألمان ومن الممكن إستخدام الحامية البريطانية الموجودة بجنوب إفريقيا للقتال بجبهات أخري ، وعندما إستفسرت الحكومة البريطانية من لويس بوثا عما إذا كان بمقدوره شن هجوم علي المستعمرة الألمانية بجنوب غرب إفريقيا ، أجاب قائلاً "بأن بإمكانه فعل ذلك" ..


وبالفعل تم تعبئة جنود جنوب إفريقيا أوائل شهر سبتمبر 1914 علي طول الحدود مع المستعمرة الألمانية بجنوب غربي إفريقيا ووضعت تحت قيادة كل من الجنرال Henry Lukin والعقيد Manie Maritz البويري ، وبعد ذلك بفترة قصيرة إستطاعت قوات أخري مساندة من الإستيلاء علي ميناء Luderitz الناميبي.

ثورة البوير:

وفي ضوء كراهية البوير للبريطانيين ، فقد كان للسكان البوير بجنوب إفريقيا تعاطف كبير نحو الألمان ، الذين سبق لهم أن دعموهم خلال صراعهم مع البريطانيين قبل 12 عاماً أثناء حرب البوير الثانية ، ونتيجة لذلك قام العقيد Maritz بقيادة تمرد ضد الحكومة الجنوب إفريقية الموالية لبريطانيا ومضي يعلن عن إستقلال جمهورية جنوب إفريقيا وولاية "البرتقال الحرة" بالإضافة إقليمي كيب وناتال عن السيطرة البريطانية الإستعمارية وأن علي كل ساكن أبيض بالمناطق المذكورة مهما كانت جنسيته أن يحمل السلاح ..


وإستطاع العقيد Maritz ومعاونيه جمع أكثر من 12000 بويري غاضب بولايتي ترانسفال Transvaal والبرتقال Orange ، علي أهبة الإستعداد للكفاح المسلح في سبيل نيل حريتهم فيما يعرف لاحقاً بإسم "ثورة البوير أو تمرد العقيد مارتيز" ، ونتيجة لذلك الوضع المتدهور قامت الحكومة الجنوب إفريقية بإعلان الأحكام العرفية في أكتوبر 1914 ، وأطلقت الحكومة يد كل من الجنرال Louis Botha و الجنرال Jan Smuts لسحق تمرد العقيد مارتيز اللذان إستطاعا هزيمته في 24 أكتوبر 1914 ولجأ بنهاية الأمر إلي الألمـان ، وتم للحكومة الجنوب الإفيقية قمع التمرد نهائياً بحلول أوائل شهر فبراير 1915 ، وحكم علي قادة التمرد البارزون بالسجن لـ6 سنوات وتغريمهم مالياً ، ولكن بعد عامين من سجنهم تم الإفراج عنهم كنتيجة لمبادرة الجنرال بوتا Botha بالمصالحـة ..

القتال ضد الألمان:


S%C3%BCdwestafrika_1915.jpg

تم للألمان إفشال أولي المحاولات لغزو مستعمرتهم يوم 25 سبتمبر 1914 وذلك عندما إستطاعوا هزيمة القوات البريطانية Sandfontein القريبة من الحدود وتمكن الناجون البريطانيين من الوصول بسلام إلي جنوب إفريقيا ..

وفي مارس 1915 كانت القوات الجنوب إفريقية "67000 جندي" علي أهبة الإستعداد للزحف نحو المستعمرة الألمانية ، وتحركوا علي 4 محاور للسيطرة الكاملة علي الأراضي الألمانية بجنوب غربي إفريقيا ، وقام الجنرال بوتا Botha بقيادة هجوم تمكن من خلاله من السيطرة علي خليج Walvis ومدينة Swakopmund شمال المستعمرة الألمانية ..

وقد واجه البريطانيين مصاعب جمة خلال زحفهم علي المستعمرة الألمانية ، حيث صادفوا كمائن ألغام ألمانية ضدهم ، بالإضافة إلي قيام الألمان بتغوير آبار المياه الموجودة بطريقهم ، إلا أنه وبالرغم من ذلك تمكنت القوات البريطانية من السيطرة علي عاصمة المستعمرة الألمانية ويندهوك Windhoek بحلول يوم 12 مايو 1915 ، وبعد ذلك طاردت القوات البريطانية فلول الألمان الهاربين شمال غربي ناميبيا وهزموا في معركة Otavi يوم 1 يوليو و إستسلموا في معركة Khorab في 9 يوليو 1915..
.....................
يتبع
 
رد: المسرح الإفريقي في الحرب العالمية الأولي

حملة شرق إفريقيا

ظلت المستعمرات الألمانية بشرق إفريقيا "تزانيا وروندا وبورندي" عصية علي الوقوع بأيدي البريطانيين الذين ظلوا يجاهدون معهم طيلة 4 سنوات ومتحملين خلالها لعشرات ألاف الإصابات التي حدثت بصفوفهم "نسبة كبيرة كانت بسبب الأمراض المستوطنة بتلك المناطق" ، وأصبح قائد القوات الألمانية العقيد "رقي فيما بعد لرتبة جنرال" Lettow Vorbeck الذي نجح في الصمود بوجه البريطانيين المتفوقين عليه رمزاً للشجاعة العظيمة وعلي الرغم من ذلك لم يكن لنجاحه في الوقوف بوجه البريطانيين تأثير علي النتائج النهائية للحرب العالمية الأولي.


وإستخدم الألمان تكتيكات حرب العصابات خلال مواجهتهم للبريطانيين وبرعوا في تنفيذ أدوار الكر والفر وتنفيذ الكمائن ، وقد حاول الجيش البريطاني إستخدام نفس أسلوب الألمان للتصدي بوجوههم إلا أن ذلك لم يؤدي لتنفيذ المطلوب ، وكانت القوات الألمانية توفر تعييناتها عن طريق الإنتشار في جميع أنحاء المستعمرة والعيش علي خيراتها بالإضافة إلي غنائمهم من القوات البريطانية والبرتغالية المتحالفة .

وفي عام 1916 طلب البريطانيين من القائد البويري Jan Smuts العمل علي إيقاع هزيمة ساحقة بالألمان وقاموا بتزويده بقوات كبيرة جداً ، وكانت تخطيطه خلال حملته علي مستعمرات شرق إفريقيا الألمانية يتم وفق أسلوب منهجي ومعد له مسبقاً ولذلك فقد كللت جهوده بالنجاح ، وبنهاية عام 1916 كانت القائد Jan Smuts قد تمت له السيطرة علي خطوط السكة الحديد الألمانية بالمستعمرة وبذلك أحكموا سيطرتهم علي المناطق الواقعة شمال خط السكة الحديد ، ومن ناحية أخري كانت القوات البلجيكية الكونغولية المشتركة بقيادة الجنرال Tombeur قد نجحت بالإستيلاء علي شرق المستعمرة..

وعلي الرغم مما سبق لم تتعرض القوات الألمانية بقيادة Lettow Vorbeck لأي هزيمة وإستئنف أنشطته المعادية للبريطانيين بعد سفر القائد البويري Jan Smuts إلي لندن لينضم لوزارة الحرب البريطانية وذلك في 1917 ، وزحف الجيش الألماني نحو المناطق البرتغالية بشرق إفريقيا وذلك في نوفمبر 1917 ، وإرتد ثانية إلي مناطقه الأصلية لينتهي به الموقف شمالي روديسيا وظل متمركزاً بها حتي نهاية الحرب ..



رسم توضيحي يظهر إستسلام الألمان للبريطانيين

وبنهاية الأمر، وافق جيش الجنرال Lettow Vorbeck علي وقف إطلاق النار وذلك يوم 14 نوفمبر 1918 ، عقب تلقيهم برقية تفيد بإستسلام ألمانيا قبل ذلك بـ3 أيام ، ووقاموا بتسليم أنفسهم فعليا يوم 23 نوفمبر 1918 بمنطقة Abercorn ، وعندما رجعت قوات الجنرال Lettow Vorbeck إلي ألمانيا لم ينظر إليهم هناك كمهزومين بل إعتبروهم رمزاً للشجاعة والبطولة ..

.........................
يتبع
 
رد: المسرح الإفريقي في الحرب العالمية الأولي

تفصيل حملة شرق إفريقيا

بداية حملة شرق إفريقيا:

الموقف بشرق إفريقيا حتي أغسطس 1915

بدأ القتال في حملة شرق إفريقيا في 15 أغسطس 1914 وتمركزت القوات الألمانية في رواندا / بوروندي وقامت بعمليات قصف ضد القري بمستعمرة الكونغو البلجيكية ، وفي 22 أغسطس فتحت سفينة بحرية ألمانية عند بحيرة تنجانيقا النار علي ميناء Albertville "حاليا Kalemie" ، وفي سبتمبر شن الألمان غارات ضد الدول المجاورة لهم في كينيا وأوغندا ..

وقام العقيد Lettow Vorbeck بإنشاء قوة بحرية صغيرة علي ضفاف بحيرة فيكتوريا ورغم ضآلة عملياتها إلا أن لذلك صدي واسع ، مما أجبر البريطانيين علي إستدعاء بضع قوارب مسلحة وقاموا بنقلها مجزأة عبر خطوط السكة الحديد تجاه بحيرة فيكتوريا ليفرضوا سيطرتهم مرة أخري علي البحيرة ، وأرسلوا أيضا لواءاين من جيش الهند البريطاني الذي حاول الإنزال في Tanga يوم 2 نوفمبر 1914 وإستطاع الألمان عرقلة هذه العملية ، وقد كان للنيران الألمانية العنيفة والدقيقة أثر بالغ في تأخير وصول القوات نحو الشواطئ قبل أن يتمكنوا من ذلك بعد 3 أيام من الجهـد وقد ترك البريطانيين تعيينات كثيرة إستطاع الألمان من الإمساك بها ومكنتهم من الصمود لمدة عام كامل ..

الحرب البحرية:

كان لأسطول عرض البحار الألماني طراد وحيد بالمنطقة عند بداية الحرب يدعي SMS Konigsberg الذي قام بتدمير طراد بريطاني يدعي HMS Pegasus بميناء زنجبار أثناء وجوده به للتصليحات ، لكن بعد إكتمال حشود البريطانيين البحرية أمكن لهم محاصرة الطراد الألماني بالسفن الحربية البريطانية وتم تحطيم الطراد SMS Konigsberg وتم الإستيلاء علي الطاقم والمدافع عيار 105 التي كانت علي متن الطراد الألماني وإسترداد 4 مدافع سبق لطاقم الطراد أن إستولي عليها من طرادهم البائس Pegasus..

مدافع ألمانية تم الإستيلاء عليها

البعثة العسكرية ببحيرة تنجانيقا:

خلال عام 1915 قام البريطانيين بتحريك زورقين بحريين براً إلي الشاطي البريطاني للبحيرة وإستطاعوا أسر السفينة الألمانية Kingani وإستبدلوا إسمهما بـ HMS Fifi بالإضافة إلي سفينتين بلجيكيتين وقاموا بهجوم تحت قيادة القائد Geoffrey Spicer-Simson ضد السفينة الألمانية Hedwig von Wissman وتمكنوا من إغراقها لضمان السيطرة علي بحيرة تنجانيقا التي تعتبر المفتاح الحيوي الذي يمكنهم من السيطرة علي الجزء الشرقي من المستعمرة الألمانية بتلك المناطق ، وإستطاعت سفينة ألمانية وحيدة النجاة تدعي Graf von Go"tzen ولم يكن البريطانيين ليرضوا بذلك ووبعد قيامها بقصف floatplane تمكن البليجيكون من الصعود علي متنها وتأمينها قبل وصول الجنود البريطانيين إليها ..

التعزيزات الألمانية ، 1916:

تم إسناد قيادة القوات البريطانية لصالح الجنرال Horace Smith-Dorrien ولكن إصابته بمرض تقلص الرئة خلال سفره لجنوب إفريقيا منعته من تولي مهام الأمور ، وخلال عام 1916 أعطي للجنرال Jan Smuts مهمة سحق وهزيمة قوات العقيد Lettow-Vorbeck ، وكان لدي الجنرال Smuts جيش كبير بالمنطقة يتكون من 13000 من القوات الجنوب إقريقية و البوير والبريطانيين و الروديسيون بالإضافة إلي 7000 جندي هندي وإفريقي كقوات إحتياط يستعان بهم وقت الحاجة وتواجدت قوة بلجيكية كبيرة إلي حد ما ، وكانت عملية إمداد هذه القوات يتم عن طريق الإبل الإفريقية وذلك لإفتقار خطوط الجبهة للسكك الحديدية ، أما العقيد Lettow-Vorbeck فكان بحوزته 3500 جندي ألماني بالإضافة إلي 12000 جندي Askaris من أهل المستعمرات .


وبدأ الجيش البريطاني بقيادة Smuts هجومه من عدة محاور ، فكان الهجوم الرئيسي من الشمال من كينيا ، بينما تقوم قوات من الكونغو البلجيكية بهجوم من جهة الغرب في إتجاهين ، أحدهما نحو بحيرة فيكتوريا والأخر نحو Rift Valley ، وقامت قوات أخري بالتقدم عبر بحيرة Nyasa"ملاوي" من الجهة الجنوبية الشرقية ، وبالرغم من كل تلك الحشود فقد أخفقت في الإمساك بالعقيد Lettow-Vorbeck وتحملوا خسائر جسيمة بصفوفهم في سبيل ذلك ، ومثال علي ذلك إحدي الوحدات البريطانية وبالتحديد لواء المشاة التاسع الجنوب إفريقي بدأ هجومه في فبراير بعدد 1135 وفي اكتوبر وصل عديد جنوده إلي 116 جندي !، رغم عدم مواجهتهم معارك عنيفة والسبب يرجع إلي الأمراض المستوطنة بتلك المناطق .

وعلي أي حال ، كان الألمان في حالة تراجع مستمر والبريطانيين في حالة تقدم مطرد ، وبحلول شهر سبتمبر 1916 تمت للبريطانيين السيطرة الكاملة علي خطوط السكة الحديد الألمانية التي تمتد من الساحل بدار السلام حتي Ujiji ، وإستطاعت القوات البلجيكية بقيادة الجنرال Tombeur بأســر Tabora العاصمة الإدراية للمستعمرة الأللمانية بشرق إفريقيا ..


وإنحصرت قوات العقيد Lettow Vorbeck في الجزء الجنوبي للمستعمرة الألمانية ، ولذلك فقد الجنرال Smuts بالإنسحاب بجنوده نحو جنوب إفريقيا وتم إعادة الروديسيون لبلدهم وإحلال قوات إفريقية بدلاً منـهم ، وببداية 1917 أصبح نصف الجيش البريطاني بالمنطقة من الجنود الأفارقة وبنهاية الحرب كان معظمه منهم ، وغادر Smuts إلي لندن لكي ينضم لوزارة الحرب البريطانية هناك..


مشاركة الكونغو البلجيكية :

كانت المشاركة البلبجيكيين فعالة جداً ، فقد قدموا ما يقرب من 260000 حمّال دون إحتساب القوات العسكرية ، وقامت القوات المسلحة لمستعمرة الكونغو البلجيكية التي تسمي Force Publique بالزحف تحت قيادة كل من الجنرالِ Tombeur والعقيد Molitor والعقيد Olsen وإستولوا علي كيغالي يوم 6 مايو وواجهوا مقاومة عنيفة في بوروندي لكن تفوقهم العددي أتاح لهم السيطرة التامة عليها وبحلول الـ6 من يوليو أكملوا السيطرة علي Usumbura وبالتالي إحتلال روندا وبورندي بالكامــل ..


وواصلت قوات Force Publique تقدمها للإستيلاء علي Tabora ، وأثناء تقدمهم زحفوا نحو تنجانيقا في 3 أعمدة وإستولي علي مدن Biharamuro, Mwanza, Karema, Kigoma and Ujiji بعد مواجهـات عنيفة وسيطروا بعدها علي مدينة Tabora..


السنة الأخيرة ، من 1917 إلي 1918:

بالرغم من الجهود البريطانية المستمرة والحثيثة لتحطيم جيش Lettow Vorbeck فقد فشل البريطانيين في إنهاء المقاومة الألمانية ، وتولي القيادة بعد رحيل Smuts اولاً الجنرال هوسكينز ثم تلاه الجنرال الجنوب إفريقي Deventer الذي قام بإطلاق هجوم قوي في يوليو 1917 ضد قوات العقيد Vorbeck التي قسمهما إلي 3 مجموعات وإستطاعت مجموعتان منهم الهرب والمجموعة الأخري التي قدر عددها بـ5000 جندي بقيادة Tafel أجبرت علي الإستسلام ..

وخلال عـام 1917 ، حاولت القيادة العليا الألمانية إيصال المساعدات والتجهيزات الضروية اللازمة لصمود قوات العقيد Vorbeck عن طريق المناطيد الطائرة ، فتم إرسال 59 منطاد لمسافة 6400 كلم لكن تلك المحاولة باءت بالفشل ...

وبالرغم من ذلك كانت القوات الألمانية ذات قدرة علي الوقوف بوجه البريطانيين وهزيمتهم في مناسبات عدة منها معركة جرت بالقرب من Mahiwa خلال شهر أكتوبر 1917 خسر البريطانيين خلاله 1600 رجل مقابل 100 رجل فقط ، لكن مثل تلك الإنتصارات لم تكن لتغير من سير إتجاه المعركة فإلي تلك اللحظة كان البريطانيين يضيقون الخناق علي الألمان ، وفي 23 نوفمبر عبر العقيد Vorbeck بقواته نحو موزمبيق البرتغاليـة في محاولة لكسب تأييد الحامية البرتغالية الصغيرة إلي صفه إلا أنه كان غير قادر علي مواجهة أعداد البريطانيين الكبيرة فقرر العودة إلي روديسيا في أغسطس 1918 ..

وفي 13 نوفمبر ، بعد يومين من توقيع الهدنة في أوروبا ، خسر الألمان أخر معاقلهم في Kasama بعد إستيلاء البريطانيين عليها ، وعند وجوده علي نهـر Chambezi River إستلم برقية تفيد بتوقيع الهدنة بأوروبا ، فتقدم نحو Abercorn حيث إستسلم فعليا يوم 23 نوفمبر 1918.
......................
تم بحمد الله
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى