هل سيدنا الخضر عليه السلام هو القدر؟
للدكتور على الصلابي
هل توقفت يوما لتتسائل عن سيدنا الخضر عليه السلام؟
هل هو نبي أو ولي أو عالم أم ماذا؟
هل انتابتك الدهشة لهذا الذي جعله الله أكثر علما و حكمة و رحمة من نبي مرسل؟
هل تساءلت يوماً لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا موسى عليه السلام
لبلوغ المكان الذي سيلاقي فيه سيدنا الخضر عليه السلام
*﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾*
و لماذا سيدنا موسى تحديدا الذي قدر له من بين جميع الأنبياء و الرسل
أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علما و رحمة..
الأكيد أن هذه القصة تحديدا تختلف تماما عن كل القصص
قصة موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص، لماذا؟
لأن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب
و ليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي
إنما نحن في هذه القصة أمام علم من طبيعة أخرى غامضة أشد الغموض..
علم القدر الأعلى علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة
كما أسدلت على مكان اللقاء و زمانه
و حتى الإسم
﴿عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا﴾
هذا اللقاء كان استثنائيا لأنه يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية
منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها
سؤال
لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟
لماذا يموت الأطفال؟
*كيف يعمل القدر؟*
البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيدا للقدر المتكلم لعله يرشدنا
﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً﴾
أهم مواصفات القدر المتكلم
أنه رحيم عليم أي أن الرحمة سبقت العلم.
فقال النبي البشر (موسى) :
﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾
يرد القدر المتكلم (الخضر):
﴿قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ ﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾
فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري
ولن تصبر على التناقضات التي تراها يرد موسى بكل فضول البشر:
﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾
هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل االقدر؟
يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب
تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب
معاناة، ألم، رعب، خوف، تضرع
جعل موسى البشري يقول
﴿قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً﴾
عتاب للقدر كما نفعل نحن تماما
أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟
أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟
أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل؟
يارب لماذا كل هذه السنوات في السجن؟
يارب أنستحق هذه المهانة؟
﴿أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾
ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار؟
ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر..
يمضي الرجلان.. ويقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم
بقتل الغلام
ويمضي
فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي.. ويعاتب بلهجة أشد
﴿أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا﴾
تحول من إمراً إلى نكراً
والكلام صادر عن نبي أوحي إليه
لكنه بشر مثلنا
ويعيش نفس حيرتنا
يؤكد له الخضر مرة أخرى
﴿أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾
ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل..
فيذهبان إلى قرية
وهذه قرية لئيمة اهلها بخلاء ضعاف نفوس
طلب منها سيدنا الخضر عليه السلام وسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام الطعام وهما في اشد الحاجة والجوع
فأبوا أن يعطوهما رغم حاجتهما الى الطعام او يا ويانهما من البرد وتعب السفر
وهذه القرية ليس لها منافذ ولا محلات لبيع الطعام
ولا حتى إعداده في تلك القرية اللئيمة
كما قال تعالى:
«فانطلقا حتى إذا أتيا على أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما
فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا»
فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى
و هنا ينفجر موسى عليه السلام
فيجيبه من سخره ربه
ليحكي لنا قبل موسى حكمة القدر
﴿قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا﴾
هنا تتجلى حكمة الإله و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة
الشر نسبي
و مفهومنا كبشر عن الشر قاصر
لأننا لا نرى الصور الكاملة
القدر أنواع ثلاث
النوع الأول
مثل اصحاب القارب
شرا تراه فتحسبه شرا
فيكشفه الله لك أنه كان خيرا
فما بدا شرا لأصحاب القارب
اتضح أنه خير
لهم و هذا هو النوع الأول وهذا نراه كثيرا في حياتنا اليومية و عندنا جميعا عشرات الامثلة عليه.
النوع الثاني
مثل قتل الغلام
شرا تراه فتحسبه شرا
لكنه في الحقيقة خير
لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك
فتعيش عمرك و أنت تحسبه شرا
هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث؟
هل أخبرها الخضر؟
الجواب لا
بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الغلام
الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. وبالتأكيد
هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول
وأن الأول كان سيكون سيئاً
﴿فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً﴾
فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم
ولم تستطع تفسيره أبدا
و لن تفهم أم الغلام أبدا حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة..
نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام
لأننا نعرف فقط
لماذا فعل الخضر ذلك؟
أما هي فلم و لن تعرف
النوع الثالث من القدر و هو الأهم
قصة اليتامى أبناء الرجل الصالح
وهو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري لطف الله الخفي..
الخير الذي يسوقه لك الله
و لم تراه و لن تراه و لن تعلمه..
هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا
هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا
هل شاهدوا لطف الله الخفي.. الجواب قطعا لا
هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا..
فلنعد سويا إلى كلمة الخضر (القدر المتكلم) الاولى:
﴿إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾
لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله
فالصورة أكبر من عقلك
استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما
ثق في ربك فإن قدرك كله خير
وقل في نفسك
أنا لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها
لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا
إذا وصلت لهذه المرحلة
ستصل لأعلى مراحل الإيمان والطمأنينة
وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان المؤمن
لأي من أقدار الله
خيرا بدت أم شرا
ويحمد الله في كل حال
حينها فقط
سينطبق عليك كلام الله
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾* حتى يقول .. *﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حسابا ولا عذابا
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا زدنا علماً يا ذا الجلال و الاكرام.
خاطرة جميلة جدا
ومناسبة لنفوسنا التي نخرها اليأس وأكلها القنوط...
اللهم اجعلنا ممن يحسنون الظن بك
ويرضون بكل قدر كتبته لنا يا ذا الجلال و الاكرام
للدكتور على الصلابي مع بعض التعديل والاضافات التوضيحية
للدكتور على الصلابي
هل توقفت يوما لتتسائل عن سيدنا الخضر عليه السلام؟
هل هو نبي أو ولي أو عالم أم ماذا؟
هل انتابتك الدهشة لهذا الذي جعله الله أكثر علما و حكمة و رحمة من نبي مرسل؟
هل تساءلت يوماً لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا موسى عليه السلام
لبلوغ المكان الذي سيلاقي فيه سيدنا الخضر عليه السلام
*﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾*
و لماذا سيدنا موسى تحديدا الذي قدر له من بين جميع الأنبياء و الرسل
أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علما و رحمة..
الأكيد أن هذه القصة تحديدا تختلف تماما عن كل القصص
قصة موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص، لماذا؟
لأن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب
و ليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي
إنما نحن في هذه القصة أمام علم من طبيعة أخرى غامضة أشد الغموض..
علم القدر الأعلى علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة
كما أسدلت على مكان اللقاء و زمانه
و حتى الإسم
﴿عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا﴾
هذا اللقاء كان استثنائيا لأنه يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية
منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها
سؤال
لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟
لماذا يموت الأطفال؟
*كيف يعمل القدر؟*
البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيدا للقدر المتكلم لعله يرشدنا
﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً﴾
أهم مواصفات القدر المتكلم
أنه رحيم عليم أي أن الرحمة سبقت العلم.
فقال النبي البشر (موسى) :
﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾
يرد القدر المتكلم (الخضر):
﴿قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ ﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾
فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري
ولن تصبر على التناقضات التي تراها يرد موسى بكل فضول البشر:
﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾
هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل االقدر؟
يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب
تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب
معاناة، ألم، رعب، خوف، تضرع
جعل موسى البشري يقول
﴿قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً﴾
عتاب للقدر كما نفعل نحن تماما
أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟
أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟
أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل؟
يارب لماذا كل هذه السنوات في السجن؟
يارب أنستحق هذه المهانة؟
﴿أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾
ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار؟
ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر..
يمضي الرجلان.. ويقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم
بقتل الغلام
ويمضي
فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي.. ويعاتب بلهجة أشد
﴿أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا﴾
تحول من إمراً إلى نكراً
والكلام صادر عن نبي أوحي إليه
لكنه بشر مثلنا
ويعيش نفس حيرتنا
يؤكد له الخضر مرة أخرى
﴿أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾
ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل..
فيذهبان إلى قرية
وهذه قرية لئيمة اهلها بخلاء ضعاف نفوس
طلب منها سيدنا الخضر عليه السلام وسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام الطعام وهما في اشد الحاجة والجوع
فأبوا أن يعطوهما رغم حاجتهما الى الطعام او يا ويانهما من البرد وتعب السفر
وهذه القرية ليس لها منافذ ولا محلات لبيع الطعام
ولا حتى إعداده في تلك القرية اللئيمة
كما قال تعالى:
«فانطلقا حتى إذا أتيا على أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما
فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا»
فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى
و هنا ينفجر موسى عليه السلام
فيجيبه من سخره ربه
ليحكي لنا قبل موسى حكمة القدر
﴿قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا﴾
هنا تتجلى حكمة الإله و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة
الشر نسبي
و مفهومنا كبشر عن الشر قاصر
لأننا لا نرى الصور الكاملة
القدر أنواع ثلاث
النوع الأول
مثل اصحاب القارب
شرا تراه فتحسبه شرا
فيكشفه الله لك أنه كان خيرا
فما بدا شرا لأصحاب القارب
اتضح أنه خير
لهم و هذا هو النوع الأول وهذا نراه كثيرا في حياتنا اليومية و عندنا جميعا عشرات الامثلة عليه.
النوع الثاني
مثل قتل الغلام
شرا تراه فتحسبه شرا
لكنه في الحقيقة خير
لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك
فتعيش عمرك و أنت تحسبه شرا
هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث؟
هل أخبرها الخضر؟
الجواب لا
بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الغلام
الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. وبالتأكيد
هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول
وأن الأول كان سيكون سيئاً
﴿فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً﴾
فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم
ولم تستطع تفسيره أبدا
و لن تفهم أم الغلام أبدا حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة..
نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام
لأننا نعرف فقط
لماذا فعل الخضر ذلك؟
أما هي فلم و لن تعرف
النوع الثالث من القدر و هو الأهم
قصة اليتامى أبناء الرجل الصالح
وهو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري لطف الله الخفي..
الخير الذي يسوقه لك الله
و لم تراه و لن تراه و لن تعلمه..
هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا
هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا
هل شاهدوا لطف الله الخفي.. الجواب قطعا لا
هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا..
فلنعد سويا إلى كلمة الخضر (القدر المتكلم) الاولى:
﴿إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾
لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله
فالصورة أكبر من عقلك
استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما
ثق في ربك فإن قدرك كله خير
وقل في نفسك
أنا لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها
لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا
إذا وصلت لهذه المرحلة
ستصل لأعلى مراحل الإيمان والطمأنينة
وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان المؤمن
لأي من أقدار الله
خيرا بدت أم شرا
ويحمد الله في كل حال
حينها فقط
سينطبق عليك كلام الله
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾* حتى يقول .. *﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حسابا ولا عذابا
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا زدنا علماً يا ذا الجلال و الاكرام.
خاطرة جميلة جدا
ومناسبة لنفوسنا التي نخرها اليأس وأكلها القنوط...
اللهم اجعلنا ممن يحسنون الظن بك
ويرضون بكل قدر كتبته لنا يا ذا الجلال و الاكرام
للدكتور على الصلابي مع بعض التعديل والاضافات التوضيحية