إقالة "الجنرال القوي" محمد قايدي تكشف عن احتدام الصراع في الجيش الجزائري
تطرح الإقالة المفاجئة للجنرال محمد قايدي، الرئيس القوي لقسم التوظيف والإعداد بالجيش الجزائري، تساؤلات عن الأسباب والحيثيات التي أدت إلى إبعاد الرجل المسؤول عن العلاقات الحساسة بين هيئة الأركان العامة ورؤساء المناطق.
ويسلط تقرير نشره موقع ”موند أفريك“ الضوء على هذا القرار الذي تم اتخاذه الاثنين الماضي، والذي يقول التقرير إنه ”قرار لا أحد في الجزائر يجرؤ على شرح أسبابه“.
وأشار التقرير إلى أن قايدي كان ضابطا كبيرا وتوافقيا بلا منازع لثلاثة أسباب على الأقل، وهي سجل خدمته، خاصة خلال السنوات المظلمة (1992-1998) عندما تم الاعتراف بشجاعته واحترافه بالإجماع، وقدرته على البقاء بعيدا عن صراع العشائر بعد عهد قايد صالح في عام 2019 عندما حاولت مجموعة من الجنرالات الاستيلاء على السلطة (بعد إبعاد بوتفليقة) وأخيرا صغر سنه في ”حكومة الشيوخ“ التي تحكم الثكنات، ما قد يجعله في النهاية رئيسا محتملاً للجيش“.
وأوضح التقرير أنه ”لجميع هذه الأسباب قام خليفة قايد صالح، الجنرال سعيد شنقريحة، بترقيته في مارس / آذار 2020 بعد شهرين من تعيينه، إلى المنصب المرغوب فيه كرئيس لقسم ”التوظيف والإعداد“، المسؤول عن العلاقات الحاسمة بين هيئة الأركان العامة والمناطق العسكرية، ومن ثم أصبح رجلاً رئيسياً في القوات المسلحة، لا سيما أن التوترات القوية نشأت على حدود الجزائر مع المغرب وثانياً مع مالي.
وحذر التقرير من أن ”تهميش هذا المسؤول الرفيع المستوى من قبل شنقريحة، الذي عرض عليه قبل ثمانية عشر شهرا منصبا مرموقا، يظهر مدى هشاشة ميزان القوى داخل الجيش الجزائري، حيث تم اعتقال ثلاثين جنرالاً خلال السنوات الثلاث الماضية“، مضيفا أن ”سَرية الجنرالات، التي تهدد جارتها المغرب بأسوأ الأعمال الانتقامية كل يوم، تقضي معظم وقتها في شن حروب عشائرية عنيفة لا يفهمها معظم الجزائريين“، وفق تعبيره.
واستحضر التقرير محطات من مسيرة اللواء قايدي، قائلا: ”إن صعوده بدأ عندما كلفه قايد صالح في عام 2019 بمهمة تنسيق جميع الأجهزة الأمنية (باستثناء المخابرات العسكرية) ليحل محل الجنرال عثمان طرطق، الوفي لعشيرة بوتفليقة والذي تم تعيينه فيها، حيث يقبع في السجن بعدما أطاحت الحشود الشعبية بالنظام القديم.
ووفق التقرير فقد كان قايدي على مقربة من أصدقاء قايد صالح ولا سيما رئيس مكافحة التجسس النشط للغاية، الجنرال بوعزة، ورئيس الاتصالات في وزارة الدفاع الجنرال لشخم، لكن مهارته كانت تكمن في أنه لم يكن لديه أصدقاء وكان بإمكانه التخلي عن أصدقاء الأمس، وهو ما حصل مع آل بوعزة ولشخم عندما حاولوا القيام بـ ”ثورة“ داخل المؤسسة العسكرية بعد وفاة قايد صالح“، وفق تعبيره.
وتابع التقرير أن ”هذا الاحترام للإجراءات القانونية أدى إلى ترقية اللواء قايدي من قبل رئيس الأركان الحالي وخليفة قايد صالح، سعيد شنقريحة“.
وكان الجنرال محمد قايدي الذي يوصف بأنه ”عدو الجماعات الإرهابية“ أصغر جنرال في الجيش الجزائري يتولى المنصب الثالث في المؤسسة العسكرية.
إقالة "الجنرال القوي" محمد قايدي تكشف عن احتدام الصراع في الجيش الجزائري
تطرح الإقالة المفاجئة للجنرال محمد قايدي، الرئيس القوي لقسم التوظيف والإعداد بالجيش الجزائري، تساؤلات عن الأسباب والحيثيات التي أدت إلى إبعاد الرجل المسؤول عن ا
www.eremnews.com