منظومة الصواريخ الموجهة بالألياف البصرية

إنضم
14 يناير 2008
المشاركات
1,144
التفاعل
367 0 0
تتميز منظومة الصواريخ الموجهة بالألياف البصرية بقدرتها الفائقة في مجال الاتصالات اللاسلكية وتطبيقاتها المدنية والعسكرية, وإمكاناتها في البحث العالي عن الصور والمعلومات المعقّدة, خارج التأثيرات الكهرومغناطيسية, سواء أكانت لظواهر طبيعية أو نتيجة تشويش مفتعل, مما يتيح نقل صورة الهدف المرئي أثناء الطيران لجهة ضبط نقطة اصطدام الصاروخ بهدفه في آخر لحظة, والحصول على تقييم مباشر للأضرار.
وتعتمد الآليات المستخدمة في أنظمة توجيه الصواريخ المضادة للطائرات عادة على الأشعة الكهرومغناطيسية (الرادارية) ذات الموجات الطويلة والتردد العالي, التي تبث من رادارات تحدد موقع الطائرات العدوة, وتصدر الأمر للصاروخ المضاد بالتوجه نحوها. وعند انطلاق الصاروخ من منصته نحو الطائرة يسترشد في مساره نحو الهدف, إما بالأشعة الرادارية التي تطلقها المنصة, أو ذاتياً بواسطة منظومة حساسة للحرارة في أنف الصاروخ تتبع الحرارة المنطلقة من محرك الطائرة, وتوجهه حتى يصطدم بها أو ينفجر بالقرب منها. وخلال مرحلة تشغيل الرادار لتعيين موقع الطائرة يُكشف موقعه من قبل الطائرة المعادية أو الأقمار الصناعية التجسسية فيصار الى تدميره.
ولضمان عدم كشف موقع الرادار, الملحق بمنصة إطلاق الصاروخ عادة, يتوجب وضعه في مكان بعيد عن المنصة, أو إلغاؤه واستبداله خوفاً من إرسال حزم من موجات كهرومغناطيسية تشوّه المعلومات التي يلتقطها الرادار, فلا يأخذ الصاروخ مساره الصحيح نحو الهدف ريثما يتم استهداف المنصة التي فضحت موقعها لحظة فتح الرادار.


التحكم في تحديد الأهداف

الألياف البصرية (
FiberOptics ) هي أشرطة رفيعة جداً من مادة زجاجية تربط بين الصاروخ ومحطة الإطلاق, وتقوم بنقل المعلومات الخاصة بالتوجيه من المحطة الى الصاروخ وبالعكس. ولضمان دقة إصابة الهدف, زوّد الصاروخ بكاميرا للأشعة تحت الحمراء لتصوير الهدف ليلاً ونهاراً وإرسال صورة ثلاثية الأبعاد عبر شريط الألياف الزجاجية الى محطة التوجيه.
ومن الأمثلة المعلنة عن هذا النوع من الصواريخ المضادة, الصاروخ الأوروبي (بوليفيم)
(Ployphem)المصمم لضرب أهداف بعيدة منطلقاً من شاحنة برية أو سفينة في البحر, أو حتى من على ظهر طائرة هليكوبتر. والصاروخ بوليفيم تطوّره ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ضمن ائتلاف ومشاركة عسكرية وأوروبية, ويفترض أن يدخل الخدمة عام 2004.
يؤمن هذا النظام دقة إصابة عالية جداً مهما كانت مسافة الرمي, وتزداد كلما اقترب الصاروخ من هدفه, علماً أن نقل الصور أثناء الطيران يسمح بإغناء معلومات المراقبة أو تأمين تعيين أهداف أخرى, فالمعلومات المرسلة تسجّل بهدف الاستفادة منها في أي استخدام آخر. وهكذا, إذا ظهر عند وصول الصاروخ الى الهدف أن هناك درعاً بشرياً, يستطيع المشغل الغاء المهمة عن طريق تدميره (الصاروخ) ذاتياً.
إن كشف الهدف وتحديده بواسطة جهاز التصوير بالأشعة تحت الحمراء (
IR ), هما نتيجة وضوح الصورة والحقل البصري, إضافة الى استقرار جهاز التصوير. وهذا الأخير مثبّت على منصة مستقرة (جيروسكوبيا) بثلاثة محاور, مما يؤمن صورة غاية في الوضوح لنظام المعالجة وللمراقبة البصرية للمشغّل. إن العنصر المركزي لنظام الملاحة هو وحدة قصور ذاتي معززة بجهاز لقياس الارتفاع وجهاز استقبال (GPS-Navstar) , كما أن دقة هذا التصميم تسمح للصاروخ باتباع مسار محدد مسبقاً بصورة أوتوماتيكية, حتى منطقة الأهداف المحددة. كذلك يؤمن النظام في الوقت نفسه النقل البصري لمعطيات جهاز الفيديو في الصاروخ الى المحطة الأرضية ومعطيات التوجيه من المحطة الأرضية الى الصاروخ, بوتيرة تتعدى المليون بايت في الثانية (Megabyte/s).
يتكون الرأس الحربي للصاروخ (بوليفيم) (
Polyphem) من حشوة مجوّفة مجموعة في غلاف متشظ, وجهاز اطلاق نار الكتروني, وتماس اصطدام وأجهزة أمان. وزن الحشوة المتفجرة هو 15 كلغ تقريباً. وهذه الحشوة فعّالة ضد المدرعات, والحوامات, والسفن الخفيفة, ومحطات الرادار, ومراكز القيادة, والمخازن اللوجستية وحتى أشغال البناء.
خلال التجارب العديدة التي أجريت منذ العام 1991, تم عملياً تفحص كل الأهداف الممكنة بالرؤية بالأشعة تحت الحمراء. هذه التجارب برهنت عن نوعية الصورة التي تمكّن المشغل من اكتشاف الأهداف على مسافات عادية قدرها 8 كلم. وفي الأحوال الجوية الصعبة, يمكن اكتشاف الأهداف على مسافة 3 كلم, بغية تفادي نظام يعمل بالألياف البصرية يكون فيه المشغّل باستمرار ضمن حلقة توجيه الصاروخ مما يتسبب بتعقب مؤذ.

مواصفات الصاروخ (بوليفيم)

يتميز نظام الصاروخ الموجه بالألياف البصرية ­ (بوليفيم) بالآتي:
­ - نظام صاروخي موجه بواسطة الألياف البصرية, يصل مداه لغاية 60 كلم.
­ - كاميرا تعمل بواسطة الأشعة تحت الحمراء مثبتة في مقدمته لضمان دقة التسديد.
­ - يقذف من على متن منصات العربات الخفيفة والثقيلة وأسطح السفن بمختلف أحجامها, وكذلك من الطائرات العمودية وحتى الغواصات.
­ - قدرة عالية في مقاومة التشويش الالكتروني.
­ - إمكانية الإطلاق الرأسي من أي سفينة.
­ - لا يحتاج الصاروخ بالضرورة لأي إحداثيات دقيقة عن الهدف عند بداية المهمة.
­ - يستطيع الرامي داخل محيط المعركة تلقي الأوامر في أي لحظة, ليتمكن بعدها من تغيير مسار الصاروخ أو التحكم فيه لاختيار الهدف, ولتحقيق الإصابة الدقيقة القاتلة بدون أدنى خطأ.
أما أبرز مميزات (بوليفيم) فهي:
­ - المدى الأقصى: لغاية 60 كلم.
­ - السرعة: 120 الى 180 متر
ثانية.
­ - الارتفاع خلال الطيران: 20 الى 600 متر متغير.
­ - زاوية الإطلاق: 60 درجة عادة.
­ - الوزن: 140 كلغ تقريباً.
­ - الطول: 8.2 متر.
­ - وزن الرأس الحربي: أكثر من 20 كلغ.
ولقد صمم (بوليفيم) ليعمل آلياً بشكل كامل مع بقائه تحت سيطرة المستخدم العسكري لتقييم الاختبار الأوتوماتيكي, وإذا دعت الحاجة, لتعديل مكان الضربة لغاية 10 سم. وبذلك تكون الفاعلية الكلية للنظام قد ازدادت, أما حجم العمل المطلوب من المستخدم العسكري ومتطلبات مهارته المسبقة, فقد تم تقليلهما الى حد كبير.

الصاروخ "
ALFO"

استفاد هذا الصاروخ من الدراسات السابقة حول التوجيه بالألياف البصرية, وهو يتمتع بدقة كبيرة للحد من الأضرار الجانبية أو حتى تفاديها. ويسمح هذا النظام بالتحديد القاطع للهدف بالرؤية المباشرة, ويتم تسجيله بواسطة ذاكرة من أجل إثبات الأسباب الوجيهة للاشتباك.
وقد طوّرت "
MBDA" السلاح "ALFO", الذي يحتوي على ثلاثة أنظمة منفصلة تسمح بتكييف الحشوة المتفجرة للتحكم بمفعولها التدميري.

الميكرو ألفو (
Micro Alfo)


هو سلاح فردي يطلق صاروخاً قطره 75 ملم ووزنه 5.3 كلغ ومداه الأقصى 5.2 كلم. كسلاح لفصيلة المشاة, يعتبر (الميكرو ألفو) مكملاً لأنظمة الرمي المباشر.
يطلق الصاروخ من أماكن منعزلة, ونظامه التوجيهي يكون جهاز رؤية مثبتاً في الخوذة أو حاسوباً حضنياً له شاشة تعمل باللمس.
بواسطة (الميكرو ألفو) يستطيع جندي المشاة معالجة كل الأهداف المحجوبة ضمن مسافة 500 م (المدى الأقصى لرمانات البندقية) و5.2 كلم (مدى الهواوين عيار 60 ملم).

(ألفو) 120 ملم

هو أيضاً صاروخ يوجه بالألياف البصرية يطلق بواسطة الهواوين الثقيلة أو المدفعية. قطره 110 ملم تقريباً ووزنه 20 كلم, ويبلغ مداه الأقصى 20 كلم. يؤمن نظام الرمي بواسطة حاسوب حضني ذي شاشة تعمل باللمس. يوفر هذا الأمر للمشاة, وفي كل الحالات, فعالية ودقة لا توفرهما قذائف الهواوين العادية. وتحل نسبة الإصابة العالية للصاروخ مكان رمي الإحاطة الذي يسبب أضراراً جانبية ويستهلك كمية كبيرة من الذخيرة.
إن مستقبل الصواريخ الموجهة بالألياف لا يقتصر على إعداد البرنامج الأوروبي (
Polyphem), حيث بدا أن التوجيه بالألياف البصرية محصور بالصواريخ التكتيكية البعيدة المدى (60 كلم حداً أقصى), فقد اعتمد حالياً نظام التوجيه هذا نزولاً حتى مستوى سرية المشاة. وهذه إشارة جدية حول مستقبل الألياف البصرية في منظومات الأسلحة البرية أو البحرية. فالألياف البصرية موافقة تماماً في مجال تطبيقها لحاجات الجيوش الحريصة على الحد من الاستهلاك غير المجدي للذخيرة خصوصاً في ما يتعلق بالدقة القصوى وفقاً لمعادلة تقول: طلقة واحدة, إصابة واحدة
 
شكرا اخوي قناصل الجزائر
موضوعك مفيد ومميز
شكرا لك
 
رد: منظومة الصواريخ الموجهة بالألياف البصرية

شكرا جزيلا اخى على المعلومات الرائعه
 
رد: منظومة الصواريخ الموجهة بالألياف البصرية

موضوع ومجهود رائع أخى الكريم
 
عودة
أعلى