مغاربة «لاندوشين»: حكاية شيقة لبطولات بلا أمجاد

al kanase

عضو
إنضم
27 أكتوبر 2020
المشاركات
1,383
التفاعل
2,109 24 3
الدولة
Morocco

AHDATH.INFO - خاص​

شأنهم شأن العديد من المغاربة الذين التحقوا بالجيش الفرنسي، رافعين شعار «كاجينا على الخبز و الكاميلا»، التحقوا أيضا بأرض الشاي والأرز، شاركوا في حرب الفيتنام بدون خلفيات، لذلك رحب بهم القائد الشيوعي «هوشي منه»، وعاملهم بما يليق بالمغامرة التي أقدموا عليها، وسمح لهم بالزواج من فيتناميات، لكن حكايتهم الطويلة يلخصها مسار طويل من التنكر٠​

بعضهم لقوا حتفهم في ساحات المعارك وطواهم النسيان، آخرون عاشوا و ماتوا في الفيتنام، وغامروا بانتمائهم وبمستقبلهم من أجل قضية «لاندوشين»، لكنهم خلفوا وراءهم أبناء يتامى الآباء والوطن… التنكر نفسه لقيه من حاربوا إلى جانب الجيش الفرنسي، تعكسه أوضاعهم المزرية والتعويضات المخجلة سنويا، التي يتلقاها من لازالوا منهم على قيد الحياة.​

تنكر وبؤس لا يقل عن سابقيه، يعيشه من عادوا إلى أرض الوطن بداية السبعينات، حيث عادوا رفقة زوجاتهم الفيتناميات واستقروا في ضيعة بنواحي سيدي يحيى الغرب، ودشنوا مسارا جديدا لحياتهن يأبى التنكر والتهميش إلا أن يعانقه، إنهم نوع من المغاربة الذين لم يلتفت إليهم أحد.​

مطلع سنة 2003 صدر كتاب تحت عنوان «غبار إمبراطورية» للمؤلفة الفرنسية "نيلكيا ديلانوي"، يروي قصة جنود مغاربة جندتهم فرنسا ضمن جيوشها التي احتلت بلاد الفيتنام التي كانت تعرف باسم الهند الصينية.​

هؤلاء المغاربة هم: محمد الجلالي وبن طاهر وميلود وزوجاتهم الفيتناميات تي آن وونه وماي وأولادهم الذين كانوا يحملون أسماء فيتنامية وعربية. ينضاف إلى هؤلاء عشرات من المغاربة الآخرين الذين فروا من الجيش الفرنسي مفضلين العيش مع السكان الأصليين. وفي الفيتنام عاشوا أزيد من عشرة أعوام، أي منذ نهاية الحرب الفرنسية ضد المجاهدين الفيتناميين وحتى التدخل الأمريكي في المنطقة.​

ونتج عن هذا التخفي والهروب الانصهار داخل المجتمع الفيتنامي حيث تحكي الباحثة من نماذج الزواج الذي حصل بين مغاربة وفيتناميات، في تجل إنساني عجيب يقلب المشهد كلية من صور معارك وحروب وفتك إلى مشاهد حب وأفراح وعواطف، من إنسان محارب مستعمر إلى إنسان مسالم محب عاشق، كان الفيتناميون يسمون المغاربة بـ «الأوروبيين السود»، وعند عودة هؤلاء إلى المغرب عام 1972، طلق عليهم مواطنوهم اسم: «الشينوا ».​

وقد بحثت المؤلفة نيلكيا ديلانوي وثائق مختلفة، متنقلة بين الرباط وباريس وهانوي بحثا عن آثار هؤلاء المغاربة الذين عاشوا ممزقين بين الفيتنام ووطنهم الأم، ومعلوم أن فرنسا جندت 123 ألف جندي من شمال إفريقيا في الحرب التي شنتها ضد الفيتناميين بقيادة الزعيم هوشي منه الذي أمر أنصاره منذ البداية بضرورة القيام بعمل دعائي واسع لإقناع الجنود المغاربيين بعدم خوض الحرب.​

الكتاب تناول كذلك كيف انقلبت الآية على فرنسا حيث سيتمكن العديد منهم من الهروب من الجيش الفرنسي بسبب الدعاية المؤثرة التي قام بها الزعيم الوطني الفيتنامي "هوشي منه" ومفادها إقناع الجنود المغاربيين عموما بعدم خوض الحرب ضدهم، ذلك أن فرنسا تحتل بلدانهم الثلاثة أي المغرب والجزائر وتونس وتعامل مواطنيهم بقسوة وعنف وشراسة، حيث نجح الوطنيون الفيتناميون من كسب تأييد العديد من الجنود المغاربة الذين فروا من الجيش الفرنسي ليعيشوا وسط السكان الأصليين.​

في مقدمة هذا الكتاب، تقول المؤلفة نيلكيا ديلانوي التي عاشت في المغرب خلال الحقبة الاستعمارية: «ربما أردت من خلال مغامرة هؤلاء الرجال إعادة تركيب تاريخ ظلت فرنسا الاستعمارية تهيمن عليه لفترة طويلة حارمة المؤرخين من جوانبه المعتمة والغامضة، ولعل هؤلاء الجنود المغاربة الذين عاشوا ممزقين بين وطنهم والفيتنام التي أرسلوا إليها لقتال الوطنيين فيها والراغبين في حصول بلادهم على استقلالها قد ساعدوني في الوصول إلى هدفي وإلى تقديم صورة أخرى عن الحقبة الاستعمارية».​

الشهادة الأولى لجندي مشارك في حرب الفيتنام​

« كنا نعمل في جبال غفساي في شق الطرق و البناء (أعمال شاقة، تم إخبارنا بالمشاركة مع الجيش الفرنسي عن طريق رسالة قصيرة وصلت إلى رؤسائنا، ووافقنا طواعية على المشاركة للظروف الصعبة التي كنا نعاني منها.
و كان الانطلاق يوم 09 يناير 1950 وصلنا إلى وهران ثم مصر و عدن ثم جيبوتي ... كان السفر لمدة 34 يوما عن طريق البحر. وفي مصر استوقفنا ضباط مصريون في "بور سعيد" سألونا إن كنا أجبرنا على المشاركة في الحرب فيمكننا العودة إلى المغرب.​

وصلنا إلى مدينة هايفونغ (مدينة فيثنامية ساحلية)، ثم توزعنا إلى مجموعات توجهت كل مجموعة إلى مدينة معينة، المجموعة التي كنت فيها وصلت إلى "كيوتو" ومنها إلى "لانكونغ"، وكان عدد المغاربة المشاركين في هذه الحرب كبير مقارنة مع بقية المشاركين وعند كل مواجهة كان المغاربة يقدمون إلى الصفوف الأمامية و يؤخر الجنود الفرنسيين وباقي الجنسيات.​

وقد وجد الجيش الفرنسي مقاومة عنيفة من طرف المقاومة الفيتنامية، وكانت الغابات الفيتنامية واسعة وشائكة يصعب اختراقها لهذا كنا نقطع الأشجار أثناء السير، أما المقاومون الفيتناميون فقد تميزوا بالتفاهم و الانسجام فيما بينهم (عدد كبير منهم رفض الإغراءات التي قدمها لهم الجيش الفرنسي بالترقيات العسكرية للعمل لصالحهم).​

في إحدى المواجهات أسر الجيش الفرنسي 250 أسيرا فيتناميا، وعند محاولة الأهالي إنقاذهم ليلا قامت معركة بينهم وبين المغاربة الذين كانوا يتقدمون في كل مواجهه ولم يتم تدخل الجنود الفرنسيين حتى أوشك المغاربة على الانهزام، حيث مات عدد كبير منهم.​

في غشت 1952م عدنا إلى المغرب عبر نفس المسار الأول، لأننا تعاقدنا مع الجيش الفرنسي لمدة عامين وعند انتهاء المدة يمكننا العودة إلى المغرب أو التجديد لمن أراد ذلك محمد بن حمو الهرنان دوار ايت بوحسان اغزران (أهرمومو).​

الشهادة الثانية لجندي مشارك في الفيتنام​

« كان انطلاقنا سنة 1950 على متن باخرة باستور إلى مدينة هايفونغ، في شهر أكتوبر هجمت 33 فرقة فيتنامية ضد 7 فرق فرنسية، و انهزمت الجيوش الفرنيسة حيث فقدنا أسلحتنا، وهربنا بعد تفرقنا في الغابات من 7 أكتوبر إلى 23 أكتوبر حيث تم أسرنا أنا و رفيقي(الزياني) وعملية الأسر تمت بعد أن استنجدنا ببناية رفع عليها العلم الفرنسي الذي لم يكن سوى كمين وضعه الفيتناميون لتضليل الجنود الفرنسيين الفارين.​

عند استنطاقنا فوجئنا بأن لديهم معلومات لا بأس بها عن المغرب ومناضليه خاصة محمد بن عبد الكريم الخطابي " الذي سألوني عن مدى معرفتي به فأجبت بأنه كان من أصدقائي و تلقينا معاملة حسنة (توفير الطعام الكافي عدم الاعتداء علينا بالضرب أو الإهانة ...) ما عدا هذا فقد أوكلت إلينا أعمال شاقة (شق الطرق) بعد أن تم تقسيمنا إلى مجموعات، 150 أسيرا من ( الدول العربية )، و 50 أسيرا من جنسيات مختلفة.​

و أغلبية المغاربة المأسورين من سكان الأطلس المتوسط حيث سمعت أحد الضباط يقول باللفظ: "هنا الكل من بني وراين"، كانوا يحترمون أعيادنا الدينية ففي كل مناسبة دينية كنا نتوقف عن العمل. و ذات يوم أرسل "علي يعتة" رسالة قرأها علينا أحد الضباط الفرنسين كانت عبارة عن توصيات يوصي فيها معاملة الأسرى المغاربة، وفي سنة 1952 أطلق سراحنا: حيث مشينا على الأقدام مدة 20 يوما إلى مدينة معينة فوزعنا إلى مجموعات.​

وصلت مجموعتي إلى مدينة "بانغ" حيث يوجد نهر كبير فأحضرو لنا مراكب صغيرة لتقلنا إلى مدينة "هانوي"، ثم استقلو لنا طائرة إلى مدينة ساحلية حيث انتظرنا بها لمدة شهر ثم منها إلى مدينة "سايكونغ " عبر باخرة، عند توديعنا أوصانا أحد الضباط بالعمل في وطننا و بالعمل لأجله دون سواه.​

عدنا عبر نفس المسار الأول إلى أن وصلنا إلى الجزائر حيث عدنا منها في صحة متدهورة و لهذا السبب تركت الخدمة العسكرية سنة 1953م (بسبب المرض) مع بقاء كل مستحقاتي المالية.​

محمد بن حساين بوغريب، دوار ناس داود اغــــــزران
المصدر: بحت لنيل الإجازة في التاريخ تحت عنوان: التاريخ العسكري لقبيلة آيت وراين الغربية نموذج مقاومة الاحتلال الفرنسي - للطالب مصطفى حنين - السنة الجامعية 2004-2005٠​

بوابة المغاربة لاتزال شاهدة في هانوي​

في عام 1950، جندت فرنسا، التي كانت تحتل المغرب آنذاك، عددا كبيرا من الشباب كجنود، تحت طائلة الحاجة والجوع من مستعمراتها، لتزج بهم في حروبها العسكرية، كما زجت بزنوج إفريقيا جنوب الصحراء في حربي استقلال المغرب وتونس، زجت كذلك "بالمغاربيين في الحرب العالمية الثانية، وفي حروبها بمنطقة الهند الصينية، خاصة معركة «دان بيان فو» في"فيتنام التي جرت عام 1954
قبل أن ينضم أغلبهم إلى الفيتناميين في حرب الفيتنام، عندما اندلعت حرب الاستقلال في المغرب وجد هؤلاء المغاربة أنفسهم مع الفيتناميين ضد الفرنسيين، على الرغم من أنهم ذهبوا إلى تلك البقاع البعيدة جدا عن المغرب، تحت علم وزي وشارة عسكرية فرنسية.​

استقر معظم هؤلاء المغاربيين وجلهم من المغاربة الذين انظموا إلى القوات الفيتنامية المناوئة للاحتلالين الفرنسي والياباني بعد انتهاء حرب الفيتنام بقرية "بافي ها طاي شمال العاصمة"هانوي. سميت بباب المغاربة من طرف الفيتناميين، حيث ظلت شاهدة على جانب أبيض من فصول حرب الفيتنام ضد الشعب الفيتنامي. وما تزال البوابة متواجدة إلى يومنا هذا، وهي تشبه في تصميمها المعماري باب السفراء.​

وتعتبر الآن كمعلمة حضارية تقع في قرية "بافي ها طاي" شمال العاصمة الفيتنامية هانوي، باب المغاربة معلمة حضارية سلمية من فترة الحرب الفيتنامية في العصر الحديث من المعالم التاريخية في العصر الحديث لدولتي المغرب والفيتنام، ذات دلالة تاريخية ورمزية وسلمية غاية في الأهمية ولو أن ارتباطها بالحرب الفيتنامية، يقع هذا الباب في قرية "بافي ها طاي شمال العاصمة هانوي.​

وباب المغاربة (فيتنام) باب بناه المجندون المغاربة الذين انضموا إلى القوات الفيتنامية بعد صعوبة الرجوع إلى المغرب قدر لهم الاستقرار في هذه المنطقة والاندماج مع السكان المحليين، وتأسيس أسر لهم في قرية "بافي ها طاي" شمال هانوي.​

ويحيل بناء المعلمة بطريقة متناسقة وهندسة مغاربية من طرف هؤلاء المجندين، إنما يحيل إلى خلفياتهم الغير عسكرية، وعلى أن أغلبهم فلاحون أو بناؤون أو هما معا اضطرتهم الظروف المعيشية والاقتصادية إبان الحرب العالمية الثانية والاحتلال الفرنسي إلى التجنيد في صفوف القوات الفرنسية في حرب لا طائل منها إلا الجوع ورغيف الخبز، وهو الأمر الذي جعل أغلبهم ينضم إلى الفيتناميين بعد اندلاع حرب الاستقلال في المغرب.​

فيتناميون يحلمون بمعانقة المغرب بلدهم الأم​

في فبراير 2014 أنجزت قناة الجزيرة شريطا وثائقيا حول تاريخ أطفال مغاربة، يحلمون منذ 40 سنة بمعانقة أرض الوطن، بعد أن فقدوا آبائهم في حرب "لاندوشين"، عندما حاربوا إلى جانب القوات الفرنسية في الفيتنام في فترة 1954-1964..
و يحكي الشريط الوثائقي، الذي يحمل عنوان "40 سنة من الطلب" معاناة كل من محمد، طامو، و حبيبة، وهم أبناء لجنود مغاربة شاركوا إلى جانب القوات الفرنسية في حرب "لاندوشين"، ما بين 1954 و 1964، لكن لم تطأ أقدامهم المغرب.​

الشريط الوثائقي، ذكر أن القوات الفرنسية كانت قد استقدمت العديد من الجنود المغاربة، من أجل المشاركة في حرب "لاندوشين" بالفيتنام، وعند نفي الملك الراحل محمد الخامس، قام العديد من الجنود المغاربة بالتمرد على القوات الفرنسية، ليتزوجوا بنساء فيتناميات هناك، و استقروا بالفيتنام بعد نهاية الحرب.​

و في سنة 1972، قامت المملكة المغربية بالسماح لحوالي 70 مقاتل مغربي بالعودة إلى أرض الوطن بصحبة نسائهم الفيتناميات، في وقت بقي فيه عدد من الأطفال المغاربة هناك في الفيتنام، بعد ان فقدوا ذويهم، و لم يستطيعوا تحصيل الوثائق للعودة إلى المغرب.​

يحكي الشريط قصة محمد بنعلي، ابن أحد المقاتلين المغاربة الذين لقوا حتفهم إبان حرب "لاندوشين"، يبلغ الآن من العمر حوالي 60 سنة، تزوج بامرأة فيتنامية و أنجب معها طفل وحيد، لم يفقد محمد أمل العودة إلى المغرب رغم كل شيء، وجاء على لسانه، "خلال السنوات الأربع الماضية، دخلت السفارة المغربية هنا في اتصالات مباشرة مع السلطات الفيتنامية، و منذ ذلك الحين، لا زلنا نبحث عن وثائق تثبت أننا مغاربة٠​

حسب الشريط نفسه، الأطفال المغاربة هناك مازالوا ينتظرون الحكومة المغربية من أجل الإسراع في مساعدتهم في العودة إلى المغرب، حيث قال أحدهم "أتمنى من السلطات المغربية أو الفرنسية مساعدتي على العودة إلى بلادي، فيما قال آخر «يجب من السلطات الفرنسية اتخاذ إجراءات المناسبة من أجل مساعدتنا، كعربون شكر على ما قدمه آباؤنا لفرنسا إبان حرب لاندوشين» -​

الخريبكي الذي رقاه « هوشي منه» إلى رتبة جنرال في الجيش الفيتنامي​

في سنة 1949، بعث الزعيم الفيتنامي «هوشي منه» بشكل سري إلى الحزب الشيوعي المغربي في طلب مسؤول لمهمة خاصة هي تأطير المحاربين المغاربة والعناية بهم سواء منهم الذين التحقوا بالقوات الفيتنامية في مواجهتها للقوات الفرنسية، أو الذين فروا من صفوف هذه الأخيرة. وقد اختار علي يعته الأمين العام للحزب الشيوعي المغربي آنذاك لهذه المهمة امحمد بن عمر لحرش٠​

الباحث عبد الله ساعف، خصص كتابا لسرد حكاية وسيرة هذا العسكري المغربي الذي شارك إلى جانب القوات الثورية الفيتنامية المقاومة للاستعمار، الكتاب صدر عن منشورات «دفاتر سياسية» يحمل العنوان التالي: «حكاية أنه ما، سيرة جنيرال مغربي في حرب فيتنام»، وهو كتاب من الحجم الصغير يضم بين دفتيه ما يقارب 220 صفحة٠​

يتعلق الأمر في هذا التحقيق البحثي بمناضل في صفوف الحزب الشيوعي المغربي سابقا، وأحد أعضاء لجنته المركزية، إنه امحمد بنعمر لحرش (1914-1971)
بدأت رحلة محمد بن عمر إلى الفيتنام في سرية تامة سنة 1950حيث التحق بفرنسا وانتقل منها إلى بلجيكا وبولندا والاتحاد السوفياتي والصين، وصولا إلى الفيتنام. وعند وصوله استقبل من طرف وفد رسمي، ثم أخِذ لمقابلة "هوشي منه"، وهو الذي سيطلِق عليه فيما بعد لقب «أنه ما»: والتي تعني: "الأخ الفرس". وقد استطاع بسرعة، وبفضل مؤهلاته القيادية وشخصيته الكاريزمية أن يتمتع بحظوة كبيرة لدى ممثلي"الفييت منه٠​

أوكلت له مهام إعداد وتأطير المقاتلين المغاربة الهاربين من لواء الجيش الاستعماري الفرنسي أو الذين قامت بأسرهم قوات « الفييت منه» من جهة ثانية، عمل على استقطاب واحتواء العسكريين المغاربة المنضوين في إطار القوات الفرنسية، و هناك لعب دور المربي السياسي لأسرى شمال إفريقيا، الذين وقعوا في قبضة "الفييت منه"، هناك باشر بنعمر عدة عمليات بخصوص إصلاح أوضاع هؤلاء الأسرى لاسيما من الجانب الإنساني: تحسين النظام الغذائي، إنشاء أوراش وتعاونيات، تنظيم المباريات الرياضية، تنظيم الندوات التكوينية والحفلات الموسيقية...وتمثلت الغاية من وراء كل هذه التعبئة في "تكوين أطر الثورة الماركسية في دول المغرب الكبير حسبما استنتجه ساعف.​

بعد هذا السفر إلى المستنقع الفيتنامي، سيعود منه بنعمر إلى بلده، في نهاية الستينيات، برتبة جنرال خبير بمختلف العمليات والمهام الاستراتيجية العسكرية، إلا أنه سرعان ما سيختفي بعد ذلك، في ظروف وصفها الباحث ساعف بالغامضة.
وبالرغم من الغموض الذي لف سيرة هذا الرجل فقد تمكن الباحث، بعد جهد جهيد كما أورد في مقدمة الكتاب، من الوصول لألبير عياش، الاختصاصي في التاريخ الاجتماعي للمغرب خلال الفترة الاستعمارية، ومن خلاله إلى كثير من المعطيات التي أوردها بكتابه، وذلك انطلاقا من: تحليل محتويات الصحافة العمالية الشيوعية لفترة الاستعمار، عقد عدد من اللقاءات المباشرة مع رفيقة بنعمر والمسماة كامي كامليا التي أمدته بكم هائل من الذكريات والصور والوثائق، لسرد حياة وتجربة ومغامرات بنعمر، و جمع الكثير من الشهادات من أفواه رفاق بنعمر وأفواه الجنود المغاربة المشاركين في الحرب الهندية الصينية٠​

امحمد بنعمر لحرش ازداد سنة 1914 في بادية أمزيز القريبة من مدينة خريبكة، ينتمي إلى إحدى كبريات القبائل الأطلسية المقاومة للاحتلال الفرنسي، عرف عنه انضمامه إلى القوات الفرنسية أثناء حدوث الحرب العالمية الثانية، والتي أنهى فيها مشواره العسكري بحيازته لرتبة مساعد أول، مما أكسبه قدرا مهما من الدربة والمراس العسكريين شأنه شأن العديد من المغاربة الذين التحقوا بالجيش الفرنسي، لكن مشواره الطويل والحافل انتهى بشكل غامض٠​

 
المغاربة شاركوا فحرب الهند الصينية مع فرنسا , فالوقت اللي كان المغرب فيه باقي تحت الحماية, عدد كبير من المغاربة مشاو ف رحلة من اتجاه واحد و لم يرجعوا أبدا
 
كما شارك الجنرال أوفقير فنفس الحرب ( الهند الصينية و فرنسا )
 
جندت فرنسا 123 ألف جندي من شمال إفريقيا في الحرب التي شنتها ضد الفيتناميين بقيادة الزعيم هوشي منه الذي أمر أنصاره منذ البداية بضرورة القيام بعمل دعائي واسع لإقناع الجنود المغاربيين بعدم خوض الحرب، أغلب هؤلاء عاشوا حرب أوربا والهند الصينية وخرجوا من «المولد بلا حمص».
تجمع الروايات التي استخلصها الكتاب من أفواه عائدين من حرب الاستنزاف، على صعوبة المسار، إذ قطعت الفيالق منذ التاسع من يناير 1950 الطريق نحو القارة الصفراء، عبر وهران ومصر وعدن ثم جيبوتي، «استمر السفر لمدة 34 يوما عن طريق البحر. بعد الوصول إلى مدينة هايفونغ، وهي مدينة فيتنامية ساحلية، توزع الجنود إلى مجموعات توجهت كل مجموعة إلى مدينة معينة، وكان عدد المغاربة المشاركين في هذه الحرب كبيرا مقارنة مع بقية المشاركين وعند كل مواجهة كان المغاربة يقدمون إلى الصفوف الأمامية ويؤخر الجنود الفرنسيين وباقي الجنسيات». في غشت 1952 عاد الجنود إلى المغرب عبر نفس المسار الأول، كان أغلب العائدين متعاقدين مع الجيش الفرنسي لمدة عامين وعند انتهاء المدة يمكن لأي عسكري العودة إلى المغرب.
مات غالبية الجنود المغاربة الذين عاشوا هذه المعارك، وظل أهلهم يقتاتون من تعويضات هزيلة، وهم يأملون في وخزة ضمير تزيد في معاشاتهم بصرف تعويضات صحية، علما أن القانون الفرنسي لم يأخذ بعين الاعتبار القيمة الإجمالية للراتب «الذي يضم بالإضافة إلى المعاش، التعويض عن الميدالية «الورقية» طبعا، التي نالها البعض من المحاربين في ساحة «لاندوشين» جراء مشاركتهم في إحدى الاختراقات.
 

AHDATH.INFO - خاص​

شأنهم شأن العديد من المغاربة الذين التحقوا بالجيش الفرنسي، رافعين شعار «كاجينا على الخبز و الكاميلا»، التحقوا أيضا بأرض الشاي والأرز، شاركوا في حرب الفيتنام بدون خلفيات، لذلك رحب بهم القائد الشيوعي «هوشي منه»، وعاملهم بما يليق بالمغامرة التي أقدموا عليها، وسمح لهم بالزواج من فيتناميات، لكن حكايتهم الطويلة يلخصها مسار طويل من التنكر٠​

بعضهم لقوا حتفهم في ساحات المعارك وطواهم النسيان، آخرون عاشوا و ماتوا في الفيتنام، وغامروا بانتمائهم وبمستقبلهم من أجل قضية «لاندوشين»، لكنهم خلفوا وراءهم أبناء يتامى الآباء والوطن… التنكر نفسه لقيه من حاربوا إلى جانب الجيش الفرنسي، تعكسه أوضاعهم المزرية والتعويضات المخجلة سنويا، التي يتلقاها من لازالوا منهم على قيد الحياة.​

تنكر وبؤس لا يقل عن سابقيه، يعيشه من عادوا إلى أرض الوطن بداية السبعينات، حيث عادوا رفقة زوجاتهم الفيتناميات واستقروا في ضيعة بنواحي سيدي يحيى الغرب، ودشنوا مسارا جديدا لحياتهن يأبى التنكر والتهميش إلا أن يعانقه، إنهم نوع من المغاربة الذين لم يلتفت إليهم أحد.​

مطلع سنة 2003 صدر كتاب تحت عنوان «غبار إمبراطورية» للمؤلفة الفرنسية "نيلكيا ديلانوي"، يروي قصة جنود مغاربة جندتهم فرنسا ضمن جيوشها التي احتلت بلاد الفيتنام التي كانت تعرف باسم الهند الصينية.​

هؤلاء المغاربة هم: محمد الجلالي وبن طاهر وميلود وزوجاتهم الفيتناميات تي آن وونه وماي وأولادهم الذين كانوا يحملون أسماء فيتنامية وعربية. ينضاف إلى هؤلاء عشرات من المغاربة الآخرين الذين فروا من الجيش الفرنسي مفضلين العيش مع السكان الأصليين. وفي الفيتنام عاشوا أزيد من عشرة أعوام، أي منذ نهاية الحرب الفرنسية ضد المجاهدين الفيتناميين وحتى التدخل الأمريكي في المنطقة.​

ونتج عن هذا التخفي والهروب الانصهار داخل المجتمع الفيتنامي حيث تحكي الباحثة من نماذج الزواج الذي حصل بين مغاربة وفيتناميات، في تجل إنساني عجيب يقلب المشهد كلية من صور معارك وحروب وفتك إلى مشاهد حب وأفراح وعواطف، من إنسان محارب مستعمر إلى إنسان مسالم محب عاشق، كان الفيتناميون يسمون المغاربة بـ «الأوروبيين السود»، وعند عودة هؤلاء إلى المغرب عام 1972، طلق عليهم مواطنوهم اسم: «الشينوا ».​

وقد بحثت المؤلفة نيلكيا ديلانوي وثائق مختلفة، متنقلة بين الرباط وباريس وهانوي بحثا عن آثار هؤلاء المغاربة الذين عاشوا ممزقين بين الفيتنام ووطنهم الأم، ومعلوم أن فرنسا جندت 123 ألف جندي من شمال إفريقيا في الحرب التي شنتها ضد الفيتناميين بقيادة الزعيم هوشي منه الذي أمر أنصاره منذ البداية بضرورة القيام بعمل دعائي واسع لإقناع الجنود المغاربيين بعدم خوض الحرب.​

الكتاب تناول كذلك كيف انقلبت الآية على فرنسا حيث سيتمكن العديد منهم من الهروب من الجيش الفرنسي بسبب الدعاية المؤثرة التي قام بها الزعيم الوطني الفيتنامي "هوشي منه" ومفادها إقناع الجنود المغاربيين عموما بعدم خوض الحرب ضدهم، ذلك أن فرنسا تحتل بلدانهم الثلاثة أي المغرب والجزائر وتونس وتعامل مواطنيهم بقسوة وعنف وشراسة، حيث نجح الوطنيون الفيتناميون من كسب تأييد العديد من الجنود المغاربة الذين فروا من الجيش الفرنسي ليعيشوا وسط السكان الأصليين.​

في مقدمة هذا الكتاب، تقول المؤلفة نيلكيا ديلانوي التي عاشت في المغرب خلال الحقبة الاستعمارية: «ربما أردت من خلال مغامرة هؤلاء الرجال إعادة تركيب تاريخ ظلت فرنسا الاستعمارية تهيمن عليه لفترة طويلة حارمة المؤرخين من جوانبه المعتمة والغامضة، ولعل هؤلاء الجنود المغاربة الذين عاشوا ممزقين بين وطنهم والفيتنام التي أرسلوا إليها لقتال الوطنيين فيها والراغبين في حصول بلادهم على استقلالها قد ساعدوني في الوصول إلى هدفي وإلى تقديم صورة أخرى عن الحقبة الاستعمارية».​

الشهادة الأولى لجندي مشارك في حرب الفيتنام​

« كنا نعمل في جبال غفساي في شق الطرق و البناء (أعمال شاقة، تم إخبارنا بالمشاركة مع الجيش الفرنسي عن طريق رسالة قصيرة وصلت إلى رؤسائنا، ووافقنا طواعية على المشاركة للظروف الصعبة التي كنا نعاني منها.​

و كان الانطلاق يوم 09 يناير 1950 وصلنا إلى وهران ثم مصر و عدن ثم جيبوتي ... كان السفر لمدة 34 يوما عن طريق البحر. وفي مصر استوقفنا ضباط مصريون في "بور سعيد" سألونا إن كنا أجبرنا على المشاركة في الحرب فيمكننا العودة إلى المغرب.​

وصلنا إلى مدينة هايفونغ (مدينة فيثنامية ساحلية)، ثم توزعنا إلى مجموعات توجهت كل مجموعة إلى مدينة معينة، المجموعة التي كنت فيها وصلت إلى "كيوتو" ومنها إلى "لانكونغ"، وكان عدد المغاربة المشاركين في هذه الحرب كبير مقارنة مع بقية المشاركين وعند كل مواجهة كان المغاربة يقدمون إلى الصفوف الأمامية و يؤخر الجنود الفرنسيين وباقي الجنسيات.​

وقد وجد الجيش الفرنسي مقاومة عنيفة من طرف المقاومة الفيتنامية، وكانت الغابات الفيتنامية واسعة وشائكة يصعب اختراقها لهذا كنا نقطع الأشجار أثناء السير، أما المقاومون الفيتناميون فقد تميزوا بالتفاهم و الانسجام فيما بينهم (عدد كبير منهم رفض الإغراءات التي قدمها لهم الجيش الفرنسي بالترقيات العسكرية للعمل لصالحهم).​

في إحدى المواجهات أسر الجيش الفرنسي 250 أسيرا فيتناميا، وعند محاولة الأهالي إنقاذهم ليلا قامت معركة بينهم وبين المغاربة الذين كانوا يتقدمون في كل مواجهه ولم يتم تدخل الجنود الفرنسيين حتى أوشك المغاربة على الانهزام، حيث مات عدد كبير منهم.​

في غشت 1952م عدنا إلى المغرب عبر نفس المسار الأول، لأننا تعاقدنا مع الجيش الفرنسي لمدة عامين وعند انتهاء المدة يمكننا العودة إلى المغرب أو التجديد لمن أراد ذلك محمد بن حمو الهرنان دوار ايت بوحسان اغزران (أهرمومو).​

الشهادة الثانية لجندي مشارك في الفيتنام​

« كان انطلاقنا سنة 1950 على متن باخرة باستور إلى مدينة هايفونغ، في شهر أكتوبر هجمت 33 فرقة فيتنامية ضد 7 فرق فرنسية، و انهزمت الجيوش الفرنيسة حيث فقدنا أسلحتنا، وهربنا بعد تفرقنا في الغابات من 7 أكتوبر إلى 23 أكتوبر حيث تم أسرنا أنا و رفيقي(الزياني) وعملية الأسر تمت بعد أن استنجدنا ببناية رفع عليها العلم الفرنسي الذي لم يكن سوى كمين وضعه الفيتناميون لتضليل الجنود الفرنسيين الفارين.​

عند استنطاقنا فوجئنا بأن لديهم معلومات لا بأس بها عن المغرب ومناضليه خاصة محمد بن عبد الكريم الخطابي " الذي سألوني عن مدى معرفتي به فأجبت بأنه كان من أصدقائي و تلقينا معاملة حسنة (توفير الطعام الكافي عدم الاعتداء علينا بالضرب أو الإهانة ...) ما عدا هذا فقد أوكلت إلينا أعمال شاقة (شق الطرق) بعد أن تم تقسيمنا إلى مجموعات، 150 أسيرا من ( الدول العربية )، و 50 أسيرا من جنسيات مختلفة.​

و أغلبية المغاربة المأسورين من سكان الأطلس المتوسط حيث سمعت أحد الضباط يقول باللفظ: "هنا الكل من بني وراين"، كانوا يحترمون أعيادنا الدينية ففي كل مناسبة دينية كنا نتوقف عن العمل. و ذات يوم أرسل "علي يعتة" رسالة قرأها علينا أحد الضباط الفرنسين كانت عبارة عن توصيات يوصي فيها معاملة الأسرى المغاربة، وفي سنة 1952 أطلق سراحنا: حيث مشينا على الأقدام مدة 20 يوما إلى مدينة معينة فوزعنا إلى مجموعات.​

وصلت مجموعتي إلى مدينة "بانغ" حيث يوجد نهر كبير فأحضرو لنا مراكب صغيرة لتقلنا إلى مدينة "هانوي"، ثم استقلو لنا طائرة إلى مدينة ساحلية حيث انتظرنا بها لمدة شهر ثم منها إلى مدينة "سايكونغ " عبر باخرة، عند توديعنا أوصانا أحد الضباط بالعمل في وطننا و بالعمل لأجله دون سواه.​

عدنا عبر نفس المسار الأول إلى أن وصلنا إلى الجزائر حيث عدنا منها في صحة متدهورة و لهذا السبب تركت الخدمة العسكرية سنة 1953م (بسبب المرض) مع بقاء كل مستحقاتي المالية.​

محمد بن حساين بوغريب، دوار ناس داود اغــــــزران​

المصدر: بحت لنيل الإجازة في التاريخ تحت عنوان: التاريخ العسكري لقبيلة آيت وراين الغربية نموذج مقاومة الاحتلال الفرنسي - للطالب مصطفى حنين - السنة الجامعية 2004-2005٠​

بوابة المغاربة لاتزال شاهدة في هانوي​

في عام 1950، جندت فرنسا، التي كانت تحتل المغرب آنذاك، عددا كبيرا من الشباب كجنود، تحت طائلة الحاجة والجوع من مستعمراتها، لتزج بهم في حروبها العسكرية، كما زجت بزنوج إفريقيا جنوب الصحراء في حربي استقلال المغرب وتونس، زجت كذلك "بالمغاربيين في الحرب العالمية الثانية، وفي حروبها بمنطقة الهند الصينية، خاصة معركة «دان بيان فو» في"فيتنام التي جرت عام 1954​

قبل أن ينضم أغلبهم إلى الفيتناميين في حرب الفيتنام، عندما اندلعت حرب الاستقلال في المغرب وجد هؤلاء المغاربة أنفسهم مع الفيتناميين ضد الفرنسيين، على الرغم من أنهم ذهبوا إلى تلك البقاع البعيدة جدا عن المغرب، تحت علم وزي وشارة عسكرية فرنسية.​

استقر معظم هؤلاء المغاربيين وجلهم من المغاربة الذين انظموا إلى القوات الفيتنامية المناوئة للاحتلالين الفرنسي والياباني بعد انتهاء حرب الفيتنام بقرية "بافي ها طاي شمال العاصمة"هانوي. سميت بباب المغاربة من طرف الفيتناميين، حيث ظلت شاهدة على جانب أبيض من فصول حرب الفيتنام ضد الشعب الفيتنامي. وما تزال البوابة متواجدة إلى يومنا هذا، وهي تشبه في تصميمها المعماري باب السفراء.​

وتعتبر الآن كمعلمة حضارية تقع في قرية "بافي ها طاي" شمال العاصمة الفيتنامية هانوي، باب المغاربة معلمة حضارية سلمية من فترة الحرب الفيتنامية في العصر الحديث من المعالم التاريخية في العصر الحديث لدولتي المغرب والفيتنام، ذات دلالة تاريخية ورمزية وسلمية غاية في الأهمية ولو أن ارتباطها بالحرب الفيتنامية، يقع هذا الباب في قرية "بافي ها طاي شمال العاصمة هانوي.​

وباب المغاربة (فيتنام) باب بناه المجندون المغاربة الذين انضموا إلى القوات الفيتنامية بعد صعوبة الرجوع إلى المغرب قدر لهم الاستقرار في هذه المنطقة والاندماج مع السكان المحليين، وتأسيس أسر لهم في قرية "بافي ها طاي" شمال هانوي.​

ويحيل بناء المعلمة بطريقة متناسقة وهندسة مغاربية من طرف هؤلاء المجندين، إنما يحيل إلى خلفياتهم الغير عسكرية، وعلى أن أغلبهم فلاحون أو بناؤون أو هما معا اضطرتهم الظروف المعيشية والاقتصادية إبان الحرب العالمية الثانية والاحتلال الفرنسي إلى التجنيد في صفوف القوات الفرنسية في حرب لا طائل منها إلا الجوع ورغيف الخبز، وهو الأمر الذي جعل أغلبهم ينضم إلى الفيتناميين بعد اندلاع حرب الاستقلال في المغرب.​

فيتناميون يحلمون بمعانقة المغرب بلدهم الأم​

في فبراير 2014 أنجزت قناة الجزيرة شريطا وثائقيا حول تاريخ أطفال مغاربة، يحلمون منذ 40 سنة بمعانقة أرض الوطن، بعد أن فقدوا آبائهم في حرب "لاندوشين"، عندما حاربوا إلى جانب القوات الفرنسية في الفيتنام في فترة 1954-1964..​

و يحكي الشريط الوثائقي، الذي يحمل عنوان "40 سنة من الطلب" معاناة كل من محمد، طامو، و حبيبة، وهم أبناء لجنود مغاربة شاركوا إلى جانب القوات الفرنسية في حرب "لاندوشين"، ما بين 1954 و 1964، لكن لم تطأ أقدامهم المغرب.​

الشريط الوثائقي، ذكر أن القوات الفرنسية كانت قد استقدمت العديد من الجنود المغاربة، من أجل المشاركة في حرب "لاندوشين" بالفيتنام، وعند نفي الملك الراحل محمد الخامس، قام العديد من الجنود المغاربة بالتمرد على القوات الفرنسية، ليتزوجوا بنساء فيتناميات هناك، و استقروا بالفيتنام بعد نهاية الحرب.​

و في سنة 1972، قامت المملكة المغربية بالسماح لحوالي 70 مقاتل مغربي بالعودة إلى أرض الوطن بصحبة نسائهم الفيتناميات، في وقت بقي فيه عدد من الأطفال المغاربة هناك في الفيتنام، بعد ان فقدوا ذويهم، و لم يستطيعوا تحصيل الوثائق للعودة إلى المغرب.​

يحكي الشريط قصة محمد بنعلي، ابن أحد المقاتلين المغاربة الذين لقوا حتفهم إبان حرب "لاندوشين"، يبلغ الآن من العمر حوالي 60 سنة، تزوج بامرأة فيتنامية و أنجب معها طفل وحيد، لم يفقد محمد أمل العودة إلى المغرب رغم كل شيء، وجاء على لسانه، "خلال السنوات الأربع الماضية، دخلت السفارة المغربية هنا في اتصالات مباشرة مع السلطات الفيتنامية، و منذ ذلك الحين، لا زلنا نبحث عن وثائق تثبت أننا مغاربة٠​

حسب الشريط نفسه، الأطفال المغاربة هناك مازالوا ينتظرون الحكومة المغربية من أجل الإسراع في مساعدتهم في العودة إلى المغرب، حيث قال أحدهم "أتمنى من السلطات المغربية أو الفرنسية مساعدتي على العودة إلى بلادي، فيما قال آخر «يجب من السلطات الفرنسية اتخاذ إجراءات المناسبة من أجل مساعدتنا، كعربون شكر على ما قدمه آباؤنا لفرنسا إبان حرب لاندوشين» -​

الخريبكي الذي رقاه « هوشي منه» إلى رتبة جنرال في الجيش الفيتنامي​

في سنة 1949، بعث الزعيم الفيتنامي «هوشي منه» بشكل سري إلى الحزب الشيوعي المغربي في طلب مسؤول لمهمة خاصة هي تأطير المحاربين المغاربة والعناية بهم سواء منهم الذين التحقوا بالقوات الفيتنامية في مواجهتها للقوات الفرنسية، أو الذين فروا من صفوف هذه الأخيرة. وقد اختار علي يعته الأمين العام للحزب الشيوعي المغربي آنذاك لهذه المهمة امحمد بن عمر لحرش٠​

الباحث عبد الله ساعف، خصص كتابا لسرد حكاية وسيرة هذا العسكري المغربي الذي شارك إلى جانب القوات الثورية الفيتنامية المقاومة للاستعمار، الكتاب صدر عن منشورات «دفاتر سياسية» يحمل العنوان التالي: «حكاية أنه ما، سيرة جنيرال مغربي في حرب فيتنام»، وهو كتاب من الحجم الصغير يضم بين دفتيه ما يقارب 220 صفحة٠​

يتعلق الأمر في هذا التحقيق البحثي بمناضل في صفوف الحزب الشيوعي المغربي سابقا، وأحد أعضاء لجنته المركزية، إنه امحمد بنعمر لحرش (1914-1971)​

بدأت رحلة محمد بن عمر إلى الفيتنام في سرية تامة سنة 1950حيث التحق بفرنسا وانتقل منها إلى بلجيكا وبولندا والاتحاد السوفياتي والصين، وصولا إلى الفيتنام. وعند وصوله استقبل من طرف وفد رسمي، ثم أخِذ لمقابلة "هوشي منه"، وهو الذي سيطلِق عليه فيما بعد لقب «أنه ما»: والتي تعني: "الأخ الفرس". وقد استطاع بسرعة، وبفضل مؤهلاته القيادية وشخصيته الكاريزمية أن يتمتع بحظوة كبيرة لدى ممثلي"الفييت منه٠​

أوكلت له مهام إعداد وتأطير المقاتلين المغاربة الهاربين من لواء الجيش الاستعماري الفرنسي أو الذين قامت بأسرهم قوات « الفييت منه» من جهة ثانية، عمل على استقطاب واحتواء العسكريين المغاربة المنضوين في إطار القوات الفرنسية، و هناك لعب دور المربي السياسي لأسرى شمال إفريقيا، الذين وقعوا في قبضة "الفييت منه"، هناك باشر بنعمر عدة عمليات بخصوص إصلاح أوضاع هؤلاء الأسرى لاسيما من الجانب الإنساني: تحسين النظام الغذائي، إنشاء أوراش وتعاونيات، تنظيم المباريات الرياضية، تنظيم الندوات التكوينية والحفلات الموسيقية...وتمثلت الغاية من وراء كل هذه التعبئة في "تكوين أطر الثورة الماركسية في دول المغرب الكبير حسبما استنتجه ساعف.​

بعد هذا السفر إلى المستنقع الفيتنامي، سيعود منه بنعمر إلى بلده، في نهاية الستينيات، برتبة جنرال خبير بمختلف العمليات والمهام الاستراتيجية العسكرية، إلا أنه سرعان ما سيختفي بعد ذلك، في ظروف وصفها الباحث ساعف بالغامضة.​

وبالرغم من الغموض الذي لف سيرة هذا الرجل فقد تمكن الباحث، بعد جهد جهيد كما أورد في مقدمة الكتاب، من الوصول لألبير عياش، الاختصاصي في التاريخ الاجتماعي للمغرب خلال الفترة الاستعمارية، ومن خلاله إلى كثير من المعطيات التي أوردها بكتابه، وذلك انطلاقا من: تحليل محتويات الصحافة العمالية الشيوعية لفترة الاستعمار، عقد عدد من اللقاءات المباشرة مع رفيقة بنعمر والمسماة كامي كامليا التي أمدته بكم هائل من الذكريات والصور والوثائق، لسرد حياة وتجربة ومغامرات بنعمر، و جمع الكثير من الشهادات من أفواه رفاق بنعمر وأفواه الجنود المغاربة المشاركين في الحرب الهندية الصينية٠​

امحمد بنعمر لحرش ازداد سنة 1914 في بادية أمزيز القريبة من مدينة خريبكة، ينتمي إلى إحدى كبريات القبائل الأطلسية المقاومة للاحتلال الفرنسي، عرف عنه انضمامه إلى القوات الفرنسية أثناء حدوث الحرب العالمية الثانية، والتي أنهى فيها مشواره العسكري بحيازته لرتبة مساعد أول، مما أكسبه قدرا مهما من الدربة والمراس العسكريين شأنه شأن العديد من المغاربة الذين التحقوا بالجيش الفرنسي، لكن مشواره الطويل والحافل انتهى بشكل غامض٠​

لكن الي اجو عسوريا شو كان اسمون🤔🤔
 
لكن الي اجو عسوريا شو كان اسمون🤔🤔
سميهم كما تريد.
بالنسبة لبعض السوريين هم ارهابيون، و البعض الاخر من السوريين يعتبرهم متطوعيين من المغرب الشقيق. اما بالنسبة للمغرب فهم مغاربة في سوريا هاجرو بطريقة غير قانونية و التحقوا باحدى الجماعات المسلحة.
عودة لموضوع الصفحة، ليس كل المغاربة ذهب لحرب الفيتنام عن طواعية فمنهم شأن كل النزاعات وجد نفسه في حرب لا تعنيه ففقد حياته او بثرث اطرافة او عاد بجروح جسدية و نفسية بحكي كل ليلة فصل من فصوولها دون وعي.
انا شخصيا احد انسابي شارك في الحرب و قد عانى في اخر سنوات حياته من كوابيس هته الحرب.
 
سميهم كما تريد.
بالنسبة لبعض السوريين هم ارهابيون، و البعض الاخر من السوريين يعتبرهم متطوعيين من المغرب الشقيق. اما بالنسبة للمغرب فهم مغاربة في سوريا هاجرو بطريقة غير قانونية و التحقوا باحدى الجماعات المسلحة.
عودة لموضوع الصفحة، ليس كل المغاربة ذهب لحرب الفيتنام عن طواعية فمنهم شأن كل النزاعات وجد نفسه في حرب لا تعنيه ففقد حياته او بثرث اطرافة او عاد بجروح جسدية و نفسية بحكي كل ليلة فصل من فصوولها دون وعي.
انا شخصيا احد انسابي شارك في الحرب و قد عانى في اخر سنوات حياته من كوابيس هته الحرب.
ما عم احكي حاليا عم احكي علي كانو بجيش الفرنسي حسب معرفتي كان فيه قوات من المغاربة والجزائريين ما بعرف اذا كلامي خطأ او صحيح
 
ما عم احكي حاليا عم احكي علي كانو بجيش الفرنسي حسب معرفتي كان فيه قوات من المغاربة والجزائريين ما بعرف اذا كلامي خطأ او صحيح
من السياسات التي لجأ اليها الاحتلال في استغلال الموارد البشرية لمستعمراتها خدمة لمصالحها بمناطق نفوذ اخرى هي التجنيد الاجباري، و هو لم يقتصر على المغاربة فقط بل كل مستعمراتها حيت كانوا يستعملونهم لقمع المقاومات المحلية كما هو حال السينغالين في المغرب و شمال افرقيا او حتى في اسيا كما هو حال الهند الصينية او ما يعرف بالفيتنام، دون ان ننسى طبعا الحربين العالميتين الاولى ة التانية.
 
عودة
أعلى