عرفت العلاقات المغربية الليبية حالة من المد والجزر، إبان فترة حكم ليبيا من قبل العقيد الراحل معمر القذافي (7 يونيو 1942 – 20 أكتوبر 2011).
القذافي: نحن من أسس البوليساريو
وكان الزعيم الليبي معمر القذافي من أبرز داعمي جبهة البوليساريو منذ قيامها في 20 ماي من سنة 1973، وعمل على مدها بالمال والسلاح، ووفر لها دعما دبلوماسيا في الخارج إلى جانب الجزائر التي احتضنتها فوق أراضها.
وبحسب ما جاء في تقرير منشور في الموقع الإلكتروني لـ”مركز الجزيرة للدراسات” تحت عنوان “آفاق تسوية نزاع الصحراء الغربية بعد القذافي”، فقد قال الزعيم الليبي خلال خطابه بمناسبة ذكرى “ثورة الفاتح” في شهر شتنبر من سنة 1987:
“.. أستطيع أن أتكلم عن قضية الصحراء أكثر من أي طرف آخر لأن البوليساريو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، نحن الذين أسسناها عام 1972، ونحن الذين دربناها وسلَّحناها لتطرد الاستعمار الإسباني من الساقية الحمراء ووادي الذهب، ولم نسلحها لإقامة دولة، ولم نقل لهم: انضموا إلى موريتانيا أو الجزائر أو المغرب أو لا تنضموا، دربناها وسلحناها لتحرير الأراضي العربية من الاستعمار الإسباني”.
شهر العسل المغربي الليبي انتهى بعد حوالي سنتين، وذلك بعد الزوبعة السياسية التي أثارتها زيارة الوزير الأول الإسرائيلي شيمون بيريز للمغرب بتاريخ 21 يونيو من سنة 1986 في إطار ما يُعرف بلقاء إفران.
القذافي واغتيال الحسن الثاني
بعد لقاء الحسن الثاني ببيريز، عادت العلاقات بين البلدين إلى التوتر مجددا، وتطور الأمر إلى حد تفكير القذافي في اغتيال الملك الحسن الثاني.
فخلال لقاء تلفزيوني مع قناة العربية قال المدير السابق للدائرة السياسية في حركة فتح الفلسطينية، عاطف أبوبكر، إن القذافي نسق مع صبري خليل البنا، المعروف باسم أبو نضال، وهو مؤسس مجلس فتح الثوري، بعد انشقاقه عن حركة فتح الفلسطينية، وكان معروفا بعمله كجندي مرتزق، (نسق معه) من أجل اغتيال الحسن الثاني.
وبحسب عاطف أبوبكر فبعد اتفاقهما على الخطة قام “أبو نضال والمخابرات الليبية بإرسال أسلحة إلى المغرب في العام 1987 عبر الطيران الليبي، حيث تم تخزينها، ووضع خطة عمل.
وكان مخططا أن يشرف أبو نضال -الذي اعتبرته وزارة خارجية الولايات المتحدة مسؤولًا عن هجمات وقعت فيما لا يقل عن عشرين دولة مختلفة، مما أسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 900 شخص- على اغتيال العاهل المغربي، وتعتمد الخطة بحسب رواية عاطف أبوبكر، على أن:
“الملك الحسن الثاني كان لديه أثناء خروجه ممر إجباري من قصره بالقرب من فندق “الهيلتون”، حيث كان من المفترض أن توضع 7 بنادق كلاشينكوف مع قاذفتي “آر بي جي”، على أن تدمر القاذفات السيارات المصفحة، فيما يتم مهاجمة الملك وأفراد الحراسة والمرافقين بالأسلحة الرشاشة”.
لكن العملة ألغيت خوفا من ردة الفعل العنيفة من الرباط تجاه طرابلس، وأيضا بسبب عقد صفقات سياسية وأمنية بين النظامين حينها، أبرزها كانت صفقة تسليم المغرب الضابط الليبي عمر المحيشي الذي كان يقيم بالبلاد، والذي شارك في محاولة انقلابية فاشلة في عام 1975 ضد نظام القذافي.
https://www.yabiladi.ma/articles/details/58572/حينما-خطط-القذافي-لاغتيال-الحسن.html