السر الجميل في معرفة ربط القرآن الكريم بين مشاهد الدنيا و الآخرة
الجبال والبشر
{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ}
لـمَّا ذكَر الله الجبال واختلاف ألوانها وأشكالها
{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ}[فاطر: 27]
ناسَب أن يذكِّر بشبيه ذلك في البشر وغيرهم:
{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ}[فاطر: 28
وهي لفتة كونية عجيبة من اللفتات الدالة على مصدر هذا الكتاب
لفتة تطوف في الأرض كلّها تتبع فيها الألوان والأصباغ في كلّ عوالمها
في الثمرات
وفي الجبال
وفي الناس
وفي الدواب
والأنعام
لفتة تجمع في كلمات قلائل بين الأحياء وغير الأحياء في هذه الأرض جميعًا
وتدع القلب مأخوذًا بذلك المعرض الإلهي الجميل الرائع الكبير الذي يشمل الأرض جميعًا
ثم ما المقصود من ذلك كلّه؟
إنهم جميعًا في مرتبة واحدة وإن اختلفت ألوانهم وأشكالهم
لا يفضل أحدهم على أحد
كما لا تختلف الجبال وإن اختلفت ألوانها
إنما الذي يميزهم ويُفرِّق بينهم ويرفع بعضهم عن بعض
هو خشية الله تعالى والعلم به:
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}[فاطر: 28]
فتأمل كيف ينتقل بك القرآن وأنت غارق في التأمل في هذه اللوحة الفنية الجمالية
من هذا الكون الفسيح
ويستغل هذا الشعور الرقيق، والحسّ المرهف ليغرس في نفسك
قدر الخشية والخوف من الله تعالى
ولتعلم أن مدار التمايز والتفاضل عليها
وأخيرًا
فهذه دعوة للاهتمام بمقاصد القرآن العليا
وتوسيع الأفق والمدارك في التعامل مع القرآن
والاهتمام بمعالي الأمور ومنتهاها
والنظر إلى الدنيا من خلال القرآن وتوجيهاته
وربط الدنيا بالآخرة
قال الرازي:
«والمقصود الأعظم من هذا القرآن العظيم تقريرُ أصولٍ أربعة:
الإلهيَّات، والنبوّات، والمعاد، وإثبات القضاء و القدر
الجبال والبشر
{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ}
لـمَّا ذكَر الله الجبال واختلاف ألوانها وأشكالها
{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ}[فاطر: 27]
ناسَب أن يذكِّر بشبيه ذلك في البشر وغيرهم:
{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ}[فاطر: 28
وهي لفتة كونية عجيبة من اللفتات الدالة على مصدر هذا الكتاب
لفتة تطوف في الأرض كلّها تتبع فيها الألوان والأصباغ في كلّ عوالمها
في الثمرات
وفي الجبال
وفي الناس
وفي الدواب
والأنعام
لفتة تجمع في كلمات قلائل بين الأحياء وغير الأحياء في هذه الأرض جميعًا
وتدع القلب مأخوذًا بذلك المعرض الإلهي الجميل الرائع الكبير الذي يشمل الأرض جميعًا
ثم ما المقصود من ذلك كلّه؟
إنهم جميعًا في مرتبة واحدة وإن اختلفت ألوانهم وأشكالهم
لا يفضل أحدهم على أحد
كما لا تختلف الجبال وإن اختلفت ألوانها
إنما الذي يميزهم ويُفرِّق بينهم ويرفع بعضهم عن بعض
هو خشية الله تعالى والعلم به:
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}[فاطر: 28]
فتأمل كيف ينتقل بك القرآن وأنت غارق في التأمل في هذه اللوحة الفنية الجمالية
من هذا الكون الفسيح
ويستغل هذا الشعور الرقيق، والحسّ المرهف ليغرس في نفسك
قدر الخشية والخوف من الله تعالى
ولتعلم أن مدار التمايز والتفاضل عليها
وأخيرًا
فهذه دعوة للاهتمام بمقاصد القرآن العليا
وتوسيع الأفق والمدارك في التعامل مع القرآن
والاهتمام بمعالي الأمور ومنتهاها
والنظر إلى الدنيا من خلال القرآن وتوجيهاته
وربط الدنيا بالآخرة
قال الرازي:
«والمقصود الأعظم من هذا القرآن العظيم تقريرُ أصولٍ أربعة:
الإلهيَّات، والنبوّات، والمعاد، وإثبات القضاء و القدر